مهرجان الكويت المسرحي يحتفي بـ«سعد الفرج» ويستعيد «صقر الرشود»

الدورة الـ23 تكرّم «مسرحيين متميزين»

وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبد الرحمن المطيري لدى تكريمه الفنان سعد الفرج في مهرجان الكويت المسرحي (كونا)
وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبد الرحمن المطيري لدى تكريمه الفنان سعد الفرج في مهرجان الكويت المسرحي (كونا)
TT

مهرجان الكويت المسرحي يحتفي بـ«سعد الفرج» ويستعيد «صقر الرشود»

وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبد الرحمن المطيري لدى تكريمه الفنان سعد الفرج في مهرجان الكويت المسرحي (كونا)
وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبد الرحمن المطيري لدى تكريمه الفنان سعد الفرج في مهرجان الكويت المسرحي (كونا)

قال وزير الإعلام والثقافة عبد الرحمن المطيري إن مهرجان الكويت المسرحي يُعّد منارة للثقافة والأدب في الوطن العربي منذ انطلاقته، إذ استطاع أن يعلن هويته واستمراره نحو التميز والرقي ونشر ثقافة التنوع الإبداعي والفكري ليكون منصة حضارية تسهم في دعم وتطوير الحركة المسرحية.

واحتفى مهرجان الكويت المسرحي الذي افتتح مساء أمس الأربعاء بـ«أسماء لامعة» في الحركة المسرحية الكويتية، إذ خصص في حفل افتتاح دورته الـ23 تكريماً خاصاً لـ«مسرحيين متميزين»، مستذكراً أعمال الرواد.

وقال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل في كلمة خلال حفل افتتاح المهرجان المقام على خشبة مسرح عبد الحسين عبد الرضا إن «المهرجان اختار صاحب (الكاريزما) التي لا مثيل لها الأستاذ والفنان القدير سعد الفرج شخصيةً لدورته الحالية».

وتضمن حفل الافتتاح فيلماً وثائقياً عن شخصية المهرجان الفنان القدير سعد الفرج يحكي فيه مسيرته في الحياة ودخوله عالم الفن والمسرح في رحلة كفاح طويلة تكللت بالتميز والنجاح.

كما تضمن الحفل عرضاً مميزاً بعنوان «رحلة سفر»، وهي فكرة لاستعادة أعمال المسرحي الكويتي الراحل صقر الرشود من خلال شخوصه الشهيرة وأعماله المسرحية الخالدة منها «ضاع الديك»، وغيرها من الأعمال التي طرزت مسيرته الإبداعية، وجاء العرض في قالب غنائي مميز برؤية مساعد الزامل، وتأليف عثمان الشطي، وإخراج عبد العزيز صفر، وقاد الفرقة الموسيقية الدكتور محمد البعيجان، ومثل في العرض مجموعة من أجيال الحركة المسرحية في الكويت.

وذكر وزير الإعلام والثقافة عبد الرحمن المطيري أن أعمال الدورة الـ23 من المهرجان تتزامن أيضاً مع مرور 100 عام على ظهور العمل المسرحي في دولة الكويت لتؤكد على انطلاقة الحركة المسرحية الكويتية التاريخية التي صنعها وأصلها الرواد المؤسسون وتناقلتها الأجيال ليتبوأ المسرح الكويتي مكانته على الخريطة الفنية العربية والدولية بكل احترافية وإبداع وتميز.

وأكد أن رواد الحركة المسرحية الكويتية تركوا إرثاً غنياً ونماذج تحتذى من الإخلاص والتفاني في العطاء من أجل ترسيخ دور المسرح البناء في المجتمع وليكون جيل اليوم والأجيال المقبلة امتداداً لما قدمته هذه القامات الفنية العريقة من قيمة ومتعة وفائدة تبشر بنهضة مسرحية عصرية تشاركية تسهم فيها كل المكونات المسرحية من أجل ترسيخ رسالة المسرح الإبداعية، والإنسانية والفكرية والجمالية.

الفنانون المكرمون في مهرجان الكويت المسرحي (كونا)

في حين رحب مساعد الزامل بضيف المهرجان الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية في المملكة العربية السعودية سلطان البازعي «صاحب الإسهامات لتطوير الحركة الثقافية والفنية» مشيداً بـ«إسهامات الفنانين المتميزين المكرمين في تطوير الحركة المسرحية».

وأضاف الزامل أن «(محاورة إصلاحية)... ذلك العنوان الذي بدأت منه الانطلاقة لريادة الحركة المسرحية الكويتية في الخليج وقد حفر تاريخها الكاتب والمؤرخ الأستاذ عبد العزيز الرشيد رحمه الله لتكن تلك المواقف النقدية منهجاً لمستقبل نتاجات النصوص المسرحية».

