ما تزال حنجرة فنان العرب محمد عبده شابّة، وفي عنفوان عطائها، بسطت سحر سلطنته على جمهور واسع، حضر ليلة فنية استثنائية في مدينة الرياض، عبرت بالأجيال التي استمعت واستمتعت لمشوار فني عمره ستة عقود. تألق أبو نورة بحضوره المعهود وغنائه العذب في ليالي اليوبيل المآسي التي تحتفي بإرثه وتجربته، وبصوته فناناً للعرب وسفيراً للأغنية السعودية.
بحضور عالمي، وفقرات متعددة، وإطلالات لشركاء رافقوا فنان العرب في مشواره، وشهدوا على تألقه، وتفاصيل بناء تجربته التي أثرت المكتبة الغنائية الفنية السعودية والعربية، انطلقت أولى ليالي اليوبيل.
وبدأت الأمسية، بميدلي تاريخي استعرض العديد من أغنيات محمد عبده، رافقه عرض أدائي على خشبة المسرح الذي يحمل اسم فنان العرب، وقد اكتسى حلة جديدة احتفاءً بالفنان وتاريخه الفني.
نجوم عالميون في اليوبيل الماسي
وفي أول ليلة من ليلتي اليوبيل الماسي، أبدع فنان العرب وأطرب آذان ووجدان ضيوف أمسيته الاستثنائية، التي بدأت برائعة «صوتك يناديني».
وخلال الحفل قدمت المغنية لارا فابيان وصلة باللغة الفرنسية، قبل أن تتشارك في أداء مع الفنان محمد عبده، مزج بين الصوتين واللغتين، وقدمت فنان العرب مجدداً على جسر الموسيقى العالمية، بلغة الألحان والموسيقى.
ثم ظهر العازف العالمي هاوزر، الذي قدم منفرداً مقطوعة موسيقية للأغنية المشهورة SWAY، عزفها بمشاركة فرقة أدائية نشرت البهجة في المكان، قبل أن يمهد للظهور الثاني لفنان العرب، من خلال عزفه لأغنية «كل ما نسنس»، التي تبعتها قائمة من أغنيات محمد عبده التي رددها الجمهور.
أكثر من 300 أغنية وطنية
في منتصف الحفل، ارتقى تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه في السعودية خشبة المسرح، لتقديم هدية تذكارية من الذهب الخالص إلى فنان العرب تقديراً لمسيرته الفنية، ورمزاً لليالي اليوبيل الماسي التي تحتفي بتجربته.
وقدم آل الشيخ للهدية، بحديث عن المسيرة الفنية لفنان العرب الزاخرة بالإنجازات والنجاحات، والوهج الذي صنعه عبر التاريخ، والتأثير الذي بقي مستمراً طوال ستين عاماً، مشيداً بانفراده بغناء أكثر من 300 أغنية للوطن خلال مسيرته.
واستعرض رئيس هيئة الترفيه في السعودية، مجموعة من الخطوات التي اتخذتها الهيئة للاستثمار في الإرث الفني الذي بناه الفنان محمد عبده عبر الوقت.
وتسلم الفنان محمد عبده هدية الحفل بتقدير كبير، وآثر أن يقدمها تبرعاً ودعماً للحملة الشعبية السعودية لإغاثة أهالي غزة.
وبعد ذلك قدّم عرضاً غنائياً لأول مرة، يحتفي بتجربة الفنان محمد عبده، ويغنّي له تثميناً لعطائه الفني والغنائي.
واستمر الحفل في تقديم، مجموعة من أهم أغنيات فنان العرب خلال مسيرته، وفي الختام استمتع الجمهور بعرض كرنفالي شارك فيه 140 راقصاً ومؤدياً احتفالاً بالأغاني السعودية وتراثها.