هاني شنودة: عودة فرقة «المصريين» مستحيلة

تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن أسباب ارتباط الجمهور بأعمالها

الموسيقار المصري هاني شنودة (حسابه على «فيسبوك»)
الموسيقار المصري هاني شنودة (حسابه على «فيسبوك»)
TT

هاني شنودة: عودة فرقة «المصريين» مستحيلة

الموسيقار المصري هاني شنودة (حسابه على «فيسبوك»)
الموسيقار المصري هاني شنودة (حسابه على «فيسبوك»)

حالة من الحنين أثارها مسلسل «حالة خاصة» بين الجمهور تجاه فرقة «المصريين»، التي تردّدت أغنياتها في المسلسل لتتعرف عليها لأول مرة أجيال جديدة لم تعاصرها.

وتعد فرقة «المصريين» من أوائل الفرق المصرية التي كونها الموسيقار هاني شنودة وثلاثة من الموسيقيين في أواخر فترة السبعينات، وحقّقت نجاحاً كبيراً بموسيقاها الرائعة، وكلماتها البسيطة، وتميّز أصوات مطربيها ومطرباتها، إلّا أن الفرقة توقفت عن العمل عام 1988.

وكان صناع المسلسل قد استعانوا بست أغنيات للفرقة ضمن أحداثه، حيث يجسد بطل العمل الفنان طه الدسوقي شخصية نديم المحامي الشاب، الذي يعاني من «التوحد»، ويروي ضمن مشاهد المسلسل كيف تعلّق بالفرقة بسبب حب والدته لأغنياتها، واختار أن يغني «لما كان البحر أزرق»، ويسرد لهم تاريخ الفرقة، فيما انتهت أحداث المسلسل بأغنية «ابدأ من جديد»، التي منحت المتفرجين شحنة إيجابية بكلماتها التي تقول «مهما كان حلمك بعيد، مهما كان صعب وعنيد، ابدأ من جديد».

وتصدر الموسيقار هاني شنودة «الترند» عبر منصة «إكس»، وأشاد مغردون بالفرقة والموسيقى التصويرية التي وضعها.

شنودة صاحب أعمال شهيرة (حسابه على «فيسبوك»)

وقال هاني شنودة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: إن «ارتباط الناس القوي بفرقة (المصريين)، يعود إلى عملها بجدّية في التلحين والغناء وحتى في الهزار»، مؤكداً أن الجدية مهمة للغاية ليحقق الإنسان هدفه.

وأضاف قائلاً: «تعاقب على الفرقة مطربات كان لكلٍّ منهنّ أثر، بدءاً من إيمان يونس (صوت الذهب) وأحد أسباب نجاح الفرقة، وقد قرّرت الزواج وترك الغناء، فاستعنّا بتلميذتها راندا التي غنت (الصبحية)، و(لما كان البحر أزرق)، ومن ثَمّ قرّرت هي الأخرى أن تتزوج وتتركنا، وجاءت منى عزيز التي غنّت (ماشية السنيورة) وتزوجت أيضاً وتركتنا وتعيش حالياً في سويسرا».

ويشير الموسيقار الكبير ضاحكاً إلى أن عضوات الفرقة اللواتي غنّين: «ما تحسبوش يا بنات إن الجواز راحة» تزوّجن بعدها، لكن شنودة ينفي إمكانية عودة الفرقة من جديد لوفاة اثنين من أعضائها قائلاً: «عودة الفرقة للساحة الفنية مجدداً مستحيلة».

خلال تكريمه في الرياض العام الماضي (هيئة الترفيه)

وكشف هاني شنودة أحد أسرار تكنيك الموسيقى التصويرية التي استخدمها في مسلسل «حالة خاصة» قائلاً، إنه استعان بمطربة سوبرانو لتمنح للموسيقى طابعاً إنسانياً وتبدو كآلة من ضمن آلات الأوركسترا.

