«أجواء»... معرض قاهري يحتفي بروح الشرق وفنون «الحروفية»

15 مبدعاً يستلهمون التيمات الشعبية والتراثية خلال رمضان

لوحة للفنان المصري الراحل حسن الشرق مشاركة في معرض «أجواء» (غاليري بيكاسو )
لوحة للفنان المصري الراحل حسن الشرق مشاركة في معرض «أجواء» (غاليري بيكاسو )
TT

«أجواء»... معرض قاهري يحتفي بروح الشرق وفنون «الحروفية»

لوحة للفنان المصري الراحل حسن الشرق مشاركة في معرض «أجواء» (غاليري بيكاسو )
لوحة للفنان المصري الراحل حسن الشرق مشاركة في معرض «أجواء» (غاليري بيكاسو )

يحتفي المعرض الفني «أجواء» بالروح الشرقية والفنون «الحروفية»، عبر استلهام الثيمات الشعبية والتراثية خلال شهر رمضان، ويضم المعرض الذي يستضيفه «غاليري بيكاسو» بالقاهرة، حتى نهاية رمضان، أعمالاً لـ15 فناناً من مدارس واتجاهات فنية مختلفة.

وعبر صيغ فنية تتراوح بين التصوير والنحت والخزف، تأتي الأعمال الفنية، وسط حضور لافت لتنويعات في فنون الخط العربي الذي يُعدّ تيمة مركزية تجمع بين الأعمال الفنية المُتفرقة، كأنه يدعو لإعادة تأمل المساحات الخلاّقة التي تربط الخط العربي بفنون التشكيل.

استلهام لآية قرآنية في لوحة بالمعرض (غاليري بيكاسو)

وتعدَّدت مظاهر «الحروفية» أو استخدام الخط العربي في اللوحات، ما بين تكوينات تستلهم آيات قرآنية، مثل لوحة تضيء بآية «والشمس وضحاها»، وأخرى تستلهم آية: «ولكم فيها مستقر ومتاع إلى حين»، وحضوره في تكوينات زخرفية يتفاعل فيها الحرف، كوحدة جوهرية مع عناصر العمل الأخرى.

ويرى الدكتور أشرف رضا أستاذ الفنون الجميلة وأحد المشاركين في معرض «أجواء» أن «الحرف تتكامل فيه عناصر التجريد الهندسي والعضوي والزخرفي». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «أنا مُحب للحرف العربي، وأطعّم به أعمالي، وفي لوحاتي المشاركة بالمعرض يظهر الحرف تجلياً للفن العربي والإسلامي، ضمن رموز تجريدية أخرى في اللوحات التي تعكس تنوعاً حضارياً واسعاً للهُوية المصرية».

إحدى لوحات المعرض للفنان أشرف رضا (غاليري بيكاسو)

ويمكن التوقف أمام حروف من الشعر العربي القديم تقول: «أحبها وتُحبني... ويُحب ناقتها بعيري»، وهو بيت يتوّسط واحدة من لوحات الفنان المصري الراحل حسن الشرق (1949 - 2022) الموجودة بالمعرض، تعبر عن الفن الفطري الذي امتاز به الفنان الراحل ومكّنه من الوصول بأيقوناته الشعبية إلى العالمية، فأعماله تسكنها الحكايات المُشبّعة بالخيال، والرموز البصرية التي تستلهم المواكب الشعبية، والسيّر الملحمية، والحلقات الصوفية.

يُعلق أستاذ الفنون الجميلة أشرف رضا، رئيس مؤسسة «أراك للفنون والثقافة» هنا بقوله: «حسن الشرق ضيف شرف المعرض، والاحتفاء بأعماله يمثل تجديداً لذكرى فنان كبير استطاع تقديم آلاف الأعمال بأسلوبه الفطري الأخّاذ، الذي أبدعه ببراعة، رغم أنه لم يدرس الفنون».

استلهام من آيات القرآن الكريم في إحدى لوحات المعرض (غاليري بيكاسو)

وتظهر ومضات من عالم «ألف ليلة وليلة» في لوحات بالمعرض، مما يعكس التأثير الفني الممتد لتلك الملحمة التراثية على المُخيّلة الإبداعية لعدد من الفنانين المشاركين، كما تبدو بعض الأعمال وكأنها فصول من مخطوطات قديمة تطوف في عوالم الفسطاط والبصرة ووجوه أهلها. تتجلى هذه الروح الشرقية في أعمال الفنان محمود مرعي، وكذلك لوحات الفنان منير إسكندر، الذي ينقل البورتريه إلى عالم مليء بالعناصر الريفية، وتعلّق أهلها الفطري بالدين والشعائر.

جانب من الأعمال النحتية في المعرض (غاليري بيكاسو)

كما يظهر التنوّع في استخدام الخزف بالأعمال المعروضة بين استخدام تقليدي يُحاكي الآنية القديمة، واستخدام آخر مُعاصر، بينما تظهر التشكيلات النحتية التي تستعين بخامات مختلفة كالبرونز والغرانيت، ويمنح بعضها انطباعاً بأنها خرجت من طيّات الحكايات القديمة، كعمل للفنانة مروة يوسف تُجسِّد فيه ملامح مُجردة لشيخ يرتدي عباءة ويُطعم الطير الذي أحاط به من رأسه وحتى قدميه.

