أين تذهب ملايين اليوروهات التي يلقيها الزوار في «نافورة الأماني» الإيطالية؟

روما واحدة من أكثر المدن زيارةً في العالم مع 21 مليون سائح

سائحة من تشيلي ترمي عملة معدنية في نافورة تريفي بروما (رويترز)
سائحة من تشيلي ترمي عملة معدنية في نافورة تريفي بروما (رويترز)
TT

أين تذهب ملايين اليوروهات التي يلقيها الزوار في «نافورة الأماني» الإيطالية؟

سائحة من تشيلي ترمي عملة معدنية في نافورة تريفي بروما (رويترز)
سائحة من تشيلي ترمي عملة معدنية في نافورة تريفي بروما (رويترز)

منذ مئات السنين، يتوافد الزوار إلى نافورة «تريفي» في روما لتسليمها أمنياتهم، على أمل تحقيقها، وسط طقوس شهيرة.

عند رمي العملات المعدنية في الماء، لا يفكر الكثير من السياح بالمكان الذي تنتهي به النقود. وبما أن عملات الزائرين تحمل أمنيات الحب والصحة الجيدة، فإنها تقدم مساعدة عملية لأشخاص لن يلتقي بهم السائحون أبداً، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

سائحة تلقي عملة معدنية في نافورة تريفي الشهيرة بروما (رويترز)

واليوم، تتراكم العملات المعدنية لعدة أيام قبل أن يتم انتشالها ونقلها إلى قسم روما التابع لمنظمة «كاريتاس» الخيرية العالمية، التي تحصي الأموال وتستخدمها لتمويل بنك الطعام، ومطبخ الحساء، ومشاريع الرعاية الاجتماعية.

وفي عام 2022، جمعت «كاريتاس» 1.4 مليون يورو (1.52 مليون دولار) من النافورة، وتتوقع أن تجمع المزيد في عام 2023. وتعد روما واحدةً من أكثر المدن زيارة في العالم، حيث يصل عدد السياح فيها إلى 21 مليون شخص.

موظف في كاريتاس يحمل دلواً يحتوي على عملات معدنية تم جمعها من نافورة تريفي (رويترز)

يُعد استخراج العملات المعدنية مشهداً رائعاً ويتضمن عمالاً من المرفق الإقليمي «ACEA» وهم يوازنون على حافة النافورة الشاسعة باستخدام المكانس الطويلة وخراطيم الشفط.

يتم بعد ذلك تسليم العملات المعدنية إلى «كاريتاس»، حيث يتم تجفيفها وفرزها وعدها.

توضح اللافتات الموجودة حول النافورة أن المبلغ المتبقي سيذهب للأعمال الخيرية، وهي فكرة تسعد الكثير من السياح الذين يقفون بجوار المعلم.

وقالت يولا كول من البرازيل بعد رمي قطعة نقدية: «أردت أن أحقق أمنية عزيزة على قلبي... لكنني أعلم أيضاً أن هذه العملة لن تبقى هناك فحسب، بل ستساعد المحتاجين. لقد تمنيت أمنية ولكن آمل أن يساعد هذا المال في تحقيق رغبات الآخرين أيضاً».

موظف مؤسسة «كاريتاس» الخيرية يجفف العملات المعدنية التي تم جمعها من نافورة تريفي (رويترز)

ليلاً ونهاراً، تتجمع حشود من الناس حول النافورة لالتقاط الصور. تقول الأسطورة إنه إذا رميت عملة معدنية بيدك اليمنى على كتفك الأيسر في النافورة، فسوف تعود إلى روما. يضيف الناس بكل حماسة رغباتهم الشخصية.

تغطي نافورة «تريفي»، التي اكتمل بناؤها عام 1762، جانباً واحداً من قصر بولي في وسط روما مع تماثيل تريتون التي ترشد عربة الإله أوشيانوس.

وهذا هو المكان الذي قام فيه المخرج السينمائي الإيطالي، فيديريكو فيليني، بإعداد أحد أشهر المشاهد السينمائية في فيلم «لا دولتشي فيتا».

ويعد الخوض في مياه النافورة اليوم ممنوعاً، ويواجه السياح غرامات إذا فعلوا ذلك.

متطوع في مؤسسة كاريتاس الخيرية يفرغ دلواً من العملات المعدنية التي تم جمعها من نافورة تريفي (رويترز)

وقال فرانشيسكو بريسكو، مدير في «ACEA» إن ما يصل إلى أربعة عمال يجمعون العملات المعدنية مرتين في الأسبوع. يتم تصريف النافورة للتنظيف مرتين في الشهر.

وتبرز لافتات بجانب النافورة تحذر من سرقة العملات المعدنية. على مر العقود، تم استهداف العملات المعدنية، وأحياناً بمغناطيس متصل بعمود.


مقالات ذات صلة

لبنان أمام «حوار روما المتوسطي»: نتطلع إلى دعمكم لبناء دولة قوية

المشرق العربي وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاجاني في مؤتمر «حوار روما المتوسطي»... (إ ب أ)

لبنان أمام «حوار روما المتوسطي»: نتطلع إلى دعمكم لبناء دولة قوية

جدّد وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، التأكيد أن بلاده مستعدة للوفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في القرار «1701»، مشدداً على أنه «لن يكون هناك سلاح دون…

«الشرق الأوسط» (بيروت)
رياضة عالمية كلاوديو رانييري (رويترز)

رانييري لإنقاذ موسم روما أمام نابولي… ويوفنتوس ضيفاً ثقيلاً على ميلان

يبدأ المدرب كلاوديو رانييري معمودية النار مع روما، عندما يقود نادي طفولته أمام مستضيفه نابولي، متصدر ترتيب الدوري الإيطالي لكرة القدم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية كلاوديو رانييري عند وصوله إلى المطار لتدريب فريق روما (إ.ب.أ)

