علاج وقائي محتمل لسرطان الثدي

يحمل الاكتشاف فُرصة علاجية مثيرة لمرضى سرطان الثدي (آنسبلاش)
يحمل الاكتشاف فُرصة علاجية مثيرة لمرضى سرطان الثدي (آنسبلاش)
TT

علاج وقائي محتمل لسرطان الثدي

يحمل الاكتشاف فُرصة علاجية مثيرة لمرضى سرطان الثدي (آنسبلاش)
يحمل الاكتشاف فُرصة علاجية مثيرة لمرضى سرطان الثدي (آنسبلاش)

«يُعتقد أن بروتيناً موجوداً بكثرة في سرطانات الثدي المقاومة للعلاجات التقليدية، هو السبب في تطوّر الورم الخبيث، وأن استهدافه من شأنه أن يمنع انتشاره، وبالتالي يزيد من بقاء المرضى على قيد الحياة ويزيد من فُرص العلاج»، وفق دراسة أجراها فريق فرنسي - أميركي بقيادة أحد علماء الأحياء في معهد العلوم البيولوجية المتقدمة بجامعة غرونوبل الفرنسية (CNRS).

وتهدف الدراسة التي نُشرت نتائجها، الأربعاء، في مجلة «سيل ديسكفري» إلى فهم أفضل للآليات التي تلعب دوراً في تطور الأورام الأولية في سرطانات الثدي العدوانية قبل أن تتحول إلى نقائل قابلة للانتشار.

ووفق الدراسة يُعتقد أن الخلايا الخبيثة تنتشر بفضل بروتين SMYD2، الذي يحول نشاط بروتين آخر هو BCAR3 لصالح تلك الخلايا. ومن المعروف أن الأخير مسؤول جزئياً عن قدرة الخلايا السرطانية النقيلية على الالتصاق وهجرتها إلى مكان آخر بالجسم، حيث يتم تحفيز نشاط (BCAR3) بشكل كبير بواسطة البروتين (SMYD2)، وتظهر التجارب المختبرية أن تطور الخلايا الخبيثة وقدرتها على الهجرة وغزو الأنسجة المحيطة بها يتطلب وجود ونشاط (SMYD2).

وهو ما علق عليه الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور نيكولاس رينورد، من مختبر رينوار بمعهد العلوم البيولوجية المتقدمة في جامعة غرونوبل، بقوله: «اكتشفنا بروتيناً جديداً (SMYD2) متورطاً في انتشار سرطان الثدي النقيلي، وظيفته تنظيم مسار الإشارات الخلوية، وقد أدى منع نشاطه باستخدام مثبط في إيقاف تشتت النقائل وانتشارها، وبالتالي إعاقة هجرة خلايا سرطان الثدي وغزوها لخلايا أخرى بالجسم».

وحاول فريق الدراسة بالفعل تثبيط (SMYD2) في الفئران المصابة بسرطان الثدي في مرحله الأولية، حيث كشف تحليل مقارن لتطور السرطان في الفئران المعالجة وغير المعالجة عن وجود علاقة بين تثبيط (SMYD2)، ومنع تأثيره على (BCAR3)، وبالتالي غياب النقائل التى تمنح الخلايا السرطانية قدرتها على الانتشار.

وأفاد باحثو الدراسة بأن هذه النتائج تُمثل خطوة أولى نحو تطوير علاج مبكر لمنع تطور النقائل في سرطان الثدي. وأضاف الباحثون أن «مثل هذا العلاج الوقائي من شأنه أن يمنح الفريق الطبي مزيداً من الوقت لتحديد وتنفيذ علاجات فعالة لمكافحة الورم الأولي، أو إيجاد علاجات أخرى بديلة للأورام المقاومة للعلاجات التقليدية».

من جانبه، قال رينورد: «يحمل هذا الاكتشاف فرصة علاجية مثيرة. ليس لعلاج السرطان مباشرة ولكن لمنع تطور سرطان الثدي إلى نقائل لها القدرة على استعمار أعضاء أخرى». وأضاف أن «استهداف البروتين (SMYD2) في المرضى الذين تم تشخيصهم مبكراً، وهو ما يحدث غالباً لمرضى سرطان الثدي بفضل الفحوصات الوقائية المجتمعية ستكون له فوائد كبيرة لعلاج سرطان الثدي وإسكات خطر انتشار الورم الخبيث». وتابع: «كما نبحث الآن أيضاً عما إذا كانت هذه الآلية الخاصة بسرطان الثدي ترتبط بأنواع أخرى من السرطان وبالتالي استخدام العلاج الوقائي في منع انتشارها إلى أجزاء أخرى بالجسم».


