أكبر قطة سنًّا في العالم عُمرها من عمر صاحبتها

أمضت حياة مغمورة بالحب وتنال اليوم ما تستحقه

ثمة حب لا يمنحه سوى الحيوان الأليف (مواقع التواصل)
ثمة حب لا يمنحه سوى الحيوان الأليف (مواقع التواصل)
TT

أكبر قطة سنًّا في العالم عُمرها من عمر صاحبتها

ثمة حب لا يمنحه سوى الحيوان الأليف (مواقع التواصل)
ثمة حب لا يمنحه سوى الحيوان الأليف (مواقع التواصل)

خلال طفولتها، احتلّت القطة «هونيبون» جانباً عميقاً من حياة الشابة فيكي غرين. كانت حنونة جداً، تستقبلها بحماسة لدى عودتها. أثّر فقدانها فيها كثيراً عندما توفيت في فبراير (شباط) الماضي، فعاهدت نفسها كفالة مزيد من القطط لإنقاذها من مصائر ليست دائماً مُحبّبة، تكريماً لذكراها. تروي فيكي لصحيفة «الغارديان» مصادفتها قطةً اسمها «فلوسي» الصيف الماضي، لدى انتقالها إلى شقتها في لندن: «حدث هذا من خلال مبادرة (حماية القطط)، وهي تابعة لمؤسّسة خيرية مكرَّسة لإنقاذ الحيوانات الضالة، أو غير المرغوب فيها، أو المشرّدة، وإعادة إيوائها. قال الموقع إنها قطة بلون قوقعة السلحفاة الداكنة، تبلغ من العمر 27 عاماً. في ذلك الوقت، اعتقدتُ أنه مخطئ، ويُفترض أنه يقصد 17 عاماً. أخبرتني المؤسّسة بأنها لا تزال متاحة للكفالة، وأنها تبلغ فعلاً 27 عاماً، وهو عمري نفسه! من الغريب التفكير أنني وتلك القطة وُلدنا في سنة واحدة». عندما كفلتُها، اعتقدت أنها لن تعيش طويلاً، ومع ذلك شعرت بالارتياح لأنها ستقضي الأيام الأخيرة في شقة جميلة ودافئة، وستتغذّى بشكل جيد، وتحصل على العلاج، وعلى سرير مريح. تقول: «أردتُ لها أن تنال الاهتمام الذي تستحقه. لدهشتي، نعيش معاً منذ أكثر من عام، وهي لا تزال قوية. عيد ميلادها يوم 29 ديسمبر (كانون الأول). لقد بلغت 28 عاماً». الشرفة ملاذُها، لا سيما حين تتسلّل أشعة الشمس. ورغم أنهما تتشاركان العمر نفسه، تشعر الشابة بأنّ القطة صغيرتها: «إنها طفلتي، وصديقتي المقرَّبة، وعائلتي. أعود إلى المنزل فأجدها في انتظاري». لديها روتينها الخاص: الاستيقاظ والمواء بصوت عالٍ في السادسة صباحاً، ثم تناول الإفطار، والقيلولة، فالاستيقاظ مرة أخرى لبعض الوجبات الخفيفة بعد الظهر، قبل القيلولة الأطول. تقول فيكي: «ثمة عدد قليل من الألعاب الخاصة التي تهواها. حالما أعتلي سريري، تتغلغل في حضني وتنام. بعد قيلولة بجواري، تتحرّك بالقرب من قدمَيّ طوال الليل».

«فلوسي» تبلغ 27 عاماً (مواقع التواصل)

اعتقدت الشابة أنها محظوظة، فقطّتها المفضّلة عاشت فترة طويلة، وأمضت حياتها مغمورة بالحب. اليوم، تتّبع «فلوسي» نظاماً غذائياً خاصاً، ولا تزال نشيطة، بقدر ما يمكن للمرء أن يكون نشيطاً في مثل سنّها. اشترت لها فيكي سلماً صغيراً لتعتلي سريرها، لكنها لم تستخدمه: «لا تزال تقفز في كل مكان». اكتشفت الشابة أنّ قطّتها هي الأكبر سناً في العالم، عندما بعث شخص من مؤسسة «حماية القطط» رسالة قال فيها إنهم يعتقدون أنها قد تكون كذلك، مضيفين أنهم حصلوا على سجلات الطبيب البيطري التي تؤكد ولادتها فعلاً في ديسمبر (كانون الأول) 1995: «كنتُ مذهولة، ولم أعتقد أنّ الأمر سيكون على قدر من الأهمية كما اتّضح لاحقاً. جاءت موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية لالتقاط صور لقطتي. بعد أسبوع، كانت صورتي و(فلوسي) في كل مكان. التعليقات كانت حقاً رائعة».


