بـ4 أصابع فقط رسمَ وألهمَ... ضيفُ «غوغل» قهَرَ التشوّه

أعماله تُوحي بالرهبة وتُجسّد التصميم والإرادة

لوي جوزيف سيزار دوكورنيه ضيفُ «غوغل»
لوي جوزيف سيزار دوكورنيه ضيفُ «غوغل»
TT

بـ4 أصابع فقط رسمَ وألهمَ... ضيفُ «غوغل» قهَرَ التشوّه

لوي جوزيف سيزار دوكورنيه ضيفُ «غوغل»
لوي جوزيف سيزار دوكورنيه ضيفُ «غوغل»

قد يجد معظمنا صعوبة في إنجاز عمل فنّي مُقنِع بكلتا اليدين المُكتملتَي الأصابع. إلا أنه شكّل إبهاراً مذهلاً لقدرته على الرسم بـ4 أصابع فقط؛ مُتصدّراً، لعظمة الإرادة وتميُّز العطاء، الحضورَ على صفحة محرّك البحث «غوغل»، الذي يُمنَح عادةً للشخصيات المُلهِمة، صاحبة التأثير الإنساني في مجرى التاريخ. فإنْ توجّهتم، الأربعاء، إلى الصفحة الرئيسية لمحرّك البحث الأشهر، قد تتساءلون مَن هو الرجل الظاهر في الصورة، وهو يصنع مناظر طبيعية جميلة مع فرشاة مثبتة في قدمه اليمنى. إنه الرسام الشهير لوي جوزيف سيزار دوكورنيه، المولود في 10 يناير (كانون الثاني) 1806 بمدينة ليل الفرنسية، مصاباً بداء «فوكوميليا»، ويعني «تفقم الأطراف»، وهي حالة خلقيّة نادرة تُسبّب تشوّهات في الذراعين والساقين. لم تكن لديه ذراعان أو ساق يُسرى، مما يعني أنه لم يتمكّن من المشي. كان على والده أن يحمله طوال طفولته، كما يشير «غوغل» في الوسم التوضيحي. مع ذلك، كانت لديه 4 أصابع قدم في قدمه اليمنى. وفي أحد الأيام، بعدما التقط قطعة فحم بتلك الأصابع، بدأ الرسم.

صورة ذاتية تُظهره وهو يرسم بقدمه (معرض فني)

تروي صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أنّ التلميذ الفرنسي صقل حرفته وصار رساماً بارعاً. نتيجة لذلك، وبفضل الحكومة المحلية، أُرسل إلى باريس للدراسة تحت إشراف بعض أشهر الفنانين في المدينة. لفترة قصيرة، حصل على راتب خاص من الملك لويس الثامن عشر نفسه ليتمكن من مواصلة تدريبه. ورغم أنّ إعاقته منعته من التقدُّم إلى منحة جائزة روما، وهي مؤسّسة فرنسية عريقة للمنح الدراسية، حصل على عديد من الميداليات من صالون الفنّ المرموق. وفي عام 1840، رسم صورة بطول 11 قدماً لمريم المجدلية عند قدمي يسوع المسيح، التي اشترتها الحكومة الفرنسية. تبعت تلك اللوحة واحدة من أشهر أعماله: صورة ذاتية تُظهره وهو يرسم بقدمه. توفي لوي جوزيف سيزار دوكورنيه عام 1856، عن 50 عاماً، لكنّ أعماله التاريخية والدينية، فضلاً عن صوره الذاتية، لا تزال تُوحي بالرهبة إلى اليوم. ربما كان الإرث الأعظم الذي خلّفه هو الكيفية التي تحدّى بها الصعاب، وجسَّد من خلالها قوتَي التصميم والإرادة.


مقالات ذات صلة

بطاقة بريدية وصلت بعد مرور 121 عاماً أعادت لمّ شمل عائلة

يوميات الشرق البطاقة البريدية موجهة إلى الآنسة ليديا ديفيس (SWNS)

بطاقة بريدية وصلت بعد مرور 121 عاماً أعادت لمّ شمل عائلة

وصلت البطاقة البريدية، التي تحمل تاريخ 3 أغسطس 1903، إلى مقر جمعية «سوانسي للبناء» في ويلز البريطانية 16 أغسطس 2024.

