أعمال مصطفى محمود تظهر بحُلة جديدة في «القاهرة للكتاب»

طباعة أعماله الكاملة بعد توقيع عقد جديد مع ورثته

من جناح دار ديوان للنشر (الشرق الأوسط)
من جناح دار ديوان للنشر (الشرق الأوسط)
TT

أعمال مصطفى محمود تظهر بحُلة جديدة في «القاهرة للكتاب»

من جناح دار ديوان للنشر (الشرق الأوسط)
من جناح دار ديوان للنشر (الشرق الأوسط)

تظهر أعمال المُفكر والفيلسوف المصري الراحل مصطفى محمود (1921-2009) بحُلة جديدة خلال الدورة الـ55 من معرض «القاهرة الدولي للكتاب» التي تستمر من 24 يناير (كانون الثاني) الحالي وحتى 6 فبراير (شباط) المقبل، في مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس (شرق القاهرة).

وتطرح الطبعات الجديدة عدداً من أبرز عناوين المفكر الراحل مثل: «حوار مع صديقي الملحد»، و«رحلتي من الشك إلى الإيمان»، و«55 مشكلة حب»، و«الروح والجسد»، و«لغز الحياة»، و«لغز الموت»، و«الأحلام»، و«الوجود والعدم»، و«أينشتاين والنسبية»، و«القرآن كائن حي»، و«أناشيد الإثم والبراءة».

الدورة الـ55 تشهد زخماً جماهيرياً لافتاً (وزارة الثقافة المصرية)

وتعاقدت دار «ديوان للنشر» في القاهرة على إعادة طبع الأعمال الكاملة للراحل مصطفى محمود، وطُرح 16 إصداراً منها أمام جمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب، في حين ستطرح باقي الأعمال على مدار العام، وذلك حسب الكاتب والروائي أحمد القرملاوي، مدير نشر الدار.

ويصف القرملاوي الراحل مصطفى محمود بأنه من الكُتاب الذين «تجاوزوا اختبار الزمن» حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «اشترينا حقوق الأعمال الكاملة للدكتور مصطفى محمود بعد الاتفاق مع عائلته، خصوصاً بعد انتهاء حقوق نشر أعماله في مارس (آذار) الماضي وعدم توفرها في السوق خلال الآونة الأخيرة، فقد سبق وخرجت أعماله عن أكثر من دار منها (دار المعارف)، و(أخبار اليوم)، و(مكتبة مصر)، وعدد من الطبعات اللبنانية، لذلك تعاقدنا على إعادة طبع أعماله لمدة 12 عاماً».

من أبرز أعمال مصطفى محمود (الشرق الأوسط)

ويضيف القرملاوي أن «مصطفى محمود من الكُتّاب الذين دائماً ما يسأل عنهم الجمهور، لذلك طرحنا طبعة مُراجعة بدقة، لها تصميم مُعاصر وحداثي، لتقديمه للأجيال الجديدة، فأعماله ستظل مهمة جيلاً بعد جيلٍ، فهو من الكتّاب والمفكرين الذين استطاعوا تقديم أفكارهم وفلسفتهم بأسلوب سلسٍ وبسيطٍ، لذلك فهو يعيش بين القراء إلى اليوم، ونسعى بشكل خاص إلى أن تكون تلك الطبعة جذّابة بشكل خاص للأجيال الأحدث».

طبعة جديدة مطروحة بمعرض القاهرة للكتاب (الشرق الأوسط)

وطالما اقترن اسم الراحل مصطفى محمود بالقوائم الأعلى مبيعاً في الدورات المختلفة لمعرض «القاهرة الدّولي للكتاب»، وتتنوع إنتاجات المُفكر الراحل ما بين فروع الأدب والسياسة والفلسفة والعلوم، بالإضافة للقصص القصيرة والمسرحيات، علاوة على برنامجه التلفزيوني الشهير «العلم والإيمان»، الذي حقّق شعبية كبيرة رغم محتواه الفكري والتأملي الذي يُقارب بين العلم والإيمان.

جانب من أعمال الراحل مصطفى محمود في معرض الكتاب (الشرق الأوسط)

ويحمل ميدان شهير اسم «مصطفى محمود» في محافظة الجيزة (غرب القاهرة)، يضمّ مسجداً أسّسه الكاتب الراحل عام 1979 باسم مسجد «مصطفى محمود»، ملحق به مركز طبي لعلاج غير القادرين ومرصد‏ ‏فلكي‏، ‏ومتحف ‏للجيولوجيا. ‏

وتحمل فعاليات دورة العام الحالي من معرض الكتاب شعار «نصنع المعرفة - نصون الكلمة» المعرض، بمشاركة 70 دولة، و1200 ناشر، و5250 عارضاً، وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية.


مقالات ذات صلة

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

يوميات الشرق شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

تُعدّ لوحات الفنان السوري ماهر البارودي بمنزلة «شهادة دائمة على معاناة الإنسان وقدرته على الصمود».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من معرض أبوظبي للفنون (الشرق الأوسط)

القديم والحديث والجريء في فن أبو ظبي

احتفل فن أبوظبي بالنسخة الـ16 مستضيفاً 102 صالة عرض من 31 دولة حول العالم.

