أبناء المصابات بالسكري أكثر عرضة لأمراض القلب

السكري لدى الأمهات يزيد خطر إصابة المواليد بأمراض القلب التاجية (آي ستوك)
السكري لدى الأمهات يزيد خطر إصابة المواليد بأمراض القلب التاجية (آي ستوك)
TT

أبناء المصابات بالسكري أكثر عرضة لأمراض القلب

السكري لدى الأمهات يزيد خطر إصابة المواليد بأمراض القلب التاجية (آي ستوك)
السكري لدى الأمهات يزيد خطر إصابة المواليد بأمراض القلب التاجية (آي ستوك)

كشفت دراسة أجريت في فنلندا، أن الأمهات المصابات بمرض السكري أو الوزن الزائد لديهن خطر متزايد لإنجاب أطفال يعانون من عيوب خلقية في القلب.

وأوضح الباحثون أن مرض السكري من النوع الأول لدى الأمهات كان مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بمعظم أنواع عيوب القلب الخلقية لدى النسل، ونشرت النتائج، الجمعة، بدورية «غاما نتورك».

والسكري من النوع الأول هو مرض ينجم عن مهاجمة الخلايا المناعية بالجسم، لخلايا بيتا في البنكرياس، المسؤولة عن إنتاج هرمون الإنسولين الذي ينظم مستويات السكر في الدم. ورغم أن هذا النوع يظهر عادة في الطفولة أو المراهقة، لكنه قد يصيب البالغين أيضاً.

أما السكري من النوع الثاني فهو مرض مزمن يتطور عندما لا يستطيع الجسم استخدام الإنسولين بكفاءة، ويمكن أن يحدث هذا بسبب عوامل مثل السمنة وقلة النشاط البدني.

ولكشف العلاقة بين السكري من النوع الأول لدى الأمهات، والعيوب الخلقية لدى الأبناء، تم إجراء الدراسة على أكثر من 620 ألف طفل وأمهاتهم، في جميع أنحاء فنلندا، وُلدوا بين عامي 2006 و2016، وتم تحليل البيانات من يناير (كانون الثاني) 2022 حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وتعد عيوب القلب الخلقية أكثر التشوهات الخلقية شيوعاً عند الأطفال، في حين تعد أمراض القلب التاجية من بين الأسباب الرئيسية للوفيات في السنة الأولى من العمر. وعلى الرغم من أن معظم الأطفال المصابين بأمراض القلب التاجية يظلون على قيد الحياة حتى سن البلوغ، فإن هذه الأمراض ترتبط بمعدلات وفيات كبيرة.

وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 12 مليون شخص كانوا مصابين بأمراض القلب التاجية على مستوى العالم في عام 2017.

وأمراض القلب التاجية هي أمراض تؤثر على الشرايين التاجية، وهي الأوعية الدموية التي تزود القلب بالدم والأكسجين، ويمكن أن تؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية ومشكلات أخرى في القلب.

وتوصلت النتائج إلى أن السيدات المصابات بداء السكري من النوع الأول أكثر عرضة بنسبة 3.7 ضعف لإنجاب طفل مصاب بمرض قلبي تاجي، مقارنة بالأمهات غير المصابات بالسكري.

وارتبطت زيادة الوزن والسمنة لدى الأمهات بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من أمراض القلب التاجية، مثل العيوب المعقدة في الشرايين التاجية.

وقال الباحثون إن هذه النتائج تشير إلى آليات أساسية لكيفية تأثير مرض السكري لدى الأمهات وزيادة الوزن على خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية لدى المواليد، مشيرين إلى أن هناك حاجة لأبحاث مستقبلية لفهم الآليات المحددة الكامنة وراء هذه الارتباطات.

وأضافوا أن دراستهم تسلط الضوء على أهمية علاج مرض السكري والحفاظ على وزن صحي قبل وأثناء الحمل لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية لدى الأطفال.


