«أحلام أرمينية»... حياة مُغلفة بالقلق والحالات العاطفية

معرض قاهري يضم 30 لوحة

من المعروضات (غاليري ليوان)
من المعروضات (غاليري ليوان)
TT

«أحلام أرمينية»... حياة مُغلفة بالقلق والحالات العاطفية

من المعروضات (غاليري ليوان)
من المعروضات (غاليري ليوان)

يظهر معرض «أحلام أرمينية» ملامح الفن الأرميني المتأثر بسحر الشرق، فتجد على مسطح اللوحات أطيافاً من المنمنمات والزخارف والفسيفساء والتفاصيل المُوحية؛ لتقدم مشاهد من الحياة مُفعمة بعمق التناول وتنوع الأساليب الفنية.

ويضم المعرض، المقام بغاليري «ليوان» في القاهرة، قرابة 30 لوحة لفنانين أرمن. من بينهم 4 فنانين معروفين، هم أرمين فهراميان وإبراهام ساهكيان وروميو أفاغيان وأليك أليكيان. كما يسلط الضوء على أعمال مجموعة من الرواد الأرمن الذين أقاموا في مصر، وهم بوغوس تاتيكيان وأوسكان تشيمشيديان وجون باباسيان وأخيراً روزباباسيان.

حكايات أسرية دافئة يبحث خلالها الفنان الأرميني عن الحماية والسلام (غاليري ليوان)

وتعرض الأرمن لعدد من المآسِي والأوجاع، ما كان سبباً في اهتمام لوحات فناني المعرض بالعلاقات الإنسانية التي جاءت مُغلفة بالقلق والحالات الفيزيولوجية والعاطفية، ما انعكس بدوره على جمالية أساليبهم وتصويرهم لجوهر البشر، فجاءت بعض الأعمال وكأنها صور رمزية للسكون والسلام والأمل.

يقول مصطفى عز الدين، مدير غاليري «ليوان»، لـ«الشرق الأوسط»: «بين ثنايا اللوحات كثير من التأملات والأفكار الفلسفية، بعضها يجسد لحظات عابرة من السعادة والبهجة في عالم طليق، وبعضها الآخر يتأمل الحياة، ويترقب ويطمح إلى تحقيق أمنيات وآمال مختبئة في النفس، فتبدو تسجيلاً لأحلام نفوس مسترسلة على سجاياها».

من لوحات الفنان إبراهام ساهكيان في المعرض (غاليري ليوان)

«الامتزاج بين الثقافتين المصرية والأرمينية في المعروضات هو أمر لافت للمتلقي»، وفق عز الدين، الذي يضيف: «المعرض يبرز الثراء الفني للفنانين الأرمن والتأثير المتبادل بين الفن المصري والفن الأرميني، فقد عاش الأرمن طويلاً في مصر، واندمجوا وذابوا داخل المجتمع المصري، تأثروا بناسه. ومن ثم استهوتني فكرة أن أعيد تسليط الضوء على دورهم وتاريخهم وملامح فنهم، ولا سيما أنني لاحظت تنامي الاهتمام بحراكهم الثقافي، ومن ذلك تركيا نفسها، فإذا كان الأمر كذلك بالنسبة للدول غير المتوقع احتفاؤها بدورهم المؤثر في مجالات عدة، فما بالنا بمصر، التي لطالما احتضنتهم، ومثلت وطناً آخر لهم منذ عقود طويلة».

ويلفت: «المثير أن المعرض استقطب أعداداً كبيرة من الجالية الأرمينية في مصر من مختلف الأعمار والفئات، الذين أعربوا عن سعادتهم البالغة بمشاهدة أعمال هؤلاء الفنانين».

لوحة للفنان أليك أليكيان (غاليري ليوان)

وتتحرر الأعمال من النظرة التقليدية والمعالجات النمطية، وتتنوع ما بين التعبيرية والتجريدية والطبيعة الصامتة.

ومن خلال المعروضات، يتم التعرف على أعمال الفنان المعاصر إبراهام ساهكيان، الأستاذ في أكاديمية الفنون في أرمينيا، المعروف بغزارة أعماله، والذي أقام كثيراً من المعارض في مختلف أنحاء العالم. من ذلك موسكو وبلغاريا وسوريا وباريس وكندا وهولندا. كما تجذبك فطرية لوحات روميو أفاغيان، وميلها إلى التجريدية، ما يتيح له مساحات واسعة من الحرية والتخلص من قيود قواعد الكلاسيكية، بينما تأثر أرمين قهرميان بنشأته الريفية، حيث ولد في قرية أردفي، بينما تستوقفك بهجة الحياة في لوحات أليك أليكيان وترحيبها بالجمع ما بين الثقافتين الشرقية والغربية.

التأثر بالشرق في عمل للفنان روميو أفاغيان (غاليري ليوان)

وتعد أعمال الفنان بوغوس تاتيكيان مفاجأة المعرض، فالفنان الذي وُلد في عام 1820 تندر لوحاته الزيتية، المعروف مكانها في الوقت الراهن، إلا أن المعرض يتضمن لوحة زيتية، تم العثور عليها لدى أحد المقتنين بمصر، وتم إقناعه بعرضها، خصوصاً أنه يُعرف عنه تجسيده للطابع المحلي للأحياء، ما يمثل وثيقة بصرية تاريخية.

