افتتاح مُبهر لـ«المهرجان السينمائي الخليجي» في الرياض

احتفاء برواد الفن... والنبهان لـ«الشرق الأوسط»: التكريم لا يعني التقاعد

جانب من حضور حفل الافتتاح الذي شهد حشداً كبيراً من فناني الخليج (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور حفل الافتتاح الذي شهد حشداً كبيراً من فناني الخليج (تصوير: تركي العقيلي)
TT

افتتاح مُبهر لـ«المهرجان السينمائي الخليجي» في الرياض

جانب من حضور حفل الافتتاح الذي شهد حشداً كبيراً من فناني الخليج (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور حفل الافتتاح الذي شهد حشداً كبيراً من فناني الخليج (تصوير: تركي العقيلي)

في حفل مزج ما بين الدهشة والإبداع، انطلقت مساء (الأحد) فعاليات الدورة الرابعة من المهرجان السينمائي الخليجي بمدينة الرياض، الذي يجمع حشداً من رواد الفن في الخليج، ممن ساروا على السجادة الحمراء قبيل الحفل الذي أحيته المغنية السعودية ريماز العقبي بأغنية تستدعي سحر الخليج بأركانه الستة وعمقه اللامتناهي.

كما شهد الحفل تكريم مجموعة من رواد الفن الخليجي. هم السعودي محمد الطويان، والكويتي جاسم النبهان، والعماني إبراهيم الزدجالي، والبحريني حسين الرفاعي، والقطري أحمد الباكر.

 

فلسفة التكريم

تحدّث النبهان لـ«الشرق الأوسط» عن ذلك قائلاً: «هذا التكريم يعني لي الكثير، فهو مسؤولية، كما أن التكريم لا يعني التقاعد والبقاء في البيت، بل هو يدفع إلى العطاء من جديد»، وأضاف: «سترون أعمالاً جديدة لجاسم النبهان وفناني جيله خلال الأشهر المقبلة».

وبسؤال النبهان عن رؤيته حول مستقبل السينما الخليجية، أشار إلى أن المستقبل يتحقق متى ما دُعم الفنان المهتم بالسينما، وأضاف: «السينما تعبير صادق يواكب مفردة هذا اليوم عند المجتمعات الأخرى التي لا تعي ما هو تاريخنا، ونحن يجب أن نتناول هذا التاريخ ونتناول هاماتنا وقامتنا من خلاله، لنقول لهم ها نحن بثقافتنا الرائعة قادرين أن نتعامل معكم ونصل لكم بمفردات اليوم».

الفنان الكويتي جاسم النبهان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن تكريمه في المهرجان (تصوير: تركي العقيلي)

 

دعم الشباب

من جانبها، تحدثت الممثلة البحرينية هيفاء حسين، لـ«الشرق الأوسط» قائلة إن «هذه النوعية من المهرجانات هي التفاتة جميلة لدعم الشباب من صُنّاع السينما، خصوصاً أننا ما زلنا نحاول تقديم بعض التجارب السينمائية للوصول لمستوى يرتقي به المجتمع»، وأضافت: «من الجميل أيضاً أن نشهد في هذه الدورة تكريم المخرج البحريني حسين الرفاعي، باعتباري شاركت بأحد أعماله التي تركت بصمة في عالم السينما، وهو فيلم (عشاء)».

 

شعلة ثقافية

ويأتي هذا الحدث السينمائي الفاخر ليؤكد على ما باتت تمثله الرياض من كونها عاصمة للفن والإبداع في المنطقة، ويؤكد ذلك الفنان السعودي عبد الإله السناني الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «الرياض صارت شعلة ثقافية تضاف إلى الوطن العربي وتقدم أشياء جديدة ومهمة خاصة في العمل الثقافي سواء المسرح أو السينما».

الفنان عبد الله السدحان خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

 

قفزة عالمية

الفنان عبد الله السدحان تحدث لـ«الشرق الأوسط» معبراً عن تفاؤله بمستقبل السينما في السعودية، من خلال الجهود المبذولة من قبل وزارة الثقافة وهيئة الأفلام، وكذلك الجهات الداعمة مثل فيلم العلا وغيرها، وأضاف: «نحن ننتظر الآن تقديم أعمال سينمائية روائية طويلة بحيث نبتعد عن الاجتهادات البسيطة».

وبسؤاله عن اختيار مهرجان كان السينمائي الدولي لفيلمه «نوره» للعرض الرسمي خلال الدورة 77 التي ستقام الشهر المقبل، يقول السدحان: «هو ليس فيلمي وحدي، بل فيلمنا جميعاً، وفخورون بهذه النقلة».

 

برنامج حافل

يضم المهرجان عدداً من عروض الأفلام والندوات الحوارية والورش التدريبية المختلفة والمتكاملة التي تمكن الزوار من استكشاف أبعاد جديدة لصناعة السينما عبر النظر إليها من منظور صنّاعها ونقّادها، إذ يعرض عبر أيامه الخمسة 29 فيلماً مختلفاً لمنتجين خليجيين بارزين، عبر عدة فئات، منها الأفلام الروائية الطويلة والروائية القصيرة والأفلام الوثائقية.

الشخصية المكرمة من السعودية الفنان محمد الطويان (تصوير: تركي العقيلي)

ويقدم عدد من خبراء السينما الخليجيين لمحات من خبراتهم عبر عدد من الورش التدريبية التخصصية لزوار المهرجان، وذلك عبر ورشة «كيف تصنع فيلماً وثائقياً مؤثراً؟» يقدمها السينمائي عبد الرحمن صندقجي، وورشة «علاقة المؤلف الموسيقي بالمخرج السينمائي» يقدمها محمد حداد، وورشة «فن وكتابة وتطوير السيناريو» التي يقدمها الكاتب محمد حسن أحمد.

كما تتناول الندوات الحوارية 6 مواضيع مختلفة، منها «تحديات إنتاج الأفلام المقتبسة» و«مهرجانات الأفلام في دول الخليج» و«صناديق الدعم والتمويل المشترك» و«الأفلام المستقلة والميزانيات الصغيرة» و«تجربة منصات العرض في الشرق الأوسط».

علاوة على ذلك، يتنافس عدد من صناع الأفلام الخليجيين على جوائز المهرجان الممتدة على 9 فئات مختلفة.

ومن الجدير بالذكر أن المهرجان السينمائي الخليجي جزء من جهود هيئة الأفلام في إثراء مجال السينما وطنياً وإقليمياً عبر إقامة مهرجانات وملتقيات ترفع من مستوى الإنتاج السينمائي وتعزز من مهارات وخبرات المهتمين بمجال السينما والتبادل الثقافي والمعرفي فيما بينهم، بما يتناسب مع أهمية السينما في المشهد الثقافي العالمي.


مقالات ذات صلة

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

الاقتصاد شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت «الأوركسترا السعودية» أجمل الألحان الموسيقية في ليلة ختامية كان الإبداع عنوانها على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
خاص الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

خاص نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

كشف مسؤول نيجيري رفيع المستوى عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.