دراسة: زجاجة المياه قد تحتوي على ربع مليون قطعة من البلاستيك

كمية التلوث تصل إلى 100 مرة أكثر مما كان يعتقد سابقاً عند تضمين جزيئات البلاستيك النانوي.

سياح يملأون زجاجات بلاستيكية بالمياه من نافورة عامة في ميلانو (أ.ب)
سياح يملأون زجاجات بلاستيكية بالمياه من نافورة عامة في ميلانو (أ.ب)
TT

دراسة: زجاجة المياه قد تحتوي على ربع مليون قطعة من البلاستيك

سياح يملأون زجاجات بلاستيكية بالمياه من نافورة عامة في ميلانو (أ.ب)
سياح يملأون زجاجات بلاستيكية بالمياه من نافورة عامة في ميلانو (أ.ب)

وجدت دراسة جديدة أن زجاجة الماء يمكن أن تحتوي على ربع مليون قطعة من البلاستيك.

واكتشف العلماء فئة جديدة من التلوث البلاستيكي تسمى الجسيمات النانوية، التي يتم إنشاؤها عندما تتحلل المواد البلاستيكية الدقيقة بشكل أكبر، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

وكان من المستحيل في السابق معرفة عدد الجسيمات الأصغر من ميكرون واحد، أي واحد على سبعين من عرض شعرة الإنسان، الموجودة في الماء بسبب القيود التحليلية.

ومع ذلك، أظهرت تقنية طورتها جامعة كولومبيا أن الكمية الفعلية للقطع البلاستيكية العائمة في الماء تصل إلى 100 مرة أكثر مما كان يعتقد سابقاً عند تضمين جزيئات البلاستيك النانوي.

وتشير البيانات إلى أن اللتر القياسي من الماء يحتوي على 240 ألف قطعة بلاستيكية يمكن اكتشافها، ومن المحتمل أن يصل العدد إلى 370 ألف قطعة.

9 من كل 10 من المواد البلاستيكية عبارة عن مواد بلاستيكية نانوية، وبالتالي أصغر من ميكرومتر واحد، أو ميكرون، وهو جزء من مليون من المتر، أو 1/25000 من البوصة.

ووجدت دراسة أجريت عام 2018، أن هناك 325 جسيماً نانوياً لكل لتر، ولكن تم تعديل هذا التقدير صعوداً منذ ذلك الحين، وقد أدى إدراج المواد البلاستيكية النانوية إلى الكشف عن المدى الحقيقي للتلوث البلاستيكي البحري.

كمية المواد البلاستيكية النانوية «ليست غير متوقعة»

استهدف العلماء 7 أنواع شائعة من البوليمر البلاستيكي، وأطلقوا أشعة الليزر عليها للكشف عن كتلة وكمية الجسيمات النانوية في الماء.

كان PET، أو البولي إيثيلين تيريفثاليت، إحدى المواد البلاستيكية الشائعة، وهي المادة نفسها المستخدمة في صناعة الزجاجات البلاستيكية. ويُعتقد أن قطعاً صغيرة من المادة تنفصل أثناء الاستخدام، وتصل بعد ذلك إلى مصدر المياه عندما تتحلل زجاجات الكاتشب أو المشروبات الرياضية أو الصودا.

وقال نايكسين تشيان، طالب دراسات عليا في الكيمياء بجامعة كولومبيا والمؤلف الرئيسي للدراسة: «ليس من غير المتوقع تماماً العثور على كثير من هذه الأشياء. الفكرة هي أنه كلما أصبحت المواد أصغر، زاد عددها».

ومع ذلك، قد تكون الكمية الحقيقية للبلاستيك في الماء أعلى بكثير من ذلك، حيث يقول الفريق إن الأنواع السبعة من البلاستيك تمثل فقط نحو 10 في المائة من جميع المواد البلاستيكية الموجودة.

ويحذر العلماء من أن المدى الحقيقي لتلوث المياه هو ملايين الجسيمات النانوية لكل لتر.

