مهرجان «بيروت الدولي لسينما المرأة»... تحيةٌ لصانعة قدرها

يُكرّم الفنانة المصرية يسرا في دورته السابعة ويطمح للتوسُّع

تكريم الفنانة المصرية يسرا في الدورة السابعة من «الدولي لسينما المرأة» (صور المهرجان)
تكريم الفنانة المصرية يسرا في الدورة السابعة من «الدولي لسينما المرأة» (صور المهرجان)
TT

مهرجان «بيروت الدولي لسينما المرأة»... تحيةٌ لصانعة قدرها

تكريم الفنانة المصرية يسرا في الدورة السابعة من «الدولي لسينما المرأة» (صور المهرجان)
تكريم الفنانة المصرية يسرا في الدورة السابعة من «الدولي لسينما المرأة» (صور المهرجان)

للنساء بصمات مضيئة على صفحات المجتمع والوطن والعائلة والمهنة؛ ويأتي مهرجان «بيروت الدولي لسينما المرأة» ليضع دورهنّ الريادي هذا تحت المجهر.

وخصَّصت دورته السابعة التي تبدأ في 14 أبريل (نيسان) الحالي، وتنتهي في 19 منه؛ أفلاماً تُسهم في تكريمها. وتحت شعار «نساء من أجل القيادة»، ينظّم «مجتمع بيروت السينمائي» هذا الحدث برعاية وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري، بالتعاون مع شركة «سيدرز آرت برودكشن» (الصبّاح إخوان) للإنتاج. ويضمّ أيضاً طلاباً لبنانيين يشاركون فيه بمجالات عدة.

ينطلق برنامج المهرجان في 14 أبريل بحفل يستضيفه «كازينو لبنان»، تحلُّ فيه الفنانة المصرية يسرا ضيفة شرف، فيُكرّمها تقديراً لمسيرتها الحافلة بالنجاحات.

سبق للمهرجان أن كرَّم أكثر من فنانة عربية ولبنانية، بدءاً بالمصرية إلهام شاهين في دورته الأولى، لتكرَّ بعدها السبحة وتشمل وجوهاً من لبنان، أمثال رندة كعدي، وتقلا شمعون، وجوليا قصار، ووفاء طربيه، وغيرهن. في هذا السياق، يوضح مديره سام لحود لـ«الشرق الأوسط» أنّ التكريمات تندرج ضمن لائحة مسيرة حياة عنوانها الثبات والمسؤولية. ويتابع: «تشكّل تلك الوجوه نماذج حيّة لواقع نفتخر بوجودهن فيه، فيكُنَّ مثالاً يُحتذى به، لا سيما أنهن صنعن أقدارهن بأنفسهن. ثمة فارق بين الشهرة والجودة، والنساء المُكرَّمات صنعن مسيرة حياتهن بجدّية، فأثرين الساحة. وعندما نتكلّم عن هدف المهرجان، وهو تمكين المرأة، لا بدّ من وَضْعهنَّ في الصدارة».

رندة كعدي من الوجوه المُكرَّمة (صور المهرجان)

يشهد المهرجان عرض 73 فيلماً طويلاً وقصيراً، بين الروائي والوثائقي والمتحرّك والراقص؛ اختيرت من 35 دولة، مُتّبعاً سنوياً «الفورمات» الموحَّد ليقتصر التغيير على مضمونه فقط. كما يقدّم فرصة لتدريب شابات متخرّجات من المعاهد السينمائية، فمن خلال ورشات عمل مكثَّفة على مدى عام كامل في لبنان وخارجه، يحظين بتجربة فنية مميّزة.

تحوز الأفلام اللبنانية على مساحة لا يُستهان بها من العروض، من بينها 12 فيلماً روائياً طويلاً، و10 وثائقيات، إضافة إلى أخرى من فئة الأفلام القصيرة.

وتطلّ المخرجة والممثلة نادين لبكي في أحد هذه الأفلام بعنوان «وحشتيني» للمخرج السويسري من أصل مصري تامر روجلي، تشاركها فيه الفرنسية فاني أردان؛ وهو إنتاج مصري - سويسري، تشهد بيروت عرضه الأول. كما يشارك في المهرجان، الفيلم التونسي «بنات ألفة» لكوثر بن هنية، ويحضر حفل عرضه وفد تونسي من «مهرجان قرطاج السينمائي». ومن المغرب، يشارك فيلم «كذب أبيض» لأسماء المدير، بعدما حصد جائزة «النجمة الذهبية» في «مهرجان مراكش السينمائي» عام 2023، ورُشِّح لـ«الأوسكار».

