العائلات التجارية في السعودية والخليج... نجاح في الحاضر وعين على المستقبل

برنامج الحوارات «لقاء مفيد» يلقي الضوء على جوانب جديدة من إمبراطوريات معروفة

رجل الأعمال الإماراتي حسين سجواني
رجل الأعمال الإماراتي حسين سجواني
TT

العائلات التجارية في السعودية والخليج... نجاح في الحاضر وعين على المستقبل

رجل الأعمال الإماراتي حسين سجواني
رجل الأعمال الإماراتي حسين سجواني

لسنوات شكّل شهر رمضان مناسبة لمقابلات خاصة وصريحة تجريها بعض البرامج مع شخصيات سعودية وعربية، فتستكشف حياتهم وقصص كفاحهم ونجاحاتهم في مجالات متعددة، وكان الإعلامي مفيد النويصر يطلّ بهذه القصص كل عام في برنامجه «من الصفر». إلا أن بوصلة النويصر تحولت هذا العام إلى «حوار مفيد» يحكي قصص العائلات التجارية في العالم العربي.

استعرض «من الصفر» تفاصيل تأسيس ونشأة كبرى الشركات العائلية والعلامات التجارية في السعودية والعالم العربي، واستضاف مؤسسيها والشركاء الأوائل ومَن حمل الراية من بعدهم، والذين أطلّ معظمهم للمرة الأولى متحدثين عن أعمالهم في الماضي والحاضر إلى جانب خططهم المستقبلية.

مفيد النويصر (خاص)

الموضوع ليس جديداً حتى هذه النقطة فما الذي يريد الإعلامي إضافته للمشاهد إلى جانب تقديم مجلد تلفزيوني متكامل لبعض أهم الأسماء التجارية التي سجلت وجودها وأهميتها في حياة المستهلكين يوماً بعد يوم مثل عائلة الحاج علي رضا، أو عائلة الجميح، وعائلة السليمان والعثيم وغيرها كثير.

سألنا النويصر: «مع أنك حولت وجهة الحوارات لتركز على الجوانب التجارية يظل السؤال موجوداً: ما الفرق بين (من الصفر) و(حوار مفيد)؟ ألا ترى أوجه تشابه بينهما؟».

لا يترك النويصر المعروف بحماسته الكبيرة الفرصة ليشرح وجهة نظره: هي التصنيف نفسه، فهو ليس برنامجاً ترفيهياً أو كوميدياً، ولكنه برنامج يعتمد على القصص؛ في «من الصفر» كانت هناك قصص، وفي «حوار مفيد» هناك قصص أخرى، ولكن الفرق هو أن (حوار مفيد) يركز على «براند» (علامة تجارية)، نسأل (ما قصة هذا البراند؟) ونتبع الخيط لنعرف أكثر عن قصة العائلة التي أطلقته.

سألناه مجددا: «في مجال واسع وأسماء كثيرة لامعة ومعروفة الاختيار يصبح محكوماً بمعطيات مهمة، فما المعايير التي استخدمها البرنامج؟»، يقول: «اختياراتنا لها أسباب، قد يكون النجاح الكبير أو قصة العائلة خلفه، قد يكون (البراند) محلياً أصلياً أو قد يكون أجنبياً سجل نجاحه في المملكة».

النجاح لـ«البراند»، كما يقول النويصر، يأخذنا أيضاً إلى أن النجاح امتد لاسم العائلة. على سبيل المثال، عندما يذكر اسم عائلة الجميح، هو اسم معروف وفي حد ذاته يمكن عدّه «براند»، وبالنظر في ماذا ينطوي تحت الاسم نجد علامات تجارية عالمية مثل «بيبسي» و«شل» وسيارات «GMC» وهكذا.

