لأول مرة... البابا يخصص «خميس الأسرار» للنساء فقط ويغسل أقدام 12 سجينة

البابا فرنسيس يقبل قدم سجينة في روما (رويترز)
البابا فرنسيس يقبل قدم سجينة في روما (رويترز)
TT

لأول مرة... البابا يخصص «خميس الأسرار» للنساء فقط ويغسل أقدام 12 سجينة

البابا فرنسيس يقبل قدم سجينة في روما (رويترز)
البابا فرنسيس يقبل قدم سجينة في روما (رويترز)

قام البابا فرنسيس الذي غالباً ما يدعو للتعاطف مع السجناء بغسل أقدام 12 امرأة سجينة في روما، الخميس، بمناسبة «خميس الأسرار» لدى الطوائف الكاثوليكية الذي يسبق عيد الفصح.

وزار البابا سجن ريبيبيا للنساء في الضواحي الشمالية الشرقية للعاصمة الإيطالية، حيث أدى الطقس نفسه عام 2015 لكن كانت هذه المرة الأولى التي يخصص فيها البابا البالغ 87 عاماً هذا الطقس السنوي خلال أسبوع الآلام للنساء فقط.

وغَسَل البابا وهو جالس على كرسيه المتحرك أقدام السجينات قبل أن يجففها بمنشفة ويقبلها، ما أثار بكاء بعضهن.

البابا فرنسيس خلال زيارة السجن في روما (رويترز)

وقال البابا في عظة مرتجلة خلال قداس أقيم في باحة السجن، الذي يضم نحو 370 امرأة، «لدينا جميعاً إخفاقات صغيرة، وإخفاقات كبيرة»، وأضاف: «لكن الرب ينتظرنا دائماً بذراعين مفتوحتين، ولا يكل أبداً من المغفرة».

وعدَّ البابا فرنسيس الذي بدأ زيارة السجناء عندما كان كاهناً في بوينس آيرس، أن غسل الأقدام هو «بادرة تلفت انتباهنا إلى نداء الخدمة».

وقبل دقائق من غسله أقدام السجينات، صافح البابا نزيلات السجن وهو يبتسم.

البابا فرنسيس خلال زيارة السجن في روما (رويترز)

والشهر الماضي أصيب البابا بنزلة برد دفعته إلى إلغاء بعض اللقاءات العامة، وقد طلب في عدة مناسبات خلال فترة تعافيه من الآخرين قراءة عظاته.

و«خميس الأسرار» أو «خميس الغُسل» هو يوم مقدس في التقليد المسيحي يسبق عيد الفصح عندما غسل المسيح أقدام تلاميذه خلال العشاء الأخير.

ومنذ أن ترأس البابا فرنسيس الكنيسة الكاثوليكية عام 2013، قام بزيارة السجون ومراكز اللاجئين في كثير من الأحيان، بما في ذلك خلال «خميس الأسرار»، العام الماضي، عندما زار مركز احتجاز للقُصّر وغسل أقدام 12 شاباً.

البابا فرنسيس (رويترز)

وفي يوم الجمعة العظيمة، من المقرر أن يترأس البابا مراسم «درب الصليب» في مدرج روما التي لم يتمكن من حضورها العام الماضي أثناء تعافيه من التهاب صدري.


مقالات ذات صلة

الفاتيكان يدعو إيران إلى ضبط النفس

شؤون إقليمية أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين (متداولة)

الفاتيكان يدعو إيران إلى ضبط النفس

حثت الفاتيكان إيران على ممارسة ضبط النفس في ظل التهديد بتفاقم الوضع في الشرق الأوسط، وذلك في محادثة هاتفية بين أمين سر الفاتيكان والرئيس الإيراني الجديد.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا البابا فرنسيس (إ.ب.أ)

البابا يأسف لـ«الكراهية التي تزرعها في الأجيال المقبلة» حرب غزة

أعرب البابا فرنسيس اليوم (الجمعة) عن أسفه «للكراهية التي تزرعها في الأجيال المقبلة» الحربُ المستمرة منذ ثمانية أشهر بين إسرائيل و«حماس».