«الحجم ليس مهماً كالأرقام»

تعد مادة البولي أميد ملوثاً أكثر شيوعاً من مادة PET، وغالباً ما يستخدم نوع النايلون كمرشح لتنقية المياه قبل دخولها إلى الزجاجة. من الممكن أن يأتي المكون الرئيسي لتلوث الجسيمات النانوية من الجهاز الذي يقوم بالتنظيف قبل الاستهلاك.

ووجد العلماء أن المواد البلاستيكية الدقيقة لا تزال تسبب تلوثاً للمياه أكثر من القطع الأصغر، من حيث الوزن، لكن العدد الهائل من الشظايا الصغيرة هو في حد ذاته مدعاة للقلق.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة وي مين، عالم الفيزياء الحيوية بجامعة كولومبيا الذي اخترع التقنية المستخدمة لتحليل التلوث البلاستيكي: «هناك عالم ضخم من المواد البلاستيكية النانوية التي يتعين دراستها... ليس الحجم هو المهم، بل الأرقام، لأنه كلما كانت المواد أصغر، كان من السهل وصولها إلى داخلنا».

ولا تزال الآثار الصحية للتلوث البلاستيكي في الطعام والشراب غير معروفة نسبياً وتصعب دراستها، ولكن تم العثور على مواد بلاستيكية في أنسجة الأعضاء ومجاري الدم، وكذلك في أنسجة النباتات والحيوانات التي نأكلها.

وتكون الجزيئات الصغيرة قادرة على التسرب بحرية أكبر عبر الأمعاء والأوعية الدموية، مما يسمح لها بالانتشار بشكل أعمق في الجسم والأنسجة المختلفة، بما في ذلك الدماغ، حيث من المحتمل أن تكون قادرة على إحداث مزيد من الضرر.

ويأمل الفريق الآن في دراسة مياه الصنبور لمعرفة مستوى التلوث، ويأملون أيضاً في دراسة المواد البلاستيكية الدقيقة والجسيمات البلاستيكية النانوية التي ينتهي بها الأمر في مياه الصرف الصحي عندما يقوم الناس بغسل الملابس، حيث قد تطلق العملية عشرات الملايين من المواد في كل غسلة.


مقالات ذات صلة

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق النسخة الأولى من المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير أقيمت في 2022 (واس)

السعودية تنظِّم «المعرض والمنتدى الدّولي لتقنيات التّشجير»

يهدف المعرض إلى الاستفادة من التّقنيات الحديثة في تشجير البيئات الجافة وتدهور الأراضي، وإتاحة منبرٍ لمناقشة المشكلات البيئية الحالية، والبحث عن حلول لها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق دجاج (أ.ف.ب)

الدجاجة أم البيضة؟ علماء يتوصلون أخيراً إلى إجابة لغز «من الذي جاء أولاً»

قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن علماء من جامعة جنيف قدموا، في دراسة، إجابة للغز الشائع «مَن الذي جاء أولاً الدجاج أم البيضة؟» استندت إلى اكتشاف كائن حي متحجر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من التحضيرات للجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

وزير البيئة السعودي: المملكة تركز على أهمية معالجة تحديات الأمن الغذائي

نوّه وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي المهندس عبد الرحمن الفضلي، بريادة المملكة في دعم جهود «مجموعة العشرين»، لتحقيق أهداف تحديات الأمن الغذائي.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الاقتصاد رئاسة «كوب 16» الرياض ستخصص منطقة خضراء لتنظيم 7 أيام للمحاور الخاصة لتحفيز العمل العالمي لمواجهة تحديات تدهور الأراضي والجفاف والتصحر (الشرق الأوسط)

تحديد 7 أيام في «المنطقة الخضراء» بـ«كوب 16» لتقديم حلول تدهور الأراضي

أعلنت رئاسة «كوب 16» عن إقامة منطقة خضراء وتنظيم 7 أيام للمحاور الخاصة، مشيرة إلى أن هذا البرنامج غير المسبوق يأتي في إطار الجهود التي تبذلها السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (الرياض)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.