هل تعد نفسك مستمعاً جيداً؟ إحصائياً، الإجابة هي «لا» بالنسبة لمعظم الناس.
وبحسب تقرير لجامعة جنوب كاليفورنيا لعام 2020، يعتقد العديد من المهنيين أنهم مستمعون جيدون للغاية، لكن 70 في المائة منهم يظهرون في الواقع عادات استماع سيئة في مكان العمل.
وفي هذا المجال، نصح مستشار الاتصالات ومحاضر السلوك التنظيمي في جامعة ستانفورد مات أبراهامز في حديث لشبكة «سي إن بي سي» بأنه «عليك أن تكون ذكياً إذا كنت تريد جذب انتباه شخص ما».
وأشار إلى أنه درس تعلمه جزئياً أثناء إلقاء المحاضرات، وقال: «لقد لقيت الطلبات المهذبة لجذب انتباه طلابه آذاناً صماء، وغرقت في دردشاتهم».
وفيما يلي الطريقتان اللتان يوصي بهما أبراهامز للحصول على انتباه الموجودين:
لا تقل أي شيء على الإطلاق
أنت في غرفة اجتماعات، وتتحدث مع زملاء العمل. يتقدم أحد المديرين التنفيذيين في شركتك إلى مقدمة الغرفة، ويقف خلف المنصة وينظر إلى المجموعة. هناك احتمالات جيدة أنك ستتوقف عن الحديث.
وبحسب أبراهامز، فإن أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لجذب انتباه الناس وحثهم على التزام الهدوء هو الوقوف أمامهم وعدم قول أي شيء. فقط الوقوف جسدياً في وضع يمكن للجميع رؤيتك فيه.
ويستغرق الصمت أربع ثوانٍ فقط ليصبح أمراً محرجاً، وفقاً لدراسة نفسية هولندية نُشرت في عام 2011. وقد يشعرك الأمر بعدم الارتياح أيضاً، لكن الإحراج وحده «عادةً ما يجذب الناس»، كما قال أبراهامز.
وأضاف: «أثناء انتظارك، يمكنك محاولة التحكم في تنفسك أو تصفية ذهنك؛ لأنه من الصعب جداً الوقوف في صمت، لكن هذا يمكن أن يكون مفيداً للغاية».
قم بتصريح تعريفي... وكرره إذا لزم الأمر
وفق أبراهامز، قول شيء مؤثر أو مثير للتفكير دون سابق إنذار يمكن أن يكون له تأثير مماثل.
وقال: «في يوم الاثنين الماضي فقط، كنا نتحدث (في الفصل) عن الحضور غير اللفظي. كانوا جميعاً يتحدثون في الفصل، ووقفت هناك للحظة، ثم قلت: إن الطريقة التي تقول بها شيئاً ما غالباً ما تكون بنفس أهمية ما تقوله أو أكثر أهمية منه. ثم توقفت، وكانوا ما زالوا يتحدثون، ثم كررت الجملة. وبعد ذلك هدأ الجميع».
ببساطة، لا تطلب السيطرة، فقط أظهر ذلك. يمكنك أيضاً تجربة أساليب أخرى مثل بدء عرض تقديمي كبير بسؤال، أو تشغيل الموسيقى قبل بدء الحدث، مما يشير إلى أن شيئاً آخر على وشك الحدوث، وفقاً لأبراهامز.
ويشرح أن «مجرد ممارسة هذه السيطرة، إما عن طريق طرح سؤال، أو الوقوف في صمت، أو قول نوع من الجملة التصريحية الاستفزازية، سيساعد الناس على الاستماع. قد تضطر إلى تكرار ما تقوله مرة أو مرتين، ولكن هذا ما أفعله».