السماور والأباريق... تحف فنية تجسد التراث العربي الأصيل

«متحف الضيافة» يعرض تشكيلة واسعة عمرها أكثر من 100 عام

سماورات مصنوعة من النحاس يتجاوز عمرهم 100 عام (الشرق الأوسط)
سماورات مصنوعة من النحاس يتجاوز عمرهم 100 عام (الشرق الأوسط)
TT

السماور والأباريق... تحف فنية تجسد التراث العربي الأصيل

سماورات مصنوعة من النحاس يتجاوز عمرهم 100 عام (الشرق الأوسط)
سماورات مصنوعة من النحاس يتجاوز عمرهم 100 عام (الشرق الأوسط)

في خطوة تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي لأرض الحجاز، احتضنت جدة التاريخية «متحف الضيافة» الذي يضم مجموعة فريدة من السماور المصنوعة من الذهب والفضة والنحاس، التي يزيد عمرها على 100 عام، والتي تعدّ في وقتنا الحالي تحفة فنية تستحق الاهتمام والاحترام.

يحتوي «متحف الضيافة» على تشكيلة واسعة من السماور المختلفة، التي جُمعت من مواقع مختلفة في أرض الحجاز، وأباريق وأدوات ضيافة كاملة مكونة من أطقم تقديم القهوة السعودية والتركية والشاي والعصير إلى جانب المباخر والهاوندات النحاسية التي كانت تستخدم في طحن الهيل والبهارات.

طاقم ضيافة كامل مطلي بالذهب ومزين بأحجار الزمرد الكريمة وأحجار الأزول لابيس من القرن الماضي (الشرق الأوسط)

السماور قديم جداً استخدم في الحجاز لأغراض متعددة، كما كان يُستخدم لحفظ الماء بارداً لفترة طويلة في البيئة الحارة، وأيضاً لصنع القهوة والشاي للضيوف، وهذا النوع يحتوي على جزءٍ سفلي يوضع فيه الفحم الأسود أو الوقود السائل لتسخين الماء والاحتفاظ بحرارته لاستخدامه في صنع الشاي والقهوة في مجلس الضيافة.

يرمز السماور في تلك الفترة الزمنية، للوضع المادي لأصحابه، فالمصنوع من الذهب والفضة كانت تمتلكه العائلات الغنية، وأيضاً السماور الكبير كان يوجد لدى العائلات الكبيرة التي تستضيف في بيتها أعداداً كبيرة من الضيوف، أما الصغير منه فيوجد لدى العائلات الصغيرة.

أباريق مياه مصنوعة من النحاس الأحمر خالية من الكتابات تستخدم لدورات المياه (الشرق الأوسط)

تتميز هذه السماور بتفاصيلها الفنية الإبداعية والزخارف الجميلة التي تُنقش على سطحها. ويُستخدم الذهب والفضة والنحاس لتزيين السماور وإضفاء لمسة فاخرة عليها. ويتطلب صنع هذه القطع الفنية الهشة والمتقنة خبرة ومهارة كبيرة من الحرفيين.

تعد السماور المصنوعة من الذهب والفضة والنحاس قطعاً فريدة من نوعها وتحظى بشعبية كبيرة بين المهتمين بالفنون والتراث. ويُعدّ اقتناؤها استثماراً ثقافياً ومادياً في آن واحد.

أباريق الماء كان لها استخدامان في السابق، وكان لكل استخدام خصوصية في صنعه، فالأباريق التي تُستخدم لشرب المياه والتي تستخدم لغسل اليدين ومعها «طشت» تكون مصنوعة من النحاس الأحمر ومحفورة بنقوش إسلامية، أما التي تُستخدم في دورات المياه تكون خالية من الكتابات.

