الكلاب المدرَّبة تكتشف إصابة البشر باضطراب ما بعد الصدمة

يمكن للأنوف الحساسة للكلاب المدرَّبة اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية (رويترز)
يمكن للأنوف الحساسة للكلاب المدرَّبة اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية (رويترز)
TT

الكلاب المدرَّبة تكتشف إصابة البشر باضطراب ما بعد الصدمة

يمكن للأنوف الحساسة للكلاب المدرَّبة اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية (رويترز)
يمكن للأنوف الحساسة للكلاب المدرَّبة اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية (رويترز)

رصدت دراسة كندية قدرة الكلاب المدرَّبة على اكتشاف إصابة البشر بـ«اضطراب ما بعد الصدمة»، وهو اضطراب نفسي ينتج عادة عن التعرُّض لحدث صادم أو مرعب.

وأوضح الباحثون، أن دراستهم هي الأولى التي تثبت قدرة الكلاب على اكتشاف هذا الاضطراب عن طريق شمّ أنفاس البشر، وفقاً لنتائج الدراسة التي نُشرت، الخميس، بدورية «Frontiers in Allergy».

ويمكن للأنوف الحساسة للكلاب اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية التي يحتمل أن تكون خطرة، مثل نوبة قلبية وشيكة.

لكن الدراسة الجديدة، وجدت دليلاً على أن الكلاب قد تكون قادرةً على اكتشاف «اضطراب ما بعد الصدمة»، من خلال شمّ أنفاس الأشخاص الذين تم تذكيرهم بالصدمات.

وينجم هذا الاضطراب عن التعرض لحدث صادم أو مؤلم بشدة، مثل حادث سيارة أو كارثة طبيعية، أو تجربة عنيفة مثل الاعتداء الجنسي أو الجسدي، ويمكن أن تختلف أعراضه وشدتها من شخص لآخر، وتتضمن أعراضاً اقتحامية مثل الذكريات المزعجة والكوابيس، والهلاوس، أو الأفكار الملحة.

بالإضافة إلى ذلك، تجنب الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء التي تذكّر بالحدث الصادم، وتغييرات في المزاج، وفي اليقظة وردود فعل مثل صعوبة النوم، والشعور بالانفعال، أو سهولة الانزعاج.

ويمتلك جميع البشر «بصمة رائحة» فريدة تماماً مثل بصمات الأصابع، مكونة من مركبات عضوية متطايرة، هي جزيئات تنبعث من الجسم عبر إفرازات مثل العرق والتنفس وحتى الزهم (مادة زيتية تنتجها البشرة).

وهناك بعض الأدلة على أن الكلاب قد تكون قادرة على اكتشاف تلك المركبات المرتبطة بالإجهاد والتوتر البشري.

وخلال الدراسة راقب الباحثون 26 شخصاً عانوا من «اضطراب ما بعد الصدمة»، ورصدوا ردود فعلهم، والروائح التي تنبعث منهم عند تذكيرهم بالصدمة. ودرّبوا كلبين على اكتشاف الرائحة، ونجحا في التعرف على رائحة هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول التي تنبعث من الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب بنسبة دقة تصل إلى 90 في المائة.

وبين أشكال المساعدة الأخرى، يمكن للكلاب مساعدة المرضى من خلال تنبيههم ومقاطعة النوبات عندما يعاني رفاقهم من الأعراض. وإذا تمكّنت الكلاب من الاستجابة لعلامات التوتر عند التنفس، فمن المحتمل أن تتمكّن من مقاطعة النوبات في مرحلة مبكرة، مما يجعل تدخلاتها أكثر فعالية.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة دالهوزي الكندية، الدكتورة لورا كيروجا لـ«الشرق الأوسط» إن «دراستهم تثبت أن الكلاب ليست قادرة فقط على اكتشاف بعض الحالات الصحية الجسدية لدى البشر، ولكن أيضاً بعض حالات الصحة العقلية، مثل (اضطراب ما بعد الصدمة)».