واستطرد الزامل قائلاً: «تأسست الفرق الأهلية المسرحية وتركوا لنا إرثاً عظيماً من الأعمال المسرحية الخالدة ورواداً نقشوا بالعمل والجهد منحوتات الإبداع فكانوا ولا زالوا هم نبراسنا وقدوتنا».

وقال الزامل إن العقد الثقافي المسرحي اكتمل بتأسيس معهد الفنون المسرحية، الذي فتح أبواب العلم والنظريات لتاريخ علوم المسرح وأهم مدارسه لطلاب حملوا شعلة ما صنعوه الأساتذة الرواد بتقديم أروع الإبداعات لحداثة التطوير في العرض والأسلوب الفني الاحترافي.

وأشار إلى أن مهرجان الكويت المسرحي الذي انطلق في عام 1989 احتفل بالأجيال من الفنانين والنقاد، واليوم وبعد مرور 35 عاماً على هذا المهرجان تجمعنا الأقدار بالاحتفال بمئوية المسرح نستذكر خلالها صوراً رائعة وأسماء لامعة.

وقام وزير الإعلام والثقافة عبد الرحمن المطيري والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، إضافة إلى الزامل بتكريم شخصية المهرجان وتقديم لوحة فنية له رسمها الفنان أحمد مقيم كما تم تكريم ضيف المهرجان سلطان البازعي، إضافة إلى عدد من الفنانين وهم: زهرة الخرجي، وفخرية خميس، والدكتور فهد العبد المحسن وخالد المفيدي، وعبد الله التركماني.

وتم خلال الحفل الإعلان عن أعضاء لجنة تحكيم المهرجان ويترأسها الدكتور شايع الشايع (من الكويت) وعضوية الدكتور سليمان آرتي (من الكويت)، والناقد المسرحي فادي عبد الله (من الكويت)، والدكتور فاضل الجاف (من السويد)، والمخرج والمؤلف المسرحي عمر غباش (من الإمارات)، والمخرجة رفيقة بن ميمون (من المغرب)، والمخرج والمنتج المسرحي فالح فايز (من قطر).

العروض المشاركة

وتشهد الدورة الـ23 منافسة عروض مسرحية عدة هي «عفن الروح» لفرقة تياترو المسرحية، و«سجيل» لفرقة المسرح الشعبي، و«سيناريو وحوار» لفرقة مسرح الخليج العربي، و«رصاص» لمؤسسة باك ستيج قروب، و«بيانوال» لفرقة مسرح الشباب، و«جزا البارحة» للمعهد العالي للفنون المسرحية، و«غصة عبور» لفرقة المسرح الكويتي.

ويتضمن المهرجان ورش «الإخراج ولغة الجسد» يقدمها المخرج خالد الرويعي، و«فن الكتابة المسرحية» تقدمها الدكتورة نورة العتال، و«توظيف الدمى بالمسرح» يقدمها الدكتور وليد دكروب.

وتأتي الحلقة النقاشية للمهرجان بعنوان «واقع المسرح العربي المعاصر» وستناقش «اتجاهات التأليف - أشكال العروض» بمشاركة الدكتور سامي الجمعان والدكتور خالد أمين، و«دور المهرجانات المسرحية - الواقع والمأمول» بمشاركة الدكتورة آمنة الربيع والدكتور هشام زين الدين والدكتور غنام خضر.



​جمال سليمان: الدراما قادرة على تطييب جراح السوريين

لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)
لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)
TT

​جمال سليمان: الدراما قادرة على تطييب جراح السوريين

لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)
لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)

قال الفنان السوري جمال سليمان إن الدراما السورية لعبت دوراً كبيراً في فضح نظام بشار الأسد، وإنها قادرة على تطييب جراح السوريين، مؤكداً ترقبه تصوير مسلسل «الخروج إلى البئر» الذي يتناول جرائم التعذيب في سجن «صيدنايا»، مشدداً على أنه من حق السوريين بكل أطيافهم المشاركة في مستقبل البلاد دون إقصاء لأي فصيل منهم، ودون انفراد فصيل واحد بالحكم.

وأضاف خلال لقاء له بـ«نقابة الصحفيين المصرية» مساء السبت أن الشعب السوري بأطيافه كافة أسهم في إسقاط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، وليس بواسطة فصيل واحد، وأن المرأة التي قُتل زوجها، والتي عاشت في الخيام على سبيل المثال لعبت دوراً في ذلك، مؤكداً أن ما يحسم قراره تجاه ترشحه لرئاسة سوريا وجود دستور جديد للبلاد، وأجواء آمنة تحقق انتخابات نزيهة، لافتاً إلى أن «سوريا كانت محكومة بالقوى الأمنية الجبرية خلال حكم حافظ الأسد».