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا بابا الفاتيكان فرنسيس الأول (أ.ف.ب)

بعد استخدامه وسائل النقل العام في شبابه... بابا الفاتيكان يفتقد ركوب القطارات

أعرب بابا الفاتيكان فرنسيس الأول خلال مقابلة عن حنينه للأيام الخوالي عندما كان لا يزال بإمكانه استقلال القطار.

«الشرق الأوسط» (روما)
العالم البابا فرنسيس (أ.ف.ب)

البابا فرنسيس يدعو إلى «عدم الرضوخ لمنطق السلاح»

دعا البابا فرنسيس في رسالة وجهها بمناسبة عيد الفصح في الفاتيكان، الأحد، إلى وقف النزاعات في العالم، من أوكرانيا إلى غزة، و«عدم الرضوخ لمنطق السلاح».

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
أوروبا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان (رويترز)

بابا الفاتيكان يظهر بصحة أفضل ويدعو للسلام في أوكرانيا والشرق الأوسط

بدا البابا فرنسيس أفضل حالاً، اليوم (الأربعاء)، قبيل أسبوع الفصح المزدحم، بعد أن بدت صحته على غير ما يرام في الآونة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)
بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)
TT

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)
بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)

القبلات المتطايرة التي تدفّقت من هاني شاكر إلى أحبّته طوال حفل وداع الصيف في لبنان، كانت من القلب. يعلم أنه مُقدَّر ومُنتَظر، والآتون من أجله يفضّلونه جداً على أمزجة الغناء الأخرى. وهو من قلّة تُطالَب بأغنيات الألم، في حين يتجنَّب فنانون الإفراط في مغنى الأوجاع لضمان تفاعل الجمهور. كان لافتاً أن تُفجّر أغنية «لو بتحبّ حقيقي صحيح»، مثلاً، وهو يختمها بـ«وأنا بنهار»، مزاج صالة «الأطلال بلازا» الممتلئة بقلوب تخفق له. رقص الحاضرون على الجراح. بارعٌ هاني شاكر في إشعالها بعد ظنّ أنها انطفأت.

بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)

تغلَّب على عطل في هندسة الصوت، وقدَّم ما يُدهش. كان أقوى مما قد يَحدُث ويصيب بالتشتُّت. قبض على مزاج الناس باحتراف الكبار، وأنساهم خللاً طرأ رغم حُسن تنظيم شركة «عكنان» وجهود المتعهّد خضر عكنان لمستوى يليق. سيطر تماماً، بصوت لا يزال متّقداً رغم الزمن، وأرشيف من الذهب الخالص.

أُدخل قالب حلوى للاحتفاء بأغنيته الجديدة «يا ويل حالي» باللهجة اللبنانية في بيروت التي تُبادله الحبّ. قبل لقائه بالآتين من أجله، كرَّرت شاشة كبيرة بثَّها بفيديو كليبها المُصوَّر. أعادتها حتى حُفظت. وحين افتتح بها أمسيته، بدت مألوفة ولطيفة. ضجَّ صيف لبنان بحفلاته، وقدَّم على أرضه حلاوة الأوقات، فكان الغناء بلهجته وفاءً لجمهور وفيّ.

