باحث في المصريات يفنّد مزاعم «بناء الأهرامات بالسخرة»

وسيم السيسي قال إن البرديات وثّقت إجازات العمال في مصر القديمة

وسيم السيسي خلال «ملتقى أهل مصر» يصحح مفاهيم خاطئة (وزارة الثقافة المصرية)
وسيم السيسي خلال «ملتقى أهل مصر» يصحح مفاهيم خاطئة (وزارة الثقافة المصرية)
TT

باحث في المصريات يفنّد مزاعم «بناء الأهرامات بالسخرة»

وسيم السيسي خلال «ملتقى أهل مصر» يصحح مفاهيم خاطئة (وزارة الثقافة المصرية)
وسيم السيسي خلال «ملتقى أهل مصر» يصحح مفاهيم خاطئة (وزارة الثقافة المصرية)

أعاد الدكتور وسيم السيسي، الباحث في المصريات، الحديث حول أهرامات الجيزة، مفنداً المزاعم حول بنائها بالسخرة، وعدَّ خلال مشاركته في «ملتقى أهل مصر»، الذي يعقد بالقاهرة في الفترة من 26 يناير (كانون الثاني) الحالي إلى 2 فبراير (شباط) المقبل، أن «هذا الأمر من المفاهيم الخاطئة التي يجب تصحيحها حول الحضارة المصرية القديمة».

وتحدث السيسي خلال الملتقى، الذي نظمته وزارة الثقافة المصرية لشباب المحافظات الحدودية، عن عظمة الحضارة المصرية القديمة، ومدى تأثر الشعب المصري بأجداده في الكثير من العادات والتقاليد وحتى لغة الحياة اليومية، مشيراً إلى ألفاظ مثل «وحوي يا وحوي» و«إياحة» التي يتغنى بها المصريون في شهر رمضان، وفق ما أورده بيان نشرته وزارة الثقافة على صفحتها بـ«فيسبوك» الاثنين.

ولفت الباحث في المصريات إلى وجود الكثير من المفاهيم الخاطئة عن الحضارة المصرية القديمة، منها ما يتعلق بالأهرامات، وأنها بُنيت بالسخرة، مؤكداً أن «هناك برديات أثبتت منح إجازات للعاملين في بناء الأهرامات، بالإضافة إلى اكتشاف مقابر العمال من بناة الهرم الأكبر بجواره وهو ما ينفي فكرة السخرة».

وأوضح خلال اللقاء أن الحضارة المصرية هي الأقدم في العالم، ومن الصعب محو أو تزييف التاريخ.

وعدّ الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية، أن «هناك موجات متلاحقة حاولت سرقة وتشويه الحضارة المصرية القديمة، منها علماء أجانب ويهود حاولوا الربط بين بناء الأهرامات وبين العهد القديم للدلالة على تسخير اليهود في مصر، ومنها موجة (الأفروسنتريك)».

وقال عبد البصير، صاحب كتاب «أسرار الأهرامات»، لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك «العديد من النظريات عن أسباب بناء الأهرامات، وهناك من يعتقد أن الأهرامات كانت الصوامع المذكورة في التوراة، التي استخدمها سيدنا يوسف عليه السلام، لتخزين الغلال خلال سنوات الوفرة والرخاء في فترة وجوده في مصر القديمة».

وعدّها البعض الآخر «ساعات شمسية، أو مراصد فلكية، أو أدوات استطلاعية، أو مراسي للسفن الفضائية، أو مصانع للطاقة، وغيرها من الأمور المثيرة والغريبة التي لا تمت بصلة إلى لغة العلم والعلماء»، مؤكداً أن «الأهرامات كانت مقابر للملوك والملكات في مصر القديمة، وأنها لم تبن بالسخرة كما أشاع بعض الأجانب والمستشرقين».

وتابع عبد البصير أن «الهرم كان هو المشروع القومي في مصر القديمة، وكان الجميع يشاركون فيه حبّاً بالملك، وكان الهرم هو المشروع الذي ساهم في بناء مصر وكتب لها الخلود على وجه الزمن»، مشيراً إلى أدلة تاريخية وأثرية تنفي مسألة السخرة، منها «برديات وادي الجرف من عهد الملك خوفو، التي توضح الاهتمام بالعمال وعلاجهم، ومقابر العمال بناة الأهرامات في الجيزة، كما اكتشفت بقايا تجمّع سكاني كبير يعرف باسم «حيط الغراب» في المنطقة الجنوبية الشرقية لهضبة الجيزة.

