موسوعة عبد الهادي الجزار توثّق عوالمه الشعبية والأسطورية

صدرت في نسخة إنجليزية تضمنت أكثر من 620 عملاً فنياً

لوحة «السد العالي» (المصدر: الدكتور حسام رشوان محرر الكتاب)
لوحة «السد العالي» (المصدر: الدكتور حسام رشوان محرر الكتاب)
TT

موسوعة عبد الهادي الجزار توثّق عوالمه الشعبية والأسطورية

لوحة «السد العالي» (المصدر: الدكتور حسام رشوان محرر الكتاب)
لوحة «السد العالي» (المصدر: الدكتور حسام رشوان محرر الكتاب)

توثق النسخة الإنجليزية من الموسوعة الشاملة للفنان التشكيلي المصري الراحل عبد الهادي الجزار (1925 - 1966) عوالمه الشعبية والأسطورية في أكثر من 620 عملاً فنياً، تجسد الملامح والسمات المميزة لأحد رواد الحركة السريالية المصرية.

طُبعت الموسوعة في جزأين بمدينة ميلانو الإيطالية، وتضمنت 120 لوحة زيتية و500 أخرى ورقية، وصدرت عن «دار نورما» الفرنسية بتكلفة وصلت إلى 130 ألف دولار، وحررتها الناقدة الفرنسية فاليري ديدييه والباحث في الفن المصري الحديث الدكتور حسام رشوان.

عمل للجزار بعنوان «تحضير الأرواح» (المصدر: الدكتور حسام رشوان محرر الكتاب)

من اللوحات الشهيرة التي تضمها الموسوعة «ودن من طين وودن من عجين»، و«العائلة»، و«دنيا المحبة»، و«المولد»، و«تحضير الأرواح» و«فرح زليخة»، و«المجنون الأخضر»، و«شَوَّاف الطالع»، و«السيرك»، و«الطعام»، و«الميثاق»، و«السد العالي»، و«من وحي منارات البحر الأحمر»، و«حفر قناة السويس»، وقد استلهمها جميعاً من وحي الحياة الشعبية المصرية ومزجها بالرموز الأسطورية.

وذكر رشوان أن اللوحات التي تضمنتها الموسوعة موزعة بين متحف الفن المصري الحديث، ومتحف الفنون الجميلة، وكلية الفنون الجميلة، ومجموعات خاصة لدى المهندس نجيب ساويرس، وياسر زكى المحامي، فضلاً عن أسرة الجزار، والدكتور محمد أبو الغار.

غلاف أحد أجزاء الموسوعة (المصدر: الدكتور حسام رشوان محرر الكتاب)

وأثناء تحرير الكتاب كانت هناك الكثير من المفاجآت التي اكتشفها المحرران ديدييه ورشوان، حيث قال الأخير لـ«الشرق الأوسط» إنهما «استطاعا حسم مصير لوحة (الطعام) التي رسمها الجزار مرتين عام 1948، وعرضها بعدها بعام، وقام بتأريخها في عام 1951، فحين طلب منه متحف الفن الحديث شراءها، قام برسمها مرة أخرى لما لها من منزلة ووضع خاص عنده، وأصبحت النسخة الثانية ضمن مقتنيات المهندس نجيب ساويرس»، وأشار رشوان إلى أن «اللوحتين تم عرضهما في معرض السريالية في قصر الفنون بالأوبرا، وقد شكك البعض في الأمر، وتساءلوا عن سر وجود نسختين من اللوحة، وقد كان الفاصل في نسبتهما للجزار هو ما أثبته في أوراقه الخاصة».

الجزار (أرشيفية)

وأضاف أن «الموسوعة أنهت الجدل حول أعمال كثيرة منسوبة للجزار، موجودة في مجموعات مصرية وفي الخليج وأماكن أخرى، وكانت من الرداءة بحيث تأكدنا من عدم نسبتها له»، موضحاً أن «الأوراق الخاصة بالجزار حسمت مثل هذه الأمور لأنه كتب كل شيء فيما يخص أعماله، بما في ذلك اللوحات التي قام برسمها مرتين أو أعاد رسمها، كما في لوحة (الطعام)».

ويقف وراء إصدار الموسوعة عدد من الأشخاص والجهات المصرية والعربية والأجنبية، من بينهم ربيع بيسيسو وقرينته الفنانة جومانا مراد، ورجال أعمال بينهم المصري نجيب ساويرس والإماراتي سلطان سعود القاسمي، ومؤسسة «دلول» البيروتية، والفنان أحمد فريد، وصالة «كريستي» اللندنية، حسب تصريحات رشوان.

لوحة للجزار بعنوان «المولد» (المصدر: الدكتور حسام رشوان محرر الكتاب)

وجاء الجزء الأول متضمناً مقالات لم تنشر من قبل، منها دراسة مطولة أعدها الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، بعنوان «روح القوقعة وروح الكرنفال»، تتجاوز المائة صفحة، وقد تم نشرها مختصرة في خمسين صفحة.

وكذلك دراسة الدكتورة أمل نصر «مسيرات سحرية في أماكن بائسة» التي سعت فيها لاكتشاف المنابع التراثية في الكثير من لوحات الجزار مثل «آكل الحيات»، و«عاشق من الجن»، واللوحات التي رسمها بأسلوب المنمنمات الفارسية.