وأشاد الموسيقار المصري بأجواء العمل في مسلسل «حالة خاصة» قائلاً: «رأيت حالة حبّ وتنافس لتقديم الأفضل»، كما أشاد بأداء طه الدسوقي الذي يقول عنه: «عرفناه ممثلاً كوميدياً، ومن ثَمّ فوجئنا به يقدّم دوراً مركّباً ومعقّداً، وهو أمر يُحسب له وللمخرج عبد العزيز النجار، الذي استطاع تحقيق ذلك»، مشيراً إلى أن الفنان العالمي جاك ليمون هو الوحيد، الذي نجح في تقديم الكوميديا والتراجيديا بنفس الدرجة من الإجادة والإقناع، ولم تتكرر هذه الحالة في رأيه سوى مع طه الدسوقي، مؤكداً أن المسلسل جعل أسراً كثيرة لديها حالات مماثلة لا تخجل من مرض أطفالها وأنه حقّق مردوداً اجتماعياً.

ولفت شنودة إلى أن «قافلة السعادة» وهي الفرقة التي كوّنها مؤخراً وتضمّ مجموعة من المطربين والمطربات تلعب دوراً إنسانياً وفنيّاً من خلال تقديم أغنياتها في دُور المسنّين، والحالات الخاصة، وتقدم لهم الأغنيات العاطفية والوطنية التي ارتبطوا بها، لأم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش، وأنه يسعد برسم بسمة على شفاههم، وعدّ الأمر هذا بمنزلة «ضريبة اجتماعية ومحاولة لرد الجميل لهم».

وتأسست فرقة «المصريين» على يد هاني شنودة، وتحسين يلمظ، وهاني الأزهري، وممدوح قاسم، وانضمّ لهم المطرب عمر فتحي، والمطربة إيمان يونس شقيقة الفنانة إسعاد يونس، ثم داليا، ومنى عزيز، وكتب كلمات الأغاني لهم كبار الشعراء من بينهم صلاح جاهين.


مقالات ذات صلة

عبد المجيد عبد الله أول فنان عربي في السلسلة الأولى لـ«بيلبورد العالمية»

يوميات الشرق الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله في السلسلة الأولى التي تطلقها «بيلبورد العالمية» بصفته أول فنان عربي يحظى بهذا الاعتراف العالمي الرفيع (الشرق الأوسط)

عبد المجيد عبد الله أول فنان عربي في السلسلة الأولى لـ«بيلبورد العالمية»

حقق الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله، إنجازاً تاريخياً يُضاف إلى مسيرته الفنية الحافلة، بعد اختياره للمشاركة في السلسلة الأولى التي تطلقها «بيلبورد العالمية».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أكثر من فعالية تحتفي بذكرى أم كلثوم (مشروع القاهرة عنواني)

احتفالية كبرى لاستعادة أغاني أم كلثوم في باريس

أعلن مسرح فيلهارموني دي باريس، الذي يعدّ أشهر المسارح في العاصمة الفرنسية، عن استضافة حفل غنائي لاستعادة أغاني «كوكب الشرق» أم كلثوم في الذكرى الخمسين لرحيلها.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق أنغام تطلق ألبومها الجديد «تيجي نسيب» (الشركة المنتجة)

أنغام تراهن على مواكبة الصيحات الموسيقية بألبومها الجديد

تراهن الفنانة المصرية أنغام على مواكبة أحدث الصيحات الموسيقية العالمية في ألبومها الجديد «تيجي نسيب» الذي احتفلت بإطلاقه، الأربعاء، في حفل كبير بإحدى دور العرض.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق ملصقات وسلع تحمل صور إلفيس بريسلي في برمنغهام ببريطانيا (إ.ب.أ)

سحر إلفيس بريسلي يتوهَّج في ذكرى ميلاده الـ90

تعمُّ الاحتفالات أرجاء بريطانيا إحياءً للذكرى الـ90 لميلاد أسطورة الغناء إلفيس بريسلي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الممثل بن أفليك وزوجته السابقة جنيفير لوبيز (رويترز)

بعد زواج دام عامين... جينيفر لوبيز وبن أفليك يتوصّلان إلى تسوية طلاق

توصّل النجمان الأميركيان بن أفليك وجينيفر لوبيز إلى تسوية بشأن طلاقهما، بعد 5 أشهر من الانفصال الذي أنهى زواجهما الذي دام عامين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كتاب مصري جديد يحتفي بشكري سرحان في مئوية ميلاده

شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)
شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)
TT

كتاب مصري جديد يحتفي بشكري سرحان في مئوية ميلاده

شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)
شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)

