موسيقى على ضوء آلاف الشموع في برج «إيفل»https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4822741-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%82%D9%89-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B6%D9%88%D8%A1-%D8%A2%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D9%88%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D8%AC-%D8%A5%D9%8A%D9%81%D9%84
استعدادات استثنائية يشهدها برج «إيفل» لاستقبال عرض للموسيقى الكلاسيكية في طابقه الأول. ميزة الحفل أنّ الفنانين سيعزفون وسط آلاف الشموع التي تضيء المكان. ومنذ انطلاقتها قبل 3 سنوات، تلقى سلسلة عروض «كاندل لايت» رواجاً فرنسياً وعالمياً، بعدما تنقّلت بين 100 مدينة وحضرها حتى الآن 400 ألف مستمع.
يحرص المنظّمون على اختيار مواقع غير مألوفة، تاريخية أو سياحية، لتقديم عروض لموسيقيين معروفين. وهي المرّة الأولى التي يحتضن فيها الصرح الباريسي الأشهر عرضاً من هذا النوع، على ارتفاع 57 متراً عن الأرض.
جرت العادة أن يأتي السياح لمشاهدة البرج من الخارج والتقاط الصور له، أو اعتلاء أدراجه واستخدام مصاعده لرؤية باريس من منظور مدهش، أو بلوغ طابقه الثاني لتناول العشاء في مطعم دوّار على ارتفاع 300 متر، لكن عروض الشموع تكسب دفئاً وحميمية بفعل تأثير آلاف الشعلات في الموقع الواحد، لا سيما عندما تُقام في ليالي الشتاء الباردة.
تُستخدم قناديل كبيرة تُضاء فتائلها القطنية بالزيت. وسبق أن تحوّلت الفنادق التاريخية والكنائس القديمة، في ليالٍ محدّدة يترقّبها الجمهور، مسارح لهذه الحفلات، بحضور جمهور من أهالي المدن الكبيرة أو البلدات المتوسطة. وأقيم أحد أشهر عروض الشموع في متحف «غريفن» المخصَّص لتماثيل الشمع في باريس، المُعادل لمتحف «توسو» اللندني. واستُعيض عن المصابيح الكهربائية بآلاف الشموع الصغيرة التي زُرعت حول عازف البيانو وزملائه عازفي النفخ والآلات الوترية.
بعد «إيفل»، يستعد المنظّمون لعروض خاصة بعيد الحب الشهر المقبل، فتنسجم الإضاءة الشاحبة مع رومانسية المناسبة.
«عصفور في ليلة مطر»، و«في ليلة عشق»، و«شباك قديم»، و«إحساس»... بهذه الألبومات التي أصبحت فيما بعد من علامات جيل التسعينات في مصر، قدمت حنان ماضي نفسها للجمهور
الفنان أحمد مناويشي ولوحاته (إنستغرام «آرت ديستريكت»)
يتمتع فصل الشتاء في لبنان بخصوصية تميّزه عن غيره من المواسم. فهي تنبع من مشهدية طبيعة مغطاة بالثلوج على الجبال، ومن بيوت متراصة في المدينة مضاءة بجلسات عائلية دافئة. موسم ينتظره اللبنانيون موعداً سنوياً ينظمون فيه جلسات محورها «الكنكن»، أي ما يرمز إلى البقاء في المنازل، فيجتمعون ضمن حلقات سمر وسهر يمضون الليالي الملاح.
ويأتي معرض «نسيج الشتاء» في غاليري «آرت ديستريكت» في منطقة الجميزة وليد هذه الأجواء. يقول ماهر العطار صاحب الغاليري وأحد المشاركين في المعرض: «استوحيت اسم المعرض من زمن الشتوية في لبنان، وليرتكز على موضوعات نابعة من هذا الموسم. ولكن وبُعيد انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون شعرت بالتفاؤل كما معظم اللبنانيين، فقررت تلوينه بلوحات تشكيلية زاهية تبعث على الأمل».
يتألّف المعرض من مجموعة منحوتات لسابين كرم وساندرا بطرس، وكذلك من صور فوتوغرافية ضخمة موقعة من قبل ميشال صوفيا وخضر شرّي ودانييل عبد الساتر وماهر العطار، وتتوزع على حيطانه لوحات تشكيلية للوسي بوشوغليان وأحمد مناويشي. جميعها تأخذ ناظرها إلى رحلة شتوية تُشرق فيها الشمس بين فينة وأخرى.