مقالات ذات صلة

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

كشفت دراسة جديدة أن مرض السكري من النوع الثاني قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل سريع مع التقدم في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك قياس مستوى السكري لدى مريضة أثناء تلقيها العلاج الطبي في باكستان (إ.ب.أ)

دراسة: هرمونات التوتر هي المحرك الأساسي لمرض السكري المرتبط بالسمنة

أشارت دراسة حديثة إلى أن هرمونات التوتر قد تكون المحرك الأساسي لمرض السكري المرتبط بالسمنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك علبة من عقّار «أوزمبيك» (رويترز)

«أوزمبيك» يقلل خطر الوفاة المبكرة بعد السكتة الدماغية

كشفت دراسة جديدة أن تناول الناجين من السكتة الدماغية لدواء السكري وإنقاص الوزن الشهير «أوزمبيك» يمكن أن يخفض خطر تعرضهم لوفاة مبكرة بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك المشي ولو لمدة قصيرة مساءً له فوائد صحية جمّة (رويترز)

من بينها التصدي لسرطان الأمعاء والسكري... الفوائد الصحية للمشي مساءً

كشفت مجموعة من الدراسات العلمية أن المشي ولو لمدة قصيرة مساءً، له فوائد صحية جمّة، من تحسين عملية الهضم إلى تنظيم نسبة السكر في الدم والتصدي للسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شخص يجري اختباراً لقياس نسبة السكر في الدم (جامعة كمبردج)

الثقة بالنفس تُحسّن مستويات السكر في الدم

كشفت دراسة، أجراها فريق بحثي من جامعة قرطبة في إسبانيا، عن أن الثقة بالنفس قد تسهم في تحسين مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الأول.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
TT

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم، حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر، كما أعرب عدد كبير من متابعي «السوشيال ميديا» من جيل التسعينات والثمانينات عن حزنهم العميق لرحيل ملحنهم «المحبوب» الذي يعتبرونه أفضل من عبّر عن أحلامهم وصدماتهم، مشيرين إلى أن رحيله «خسارة فادحة» لعالم الموسيقى والغناء عربياً.

وبدأ الملحن المصري محمد رحيم مسيرته المهنية مبكراً، إذ تعاون مع نخبة كبيرة من النجوم بمصر والعالم العربي، وكان قاسماً مشتركاً في تألقهم، كما صنع لنفسه ذكرى داخل كل بيت عبر أعماله التي تميزت بالتنوع ووصلت للعالمية، وفق نقاد.

الشاعر فوزي إبراهيم والمطربة آية عبد الله والملحن محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ومن بين النجوم الذين تعاون معهم رحيم عمرو دياب، ونانسي عجرم، ومحمد منير، وأصالة، وإليسا، ونوال الزغبي، وأنغام، وآمال ماهر، وروبي، ومحمد حماقي، وتامر حسني، وغيرهم.

وقدم رحيم أول ألحانه مع الفنان عمرو دياب أواخر تسعينات القرن الماضي، قبل أن يكمل عامه الـ20، من خلال أغنية «وغلاوتك» ضمن شريط «عودوني»، التي حققت نجاحاً كبيراً وكانت بداية الطريق لأرشيف غنائي كبير صنع اسم رحيم في عالم الفن.

وقدم رحيم، الذي رحل السبت عن عمر يناهز الـ45 عاماً، مع عمرو دياب أغنية «حبيبي ولا على باله»، التي حصد عنها دياب جائزة «ميوزك أورد» العالمية عام 2001.

بدأ رحيم في عصر ازدهار «شرائط الكاسيت»، التي كانت الملاذ الوحيد لمحبي الأغاني وخصوصاً في مواسم الإجازات، وانتظار محلات وأكشاك بيع الشرائط في الشوارع والميادين بمصر كي تعلن عبر صوت صاخب طرح «شريط جديد».

الملحن محمد رحيم والمطربة جنات (حساب رحيم على فيسبوك)

ووفق موسيقيين؛ فإن الملحن الراحل قد نجح في صناعة ألحان يعتبرها جيل التسعينات والثمانينات «نوستالجيا»، على غرار «أنا لو قلت» لمحمد فؤاد، و«الليالي» لنوال الزغبي، و«يصعب علي» لحميد الشاعري، و«ياللي بتغيب» لمحمد محيي، و«أحلف بالله» لهيثم شاكر، و«جت تصالحني» لمصطفى قمر، و«مشتاق» لإيهاب توفيق، و«أنا في الغرام» لشيرين، وغيرهم. لذلك لم يكن مستغرباً تعليقات نجوم الغناء على رحيل رحيم بكلمات مؤثرة.