في ظل الجدل الذي أثير مؤخراً حول «موهبته»، احتفى مهرجان الأقصر السينمائي في دورته الـ14 بذكرى مئوية ميلاد الفنان المصري الكبير شكري سرحان (13 مارس «آذار» 1925 - 19 مارس 1997)، وأصدر المهرجان بمناسبة ذلك كتاب «شكري سرحان... ابن النيل» للناقد المصري سامح فتحي، ويضم الكتاب فصولاً عدة تستعرض مسيرة الفنان منذ مولده وحتى أصبح نجماً من كبار نجوم السينما المصرية، متوقفاً عند أهم أفلامه التي وصلت إلى 161 فيلماً، بدءاً من أول أفلامه «نادية» 1949 للمخرج فطين عبد الوهاب، وحتى آخرها «الجبلاوي» 1991 للمخرج عادل الأعصر.

وكان قد أثير جدل حول انتقادات وجهها الممثل الشاب عمر متولي، نجل شقيقة عادل إمام، في برنامج يبثه عبر «يوتيوب» استضاف خلاله الممثل أحمد فتحي، تناولا خلاله سيرة الفنان الراحل شكري سرحان، حيث اتفقا على أنه «حقق نجومية أكبر من موهبته الحقيقية»؛ ما دفع أسرة الفنان الراحل لتقديم شكوى لنقابة الممثلين، حيث قدم نقيب الممثلين الفنان أشرف زكي اعتذاراً لأسرة الفنان الراحل، مهدداً كل من يتجاوز في حق الرموز الفنية بالشطب من النقابة. وفي المقابل اعتبر نقاد وفنانون الهجوم على فتحي ومتولي بمنزلة «تضييق على حرية إبداء الرأي على الأعمال الفنية ونجومها».

شكري سرحان في أحد أدواره (أرشيفية)

أعمال هادفة

ووصف المؤلف مسيرة شكري سرحان الفنية التي امتدت على مدى نصف قرن بأنها تميزت بـ«اختيار الأعمال الهادفة والجادة، وعدم الابتذال أو السقوط في حب الظهور وشهوة المال»، حيث شارك في «مئات الأدوار بالمسرح والسينما، وأمتع الملايين، وأثرى الحياة الفنية بكل ما هو مفيد وهادف».

فيما عَدّه الناقد سعد القرش في مقدمة كتاب «ابن النيل» بأنه الأكثر حظاً، وأنه من بين نجوم السينما المصرية الذي «كان الأقرب إلى الملامح النفسية والجسدية لعموم المصريين في جيله، رغم أنه لم يكن في وسامة محمود مرسي أو كمال الشناوي وعمر الشريف ورشدي أباظة، ولا يتمتع ببنية جسدية تنقله إلى الفتوات مثل فريد شوقي، حيث كان للنجوم صورة ذهنية لدى المشاهدين يشبهون أو يتشبهون بنجوم هوليوود من حيث تسريحة الشعر ولمعانه والشارب».

الناقد المصري سامح فتحي (الشرق الأوسط)

يستعرض سامح فتحي بدايات سرحان، الذي وُلد بالإسكندرية لكنه ينتمي لقرية «الغار» بمحافظة الشرقية، وكان الأوسط بين شقيقيه صلاح وسامي، وقد أثرت فيه حياة القرية، كما ذكر هو بنفسه، فقد أكد أن النشأة الدينية كانت إحدى سمات حياته منذ طفولته، فقد اعتاد على ارتياد المساجد وحفظ القرآن الكريم، وكان والده يعمل أستاذاً للغة العربية، ويحرص على أن تمضي الأسرة شهور الدراسة بالمدينة ثم تنتقل للقرية في الإجازة.

وبدأت علاقة سرحان بالفن من خلال شقيقه الأكبر صلاح، فحينما افتتحت دار سينما بالقرب من منزلهما، كان وشقيقه، حسبما روى، يتوقفان بجوارها ليستمعا لأصوات الممثلين، ويؤديان بعض الأدوار في حجرتهما حتى لا يشعر بهما والدهما، والتحق مثل شقيقه بفريق التمثيل بمدرسة الإبراهيمية، ثم التحق كلاهما بمعهد الفنون المسرحية في أول دفعة به، وكان من زملائه بالمعهد فريد شوقي وصلاح نظمي.