رانييري: رفضتُ عروضاً للعودة من الاعتزال قبل تدريب روما

قال كلاوديو رانييري الجمعة إنه رفض العديد من العروض قبل أن يوافق على العودة من الاعتزال لتولي تدريب روما.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية كلاوديو رانييري (إ.ب.أ)

رانييري يعود عن اعتزاله لتدريب روما مرة ثالثة

عاد المخضرم كلاوديو رانييري عن اعتزاله؛ لتدريب فريق مسقط رأسه، روما الإيطالي، الخميس، ليصبح المدرب الثالث لفريق العاصمة خلال موسمه المتعثر.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية رانييري (رويترز)

روما يجري محادثات مع رانييري لخلافة يوريتش

يعمل روما على التوصل إلى اتفاق لتعيين كلاوديو رانييري كمدير فني جديد للفريق في منصب المدير الفني المؤقت حتى نهاية موسم 2024-25.

The Athletic (روما)

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
TT

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)

يراهن مهرجان «الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة» في نسخته الأولى التي انطلقت، الاثنين، وتستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على الفنون المعاصرة والحضور الشبابي، مع تقديم عدد من العروض في جامعة الفيوم.

وشهد حفل انطلاق المهرجان تكريم الممثلة المصرية إلهام شاهين، والمنتجة التونسية درة بو شوشة، إضافة إلى الممثل المصري حمزة العيلي، مع حضور عدد من الفنانين لدعم المهرجان، الذي استقبل ضيوفه على «سجادة خضراء»، مع اهتمامه وتركيزه على قضايا البيئة.

وتحدثت إلهام شاهين عن تصويرها أكثر من 15 عملاً، بين فيلم ومسلسل، في الفيوم خلال مسيرتها الفنية، مشيدة خلال تصريحات على هامش الافتتاح بإقامة مهرجان سينمائي متخصص في أفلام البيئة بموقع سياحي من الأماكن المتميزة في مصر.

وأبدى محافظ الفيوم، أحمد الأنصاري، سعادته بإطلاق الدورة الأولى من المهرجان، بوصفه حدثاً ثقافياً غير مسبوق بالمحافظة، مؤكداً -في كلمته خلال الافتتاح- أن «إقامة المهرجان تأتي في إطار وضع المحافظة على خريطة الإنتاج الثقافي السينمائي التي تهتم بالبيئة والفنون المعاصرة».

جانب من الحضور خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وبدأ المهرجان فعالياته الثلاثاء بندوات حول «السينما والبيئة»، ومناقشة التحديات البيئية بين السينما والواقع، عبر استعراض نماذج مصرية وعربية، إضافة إلى فعاليات رسم الفنانين على بحيرة قارون، ضمن حملة التوعية، في حين تتضمن الفعاليات جلسات تفاعلية مع الشباب بجانب فعاليات للحرف اليدوية، ومعرض للفنون البصرية.

ويشهد المهرجان مشاركة 55 فيلماً من 16 دولة، من أصل أكثر من 150 فيلماً تقدمت للمشاركة في الدورة الأولى، في حين يُحتفى بفلسطين ضيف شرف للمهرجان، من خلال إقامة عدة أنشطة وعروض فنية وسينمائية فلسطينية، من بينها فيلم «من المسافة صفر».

وقالت المديرة الفنية للمهرجان، الناقدة ناهد صلاح: «إن اختيارات الأفلام تضمنت مراعاة الأعمال الفنية التي تتطرق لقضايا البيئة والتغيرات المناخية، إضافة إلى ارتباط القضايا البيئية بالجانب الاجتماعي»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» حرصهم في أن تراعي الاختيارات تيمة المهرجان، بجانب إقامة فعاليات مرتبطة بالفنون المعاصرة ضمن جدول المهرجان.

وأبدى عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، الناقد السعودي خالد ربيع، حماسه للمشاركة في المهرجان بدورته الأولى، لتخصصه في القضايا البيئية واهتمامه بالفنون المعاصرة، وعَدّ «إدماجها في المهرجانات السينمائية أمراً جديراً بالتقدير، في ظل حرص القائمين على المهرجان على تحقيق أهداف ثقافية تنموية، وليس فقط مجرد عرض أفلام سينمائية».

إلهام شاهين تتوسط عدداً من الحضور في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «تركيز المهرجان على تنمية قدرات الشباب الجامعي، وتنظيم ورش متنوعة لتمكين الشباب سينمائياً أمر يعكس إدراك المهرجان للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، التي ستُساعد في دعم المواهب الشبابية في الفيوم»، لافتاً إلى أن «اختيارات لجنة المشاهدة للأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان بمسابقاته الرسمية ستجعل هناك منافسة قوية، في ظل جودتها وتميز عناصرها».

يذكر أن 4 أفلام سعودية اختيرت للمنافسة في مسابقتي «الأفلام الطويلة» و«الأفلام القصيرة»؛ حيث يشارك فيلم «طريق الوادي» للمخرج السعودي خالد فهد في مسابقة «الأفلام الطويلة»، في حين تشارك أفلام «ترياق» للمخرج حسن سعيد، و«سليق» من إخراج أفنان باويان، و«حياة مشنية» للمخرج سعد طحيطح في مسابقة «الأفلام القصيرة».

وأكدت المديرة الفنية للمهرجان أن «اختيار الأفلام السعودية للمشاركة جاء لتميزها فنياً ومناسبتها لفكرة المهرجان»، لافتة إلى أن «كل عمل منها جرى اختياره لكونه يناقش قضية مختلفة، خصوصاً فيلم (طريق الوادي) الذي تميز بمستواه الفني المتقن في التنفيذ».