أحمد المُلا: «أفلام السعودية» أحدث حراكاً واسعاً في المملكة

قال الشاعر والسينمائي السعودي أحمد المُلا مؤسس ومدير «مهرجان أفلام السعودية»، إن المهرجان يحتفل بدورته العاشرة في مايو (أيار) المقبل، مؤكداً أنه استطاع أن يوجد تجمعاً سينمائياً مهماً، وكشف أنه في دورته المقبلة سيحمل أكثر من 90 عنواناً ويُصدر 23 كتاباً سينمائياً جديداً. وعبّر المُلا في حواره مع «الشرق الأوسط» عن تقديره لاختيارات «مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة»، الذي يشارك في عضوية تحكيمه خلال دورته الـ25، وأشار إلى أنه يخشى دخول مجال السينما شاعراً، لأنها تتطلب منظومة جماعية، وليست إبداعاً فردياً، كما الشعر.

وعن مشاركته بـ«لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية» في «مهرجان الإسماعيلية» يقول المُلا: «يُعد المهرجان من أهم المهرجانات التي تعنى بالأفلام الوثائقية في العالم العربي، ولديه تاريخ زمني على مدى ربع قرن، وقد دعاني الناقد عصام زكريا قبل ذلك لحضوره ولم أستطع، لكنني تمكنتُ هذا العام من توفيق مواعيدي، ويوجد في المهرجان أحدث الأفلام من مختلف أنحاء العالم، والحصول عليها يمثل قوة للمهرجان».

جانب من افتتاح «مهرجان الإسماعيلية» (إدارة المهرجان)

وبشأن مشاركة السينما السعودية في «مهرجان الإسماعيلية»، ووجودها بمهرجانات دولية كبرى، يقول المُلا: «خلال السنوات الأربع الماضية صار هناك تحول كبير؛ ليس على المستويين الثقافي والفني فقط، وإنما على المستويات كافة، والسينما جزء منها، فحركة الإنتاج تتصاعد منذ 3 سنوات»، مشيراً إلى أنه «قبل ذلك، كان هناك ما يُسمّى بـ(الأفلام المستقلة قليلة الميزانية)، باجتهاد فردي، وكانت هناك مشاركات تُعد على أصابع اليد، لكن حركة الإنتاج واكبها حرص على المشاركات بالمهرجانات الكبرى على غرار (كان) و(برلين) و(فينسيا) و(تورونتو)، والأهم حالياً هو تزايد الإنتاج ونوعية الأفلام وتميزها».

المُلا تحدث عن خوفه من خوض تجربة التمثيل (الشرق الأوسط)

ويلفت إلى أن «(مهرجان أفلام السعودية) أغلق تسجيل أفلام دورته المقبلة بأكثر من 260 فيلماً، غالبيتها أفلام قصيرة، بينما أكد أنه بدأ الاستثمار في أفلام طويلة تستحق على المستويين؛ المهرجانات والصالات التجارية، لا سيما بعد أن حقق فيلماً (سطار) و(مندوب الليل) أكبر دخلٍ في صالات السينما السعودية».

وساهم «مهرجان أفلام السعودية» في إحداث حراك سينمائي مبكر، وفق المُلا الذي يضيف: «أطلقت ومجموعة زملاء (مهرجان أفلام السعودية) برغبة وحماس، وبالتأكيد لولا أنه كانت هناك صناعة أفلام بالفعل لما كان هناك مهرجان. في الوقت نفسه فقد ساهم في إيجاد تجمع سينمائي لم يكن موجوداً بالسابق».

ويكشف المُلا عن ملامح الدورة العاشرة من المهرجان قائلاً: «من اللحظات الأولى للمهرجان ولديه برامج عديدة وليس مسابقات أفلام فقط، وفي الدورة المقبلة لدينا أكثر من 90 برنامجاً، من بينها طباعة الكتب السينمائية، وهذه الدورة تحوي 23 عنواناً لكتب مترجمة من عدد اللغات وأخرى لمؤلفين عرب وسعوديين، وبه برامج للأطفال، وشخصيات يتم تكريمها، وأضواء على سينما عالمية، وورش و(ماستر كلاس)».

ويرى مؤسس «مهرجان أفلام السعودية» أنه تم حل العقبات التي كانت تواجه السينما السعودية، ومن بينها جهات التمويل المتعددة وشركات توزيع وتطوير السيناريو؛ ما أدى إلى تصاعد الإنتاج بالمملكة وتنوعه.

وكان الشاعر أحمد المُلا قد أسس «جمعية السينما السعودية (2021)»، التي بدأت نشاطاً واسعاً للدفع بصناعة السينما في المملكة؛ يقول عنها: «هي جمعية أهلية غير حكومية وغير ربحية، تعمل على ترسيخ صناعة السينما في السعودية، ويقام (مهرجان أفلام السعودية) تحت مظلتها».

وأصدر المُلا 13 ديواناً شعرياً تُرجمت للغات عدة، وصدر ديوانه الأول عام 1995 بعنوان «ظل يتقصف». ومنذ شهرين، أصدر أحدث دواوينه: «يا له من يوم هائل»!

ورغم خبراته السينمائية، فإنه يكتفي بمسؤوليات إدارية، ويخشى خوض تجارب تمثيلية رغم تلقيه عروضاً، قائلاً: «لا أخلط بين الشّعر والسينما، لديّ رهبة من التمثيل رغم العروض التي تلقيتها».