رحيل الفنان فادي إبراهيم... صاحب مدرسة تمثيلية لن تتكرر

بعد أن أمضى الأيام الثلاثة الأخيرة في غيبوبة تامة

الفنان اللبناني فادي إبراهيم
الفنان اللبناني فادي إبراهيم
TT

رحيل الفنان فادي إبراهيم... صاحب مدرسة تمثيلية لن تتكرر

الفنان اللبناني فادي إبراهيم
الفنان اللبناني فادي إبراهيم

خسر لبنان، صباح الاثنين، الفنان فادي إبراهيم، أحد عمالقة التمثيل على الساحة الفنية، عن عمر ناهز 67 عاماً. وقد ودَّع أصدقاءه بابتسامة عريضة لم تفارق وجهه طيلة معاناته المرضية، وذلك قبل 3 أيام من دخوله في غيبوبة، إثر تعرضه لنزيف في رأسه، وهو يمكث في مستشفى «قلب يسوع» منذ أشهر طويلة يصارع مرض السكري، ما عرّضه إلى بتر إحدى قدميه وعدد من أصابع يده وقدمه الأخرى؛ وسيوارى جثمانه الثرى يوم الخميس المقبل.

ويروي صديقه المقرب المخرج إيلي المعلوف، أن فادي بقي حتى الساعات الأخيرة محباً للحياة ومتفائلاً بغد أفضل. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «خسرت صديق العمر، فادي هو من الأشخاص القلائل في الوسط الفني الذين تربطني بهم صداقة عمرها 40 عاماً».

حرص إيلي المعلوف على مشاركة دائمة للممثل الراحل في أعماله الدرامية، فكان يشكّل ركناً أساسياً من أركانها، فحُفر في ذاكرة اللبنانيين ضمن أعمال كثيرة من إخراجه، وبينها «ياسمينة»، و«كل الحب كل الغرام»، و«رصيف الغرباء».

وكان إبراهيم قد بدأ حياته الفنية مع فرقة ناصر مخول الفولكلورية، وشارك معه في شانسونييه «والخير لقدام» لوليد خاطر. ومن ثَمّ شارك في مسرحية «حكاية ستي أم فؤاد» للأطفال. رشحه الممثل إيلي صنيفر لأداء دور شخصية أجنبية، جيمي جاك الأميركي، في مسلسل «الوحش». وأول تجربة له مع الكاتب الراحل مروان نجار تمثلت في مسلسل «حكاية كل بيت». وبعدها حقق القفزة الكبيرة في مشواره عبر مشاركته في إعلان بطارية «رايوفاك». وتلقّن بعدها على يد المخرج الراحل رشيد علامة دروساً في الإلقاء ومخارج الحروف، وأعطاه دور البطولة في مسلسل «وأمطرت ذات صيف» في عام 1982. أما شهرته الكبرى فجاءت بعد مشاركته في مسلسل «العاصفة تهب مرتين» بدور نادر صباغ؛ فحمل منذ ذلك الوقت لقب «دونجوان» الشاشة الصغيرة، لتتوالى أعماله في التلفزيون والمسرح والسينما. كما شارك في أعمال عربية مشتركة بين عامي 1980 و1986. وكان أهمها مسلسل «أسمهان»، و«البوابة الثانية»، و«الأدهم» وغيرها.

إلى جانب التمثيل، عمل إبراهيم في ترجمة الأفلام الوثائقية لتلفزيون لبنان. كما كانت له تجارب ناجحة في عمله ماكييراً للممثلين. وسافر إلى برلين للمشاركة في دورات للتجميل للمحترفين.

لُقب بـ«دونجوان الشاشة» إثر مشاركته في مسلسل «العاصفة تهب مرتين»

ومن أعماله الأخيرة: «التحدي»، و«سر»، و«الزمن الضائع»، و«للموت»، و«رقصة المطر»، و«بارانويا»، و«عنبر 6»، و«خرزة زرقا».