تصميم نحتي لشيخ يرتدي عباءة للفنانة مروة يوسف (غاليري بيكاسو)

وتصيغ أعمال نحتية علاقات جديدة بين الأشكال الهندسية التقليدية، كالدائرة والمثلث والمستطيل، بأسلوب يمنحها طابعاً درامياً وحركياً، كمنحوتة للفنان أحمد عبد التواب، وكأنها تصوير لشخص يقوم بتقديم عزف حيّ.

وعدّ أستاذ الفنون الجميلة المعرض يجمع بين الفنون العربية والإسلامية، على اختلاف الأساليب والتقنيات والاتجاهات الفنية الحاضرة في أعماله، مضيفاً: «مع زيادة تنظيم معارض لتيارات واتجاهات الفن المعاصر وفنون الحداثة، يُصبح لمثل هذا المعرض خصوصيته، ويظل مصدراً لتشويق جمهور هذا اللون من الفنون».


مقالات ذات صلة

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

يوميات الشرق شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

تُعدّ لوحات الفنان السوري ماهر البارودي بمنزلة «شهادة دائمة على معاناة الإنسان وقدرته على الصمود».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من معرض أبوظبي للفنون (الشرق الأوسط)

القديم والحديث والجريء في فن أبو ظبي

احتفل فن أبوظبي بالنسخة الـ16 مستضيفاً 102 صالة عرض من 31 دولة حول العالم.

عبير مشخص (أبوظبي)
يوميات الشرق أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها، الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع...

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون العالم الجغرافي والمحقق اللغوي الكويتي د. عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب لهذا العام

معرض الكويت الدولي للكتاب ينطلق غداً... وعبد الله الغنيم «شخصية العام»

ينطلق غداً (الأربعاء) معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، بمشاركة 544 دار نشر، من 31 دولة، منها 19 دولة عربية و12 أجنبية.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)

3 نصائح بخصوص مقابلات العمل... «لا تصل مبكراً جداً»

رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
TT

3 نصائح بخصوص مقابلات العمل... «لا تصل مبكراً جداً»

رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

عند إجراء مقابلة عمل، سواء كانت وجهاً لوجه أو مقابلة افتراضية، يجب أن تتبع آداب السلوك المناسبة.

تقول إميلي ليفين، نائبة الرئيس التنفيذي في شركة «كارير غروب كامبانيز»: «تأكد من أنك تتواصل بعينك بشكل جيد، وإنك تعرف متى يكون من المناسب التحدث، ومتى يكون الوقت مناسباً لطرح الأسئلة».

أجرت ليفين، وفقاً لموقع «سي إن بي سي»، آلاف المقابلات خلال مسيرتها المهنية، غالباً من أجل مشاهير من الدرجة الأولى يبحثون عن مساعدين شخصيين أو رؤساء للموظفين.

هذه مجموعة من أفضل نصائح ليفين لتجنب إثارة علامات تحذير خلال مقابلة العمل.

لا تصل مبكراً جداً

من المهم أن تتأكد من الوصول إلى المقابلة في الوقت المناسب، خصوصاً إذا كانت مقابلة شخصية وليست افتراضية.

وتتابع ليفين: «إذا وصلت متأخراً جداً، فإنك تخاطر بفقدان جزء من مقابلتك، مما يضيع وقت المحاورين ويجعل الانطباع سيئاً. ولكن إذا وصلت مبكراً جداً، فهذا سيجعلك تبدو متحمساً جداً، وقد يجعل المحاور يشعر بالضغط».

وتؤكد ليفين: «الوصول قبل موعدك بعشر دقائق هو الوقت المثالي للدخول إلى مكتب المحاور».

قدم نفسك بأكثر طريقة احترافية ممكنة

تشدد لفين على أنه سواء كانت المقابلة عبر الإنترنت أو شخصية: «لا تمضغ العلكة، ولا ترتدي نظارات شمسية» أثناء المقابلة، مضيفة: «هذه الأمور غير رسمية وغير مهنية».

وتشير: «إذا كانت المقابلة وجهاً لوجه، فتأكد أن رائحة دخان السجائر لا تفوح منك ولا تضع عطراً فواحاً»، موضحة: «الكثير من الناس حساسين للروائح النفاذة».

لا تكشف عن معلومات سرية

تشدد ليفين على ضرورة تجنب التحدث بسوء عن أصحاب العمل السابقين، أو «الكشف عن الكثير من المعلومات السرية أو الخاصة بأماكن العمل السابقة».

تؤكد ليفين أن بعض عملائها يجعلون موظفيهم يوقعون اتفاقيات عدم الإفشاء، وعندما يخبرها أحد المرشحين أنه وقَّع على هذه الاتفاقية ومع ذلك يكشف عن معلومات سرية حول صاحب عمل سابق، فإنها تعد علامة مقلقة.