ويرى الشاعر والناقد الموسيقى المصري فوزي إبراهيم أن «محمد رحيم ملحن كان يتمتع بموهبة فريدة، وألحانه تميزت بالبساطة والقرب من ذائقة الجمهور التي يعرفها بمجرد سماعها، لذلك اقتربت موسيقاه من أجيال عدة».

لم يقم الموسيقار الراحل باستعارة أو اقتباس جمل موسيقية مطلقاً خلال مشواره، بل اعتمد على موهبته الإبداعية، برغم ترجمة أعماله للغات عدة، وفق إبراهيم، الذي أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن محمد منير وصف رحيم بأنه (أمل مصر في الموسيقى)، مثلما قالها عبد الحليم حافظ للموسيقار بليغ حمدي».

محمد حماقي ومحمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

«بدأ شاباً وكان يعي متطلبات الشباب»، على حد تعبير الناقد الموسيقى المصري أمجد مصطفى، الذي يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتباط جيل التسعينات بأعماله يرجع لكونه نجح في القرب منهم والتعبير عن أحلامهم ومشاعرهم، بجانب ثقافته الموسيقية المبكرة التي حملت أبعاداً مختلفة».

ولفت مصطفى إلى أن «رحيم كان تلميذاً للملحن الليبي ناصر المزداوي، الذي يتمتع بتجارب عالمية عديدة، كما أن رحيم كان متميزاً في فن اختيار الأصوات التي تبرز ألحانه، بجانب إحساسه الفني الذي صنع شخصيته وميزته عن أبناء جيله».

الملحن محمد رحيم والفنان محمد منير (حساب رحيم على فيسبوك)

وكان للملحن المصري بصمة واضحة عبر أشهر شرائط الكاسيت مثل «الحب الحقيقي» لمحمد فؤاد، و«عودوني» لعمرو دياب، و«غزالي» لحميد الشاعري، و«أخبارك إيه» لمايا نصري، و«صورة ودمعة» لمحمد محيي، و«شوق العيون» لرجاء بلمليح، و«وحداني» لخالد عجاج، و«حبيب حياتي» لمصطفى قمر، و«عايشالك» لإليسا، و«جرح تاني» لشيرين، و«قوم أقف» لبهاء سلطان، و«ليالي الشوق» لشذى، و«ليلي نهاري» لعمرو دياب، و«طعم البيوت» لمحمد منير، وغيرها من الألحان اللافتة.

الملحن محمد رحيم والفنانة نانسي عجرم (حساب رحيم على فيسبوك)

من جانبها قالت الشاعرة المصرية منة القيعي إنها من جيل التسعينات وارتباطها بأغاني رحيم لم يكن من فراغ، خصوصاً أغنية «غلاوتك»، التي أصرت على وجودها خلال احتفالها بخطبتها قبل عدة أشهر، رغم مرور ما يقرب من 26 عاماً على إصدارها.

وتوضح منة لـ«الشرق الأوسط» أن «رحيم كان صديقاً للجميع، ولديه حس فني وشعور بمتطلبات الأجيال، ويعرف كيف يصل إليهم بسهولة، كما أن اجتماع الناس على حبه نابع من ارتباطهم بأعماله التي عاشت معهم ولها ذكرى لن تزول من أذهانهم».

الملحن محمد رحيم والموسيقار الراحل حلمي بكر (حساب رحيم على فيسبوك)

وتؤكد منة أن «ألحان رحيم جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، والقوى الناعمة التي تملكها مصر، وفنه الراسخ هو (تحويشة) عمره، فقد بدأ صغيراً ورحل صغيراً، لكن عمره الفني كان كبيراً، وأثر في أجيال عديدة». على حد تعبيرها.