ويذكر أن الفنان التشكيلي الأرميني جون باباسيان، المولود في الإسكندرية عام 1914، يعود مزجه بين الفنون الغربية والعربية إلى سفره المتكرر إلى أوروبا، كما شارك في إخراج ديكورات كثير من الأعمال المسرحية والسينمائية في مصر.

كذلك ولدت روزباباسيان في الإسكندرية عام 1935، وقُدمت أعمالها في متحفي «الفن الحديث» و«الفنون الجميلة» بالقاهرة. وحققت نجاحاً لافتاً خلال معرضها الفردي الثاني في غاليري «أخناتون» بالعاصمة المصرية.


مقالات ذات صلة

«خيال مآتة»... حارس الحقول يُلهم تشكيلياً

يوميات الشرق «خيال مآتة» يلهم فنانين تشكيليين مصريين (الشرق الأوسط)

«خيال مآتة»... حارس الحقول يُلهم تشكيلياً

مرت السنوات وظل (خيال المآتة) كامناً في جزء ما من ذاكرة غزالة، إلى أن أيقظته زيارة قام بها إلى الريف ليفاجأ بوجود الكائن القديم الذي داعب خياله.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق التشكيلية الكردية تناولت آلام النساء في زمن الحرب (الشرق الأوسط)

التشكيلية الكردية يارا حسكو تحتفي بالمرأة وتُجسِّد مآسي الحرب

يضمّ معرضها مجموعة أعمال دخلت من خلالها إلى روح النساء، رابطةً ظروف حياتهنّ الخاصة برسومها، لتعيد سرد قصة كل لوحة بحركات وتعابير تحاكي الحرب السورية وتقلّباتها.

كمال شيخو (القامشلي)
يوميات الشرق أعمال 20 فناناً محلياً وعالمياً تشارك المعرض الذي يقدّمه معهد مسك للفنون (الشرق الأوسط)

20 فناناً دولياً يستكشفون تأثيرات ظهور الإنترنت في الرياض

في ظل التقدم التقني غير المسبوق الذي يشهده العصر الحالي، ألقى معرض «عصر الأثر الخافت» الضوء على التأثيرات والتحولات التي أحدثتها الأقمار الاصطناعية.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق مشهد من معرض «من قتل أسمهان» (الشرق الأوسط)

«كايرو كوميكس»... أحلام الشباب تُجسِّدها القصص المصوَّرة

يقدّم المهرجان - الذي اختار أيقونة مجلة «ماجد» الإماراتية «كسلان جداً»، للفنان المصري مصطفى رحمة، شخصية هذا العام - أعمال فنانين من الأردن وسويسرا والأرجنتين.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق السطو مسَّ بملكات الفنان آندي وارهول (أ.ب)

لصوص سرقوا «ملكات» آندي وارهول من معرض هولندي

سُرقت لوحتان للفنان الأميركي آندي وارهول خلال اقتحام ليليّ لمعرض في هولندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

السعودية تؤكد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي

السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)
السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)
TT

السعودية تؤكد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي

السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)
السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)

أكدت السعودية، الجمعة، التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي، وتطلّعها لتوطيد مكانة الثقافة، بعدّها قوةً دافعة للتنمية المستدامة، ومصدر إلهام لأجيال المستقبل لبناء عالم أفضل.

جاء ذلك في كلمة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، التي ألقاها نيابةً عنه المهندس فهد الكنعان وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية، خلال الاجتماع الوزاري الخامس لوزراء ثقافة دول مجموعة العشرين بمدينة سلفادور البرازيلية.

وقال الكنعان إن الثقافة تُمثِّل أولوية رئيسية في «رؤية 2030»، وتؤمن السعودية بدورها في ربط ماضينا، وإثراء حاضرنا، وصنع مستقبلنا المشترك، مشيراً إلى أن قطاعاتها تحظى بدعمٍ غير محدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

الثقافة تُمثّل أولوية رئيسية في «رؤية السعودية 2030» (واس)

وأضاف أن السعودية تعتز بمبادرتها لعقد الاجتماع الأول لوزراء ثقافة دول مجموعة العشرين على هامش رئاستها في عام 2020 تحت شعار «نهوض الاقتصاد الثقافي: نموذج جديد»، لافتاً إلى أن ذلك «يعكس إيماننا المشترك بالثقافة كمنفعة عالمية عامة»، ومُنوهاً بالجهود الدولية الساعية لاستمرارية اجتماع المسار الثقافي كهدفٍ مشترك.

ونقل الكنعان تقدير السعودية لجهود الرئاسة البرازيلية في مواصلة ترسيخ الثقافة بالمجموعة تحت شعار «بناء عالم عادل وكوكب مستدام»، ودعمها الأولويات الثقافية، والمتضمنة دعم الاندماج الاجتماعي، والاستفادة من البيئة الرقمية مع حماية حقوق النشر، وتعزيز الاقتصاد الإبداعي لتحقيق النمو المستدام، وحماية التراث الثقافي.

وأشار إلى أن السعودية قدّمت مبادرات نوعيّة في هذا السياق، منها إطلاق مركز عالمي متخصص في إدارة التراث الثقافي المغمور تحت مياه البحر الأحمر والخليج العربي، واستعادته والحفاظ عليه، وفقاً لأفضل الممارسات والمعايير العالمية.