عبير مشخص (أبوظبي)
يوميات الشرق أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها، الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع...

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون العالم الجغرافي والمحقق اللغوي الكويتي د. عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب لهذا العام

معرض الكويت الدولي للكتاب ينطلق غداً... وعبد الله الغنيم «شخصية العام»

ينطلق غداً (الأربعاء) معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، بمشاركة 544 دار نشر، من 31 دولة، منها 19 دولة عربية و12 أجنبية.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)

«إثراء» تكرّس مؤتمر الفن الإسلامي بالظهران «في مديح الفنان الحِرفي»

الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
TT

«إثراء» تكرّس مؤتمر الفن الإسلامي بالظهران «في مديح الفنان الحِرفي»

الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)

افتتح الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، اليوم الأحد، أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية، بحضور الأمير سلطان بن سلمان، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس الأمناء لجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد.

وينظم المؤتمر مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» بالظهران، بالتعاون مع جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، ويستمر حتى 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تحت شعار «في مديح الفنان الحِرفي».

ويحضر المؤتمر باحثون في الفن والتاريخ الإسلامي، ومثقفون وضيوف من مختلف دول العالم،

ويهدف إلى دعم وإحياء التقاليد الفنية الإسلامية بتسليط الضوء على أعمال الحِرفيين المعاصرين الذين يُبقون هذه التقاليد الفنية والحِرفية على قيد الحياة.

الحرف رحلة تعلّم

وفي كلمته، ثمن المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، جهود «أرامكو» في مجال الإرث والحضارة ودعم المشاريع التراثية في المنطقة الشرقية، مستعرضاً الأهمية التاريخية للحِرف بوصفها مليئة بالتراث الحضاري للمناطق، وذلك عطفاً على إنجازات المملكة في المحافل الدولية والعالمية بمشاركات متنوعة، سواء من مؤسسات ومعارض ومؤتمرات ذات بُعد تاريخي واجتماعي تصبّ في المنفعة المجتمعية.

وأكد «الأهمية التاريخية للحرف على أنها رحلة تعلم وليست إنجازات»، لافتاً، في الوقت نفسه، إلى «دور المتاحف في تعزيز التاريخ بوصفها وجهة رئيسية لكل دولة». وأشار إلى جهود المملكة في تسجيل واحة الأحساء بصفتها موقعاً تراثياً عالمياً في منظمة اليونسكو.

الحرفي شاعر صامت

وفي كلمته ذكر مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» عبد الله الراشد أن مدرسة الفنون الإسلامية يكاد يغيب عنها الصانع، قائلاً: «القطع الإسلامية لا تعرف من صنعها، أما القطع المعاصرة فيُحتفى بالصانع، وكأن الحرفي في الفنون الإسلامية يود أن يبقى في الظل والخفاء»، مشيراً إلى أن «الحرفي شاعر صامت»، فمن هذا المنطلق حرص «إثراء» على إقامة هذا المؤتمر «في مديح الفنان الحرفي»، والذي «يحوي أوراقاً بحثية وجلسات حوارية ومعارض مصاحبة من أنحاء العالم؛ لنستكشف جمال الحرف الإسلامية وتأثيرها العميق على الثقافة الإنسانية، ولنعبر بتقدير عالٍ لمن يبدعون بأيديهم تراثنا وهويتنا ويصنعونها في زمن جل ما يلمس ويستخدم يصنع بالآلة، لذا أتينا بهذه المعارض لنحتفي باليد البشرية».

ولفت الراشد إلى إطلاق ثلاثة معارض متزامنة مع أعمال المؤتمر في القطع الأثرية والفنون الإسلامية والأزياء التراثية من حول العالم، في حين يتزامن إطلاق المؤتمر مع تسمية عام 2025 عام الحرف اليدوية الذي أطلقته وزارة الثقافة، مما يضيف بعداً خاصاً لهذه المناسبة.

وأضاف: «جهودنا في (إثراء) للعام المقبل تتضمن تقديم عشرات البرامج الكبرى والمعارض والورش؛ كلها حول الحرف اليدوية نستهدف فيها آلاف الزوار».

كود المساجد

بدوره، أعلن رئيس مجلس أمناء الفوزان لخدمة المجتمع عبد الله بن عبد اللطيف الفوزان، اعتماد كود المساجد في المملكة، والذي عملت عليه الجائزة بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية واللجنة الوطنية لكود البناء، مشيراً إلى أنه سيجري تدشينه في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأشار إلى أن المؤتمر ملهم لإحياء الإرث الحضاري والتاريخي للأجيال القادمة، منوهاً، في الوقت نفسه، بالمكانة التي يتمتع بها الفنان الحرفي عبر العصور، لذا جاءت الجائزة بوصفها مرجعاً ثقافياً وفكرياً ومظلة حاضنة للمبادرات، والتي تحافظ على الموروث بوصفه رؤية مستقبلية.