نادين لبكي تطل في فيلم «وحشتيني» لتامر روجلي (صور المهرجان)

ومن الأفلام اللبنانية، «رقص على حافة البركان» لسيريل عريس، وآخر من إنتاج كندي - لبناني بعنوان «وادي المنفى» للكندية - الإيرانية أنان فار.

تُعرَض جميع الأفلام في صالات «غراند سينما» بمنطقة ضبيّه، وتشمل حلقات حوارية مع ضيوف يعملون في الصناعة السينمائية من مختلف الدول. وفي 19 أبريل، تختتم فعالياته بحفل توزيع الجوائز على الأفلام الفائزة في مسابقته. وتتولّى لجنة تحكيم يؤلّفها 18 عضواً من كبار صنّاع السينما وممثلين وفنانين هذه المَهمّة؛ من بينهم الممثلون نيكولا معوّض، وزينة مكي، وكارمن لبّس، وجورج خباز، والمخرج سمير حبشي، والإعلامي جمال فياض.

يوضح سام لحود: «يطبّق المهرجان أفكاره التي سبق وأعلن عنها، ويتمسّك بفتح آفاق لبنان على صناعة سينمائية لافتة. فثمة استثمارات لهذا الحدث على أرض الواقع. ونعدُّ أنفسنا شركاء مع وزارة الإعلام وشركة (الصبّاح) للإنتاج التلفزيوني والسينمائي. ننوي إكمال الداتا التي بدأنا فيها لجمع معلومات كل مَن يعمل في هذه الصناعة بلبنان. القطاع ضخم، يضمّ الممثل والمخرج، كما التقنيين وأصحاب المهن الحرّة، مثل النجّار ومهندس الديكور... بذلك نوفر للراغبين في العمل بهذا القطاع سوقاً إلكترونية زوّدتهم بأسماء وأرقام ومعلومات، فنولّد تعاوناً وطيداً بين الصنّاع وسهولة في توفير المعلومات لهم».

مدير «بيروت الدولي لسينما المرأة» سام لحود (صور المهرجان)

يرى لحود، وهو أستاذ تمثيل وإخراج في جامعة «سيدة اللويزة» أنّ من شأن مبادرة «مجتمع بيروت السينمائي» توعية الناس حول صناعة السينما، فتُدخل لبنان السياحي في اقتصاد مستدامٍ. ويتابع: «السياحة قطاع بارز في مختلف دول العالم، منها لبنان. فتسهم المبادرة في تأسيس سياحة مبنية على إنتاجات تلفزيونية وسينمائية»، مشيراً إلى أنها تنشط على مستوى تعزيز الثقافة اللبنانية ونشرها من خلال صناعة الأفلام والأعمال الفنية. وتتمثّل نشاطاتها في تنظيم مهرجانات في لبنان وبلدان عدّة. كما أنّ شراكتها مع وزارة السياحة، ولَّدت مشروع «مدينة السينما اللبنانية» بتشجيع من الوزير وليد نصار، ضمن رؤية «مجتمع بيروت السينمائي» لمشروع «لبنان بلد صديق للسينما».

يختم: «هذه رؤية مستقبلية نعمل عليها منذ نحو 4 سنوات، ومن المرتقب أن تختار مبادرة (مدينة السينما اللبنانية) موقعاً لها في منطقة بلاط بمدينة جبيل، وتعمل نحو 8 جامعات لبنانية على المشاركة فيها. المرحلة الأولى منها أُنجزت، وننتظر في المرحلة الثانية البدء بتلقّي الاستثمارات للمشروع».


مقالات ذات صلة

«صناعة الفخار»... وثائقي مصري يستدعي حرفة من زمن الفراعنة

يوميات الشرق تماثيل وقوالب من الفخار مصنوعة قبل الميلاد (مكتبة الإسكندرية)

«صناعة الفخار»... وثائقي مصري يستدعي حرفة من زمن الفراعنة

يستدعي الفيلم الوثائقي «حرفة الفخار» تاريخ هذه الصناعة التي تحمل طابعاً فنياً في بعض جوانبها، على مدى التاريخ المصري القديم، منذ أيام الفراعنة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من الفيلم تجمع «شاهيناز» وأولادها (الشركة المنتجة)

«المستريحة»... فيلم مصري يتناول النصّابين يمزج الكوميديا بالإثارة

تصدَّرت مجسّمات دعائية للأبطال دار العرض عبر لقطات من الفيلم تُعبّر عنهم، فظهرت ليلى علوي في مجسّم خشبيّ جالسةً على حافة حوض استحمام مليء بالدولارات.