يوميات الشرق قطعة من الشوكولاته في المعمل (أ.ب)

العلماء يصنعون الكاكاو في مختبر لتلبية الطلب العالمي للشوكولاته

تتطلع الشركات إلى زراعة الكاكاو في محاولة لحماية المكون الرئيسي للشوكولاته من تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق البطَّ كلَّف الموقف المحرج (شاترستوك)

مسنَّة أطعمت بطَّ حديقة لندنية ولم تترقَّب العواقب

تقدَّم أحد المجالس المحلّية في لندن باعتذار لسيدة تبلغ 82 عاماً... فماذا جرى؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق موسيقى الشهر: عودة متعثّرة لشيرين... وأحلام تنفي الانفصال بالصور والغناء

موسيقى الشهر: عودة متعثّرة لشيرين... وأحلام تنفي الانفصال بالصور والغناء

بدل أن يصل صدى أغنيات شيرين الجديدة إلى جمهورها العربي، طغى عليها ضجيج المشكلات التي واكبت عودتها. ماذا أيضاً في الجديد الموسيقي لهذا الشهر؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق مشهد يُشارك فيه فغالي ضمن مسلسل «البيت الملعون» (صور الفنان)

عماد فغالي لـ«الشرق الأوسط»: لم أحقّق طموحي الكبير في عالم التمثيل

يتساءل اللبناني عماد فغالي، أسوةً بغيره من الممثلين، عن الخطوة التالية بعد تقديم عمل. من هذا المنطلق، يختار أعماله بدقة، ولا يكرّر أدواره باحثاً عن التجديد.

فيفيان حداد (بيروت)

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
TT

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)

أظهرت دراسة أسترالية أن استخدام نظارات الواقع الافتراضي يُمكِن أن يفتح آفاقاً جديدة للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، مما يتيح لهم تعلم مهارات حياتية عملية بشكل أسرع دون الحاجة إلى الاعتماد على مقدمي الرعاية.

وأوضح الباحثون بجامعة «جنوب أستراليا» وجامعة «نيو ساوث ويلز»، أن هذه التقنية يمكن أن تتيح لهؤلاء الأشخاص تعلم مهارات أساسية مثل النظافة الشخصية وإدارة المهام اليومية، ونشرت النتائج، الجمعة، بدورية (Intellectual Disability Research).

ونظارات الواقع الافتراضي (VR) هي أجهزة إلكترونية يتم ارتداؤها على الرأس، مصممة لخلق تجربة غامرة في بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد. وتعتمد هذه النظارات على عرض صور ومقاطع فيديو بزاوية 360 درجة، بحيث يشعر المستخدم وكأنه موجود داخل البيئة الافتراضية.

وتستخدم نظارات الواقع الافتراضي بشكل واسع في الألعاب الإلكترونية، والتعليم، والتدريب المهني، والطب، حيث تتيح للمستخدم التفاعل مع بيئة محاكية للواقع دون مغادرة مكانه. وتوفر هذه التقنية تجربة غنية وحسية تحاكي الواقع، ما يجعلها أداة فعالة لتعلم المهارات والتفاعل مع العالم الافتراضي بطريقة واقعية.

ويواجه معظم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية تحديات كبيرة في أداء المهارات الحياتية الأساسية مثل الطهي، والاستحمام، والتنظيف دون مساعدة من مقدمي الرعاية، مما يمنعهم من العيش باستقلالية والتمتع بجودة حياة أفضل.

وقام الباحثون بمقارنة فعالية نظارات الواقع الافتراضي الغامرة مع البيئات الافتراضية غير الغامرة مثل التدريب على جهاز لوحي، لتدريب 36 بالغاً من ذوي الإعاقة الذهنية على كيفية فصل النفايات العامة عن النفايات القابلة لإعادة التدوير، والنفايات العضوية من الحدائق والطعام.

وشملت الدراسة، 12 جلسة تدريب افتراضية. وأظهرت النتائج أن المجموعة التي استخدمت نظارات الواقع الافتراضي الغامرة حققت أداءً أفضل بشكل ملحوظ في الحياة الواقعية مقارنة بالمجموعة التي استخدمت جهازاً لوحياً للتدريب.

وأكد الباحثون أن تقنية التدريب باستخدام الواقع الافتراضي الغامر يمكن أن تُستخدم أيضاً لتعليم مهارات أساسية أخرى مثل الطهي وأمان المطبخ، والنظافة الشخصية، والتنقل في وسائل النقل العامة، والمهارات الاجتماعية.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة نيو ساوث ويلز، الدكتور ستيفان ميشالسكي، إن «الواقع الافتراضي الغامر يتيح للأفراد تجربة الأنشطة في بيئة آمنة ومتحكم بها وقابلة للتكرار».

وأضاف عبر موقع الجامعة، أن البحث يظهر أن التعلم بالممارسة، المعروف أيضاً باسم التعلم التجريبي، يبدو أكثر فعالية لهذه الفئة مقارنةً بالأساليب التعليمية التقليدية، مشيراً إلى أن هناك أدلة متزايدة على فوائد الواقع الافتراضي، لكننا بحاجة لسد الفجوة بين البحث والتطبيق حتى يتمكن المزيد من الناس من الاستفادة من هذه التكنولوجيا.