ما بين المحلي والعالمي ثمة نجاحات مشتركة تمنح «خلطة البرنامج»، كما يحب أن يطلق على خطة عمله، تتنوع ما بين نجاحات اعتمدت على استضافة أو تبني العلامات العالمية والعمل على نجاحها في السوق المحلية، وبين نجاحات تحققت بفضل تأسيس «براندات» سعودية صنعت منها قصص نجاح كبيرة. يستكمل قائلاً إن الهدف هو «أن نجمع بين علامة أو أسرة تجارية عالمية وأخرى محلية».

خالد العمران في «حوار مفيد»

وهنا ثمة سؤال يطرح نفسه: «في الحلقات المطروحة والشخصيات التي سلط عليها الضوء، أين المرأة؟» يجيب: «لم ننجح في إقناع سيدات، حاولنا كثيراً، هناك حلقة واحدة فقط ظهرت فيها سيدة أعمال وهي أغاريد عبد الجواد، تحدثت خلالها عن شركة عائلتها، وهي شركة تفريغ وتحميل تعمل في موانئ المملكة».

يرسم النويصر سياسة للحوار مع ضيوف البرنامج، لتحديد الطريق للضيف ثم يطرح له المجال «يمكنك عدّ الضيف بمكانة الراوي. عندما يكون عندي ضيف عنده أسرة ممتدة وتاريخ عملي يمتد على 60 و70 أو 170 عاماً، فمن الطبيعي أن أرغب في معرفة القصة من البداية، ثم كيف يتم التسليم من جيل لجيل وكيف يضمن استمرارية الشركة. قد تأخذنا الروايات لحكايات وتاريخ لا نعرفه كثيراً، هذا جانب قد لا يكون مرتبطاً بجانب (البيزنس) كما نريد إظهاره في البرنامج، ولكنه جانب مهم، ويمهد لمعلومات أخرى».

الحاضر والمستقبل

نقطة مثيرة للاهتمام يشير لها خلال الحوار وهي نظرية الفيل والغزال «تعد العائلات البيزنس الأساسي مثل الفيل، كائن يجب ألا يقع، لكن مشروعات الجيل الأصغر تتحمل السقوط والوقوف مرة أخرى بسهولة. هذه مدرسة كل الأسر التجارية وطريقة تفكيرها».

من ساعات وساعات من التسجيل ما أهم ملاحظات النويصر؟ يمكن تلخيص ذلك في نقاط بسيطة: «أولاً هناك شيء أساسي مشترك بينهم كلهم، وهو الصدق والأمانة، ومخافة الله. والاهتمام بالمحافظة على حقوق الناس».


مقالات ذات صلة

«جي إف إتش المالية» البحرينية تواصل المحادثات للاستحواذ على محافظ «الإثمار القابضة»

الاقتصاد جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)

«جي إف إتش المالية» البحرينية تواصل المحادثات للاستحواذ على محافظ «الإثمار القابضة»

أعلنت شركة «جي إف إتش المالية» البحرينية، الأحد، أن محادثات الاستحواذ على محافظ «الإثمار القابضة للتمويل والاستثمار» لا تزال مستمرة.

«الشرق الأوسط» (المنامة)
الاقتصاد المدير التنفيذي لشركة «سيسكو السعودية» سلمان فقيه (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:37

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

في ظل ما يشهده قطاع التقنية السعودي من تطور، حقَّقت «سيسكو» أداءً قوياً ومتسقاً مع الفرص المتاحة وقرَّرت مواصلة استثماراتها لدعم جهود السعودية في التحول الرقمي.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد الملياردير الهندي غوتام أداني متحدثاً خلال حفل افتتاح بعد أن أكملت «مجموعة أداني» شراء ميناء حيفا في يناير 2023 (رويترز)

استدعاء أميركي للملياردير الهندي أداني بتهمة رشوة

أصدرت «هيئة الأوراق المالية» والبورصات الأميركية مذكرة استدعاء للملياردير الهندي غوتام أداني، المتهم في مزاعم رشوة أميركية تتعلق بلائحة اتهام فيدرالية ضخمة ضده.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.