انتصار دردير (القاهرة )
سينما أحمد زكي وآثار الحكيم في «طائر على الطريق»

بشير الديك كتب للسينما البديلة والسائدة معاً

بشير الديك، كاتب القصّة والسيناريو لعدد كبير من الأفلام المصرية طوال العقود الأربعين الماضية، الذي توفي في اليوم الأخير من العام الراحل، 2024

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما «لقتل حصان مونغولي» (بلوتو فيلم)

شاشة الناقد: قضية المرأة في أفعانستان

من بين كثير من المشاهد اللافتة يوجد في هذا الفيلم مشهدان متباعدان، في الأول يربت ساينا على رأس فرسه الذي يستجيب لحنان صاحبه ويميل برأسه فوق كتفه بحنان ظاهر.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق محمد سعد في لقطة من البرومو الدعائي للفيلم (الشركة المنتجة)

محمد سعد يحقق إيرادات واعدة في أول أيام عرض «الدشاش»

حقق أحدث أفلام الفنان المصري محمد سعد «الدشاش» إيرادات واعدة تجاوزت 2.5 مليون جنيه (الدولار يساوي 50.77 جنيه مصري) في أول أيام عرضه متصدراً المركز الأول

داليا ماهر (القاهرة )

«المستريحة»... فيلم مصري يتناول النصّابين يمزج الكوميديا بالإثارة

لقطة من الفيلم تجمع «شاهيناز» وأولادها (الشركة المنتجة)
لقطة من الفيلم تجمع «شاهيناز» وأولادها (الشركة المنتجة)
TT

«المستريحة»... فيلم مصري يتناول النصّابين يمزج الكوميديا بالإثارة

لقطة من الفيلم تجمع «شاهيناز» وأولادها (الشركة المنتجة)
لقطة من الفيلم تجمع «شاهيناز» وأولادها (الشركة المنتجة)

مجدداً، تلتقي الفنانة ليلى علوي مع الفنان بيومي فؤاد في رابع عمل سينمائي يجمعهما، وذلك في فيلم «المستريحة» الذي انطلق عرضه التجاري في أول أيام العام الجديد ضمن موسم أفلام رأس السنة.

و«المستريح» لفظٌ يُطلَق في مصر على مَن يمارسون النصب على الناس والاستيلاء على أموالهم بدعوى استثمارها، ثم يفرّون؛ وقد قُبض على أكثر من مستريح ومستريحة في السنوات الأخيرة. وفي الفيلم، تؤدّي ليلى علوي دور نصّابة تطارد بيومي فؤاد الذي استولى على ألماسة كانت قد سرقتها.

كتب العمل 4 مؤلّفين؛ هم: محمد عبد القوي، وأحمد نور، وأسامة حسام الدين، وأحمد سعد والي؛ ويشارك في بطولته محمد محمود، ومحمد رضوان؛ وهو من إخراج عمرو صلاح، وإنتاج صادق الصباح وطارق البدراوي.

فريق عمل فيلم «المستريحة» على السجادة الحمراء (الشركة المنتجة)

وأقُيم عرضٌ خاصٌ له بحضور فريق العمل وأسرهم؛ فحضرت ليلى علوي برفقة نجلها خالد وشقيقتها لمياء، كما حضر بيومي فؤاد وزوجته، ومحمد رضوان وأسرته، وعمرو وهبة وزوجته، فتسابقت الكاميرات لالتقاط صورهم على السجادة الحمراء.

وتصدَّرت مجسّمات دعائية للأبطال دار العرض عبر لقطات من الفيلم تُعبّر عنهم، فظهرت ليلى علوي في مجسّم خشبيّ جالسةً على حافة حوض استحمام مليء بالدولارات.

تدور الأحداث في أجواء كوميدية مثيرة، تبدأ بعودة سيدة الأعمال «شاهيناز المرعشلي» بعد 20 عاماً من الغياب عن مصر، فتطلب من السائق التوجّه نحو مقابر الغفير في القاهرة لتسأل حارسها عن صندوق تركته هناك قبل سفرها. يُخبرها الحارس أنّ المقبرة بيعت، فتتجول بحثاً عن الصندوق ولا تجده، لتكتشف أنّ مالك المقبرة الثري «حاتم أبو عصب» (بيومي فؤاد) استحوذ على الألماسة.