يصفه المخرج المعلوف بالممثل صاحب الإحساس العالي الذي لن يتكرر. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كان الأفضل، والرقم الصعب في الدراما اللبنانية. لا أحد يملك الإحساس التمثيلي الذي كان يتميز به». ويتابع: «فادي لا يقال عنه إلا كل ما هو جميل، إن بشخصيته وإنسانيته، وإن بحسّه التمثيلي المحترف. ماذا يمكنني القول عن صديق العمر؟ رحيله يشكّل خسارة كبيرة للبنان وللدراما العربية. فهو ممثل لا بديل له، وأشبّهه في مجاله بعمالقة الفن، مثل بليغ حمدي في الموسيقى».

آخر حديث إعلامي له أجرته معه «الشرق الأوسط»، وأكد يومها أنه تعلّم دروساً كثيرة من محنته ومعاناته مع مرض السكري: «شريط حياتي كاملاً مرّ أمامي في الفترة العصيبة التي عصفت بي. أدركت أن الإنسان صغير في مهبّ الحياة، وكم هو ضعيف أمام صفعاتها. الصحة ثم الصحة، تبقى الأهم في مشوارنا في هذا العالم». وتوجّه إبراهيم برسالة من القلب إلى كل من يعاني مرض السكري: «انتبهوا إلى صحتكم، ولا تستخفّوا بهذا المرض أبداً. خضت مرحلة فظيعة من الألم، وما عشته في هذه الفترة لا أتمناه لعدو. ولكن كل ذلك زاد من صلابتي وزوّدني بقوة مكّنتني من التماسك والصمود».

ومن أعماله الدرامية الأخيرة المنتظر عرضها قريباً على شاشة «إل بي سي»: «سر وقدر»، ويجسد فيه دور نائب في البرلمان اللبناني، يواجه مشكلات كثيرة ويحاول تجاوزها وحلّها بشتى الوسائل. ويوضح مخرج العمل إيلي المعلوف لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أنهى تصوير جميع مشاهده، ليدخل بعدها مباشرة في صراع مع المرض. لا أعلم إذا ما كان هذا المسلسل سيرى النور خلال موسم رمضان 2024. فالقرار الأخير يعود إلى أصحاب محطة (إل بي سي آي) وهي الجهة الوحيدة المنوطة بعرضه».


مقالات ذات صلة

معرض هولندي زوّاره مُصابون بالخرف

يوميات الشرق يستطيع الفنّ أن يُنقذ (إكس)

معرض هولندي زوّاره مُصابون بالخرف

لم تكن جولةً عاديةً في المعرض، بل مثَّلت جهداً متفانياً للترحيب بالزوّار المصابين بالخرف ومقدِّمي الرعاية لهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحبّ يقهر الزمن (أ.ب)

لمُّ شمل أميركية وكلبها بعد فراق 9 سنوات

انهارت جوديث موناريز بالبكاء لتلقّيها عبر بريدها الإلكتروني خبر العثور على كلبها «غيزمو» المفقود منذ 9 سنوات، حياً.

«الشرق الأوسط» (لاس فيغاس)
يوميات الشرق مقدمة مسلسل «عائلة الحاج متولي» (الشرق الأوسط)

«أغاني المسلسلات»... سرد موسيقي يُعيد إحياء روائع الدراما العربية

لطالما ارتبط الجمهور بأغنيات مقدمات أو نهايات مسلسلات عربية، وخلد كثيرٌ منها في ذاكرته، مثل المسلسل الكويتي «خالتي قماشة»، والمصري «عائلة الحاج متولي».

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق السباقات الهادفة (حساب ليندسي كول في فيسبوك)

«حورية بحر» بريطانية تحاول تحطيم الرقم القياسي العالمي للسباحة

تُخطِّط امرأة من بريستول لتحطيم الرقم القياسي العالمي لأطول سباحة باستخدام «الزعنفة الواحدة» من خلال السباحة على طول نهر بريستول أفون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق سمُّها قاتل (د.ب.أ)

عالم برازيلي يدوس على الثعابين السامّة لفهم دوافعها للعضّ

استخدم عالم أحياء برازيلي طريقة جديدة لدراسة السلوك الذي يدفع الثعابين السامّة للعضّ؛ وهي دراسة تُسهم في إنقاذ أرواح البشر الذين يتعرّضون للدغاتها.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.