مقالات ذات صلة

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق نادرة جداً (مواقع التواصل)

للبيع... تذكرة لدخول مسرح بريستول تعود إلى عام 1766

من المتوقَّع أن تُحقّق ما وُصفَت بأنها «قطعة حقيقية من تاريخ بريستول» آلاف الجنيهات منذ عرضها للبيع في مزاد ببريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تجمعهما الإنسانية (مواقع التواصل)

شاي «وأمور مشتركة» جمعت أطول وأقصر امرأتين في العالم

التقت أطول النساء في العالم، وأقصرهن، لاحتساء شاي الظهيرة احتفالاً بيوم موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية. إليكم تفاصيل اللقاء...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكثير من الناس يتحدثون بصوت عالٍ مع أنفسهم (أ.ف.ب)

خبراء يؤكدون: التحدث مع ذاتك بصوت عالٍ يعزز صحتك النفسية

يتحدث الكثير من الناس بصوت عالٍ مع أنفسهم، وهو ما يُطلق عليه عادةً الحديث الذاتي الخارجي أو الحديث الخاص، فما مميزات أو عيوب هذا الأمر؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق ممارسة ألعاب الفيديو قد تساعد الأشخاص في حياتهم المهنية (رويترز)

ممارسة ألعاب الفيديو تساعدك في حياتك المهنية

كشفت دراسة جديدة أن ممارسة ألعاب الفيديو قد تساعد الأشخاص في حياتهم المهنية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)
الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)
TT

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)
الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

في كل مرة يُعلن فيها عن الإفراج عن دفعة من المعتقلين السوريين، تتزيّن بطلة فيلم «سلمى» وتهرع مع والد زوجها، علّها تعثر على زوجها «سجين الرأي» الذي اختفى قبل سنوات في ظروف غامضة، متمسكة بأمل عودته، رافضة إصدار شهادة وفاته، ومواصلة حياتها مع نجلها ونجل شقيقتها المتوفاة.

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» في هذا الإطار، وقد جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» في «مهرجان القاهرة السينمائي» في دورته الـ45، وتلعب الفنانة السورية سلاف فواخرجي دور البطولة فيه إلى جانب المخرج الراحل عبد اللطيف عبد الحميد الذي يؤدي دور والد زوجها. وقد أُهدي الفيلم لروحه.

تتعرض «سلمى» للاستغلال من أحد أثرياء الحرب سيئ السمعة، لتبدأ بنشر معلومات دعائية لشقيقه في الانتخابات على خلفية ثقة السوريين بها للعبها دوراً بطوليّاً حين ضرب زلزال قوي سوريا عام 2023، ونجحت في إنقاذ عشرات المواطنين من تحت الأنقاض، وتناقلت بطولتها مقاطع فيديو صورها كثيرون. وتجد «سلمى» نفسها أمام خيارين إما أن تتابع المواجهة حتى النهاية، وإما أن تختار خلاصها مع عائلتها.

ويشارك في بطولة الفيلم كلٌ من باسم ياخور، وحسين عباس، والفيلم من إخراج جود سعيد الذي يُعدّه نقاد «أحد أهم المخرجين الواعدين في السينما السورية»، بعدما حازت أفلامه جوائز في مهرجانات عدة، على غرار «مطر حمص»، و«بانتظار الخريف».