تقرّر «شاهيناز» استعادة الألماسة التي سرقتها من زوجها الذي سرقها بدوره، كما تقرّر استعادة أولادها الـ4 الذين أنجبتهم من 4 أزواج، ثم سافرت وتركتهم. تتنقّل بين المحافظات للبحث عنهم، وفي البداية تعثر على ابنها الأول «حمادة» (مصطفى غريب)، فيساعدها في العثور على أشقائه الـ3، «السيد» و«عايش» و«كرمة» (عمرو وهبة، ومحمود الليثي، ونور قدري).

ليلى علوي وبيومي فؤاد في مجسَّم دعائي للفيلم (الشركة المنتجة)

تُخبر أولادها أنها أتت لتوزيع ثروتها عليهم، وتُشاركهم استعراضاً غنائياً بعدما نجحت في لمّ شمل أسرتها، لتبدأ رحلة استعادة الألماسة بأجواء من الصراع.

يثير نجوم الكوميديا الشباب مصطفى غريب، وعمرو وهبة، ومحمود الليثي، الضحك بمواقف كوميدية طوال أحداث الفيلم الذي ينطوي على مفاجآت في نهايته.

في هذا السياق، قالت ليلى علوي لـ«الشرق الأوسط» إنها أُعجبت بالفيلم لجَمعه بين الكوميديا والإثارة، وقد رسم المؤلّفون شخصياته الدرامية بإتقان، لافتةً إلى أنها تحمَّست لشخصية «شاهيناز» لِما تحمله من مفاجآت، ومشيدةً بالمخرج عمرو صلاح الذي حضَّر جيداً للعمل، وفق قولها، وبالأبطال من نجوم الكوميديا الكبار والشباب. وعن لقائها مجدداً مع بيومي فؤاد، أضافت: «نجحنا معاً ونقدّم جديداً في كل عمل يجمعنا».

أما عن استعانته بـ4 مؤلّفين في الفيلم، فقال المخرج عمرو صلاح إنه تعامل مع أحدهم بشكل أساسي، في حين اكتفى بالتنسيق مع الآخرين، مؤكداً أنّ مشاركة الـ4 هدفها الوصول إلى أقوى نسخة من السيناريو، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنّ «ليلى علوي حرصت على الدقّة الشديدة وتهتمّ بالتفاصيل، وبحُكم خبرتها الكبيرة تشاء ضمان أفضل نسخة؛ علماً بأنه على مدار أشهر كتبنا 9 نسخ».

ليلى علوي والمخرج عمرو صلاح (الشركة المنتجة)

وأوضح: «العمل معها جاذب لأي مخرج، وفي الوقت عينه أحبُّ الأفلام المرتكزة على فكرة، وتجمع الضحك والكوميديا، لكن من المهم أن تحمل معنى أيضاً، ليغادر الجمهور العرض وهو يفكر فيما نقدّمه وما وراءه، من دون أن يعني ذلك تقديمي الرسائل، لأنه ليس دوري».

وعن المنافسة في هذا التوقيت، تابع المخرج: «المنافسة مهمة إذ تجعلنا جميعاً نبذل أقصى جهدنا لنصل إلى نتيجة جيّدة. أعمل جاهداً لأقدّم الفيلم على أفضل شكل بغضّ النظر عن توقيت عرضه أو الأفلام التي تنافسه».

واشتركت ليلى علوي وبيومي فؤاد في 3 أفلام سابقاً؛ هي: «ماما حامل»، و«شوغر دادي»، و«جوازة توكسيك».

ووفق الناقدة الفنّية المصرية مروة أبو عيش، فإنّ «ليلى علوي أتاحت في الفيلم مساحة واسعة لممثّلي الكوميديا الشبان الذين يؤدّون أدوار أولادها»، مضيفةً لـ«الشرق الأوسط»: «هي نفسها قدّمت كوميديا اعتمدت على الموقف»، لافتةً إلى أنّ الفنانة المصرية نجحت في الحفاظ على وجودها بكونها بطلة سينمائية عبر أفلام متنوّعة حقّقت نجاحاً، قدَّمتها في 2024؛ من بينها «مقسوم» و«جوازة توكسيك»؛ لتُكمل أنّ «دور بيومي فؤاد لم يحمل جديداً على مستوى الأداء».

واستغربت مروة أبو عيش مشاركة 4 كتّاب، مؤكدةً أنّ «الفيلم لا يحتمل سوى كاتب واحد، وفكرة الورشة تصلح أكثر في مسلسلات التلفزيون التي تعتمد على تعدُّد الشخصيات والخيوط الدرامية المعقَّدة». وختمت: «الفيلم يتمتّع بإيقاع مناسب ويعتمد على مواقف كوميدية ومَشاهد استعراضية مما يجعله جاذباً للجمهور».