مجموعة من دلال رسلان مصنوعة من النحاس الأصفر (الشرق الأوسط)

ويضم «متحف الضيافة» مجموعة من الدلال المصنوعة من النحاس التي تصنع فيها القهوة السعودية، ومنها الدلال النجرانية التي كانت تستخدم وتصنع في منطقة نجران، والدلال القرشية التي كانت تصنع في شرق الجزيرة العربية وكانت تستخدم في الحجاز، والدلال المكية وهي من أقدم الدلال المعروفة وكانت تستخدم وتصنع في مكة المكرمة، كذلك الدلال البغدادية المصنوعة من النحاس المطلي بالنيكل التي كانت تستخدم في شمال الجزيرة العربية، إضافة إلى دلال رسلان المصنوعة في سوريا وسُميت بذلك نسبة إلى الأسرة التي توارثت صناعتها.

«متحف الضيافة» ضمّ كل الأدوات التي كانت تقدم فيها الضيافة لزوار المنزل، وإلى جانب كل ما ذكر قدم المتحف أدوات منوعة مصنوعة من النحاس، منها المباخر الكبيرة والصغيرة التي كان حجمها رمزياً لحجم العائلة ومستواها المادي، وأواني حفظ الكحل العربي، وأيضاً شيشة التنباك (المعسل)، إضافة إلى أوانٍ لحفظ الطعام وطبخه.

تعكس هذه الخطوة التزام المملكة بالحفاظ على تراثها الثقافي وتعزيز السياحة الثقافية في المنطقة. يُعدّ المتحف وجهة مثيرة للاهتمام من السائحين والمحليين على حد سواء، حيث يمكنهم استكشاف الثقافة والتاريخ العربي من خلال أدوات الضيافة التاريخية المعروضة.



هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

دشن المجدف الهولندي المحترف، روب فان دير آر، مشروع «التجديف من أجل مصر 2024»، بهدف الترويج لمنتج السياحة الرياضية المصرية، حيث تستمر الرحلة لمدة أسبوع، وتبدأ من بني سويف (115 كيلومتراً جنوب القاهرة)، وحتى العاصمة القاهرة.

ويهدف المشروع إلى تسليط الضوء على جمال مصر وتراثها الطبيعي والثقافي المتميز، بالإضافة إلى الترويج لمقوماتها السياحية والأثرية المتنوعة، ورفع الوعى بأهمية الحفاظ على نهر النيل.

المُجدّف الهولندي المحترف روب فان دير آر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، فإن مشاركة الهيئة في هذا الحدث تأتي في إطار حرص الدولة المصرية على التعاون مع سفارات الدول الأجنبية بمصر، ولا سيما في الفعاليات والأحداث التي تلقي الضوء على المقصد السياحي المصري والترويج لمقوماته ومنتجاته السياحية المتنوعة والمختلفة.

ولفت القاضي إلى أن «هذه النوعية من الأحداث تخاطب شريحة من المهتمين بمنتج السياحة الرياضية بصفة عامة ومنتج سياحة المغامرات بصفة خاصة، كما أنها تتماشى مع الاستراتيجية الترويجية للهيئة التي تهدف إلى الترويج لمقومات مصر السياحية، علاوة على الدور المجتمعي الذي تقوم به الهيئة في التعاون مع المؤسسات الخيرية».

جدير بالذكر أن هذا المشروع يتم تنفيذه بالتعاون والتنسيق بين سفارة دولة هولندا في القاهرة، ومؤسسة مجدي يعقوب للقلب، وشركة Aspire، وتحت رعاية عدد من الوزارات.

مشروع «التجديف من أجل مصر 2024» يهدف إلى الترويج للسياحة الرياضية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويتوقع وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، الوصول إلى هدف «30 مليون سائح سنوياً» بحلول عام 2031 إذا لم تحدث متغيرات جيوسياسية جديدة بالمنطقة»، وفق تعبيره.

وقال إن «الاستراتيجية التي أعلنتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية -30 مليون سائح بحلول عام 2028- كانت طَموحة للغاية، ولم تضع في حسبانها الأزمات السياسية والعسكرية التي أثّرت تداعياتها على دول المنطقة والعالم».

ورغم ذلك توقع الوزير أن يشهد العام الحالي زيادة في أعداد السائحين القادمين إلى مصر، ليكون 15.2 مليون سائح في 2024، مقارنةً بـ14.906 مليون سائح عام 2023.