حقّق فيلم «أبو نسب» قفزة في إيرادات دُور العرض السينمائي، خلال موسم رأس السنة 2024 في مصر؛ وهو الذي يصفه نقاد بأنه «ثيمة مكرَّرة تراهن على الخلطة الكوميدية». ففي سياق الأحداث، يُفاجَأ العريس ليلة زفافه بأنّ والد عروسه المُتوفى لا يزال حياً، بل إنه «مجرم» خرج للتوّ من السجن، فهل يترك عروسه؛ عملاً بنصيحة والدته، أم يتمسّك بها كما يهمس له قلبه، خصوصاً بعدما يفرض الأب سيطرته على حياة العروسين، بحجة حمايتهما من عصابة تُطارده.
الفيلم من بطولة محمد إمام في دور العريس «طبيب الأطفال»، وياسمين صبري في دور العروس (مدرّبة نفسية»، وماجد الكدواني «والدها».
ينافس «أبو نسب» بقوة في موسم رأس السنة للعام الجديد 2024، وقد حقّق، خلال 3 أيام من عرضه في مصر، نحو 6 ملايين جنيه (الدولار يعادل نحو 31 جنيهاً مصرياً)، الأمر الذي يمثّل قفزة في إيرادات الأفلام، بعدما شهدت هبوطاً لافتاً بسبب الحرب على غزة، وقد بدأ عرضه في 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، كما يُعرَض في الولايات المتحدة ودول أوروبية؛ منها آيرلندا، وبريطانيا، ونيوزيلندا، والنمسا، وفق مُخرجه رامي إمام.
يقدم الشقيقان رامي (مخرجاً)، ومحمد (ممثلاً)، نجلا الفنان الكبير عادل إمام، فيلماً كوميدياً يظهر فيه محمد إمام بشكل مغاير، بمشاركة عدد من نجوم الكوميديا؛ منهم علاء مرسي، ومحمد ثروت، ومحمد لطفي، ومحمد رضوان. ومن ضيوف الشرف، وفاء عامر في دور والدة ياسمين صبري، وهالة فاخر في دور والدة محمد إمام.
ويظهر المطرب أحمد سعد بشخصيته الحقيقية مطرباً جاء لإحياء زفاف العروسين، بينما يقدّم ماجد المصري شخصية زعيم عصابة يسعى للانتقام من داود الشن (والد العروس)، ويُضفي الكدواني حضوراً خاصاً بأدائه الواثق والمميّز.

وفي ثالث فيلم يجمعهما بعد «جحيم في الهند» (2016)، و«ليلة هنا وسرور» (2018)، بات محمد إمام وياسمين صبري يشكلان ثنائياً فنياً.
ويرى الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي أن فيلم «أبو نسب» تنطبق عليه بشكل مباشر «مواصفات الفيلم التجاري الكوميدي الذي لا يراهن على شيء أبعد من إسعاد الجمهور عبر الكليشهات»، مؤكداً، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحبكة الدرامية رأيناها عشرات المرات في أفلام مصرية وعربية وعالمية، حيث تقع مفاجأة في ليلة الزفاف تحُول دون إتمامه»، موضحاً أن السيناريست أيمن وتار اعتاد إعادة صياغة مواقف درامية قديمة بمفردات الزمن الحالي وتفاصيله. وعلى مستوى الإخراج، يستبعد الشناوي وجود إضافات إخراجية، بخلاف ما يفترضه النص.

وعن أداء البطلين، يقول: «لدى محمد إمام قوة دفع عميقة مع الجمهور»، مشيراً إلى أن «الإفيهات التي يردّدها تُذكِّر بعادل إمام، كما زاد من جرعة الكوميديا في أدائه». كذلك يلفت إلى أن «ياسمين صبري نجمة لها طَلّتها المميزة على الشاشة»، متوقّفاً عند الموسيقى التصويرية لخالد حماد: «تحمل روحاً مختلفة بالنسبة إلى الأفلام الكوميدية، وتمثّل إضافة مهمّة للفيلم».
ويلفت الشناوي إلى أن هذه التوليفة رغم تقليديتها، «ناجحة، بدليل أنّ الفيلم حقق إيرادات كبيرة قابلة للزيادة، ما يؤكد أنه وصل إلى جمهور الشباب، إضافة إلى غياب المُنافس القوي، فلا أفلام كوميدية جيدة تقف مقابله».