جمال سليمان له نشاطات سياسية سابقة (حساب سليمان على فيسبوك)

وكان جمال سليمان قد أثار تفاعلاً وجدلاً كبيراً بالإعلان عن نيته الترشح لرئاسة سوريا، ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تمسكه بالترشح للرئاسة، وعن ردود الأفعال التي تلقاها منذ إعلانه تلك الخطوة قال إنه «إذا حدث انتقال سياسي للسلطة، وأصبح لدينا دستور جديد، وبيئة آمنة تضمن انتخابات نزيهة، قد أكون مرشحاً رئاسياً، لكن يظل لكل حدث حديث»، مضيفاً أنه تلقى دعوات من شباب سوريين وشيوخ قبائل اتصلوا به يشجعونه على الترشح، فيما أبدى آخرون اعتراضهم عليه بحجة أنه من العلويين.

وأعرب عن حزنه لهذا الوصف «لست علوياً، كان والدي من العلويين، ووالدتي من الطائفة السنية، لكنني عشت حياتي كلها من دون انتماء طائفي، وإذا ترشحت فسوف أكون مواطناً منتخباً أؤدي خدمات للناس؛ وفقاً للدستور الذي أقسمت عليه».

وتحدّث سليمان عن الوضع في سوريا خلال حكمي حافظ وبشار الأسد قائلاً إن «سوريا في عهد حافظ الأسد كانت محكومة بالقوى الأمنية الجبرية، وكانت أجهزة الأمن تحصي على الناس أنفاسهم، لكن في الوقت نفسه كان هناك نوع من الحكمة السياسية التي خلقت قدراً من التوازن داخل المجتمع السوري، كما كان حافظ الأسد لديه براعة في إدارة الملفات الخارجية، غير أنه أراد تولي ابنه الحكم، وكان يُدرك أن سوريا كبيرة عليه، وأنه ليست لديه من الكفاءة التي تمكنه من ذلك، لكنّ السوريين لم يكن أمامهم سوى بشار»؛ على حد وصفه.

سليمان لم يحدّد بعد موعد عودته إلى سوريا (حساب سليمان على فيسبوك)

وحول اتهامه بـ«الانتساب لنظام بشار في البداية»، لفت إلى أنه «تعرّف عليه قبل أن يكون رئيساً»، مضيفاً: «كنا صرحاء معه في حديثنا عن الواقع السوري عقب توليه الرئاسة، وأبدى قدراً كبيراً من التفاهم مع وعد بالإصلاح السياسي والاقتصادي والأمني، لكنه تنكر لكل الوعود بما فيها القضاء على الفساد الذي ينخر في سوريا، وبدلاً من أن يحاربه أصبح هو على رأس الفساد وبشكل مباشر»؛ وفق تعبيره.

ويرى سليمان أن بشار هرب تاركاً وراءه دولة منهكة، ورغم وجود سلطة «إسلاموية» حالياً في دمشق، «فإننا بوصفنا معارضة نريد دولة مدنية ديمقراطية، فسوريا دولة تنطوي على تنوع كبير حتى داخل الطائفة الدينية الواحدة، وليس مقبولاً إقصاء أحد، ولا بد من حوار وطني يجمع كل الأطراف على قاعدة المصالح السورية، وأن نتفق على تشكيل جمعية تأسيسية تقوم على كتابة دستور جديد للبلاد يُراعي هذا التنوع، ويؤكد بشكل أساسي على وحدة سوريا، وأن أي مستقبل لسوريا لن يصنعه سوى كل السوريين مجتمعين».

الفنان السوري جمال سليمان يسعى إلى تقليل الخلاف بين الفنانين السوريين (نقابة الصحفيين المصرية)

وأشاد بما تقوم به السلطة الحالية في سوريا من توفير الخدمات، قائلاً إنها «تبذل جهداً كبيراً لتقديم ما استطاعت من خدمات، لكن الواقع صعب والاحتياجات هائلة تفوق قدرة أي سلطة على تلبيتها، لكننا نأمل في رفع العقوبات عن سوريا؛ لأن السوريين يستحقون حياة أفضل».

وكان الوسط الفني السوري قد شهد انقساماً تجاه الرئيس السابق خلال حكمه، وحول تصوره لرأب الصدع بين الفنانين السوريين، رأى سليمان أنه «أمر ضروري»، مشيراً إلى أنه يعمل على ذلك بشكل متواضع، لكنه كان عاتباً خلال السنوات الماضية على كثير من زملائه الذين صوروا بشار الأسد بأنه من أفضل ما يكون، معلناً مسامحته لهم: «لكي نعود ونبني صرح الدراما السورية من جديد»، فيما وجّه تحية لكل الفنانين الذين اعتذروا عن انتمائهم للنظام السابق، ما عَدّه يُعبر عن شجاعة.

وعن دور الدراما في طرح قضايا سوريا، قال سليمان إنها «لعبت دوراً كبيراً في فضح هذا النظام قبل سقوطه من خلال أعمال اجتماعية وكوميدية وتاريخية، من بينها مسلسل (الفصول الأربعة)»، مشدداً على أنها قادرة على تطييب جراح السوريين.