ولفت إلى «المكان الذي عاش ومات فيه العمال الذين اشتركوا في بناء المجموعات الهرمية لكل من الملك خفرع والملك منكاورع، بالإضافة إلى بقايا سكنية أقدم ترجع لعهد الملك خوفو، على عكس ما أورده هيرودوت في تاريخه من أن الملك خوفو كان طاغية، وفقاً لترجمة صقر خفاجة لتاريخ هيرودوت».

يذكر أن «ملتقى أهل مصر» هو نشاط يدخل ضمن تحقيق العدالة الثقافية لأبناء المحافظات الحدودية في مصر، ويضم في دورته 14 الحالية 120 شاباً وفتاةً من 6 محافظات مصرية، وتنظمه هيئة قصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المصرية.

ويعدّ وسيم السيسي واحداً من أبرز الكتاب المصريين الذي يهتمون بالحضارة المصرية القديمة، من أهم مؤلفاته «الطب في مصر القديمة» الموجود في قسم الطب بمكتبة الكونغرس، بالإضافة لكتاب «مصر التي لا تعرفونها».


مقالات ذات صلة

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

يوميات الشرق هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

يفاجئك ألان برجي بأسلوب تفكيره وكيفية استخدامه الموسيقى آلةً للعبور نحو الزمن. يُلقَّب بـ«أوركسترا في رجل».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق اليوغا تعزّز التوازن بين الجسم والعقل (جامعة ميريلاند)

اليوغا تُحسِّن صحة العين

وجدت دراسة هندية أن ممارسة اليوغا قد تلعب دوراً مهماً في تحسين صحة العين وعلاج بعض الحالات البصرية، مثل المياه الزرقاء، وقصر النظر، وارتفاع ضغط العين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تعمل بعض الأخطاء كقنبلة موقوتة صامتة تدمر الزواج (أرشيفية - رويترز)

4 أخطاء تقتل العلاقات العاطفية ببطء

تنهار العديد من الزيجات والعلاقات العاطفية ليس لأن الحب لم يكن حقيقياً ولكن بسبب الأخطاء التي لا يعرف الزوجان أنهما يرتكبانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز تسير على المدرج للإقلاع في مطار دنفر الدولي (أ.ب)

العثور على جثة بتجويف عجلات طائرة «يونايتد إيرلاينز» في هاواي

تُجري السلطات في هاواي تحقيقاً على أثر العثور على جثة، في تجويف عجلات طائرة تابعة لشركة «يونايتد إيرلاينز» الأميركية، كانت قد سافرت من شيكاغو إلى ماوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مهنة مبلَّلة بالغرابة (صور ليزا بويرمان)

عائلة إنجليزية تُحوِّل كهفاً عمره 350 مليون سنة مَعْلماً سياحياً

تتضمَّن رؤية أوليفر الجديدة لمغارات «ستامب كروس» إتاحة قسم جديد منها للجمهور، كان يُسمَح الدخول إليه، سابقاً، لمغامري الكهوف فقط.

«الشرق الأوسط» (لندن)

قصص ملهمة وعروض متنوعة تتوج الدورة الثانية لمهرجان الرياض للمسرح

المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)
المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)
TT

قصص ملهمة وعروض متنوعة تتوج الدورة الثانية لمهرجان الرياض للمسرح

المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)
المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي (تصوير: تركي العقيلي)

اختتم «مهرجان الرياض للمسرح»، الخميس، دورته الثانية التي شهدت على مدى اثني عشر يوماً، مجموعة من العروض المسرحية المتنوعة، ومنصة محورية لدعم المسرحيين السعوديين، واكتشاف وتطوير المواهب الناشئة، والاحتفاء بالأعمال المميزة.

وقال سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، إن المهرجان يساهم في تسليط الضوء على التنوع الثقافي والإبداعي، ويعكس أهمية استدامة الجهود لتطوير المشهد المسرحي السعودي، وتعزيز التفاعل مع التجارب المسرحية العالمية.