لوحة «الميثاق» (المصدر: الدكتور حسام رشوان محرر الكتاب)

ويضم الجزء الأول أيضاً مقالاً مطولاً للناقد الفني سمير غريب حول علاقة عبد الهادي الجزار بجماعتي «الفن والحرية» و«الفن المعاصر». أما الجزء الثاني فتضمن الكثير من المقالات التي نشرت من قبل.

وأشار رشوان إلى أن «الموسوعة تركز أيضاً على الفترة التي سافر فيها الجزار لإيطاليا وتأثره بالفنان لوسيو فونتانا، وبداية رسم الجزار أعماله الخاصة بعالم الفضاء». وتطرقت الموسوعة لدراسة الناقد التشكيلي باتريك كين حول أعمال الجزار السياسية، مثل «السد العالي» و«حفر قناة السويس» وغيرها من اللوحات.

لوحة «عاشق من الجن» (المصدر: الدكتور حسام رشوان محرر الكتاب)

وشارك عبد الهادي الجزار في فعاليات تشكيلية عديدة، منها معارض نظمها متحف الفن الحديث بالقاهرة بداية من عام 1951، وجماعة الفن المعاصر بقاعة الليسيه الفرنسى بباب اللوق 1946، وقاعة الفن الحديث بمناسبة زيارة جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار لمصر 1967، ومعارض جماعة الفن المعاصر التي أقيمت في باريس أعوام 1946، 1948، 1949، 1954، كما شارك في بينالي الإسكندرية من 1955 - 1966، والبندقية من 1958 - 1960، وصالون الفنانين العرب بروما 1957، وسان باولو بالبرازيل 1957 - 1961، وباليرومو الدولي بإيطاليا 1958، ومدينة بارى الإيطالية 1958، و«الفن في خمسين عاماً» في بروكسل 1958.



تكريم الفائزين بجائزة «الملك سلمان للغة العربية»

الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)
الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)
TT

تكريم الفائزين بجائزة «الملك سلمان للغة العربية»

الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)
الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)

كرّم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في 4 فروع رئيسية، بجوائز بلغت قيمتها 1.6 مليون ريال، ونال كل فائز بكل فرع 200 ألف ريال، وذلك برعاية وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس أمناء المجمع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان.

وتشمل فروع الجائزة تعليم اللُّغة العربيَّة وتعلُّمها، وحوسبة اللُّغة وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللُّغة ودراساتها العلميَّة، ونشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعيَّة اللُّغويَّة.

ومُنحت جائزة فرع «تعليم اللُّغة العربيَّة وتعلُّمها» لخليل لوه لين من الصين في فئة الأفراد، ولدار جامعة الملك سعود للنَّشر من المملكة العربيَّة السُّعوديَّة في فئة المؤسسات، فيما مُنحت في فرع «حوسبة اللُّغة العربيَّة وخدمتها بالتقنيات الحديثة»، لعبد المحسن الثبيتي من المملكة في فئة الأفراد، وللهيئة السُّعوديَّة للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» في فئة المؤسسات.

جائزة فرع «تعليم اللُّغة العربيَّة وتعلُّمها» لخليل لوه لين من الصين في فئة الأفراد (واس)

وفي فرع «أبحاث اللُّغة العربيَّة ودراساتها العلمية»، مُنحَت الجائزة لعبد الله الرشيد من المملكة في فئة الأفراد، ولمعهد المخطوطات العربيَّة من مصر في فئة المؤسسات، فيما مُنحت جائزة فرع «نشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعيَّة اللُّغويَّة» لصالح بلعيد من الجزائر في فئة الأفراد، ولمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من الإمارات في فئة المؤسسات.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة، وتقدير جهودهم، ولفت الأنظار إلى عِظَم الدور الذي يضطلعون به في حفظ الهُويَّة اللُّغويَّة، وترسيخ الثَّقافة العربيَّة، وتعميق الولاء والانتماء، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، كما تهدف إلى تكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة، وزيادة الاهتمام والعناية بها، وتقدير التخصصات المتصلة بها؛ لضمان مستقبلٍ زاهرٍ للُّغة العربيَّة، وتأكيد صدارتها بين اللغات.

وجاءت النتائج النهائية بعد تقييم لجان التحكيم للمشاركات؛ وفق معايير محددة تضمَّنت مؤشرات دقيقة؛ لقياس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشُّمولية وسعة الانتشار، والفاعليَّة والأثر المتحقق، وقد أُعلنت أسماء الفائزين بعد اكتمال المداولات العلمية، والتقارير التحكيميَّة للجان.

وأكد الأمين العام للمجمع عبد الله الوشمي أن أعمال المجمع تنطلق في 4 مسارات، وهي: البرامج التعليمية، والبرامج الثقافية، والحوسبة اللغوية، والتخطيط والسياسة اللغوية، وتتوافق مع استراتيجية المجمع وداعمةً لانتشار اللغة العربية في العالم.

تمثل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع لخدمة اللُّغة العربيَّة (واس)

وتُمثِّل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع؛ لخدمة اللُّغة العربيَّة، وتعزيز حضورها، ضمن سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، المنبثق من برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق «رؤية المملكة 2030».