سُلاف تحتفل بفيلمها في مهرجان القاهرة (القاهرة السينمائي)

قدّمت سُلاف فواخرجي أداءً لافتاً لشخصية «سلمى» التي تنتصر لكرامتها، وتتعرّض لضربٍ مُبرح ضمن مشاهد الفيلم، وتتجاوز ضعفها لتتصدّى لأثرياء الحرب الذين استفادوا على حساب المواطن السوري. وتكشف أحداث الفيلم كثيراً عن معاناة السوريين في حياتهم اليومية، واصطفافهم في طوابير طويلة للحصول على بعضِ السلع الغذائية، وسط دمار المباني جراء الحرب والزلزال.

خلال المؤتمر الصحافي الذي نُظّم عقب عرض الفيلم، تقول سُلاف فواخرجي، إنه من الصّعب أن ينفصل الفنان عن الإنسان، وإنّ أحلام «سلمى» البسيطة في البيت والأسرة والكرامة باتت أحلاماً كبيرة وصعبة. مؤكدة أن هذا الأمر ليس موجوداً في سوريا فقط، بل في كثيرٍ من المجتمعات، حيث باتت تُسرق أحلام الإنسان وذكرياته. لافتة إلى أنها واحدة من فريق كبير في الفيلم عمل بشغف لتقديم هذه القصة. وأضافت أنها «ممثلة شغوفة بالسينما وتحب المشاركة في أعمال قوية»، مشيرة إلى أن «شخصية (سلمى) تُشبهها في بعض الصّفات، وأن المرأة تظل كائناً عظيماً».

من جانبه، قال المخرج جود سعيد، إن هذا الفيلم كان صعباً في مرحلة المونتاج، خصوصاً في ظل غياب عبد اللطيف عبد الحميد الذي وصفه بـ«الحاضر الغائب».

مشيراً إلى أن قصة «سلمى» تُمثّل الكرامة، «وبعد العشرية السّوداء لم يبقَ للسوريين سوى الكرامة، ومن دونها لن نستطيع أن نقف مجدداً»، وأن الفيلم يطرح إعادة بناء الهوية السورية على أساسٍ مختلفٍ، أوّله كرامة الفرد. ولفت المخرج السوري إلى أن شهادته مجروحة في أداء بطلة الفيلم لأنه من المغرمين بأدائها.

الفنان السوري باسم ياخور أحد أبطال فيلم «سلمى» (القاهرة السينمائي)

ووصف الناقد الأردني، رسمي محاسنة، الفيلم بـ«الجريء» لطرحه ما يقع على المسالمين من ظلمٍ في أي مكان بالعالم؛ مؤكداً على أن كرامة الإنسان والوطن تستحق أن يُجازف المرء من أجلها بأمور كثيرة، وتابع: «لذا لاحظنا رفض (سلمى) بطلة الفيلم، أن تكون بوقاً لشخصية تمثّل نموذجاً للفساد والفاسدين رغم كل الضغوط».

وأوضح رسمي محاسنة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الفيلم قدّم شخصياته على خلفية الحرب، عبر نماذج إنسانية متباينة، من بينها تُجار الحرب الذين استغلوا ظروف المجتمع، ومن بقي مُحتفّظاً بإنسانيته ووطنيته، قائلاً إن «السيناريو كُتب بشكل دقيق، وعلى الرغم من دورانه حول شخصية مركزية فإن المونتاج حافظ على إيقاع الشخصيات الأخرى، وكذلك الإيقاع العام للفيلم الذي لم نشعر لدى متابعته بالملل أو بالرتابة».

سُلاف والمخرج الراحل عبد اللطيف عبد الحميد في لقطة من الفيلم (القاهرة السينمائي)

وأشاد محاسنة بنهاية الفيلم مؤكداً أن «المشهد الختامي لم يجنح نحو الميلودراما، بل اختار نهاية قوية. كما جاء الفيلم دقيقاً في تصوير البيئة السورية»؛ مشيراً إلى أن «المخرج جود سعيد استطاع أن يُخرِج أفضل ما لدى أبطاله من أداء، فقدموا شخصيات الفيلم بأبعادها النفسية. كما وفُّق في إدارته للمجاميع».

واختتم محاسنة قائلاً: «تُدهشنا السينما السورية باستمرار، وتقدّم أجيالاً جديدة مثل جود سعيد الذي يتطوّر بشكل ممتاز، وفي رأيي هو مكسبٌ للسينما العربية».