لماذا طمس التلفزيون الكوري الشمالي جينز المذيع البريطاني ألان تيتشمارش؟

تفرض قناة كوريا الشمالية الحكومية رقابتها على برنامج البستنة الخاص بشبكة «بي بي سي» من خلال طمس سروال مقدّمه البريطاني ألان تيتشمارش. وبثّت قناة «سنترال تي في» نسخة عام 2010 من برنامج «أسرار الحديقة»، لجمهور الفترة الصباحية، مع حرصها على التأكد من أنّ المشاهدين لا يرون بنطاله الجينز.

تناولت «هيئة الإذاعة البريطانية» الخبر، وأوردت أنّ الدولة الكورية الشمالية تحظر الجينز وتعدّه رمزاً للإمبريالية الغربية، واضعةً قوانين تمنع ارتداءه تعود إلى التسعينات.

وتابعت أنّ الزعيم كيم جونغ إيل كان أعلن حينها أنّ سراويل الجينز رمز للإمبريالية الأميركية، ولا مكان لها في دولة اشتراكية، كما نقلت عنه وكالة أنباء «إن كيه»؛ ومقرّها سيول. في السنوات الأخيرة، كرّرت حملة قمع الثقافة الغربية هذا الحظر، فطلبت صحيفة «رودونغ سينمون» الحكومية من المواطنين في عام 2020 رَفْض ما وصفتها بـ«الثقافة البرجوازية» لمصلحة «نمط حياة اشتراكي متسامٍ».

ويُقال إنّ الزعيم الحالي، كيم جونغ أون، وهو نفسُه من محبّي الملابس الواسعة، يغضب من سروال الجينز الضيق والقمصان التي تحمل شعارات غربية شائعة في كوريا الجنوبية. ولكن يبقى السؤال: كيف حصلت كوريا الشمالية على برنامج «بي بي سي»؟ فالبرامج الغربية نادرة على شاشاتها، لحرص النظام، إلى حدّ الارتياب الشديد، على عدم السماح للثقافة الأجنبية بدخول البلاد.

ومع ذلك، ليست هذه هي أول مرة يُبثّ فيها برنامج «أسرار الحديقة» على التلفزيون الكوري الشمالي، حدّ أنّ تيتشمارش «فوجئ» بظهوره على شاشات التلفزيون في الدولة الاشتراكية.

في حين أنّ «أطباق الأقمار الاصطناعية» و«إمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت العالمية» أمران محظوران باستثناء عدد قليل جداً من الفئات الموثوق بها في بيونغ يانغ، فإنه لا تزال وسائل الإعلام الأجنبية تصل إلى البلاد، غالباً عبر بطاقات الذاكرة المهرَّبة عبر الحدود الصينية. وغالباً أيضاً، يُقرصن تلفزيون كوريا الشمالية محتوى من المذيعين الأجانب، مع تعمُّد عدم وضوح الشعارات على الشاشة لإخفاء المصدر الأصلي.

هذه هي الحال في كثير من الأحيان مع إذاعة مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، ودوري أبطال أوروبا، وكرة القدم الدولية. وفي عام 2014، خلال إحدى فترات اتصال كوريا الشمالية بالغرب، كانت ثمة مناقشات تشير إلى احتمال إهداء برامج تلفزيونية بريطانية للدولة الواقعة في شرق آسيا؛ وسيلةً لإظهار ما تُسمَّى «القوّة الناعمة».

حينها، كشفت صحيفة «صنداي تايمز» أنّ شبكة «بي بي سي وورلد»، ووزارة الخارجية، كانتا تأملان في «فتح عيون الشعب (الكوري الشمالي) على العالم، خارج الجمهورية المُغلقة، من دون الإساءة للنظام». ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إنّ البرامج المُرسَلة إلى كوريا الشمالية يجب أن تكون «غير هجومية أو مسيئة»، مثل «مستر بين»، أو «ميس ماربل»، أو «المحقّق بوارو».

فلا يمكن إرسال مسلسل يدور حول الحرب مثلاً، بعكس برنامج الأطفال «تليتبيز»، مع قليل من البستنة والمشاجرات في المطبخ. ومن غير المعروف ما إذا كان «أسرار الحديقة» لمقدّمه ألان تيتشمارش جزءاً من هذه الحزمة، أم لا.