مقالات ذات صلة

«بناء الجسور بين المذاهب» من ترسيخ المُشتَركات إلى «مؤتلف إسلامي فاعل»

الخليج جانب من انطلاقة النسخة الثانية من المؤتمر الدولي «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» في مكة المكرمة (رابطة العالم الإسلامي)

«بناء الجسور بين المذاهب» من ترسيخ المُشتَركات إلى «مؤتلف إسلامي فاعل»

من رحاب قبلة الإسلام الجامعة في مكة المكرمة (غرب السعودية) انطلقت، الخميس، أعمال النسخة الثانية لأهم حدث إسلامي وحدوي يجمع أبناء الأمة المسلمة من مختلف مذاهبهم.

إبراهيم القرشي (مكة المكرمة)
أوروبا مواطنون يلوحون بالأعلام الرومانية في بوخارست (إ.ب.أ)

رداً على «تدخلات» موسكو... رومانيا تطرد دبلوماسيين روسيين كبيرين

أعلنت رومانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، اليوم الأربعاء، طرد دبلوماسيين روسيين كبيرين، متهمة موسكو بـ«تدخلات».

«الشرق الأوسط» (بوخارست)
شمال افريقيا العلاقات بين القاهرة ومدريد توثقت بصورة أكبر عقب زيارة السيسي إلى إسبانيا (مجلس الوزراء المصري)

مصر: توافق عربي وأفريقي وأوروبي على تسريع إعمار غزة

قال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الأربعاء، إن «القمة جددت التأكيد على أنه لا سبيل لحل الأزمة في قطاع غزة، إلا من خلال قيام دولة فلسطينية مستقلة»

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
العالم تظهر هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو نشرته وكالة ناسا (من اليسار) رواد الفضاء بوتش ويلمور ونيك هاغ وسوني ويليامز وهم يتحدثون خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء 4 مارس 2025 (أ.ب)

رائدا فضاء عالقان يقتربان أخيراً من العودة إلى الأرض بعد 9 أشهر

أصبح رائدا فضاء عالقان تابعان لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) على بعد أسابيع قليلة فقط من العودة أخيراً إلى الأرض بعد تسعة أشهر في الفضاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان لدى إلقائه كلمة السعودية في القمة التي استضافتها القاهرة الثلاثاء (واس)

السعودية تجدد رفضها القاطع المساس بحقوق الفلسطينيين

جددت السعودية التأكيد على رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني، سواء من خلال الاستيطان، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الدراما السورية تحافظ على موقعها التنافسي في رمضان

تطلّ أمل بوشوشة بدور «زمرد» العاشقة بلا أمل (مسلسل «السبع»)
تطلّ أمل بوشوشة بدور «زمرد» العاشقة بلا أمل (مسلسل «السبع»)
TT

الدراما السورية تحافظ على موقعها التنافسي في رمضان

تطلّ أمل بوشوشة بدور «زمرد» العاشقة بلا أمل (مسلسل «السبع»)
تطلّ أمل بوشوشة بدور «زمرد» العاشقة بلا أمل (مسلسل «السبع»)

تؤكد المواسم الرمضانية مكانة الدراما السورية، وتقدُّم موقعها في المنافسة. فالمسلسلات السورية غالباً مُتقنة؛ لديها قصة تُخبرها وشخصيات قابلة للتصديق. تلك الصناعة تصرُّ على العطاء الجميل. تُعاكسها الظروف، فتُخرج من الركام لمعة فنّية.

تُحوّل كلّ أسى إمكاناً للشعور بالآخر ومحاولة فَهمه. والقسوة تُقدِّم عِبرة. لا يعني هذا التقدير تساوي جميع الأعمال في التقييم؛ فمنها المُخيِّب. لكنه عموماً يصحّ باستثناء ما يتَّبع الأنساق المُكرَّرة وتغلب عليه المناحي التجارية.

نشاهد في الموسم الحالي أعمالاً بين الاجتماعي والبيئي الشامي، يُمرِّر بعضها النقد السياسي الساخر، لعلّه يُعوّض غياب المسلسل الجريء تماماً بطرحه المباشر واستطاعته فَرْك الجراح بعد الإشارة إليها بالإصبع. فمسلسلات «البطل» وهو اجتماعي من بطولة بسام كوسا، و«نسمات أيلول» وهو كوميدي يُهدّئ ثقل الواقع، و«تحت سابع أرض» من بطولة تيم حسن، و«السبع» من بطولة باسم ياخور؛ تُصنَّف حتى الآن جيدة، ولا تُعدُّ متابعتها عقاباً.