بقيادة المايسترو بسام بدّور، عزفت الفرقة ألحان العذاب. «معقول نتقابل تاني» و«نسيانك صعب أكيد»، وروائع لا يلفحها غبار. الأغنية تطول ليتحقّق جَرْف الذكريات. وكلما امتّدت دقائقها، نكشت في الماضي. يوم كان هاني شاكر فنان الآهات المستترة والمعلنة، وأنّات الداخل وكثافة طبقاته، وعبق الورد رغم الجفاف والتخلّي عن البتلات. حين غنّى «بعد ما دابت أحلامي... بعد ما شابت أيامي... ألقاقي هنا قدامي»، طرق الأبواب الموصودة؛ تلك التي يخالها المرء صدأت حين ضاعت مفاتيحها، وهشَّم الهواء البارد خشبها وحديدها. يطرقها بأغنيات لا يهمّ إن مرَّ عُمر ولم تُسمَع. يكفيها أنها لا تُنسى، بل تحضُر مثل العصف، فيهبّ مُحدِثاً فوضى داخلية، ومُخربطاً مشاعر كوَقْع الأطفال على ما تظنّه الأمهات قد ترتَّب واتّخذ شكله المناسب.

هاني شاكر مُنتَظر والآتون من أجله يفضّلونه جداً (الشرق الأوسط)

تتطاير القبلات من فنان يحترم ناسه، ويستعدّ جيداً من أجلهم. لا تغادره الابتسامة، فيشعر مَن يُشاهده بأنه قريب ودافئ. فنانُ الغناء الحزين يضحك لإدراكه أنّ الحياة خليط أفراح ومآسٍ، ولمّا جرّبته بامتحانها الأقسى، وعصرت قلبه بالفراق، درّبته على النهوض. همست له أن يغنّي للجرح ليُشفى، وللندبة فتتوارى قليلاً. ولا بأس إن اتّسم الغناء بالأحزان، فهي وعي إنساني، وسموّ روحي، ومسار نحو تقدير البهجات. ابتسامة هاني شاكر المتألِّمة دواخلَه، إصرار وعناد.

تراءى الفنان المصري تجسيداً للذاكرة لو كان لها شكل. هكذا هي؛ تضحك وتبكي، تُستعاد فجأة على هيئة جَرْف، ثم تهمد مثل ورقة شجر لا تملك الفرار من مصيرها الأخير على عتبة الخريف الآتي. «بحبك يا هاني»، تكرَّرت صرخات نسائية، وردَّ بالحبّ. يُذكِّر جمهوره بغلبة السيدات المفتتنات بأغنياته، وبما تُحرِّك بهنّ، بجمهور كاظم الساهر. للاثنين سطوة نسائية تملك جرأة الصراخ من أجلهما، والبوح بالمشاعر أمام الحشد الحاضر.

نوَّع، فغنّى الوجه المشرق للعلاقات: «بحبك يا غالي»، و«حنعيش»، و«كدة برضو يا قمر». شيءٌ من التلصُّص إلى الوجوه، أكّد لصاحبة السطور الحبَّ الكبير للرجل. الجميع مأخوذ، يغنّي كأنه طير أُفلت من قفصه. ربما هو قفص الماضي حين ننظر إليه، فيتراءى رماداً. لكنّ الرماد وجعٌ أيضاً لأنه مصير الجمر. وهاني شاكر يغنّي لجمرنا وبقاياه، «يا ريتك معايا»، و«أصاحب مين»؛ ففي الأولى «نلفّ الدنيا دي يا عين ومعانا الهوى»، وفي الثانية «عيونك هم أصحابي وعمري وكل أحبابي»، لتبقى «مشتريكي ما تبعيش» بديع ما يُطرب.

ضجَّ صيف لبنان بحفلاته وقدَّم على أرضه حلاوة الأوقات (الشرق الأوسط)

استعار من فيروز «بحبك يا لبنان» وغنّاها. بعضٌ يُساير، لكنّ هاني شاكر صادق. ليس شاقاً كشفُ الصدق، فعكسُه فظٌّ وساطع. ردَّد موال «لبنان أرض المحبّة»، وأكمله بـ«كيف ما كنت بحبك». وكان لا مفرّ من الاستجابة لنداء تكرَّر. طالبوه مراراً بـ«علِّي الضحكاية»، لكنه اختارها للختام. توَّج بها باقة الأحزان، كإعلان هزيمة الزعل بالضحكاية العالية.