وأضافت أن «اكتشاف حالات اضطراب ما بعد الصدمة عن طريق الرائحة يسمح بالتدخل حتى قبل ظهور العلامات الجسدية المرئية، وهذا من شأنه أن يمكّن المرضى من استخدام المهارات المكتسبة في العلاج النفسي؛ لتعزيز فهم أعراض المرض ومنع تفاقمه».


مقالات ذات صلة

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الضوء الاصطناعي يهدد قدرة النحل على تلقيح المحاصيل (رويترز)

الضوء الاصطناعي يهدد نوم النحل

توصَّل الباحثون إلى أن الضوء الاصطناعي يمكن أن يعطل دورات النوم لدى نحل العسل، وهو ما يؤثر سلباً على دوره الحيوي بصفته مُلقحاً للنباتات والمحاصيل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق الجمهور يُحفّز الشمبانزي على أداء أفضل في المهمّات الصعبة (جامعة كيوتو)

الشمبانزي يُحسِّن أداءه عندما يراقبه البشر!

كشفت دراسة يابانية أن أداء الشمبانزي في المهمّات الصعبة يتحسّن عندما يراقبه عدد من البشر، وهو ما يُعرف بـ«تأثير الجمهور».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

دشن المجدف الهولندي المحترف، روب فان دير آر، مشروع «التجديف من أجل مصر 2024»، بهدف الترويج لمنتج السياحة الرياضية المصرية، حيث تستمر الرحلة لمدة أسبوع، وتبدأ من بني سويف (115 كيلومتراً جنوب القاهرة)، وحتى العاصمة القاهرة.

ويهدف المشروع إلى تسليط الضوء على جمال مصر وتراثها الطبيعي والثقافي المتميز، بالإضافة إلى الترويج لمقوماتها السياحية والأثرية المتنوعة، ورفع الوعى بأهمية الحفاظ على نهر النيل.

المُجدّف الهولندي المحترف روب فان دير آر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، فإن مشاركة الهيئة في هذا الحدث تأتي في إطار حرص الدولة المصرية على التعاون مع سفارات الدول الأجنبية بمصر، ولا سيما في الفعاليات والأحداث التي تلقي الضوء على المقصد السياحي المصري والترويج لمقوماته ومنتجاته السياحية المتنوعة والمختلفة.

ولفت القاضي إلى أن «هذه النوعية من الأحداث تخاطب شريحة من المهتمين بمنتج السياحة الرياضية بصفة عامة ومنتج سياحة المغامرات بصفة خاصة، كما أنها تتماشى مع الاستراتيجية الترويجية للهيئة التي تهدف إلى الترويج لمقومات مصر السياحية، علاوة على الدور المجتمعي الذي تقوم به الهيئة في التعاون مع المؤسسات الخيرية».

جدير بالذكر أن هذا المشروع يتم تنفيذه بالتعاون والتنسيق بين سفارة دولة هولندا في القاهرة، ومؤسسة مجدي يعقوب للقلب، وشركة Aspire، وتحت رعاية عدد من الوزارات.

مشروع «التجديف من أجل مصر 2024» يهدف إلى الترويج للسياحة الرياضية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويتوقع وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، الوصول إلى هدف «30 مليون سائح سنوياً» بحلول عام 2031 إذا لم تحدث متغيرات جيوسياسية جديدة بالمنطقة»، وفق تعبيره.

وقال إن «الاستراتيجية التي أعلنتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية -30 مليون سائح بحلول عام 2028- كانت طَموحة للغاية، ولم تضع في حسبانها الأزمات السياسية والعسكرية التي أثّرت تداعياتها على دول المنطقة والعالم».

ورغم ذلك توقع الوزير أن يشهد العام الحالي زيادة في أعداد السائحين القادمين إلى مصر، ليكون 15.2 مليون سائح في 2024، مقارنةً بـ14.906 مليون سائح عام 2023.