أعادت مسرحية «السندباد»، الفنان المصري كريم عبد العزيز للوقوف على خشبة المسرح مجدداً بعد غياب دام نحو 22 عاماً، منذ مشاركته في العرض المسرحي «حكيم عيون»، الذي قدمه عام 2001 بمشاركة الفنان الراحل علاء ولي الدين وأحمد حلمي.
ويشارك عبد العزيز بالمسرحية التي بدأ عرضها على مسرح «محمد العلي» في العاصمة السعودية الرياض ضمن فعاليات «موسم الرياض» منذ يوم 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الفنانة نيللي كريم التي تشارك بالمسرح للمرة الأولى، وبيومي فؤاد، وشيماء سيف، ومصطفى خاطر، وهي من تأليف محمد زيزو ومحمود نبيل، وإخراج أحمد الجندي.
أما أحداث المسرحية فتدور حول شخصية عمر أبو الهول، الذي يملك بازاراً سياحياً، في نزلة السمان المتاخمة لمنطقة أهرامات الجيزة، ويتعرض لمطاردة من أحد الأشخاص وأثناء هروبه يقع في مقبرة يجد بداخلها قلادة قديمة مضيئة، وفور تحريكها تنقله من العصر الحالي لزمن «السندباد»، وخلال تلك الفترة يكون «السندباد» الأصلي مختفياً ليحل محله عمر، وسط مفارقات كوميدية وتصاعد للأحداث.
وكشف الفنان والمؤلف محمد زيزو كواليس المسرحية وتوقيت العمل عليها، التي بدأت بفكرة منذ عامين، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «فكرت في تقديم مسرحية ليست تقليدية وكنت أطمح لكتابة سيناريو يتناول حكاية أسطورية، مثل (علاء الدين) و(السندباد) وغيرهما من حكايات التراث». ويؤكد زيزو: «منذ البدء في تأليف العرض المسرحي وأنا أرى كريم عبد العزيز في شخصية السندباد، على الرغم من علمي أنه بعيد عن المسرح منذ سنوات»، ولفت زيزو إلى أن فعاليات «موسم الرياض» هي التي شجعته على تأليف العرض، لا سيما بعد مشاركة نجوم آخرين بالعروض المسرحية في المملكة على غرار أحمد مكي في «حزلقوم»، وأحمد عز في «علاء الدين»، ومحمد هنيدي في «3 أيام في الساحل»، ويحيى الفخراني في «الملك لير»، وتساءلت لماذا لا يشارك كريم وهو الفنان الذي يحظى بجماهيرية واسعة عربياً؟
ويرى زيزو أن الكتابة جاءت عقب دراسة شخصية كريم جيداً وفق قوله: «شاهدت كل أعماله وقرأت شخصيته جيداً، وماذا يفضل حتى وصلت لطبيعة أدواره في الفترة الأخيرة التي تميل إلى الأعمال التاريخية على غرار دوره في (الحشاشين)، و(كيرة والجن)، وقريباً (توت عنخ آمون)، لذلك اتجهت لكتابة شخصية تاريخية كي تحمسه وتجذبه».
ويوضح زيزو أن العرض تم بعد عدة جلسات عمل وتطوير للفكرة مع المخرج أحمد الجندي: «تعمدت مزج الحقبة الزمنية التاريخية بعيداً عن النمطية، وعالجت القصة بنقلة زمنية بين الحاضر والماضي».
وعن مشاركة نيللي كريم لأول مرة في المسرح قال زيزو: «كانت مفاجأة، وفور علمي بذلك أجريت بعض التعديلات التي تناسبها، لا سيما أنها بارعة في البالية والرقص، ولديها قدرات فنية مبهرة ولافتة، والعرض وظف هذه القدرات من ناحية الاستعراضات، والحركة على المسرح».
ويشير مؤلف المسرحية الكوميدية إلى أنه لم يستطع المشاركة بالتمثيل في هذا العرض لارتباطه بتصوير بعض الأعمال في مصر، مؤكداً أن ردود فعل الجمهور إيجابية، لا سيما أنها المسرحية الأولى التي يستمر عرضها لمدة 10 ليالٍ متواصلة، منذ أزمة فيروس «كورونا»، مع رفع لافتة كامل العدد يومياً.
وقدم كريم عبد العزيز في موسم الصيف الماضي فيلم «بيت الروبي» مع كريم محمود عبد العزيز، ونور، وتارا عماد، وهي من تأليف محمد الدباح وريم القماش، وإخراج بيتر ميمي، وحقق إيرادات كبيرة، بجانب البدء في تصوير مسلسل «الحشاشين»، تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي للعرض خلال شهر رمضان المقبل، حسب صُنّاعه.