شارك في نسخة هذا العام 20 عرضاً سعودياً (تصوير: تركي العقيلي)

من جهته، أكد مدير المهرجان الدكتور راشد الشمراني، أن المهرجان شكَّل منصة استثنائية للإبداع المسرحي، حيث نجح في جمع نخبة من المبدعين والمواهب الواعدة على خشبة واحدة، في حدث يُبرز مدى تطور قطاع المسرح في المملكة.

وأشار إلى أن المهرجان أكد التزام المملكة بتعزيز دور المسرح لكونه من الركائز الثقافية المهمة، ويُمثل بداية لحقبة جديدة من الوعي الفني والإبداعي، تُساهم في اكتشاف المواهب وبناء جيل جديد من الفنانين المسرحيين القادرين على مواكبة التطورات العالمية.

المهرجان شكَّل منصة استثنائية للإبداع المسرحي السعودي (تصوير: تركي العقيلي)

وخلال الحفل، أعلنت الأعمال الفائزة وتكريم الفائزين بجوائز الدورة الثانية للمهرجان، وقدمها على خشبة المسرح، رئيس لجنة التحكيم المخرج السعودي عامر الحمود.

ونالت ‏«مسرحية غيمة» جائزة أفضل مكياج مسرحي، و ‏«مسرحية سليق وباقيت» جائزة أفضل أزياء مسرحية، و «مسرحية رشيد واللي سواه في بلاد الواه واه» جائزة أفضل موسيقى مسرحية، و‏«مسرحية كونتينر» جائزة أفضل إضاءة مسرحية، ‏و«مسرحية طوق» جائزة أفضل ديكور مسرحي.

شهد الحفل إعلان الأعمال الفائزة وتكريم الفائزين بجوائز الدورة الثانية للمهرجان (تصوير: تركي العقيلي)

وجائزة أفضل نص مسرحي، نالتها ‏«مسرحية قمم: الكاتب عبد العزيز اليوسف»، وجائزة أفضل إخراج مسرحي لـ«مسرحية كونتينر: المخرج عقيل عبد المنعم الخميس».

‏وعلى صعيد الجوائز الفردية، نالت ‏«آمال الرمضان» جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ، وذهبت جائزة أفضل ممثل دور ثانٍ لـ«سعيد محمد عبد الله الشمراني»، وجائزة أفضل ممثلة دور أول لـ«فاطمة علي الجشي»، وجائزة أفضل ممثل دور أول، لـ«حسين يوسف».

يعكس المهرجان أهمية استدامة الجهود لتطوير المشهد المسرحي السعودي (تصوير: تركي العقيلي)

واختتمت سلسلة الجوائز، بتتويج «مسرحية طوق» بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل (المسار المعاصر)، و ‏«مسرحية حارسة المسرح» بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل (المسار الاجتماعي).

وتمثل الدورة الثانية للمهرجان امتداداً للنجاح الذي حققته الدورة الأولى، مع تطلعات طموحة لتقديم مزيد من الإبداع والتميز في السنوات المقبلة.

نجح المهرجان في جمع نخبة من المبدعين والمواهب الواعدة على خشبة واحدة (تصوير: تركي العقيلي)

وشارك في نسخة هذا العام، 20 عرضاً سعودياً مع برنامج شمل 3 ندوات، و6 ورشات عمل، و20 قراءة نقدية، وتوزعت العروض المشارِكة على مسارين؛ أحدهما للمسرح المعاصر وضم 11 عرضاً، والآخر للمسرح الاجتماعي وضم 9 عروض.

وشهدت الدورة الثانية من المهرجان، تكريم رائد المسرح السعودي، أحمد السباعي، الذي ساهم في إدخال المسرح إلى المملكة، وتطوير الفنون المسرحية، وأُقيم معرض فني يستعرض مسيرته الرائدة تضمّن عرضاً لمؤلفاته المسرحية والأدبية ومقتنياته الشخصية، إلى جانب الجوائز والشهادات التكريمية التي حصل عليها خلال مسيرته، وفيلماً وثائقياً يُبرز أبرز محطاته وإنجازاته الأدبية منذ الخمسينات، وصولاً إلى تأسيسه أول مسرح سعودي عام 1961م تحت اسم «دار قريش للتمثيل القصصي».