عثرات ونجاحات

واجه شكري سرحان عثرات في بداية طريقه الفني، حين اختاره منتج فيلم «هارب من السجن» لدور البطولة، حيث كاد يطير من الفرحة ثم قرر المخرج استبداله بالفنان فاخر فاخر، فحزن حزناً كثيراً خصوصاً بعد أن طالع خبراً بإحدى المجلات الفنية بأن الممثل الشاب شكري سرحان أثبت فشله في السينما، ما أصابه باكتئاب لفترة طويلة، لم ينقذه منه إلا خبر آخر كتبه الصحافي صلاح ذهني بمجلة «آخر ساعة»، حيث نشر صورة له وكتب أسفلها «فتى أول ينقصه مخرج»، فاتصل به المخرج حسين فوزي، ومنحه دوراً في فيلم «لهاليبو» مع نعيمة عاكف، ثم شارك في أدوار صغيرة بأفلام عدة من بينها «أفراح» و«بابا عريس».

مع سعاد حسني في أحد الأعمال (أرشيفية)

لكن الفرصة الكبرى والأهم جاءت حين اختاره المخرج يوسف شاهين لبطولة فيلمه «ابن النيل» ليكون هذا الفيلم البداية الحقيقية لشكري سرحان في السينما، وقال الفنان عن ذلك: «منحني الله هذا الشرف العظيم بأن أُمثل (ابن النيل) في هذه القصة، وفي وجود فريق قوي من الممثلين مثل يحيى شاهين ومحمود المليجي وفاتن حمامة».

وأشاد به يوسف شاهين بعد أحد المشاهد التي أداها، قائلاً له: «أنت برعت في أداء هذا المشهد مثل أعظم نجوم هوليوود، وأنا أمنحك أوسكار على ذلك».

انطلاقة كبرى

ويرى سامح فتحي مؤلف الكتاب أن فيلم «شباب امرأة» 1951 قد مثَل انطلاقة كبرى في مسيرة شكري سرحان، وكانت قد رشحته الفنانة تحية كاريوكا للمخرج صلاح أبو سيف لأداء دور «القروي الساذج إمام بلتاجي حسنين»، وقد ساعده على أداء الشخصية جذوره الريفية ليصبح الفيلم المأخوذ عن رواية الأديب أمين يوسف غراب في مقدمة الأفلام الواقعية المهمة في تاريخ السينما المصرية.

شكري سرحان في أحد مشاهد فيلم «ابن النيل» (أرشيفية)

وتعد شخصية «سعيد مهران» بطل رواية نجيب محفوظ «اللص والكلاب» من أبرز الشخصيات التي أداها شكري سرحان، حيث كتب في مذكراته أنه حينما قرأ الرواية جذبته عبارة «خرج من السجن وفي جوفه نار»، ما يوحي بسخونة أحداثها وأنه أطلق لخياله العنان لتجسيد أحداثها التراجيدية، ومَثّل الفيلم الذي أخرجه كمال الشيخ السينما المصرية في مهرجان برلين 1964، وأشاد به النقاد الألمان الذين رأوه «فيلماً مصرياً متكاملاً يرقى إلى مستوى العالمية».

ويشير الكتاب الجديد إلى تقديم الفنان الكبير لتجارب مهمة في السينما العالمية، من بينها فيلم «ابن كليوباترا»، وسلسلة أفلام «قصة الحضارة بين العصور» للمخرج العالمي روسليني، وفيلم «أسود سيناء» مع المخرج الإيراني فريد فتح الله، كما يتوقف عند أعماله المسرحية التي برزت بشكل أكبر بعد نكسة 1967.

غلاف الكتاب الجديد (الشرق الأوسط)

وحاز شكري سرحان جوائز عدة خلال مسيرته، فقد حصل على جائزة أفضل ممثل عن أدواره في أفلام «اللص والكلاب»، و«الزوجة الثانية»، و«رد قلبي»، و«شباب امرأة»، و«ليلة القبض على فاطمة»، كما تم اختياره «أفضل ممثل في القرن العشرين» بعد تصدره قائمة «أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية» بعدد 15 فيلماً في استفتاء مهرجان القاهرة السينمائي 1996، الذي كرمه قبل عام من رحيله.