فـ«طيور السلام» للنحاتة سابين كرم المصنوعة من البرونز والريزين تحلّق حولك ملونة ويطغى عليها الأبيض. فيما منحوتات الفنانة السورية ساندرا بطرس تعبق بفنون الحياة. وقد حفرت هذه الكلمة (الحياة) محبوكة بفن النحت على الرخام.
وفي مجموعة الصور الفوتوغرافية، تستوقفك تقنيات مختلفة. فدانييل عبد الساتر يغطس في مياه البحر الدافئة كي تولد من كاميرته ملامح امرأة في وجوه ثلاثة، متبعاً فن التصوير الديجيتال، حيث تصطف لوحاته الثلاث جنباً إلى جنب كي تتأمل تطورها. وتدرك في هذه السلسلة القصيرة عند وضوح الصورة، بأن المرأة عنوانها.
أما ماهر العطّار فتتأرجح صوره بين عالم التصوير الصحافي وطبيعة لبنان مستخدماً تقنية الـ«لوموغرامي». صاحب تجارب عالمية في التقارير المصورة الصحافية تلمس حرفيته في التقاط اللحظة. وتبرز في أعماله لعبة الأبيض والأسود المشبعة بفنون الشجن والسكون. وفي لوحته «معبد الشجر» يأخذك في رحلة إلى إحدى المناطق (فقرا) كي تكتشف أسرار سحر طبيعة لبنان. وفي لوحة «مطاردة الملاك» يخيّل إليك أنك وسط صحراء تحيط بها الهضاب الرملية، وتفاجأ بأنها صورة التقطها لـ«سد شبروح» في منطقة كسروان.
أما خضر شرّي المقيم في كاليفورنيا فمحور صوره لعبة الضوء. نرى أن لوحاته «الحرية» و«الأبدية» مصدر نورٍ قوي مرات ومخبأ العتمة مرات أخرى. تنقل كاميرته الفوتوغرافية مناظر مختلفة، بينها ما يتعلق ببحر وشواطئ كاليفورنيا.
يؤكد ماهر العطار في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن هدف تأسيسه «آرت ديستريكت» هو إعادة الصورة الفوتوغرافية إلى الواجهة. «لقد تبدّلت مقاييس جمالية هذا الفن اليوم، وصارت عملية يستهلها بعضهم من خلال التقاطهم الصور بجهازهم الجوَّال. هناك جهل مع الأسف في موضوع الصورة. فالمجهود التقني ما عاد رائجاً لتقديم هذا الفن على المستوى المطلوب. ولذلك أعود في هذا الغاليري لأضع مقاييسه الأساسية على الخط المستقيم. وهناك لبنانيون كُثر يشتاقون لرؤية الصورة الفوتوغرافية الأصيلة، والمشغولة بجهد ومن زوايا مختلفة».
في مجموعة صور ميشال صوفيا نبحر في فن التصوير الفوتوغرافي التأملي.
يدخلنا إلى أرض أفريقيا التي حضنت نيلسون مانديلا من خلال نصب نظارات عملاقة، يستخدمها في مشهد ثُلاثيّ الأبعاد لنقل نظرة مستقبلية، وكذلك إلى مدينة نيس الفرنسية لاكتشاف خصائصها بعينه الثاقبة. فهو طبيب نفسي معالج ويهوى في الوقت نفسه التصوير الفوتوغرافي، وتتّسم أعماله بنفحة من الراحة النفسية.
وبريشة لوسي بوشوغليان الزيتية يتفجّر الفرح بمشهدية ملونة. وتتشابك فيها أشكال هندسية مع أفكارها الثائرة، فتؤلف خلطة فنٍ تشكيليٍ بدوائرَ وشخبطات وملامحَ مبهمة.
لوحتان للمصري أحمد مناويشي تتقابلان بين مدخل الغاليري وبوابة الخروج، حيث تمضي رحلة قصيرة مع عمليه المعروضين، وهي جزء من معرضه الأخير «المجهول».