القردة صاحبة أطول ذاكرة اجتماعية بعد البشر

تتذكر معلومات حول قوة العلاقات السابقة

القردة تتذكر وجوهاً لم ترها منذ عقود (جامعة جونز هوبكنز)
القردة تتذكر وجوهاً لم ترها منذ عقود (جامعة جونز هوبكنز)
TT

القردة صاحبة أطول ذاكرة اجتماعية بعد البشر

القردة تتذكر وجوهاً لم ترها منذ عقود (جامعة جونز هوبكنز)
القردة تتذكر وجوهاً لم ترها منذ عقود (جامعة جونز هوبكنز)

توصّلت دراسة أميركية إلى أنّ قردة الشمبانزي والبونوبو تتعرّف على صور زملائها في المجموعة التي لم ترهم منذ أكثر من 25 عاماً، وتستجيب بحماسة أكبر إلى تلك الصور.

وأوضح الباحثون، أنّ هذه الدراسة ترصد أطول ذاكرة اجتماعية موثّقة على الإطلاق خارج البشر، ونشرت النتائج، الاثنين، في دورية «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم».

وعمل فريق البحث مع الشمبانزي والبونوبو في حديقة حيوان إدنبرة في أسكوتلندا، وحديقة حيوان بلانكينديل في بلجيكا، ومحمية كوماموتو في اليابان. وجمعوا صوراً للقردة التي إما غادرت حدائق الحيوان أو ماتت، وهي أفراد لم ترهم القردة المشاركة في الدراسة لمدة 9 أشهر على الأقل، وفي بعض الحالات لمدة تصل إلى 26 عاماً.

ودعا الفريق القردة للمشاركة في التجربة من خلال تقديم العصير لها. وبينما كانت تحتسيه، عُرضت عليها صورتان جنباً إلى جنب... الأولى للقردة التي كانت تعرفها من قبل، والأخرى لغرباء تماماً عنها.

وباستخدام جهاز تتبّع العين غير الجراحي، قاس الفريق المكان الذي نظرت فيه القردة، والمدة التي استغرقتها، متوقّعين أنها ستنظر لفترة أطول إلى القردة التي تتعرّف عليها من قبل.

ونظرت القردة لفترة أطول بكثير إلى زملائها السابقين في المجموعة، بغضّ النظر عن المدة التي قضتها بعيداً عن بعضها بعضاً، وظلّت تنظر لفترة أطول إلى أصدقائها السابقين، الذين كانت لديها تفاعلات أكثر إيجابية معها.

ووجد الباحثون، أنّ الذاكرة الاجتماعية للقردة يمكن أن تستمر لأكثر من 26 عاماً، وهي غالبية متوسط العمر الذي يتراوح بين 40 و60 عاماً. وتدعم النتائج أيضاً النظرية القائلة: إنّ الذاكرة طويلة المدى لدى البشر والشمبانزي والبونوبو من المحتمل أن تأتي من سلف مشترك واحد عاش قبل نحو 6 إلى 9 ملايين سنة.

من جانبه، يقول الباحث الرئيسي للدراسة، في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، الدكتور كريستوفر كروبيني لـ«الشرق الأوسط»: «تُظهر هذه الدراسة أنّ البشر والشمبانزي والبونوبو يتشاركون ذاكرة غنية ودائمة للشركاء الاجتماعيين السابقين، حيث تتعرّف القردة إلى وجوه زملائها السابقين في المجموعة التي لم ترهم منذ نحو 26 عاماً أو أكثر، ويبدو أنها تتذكر معلومات حول قوة تلك العلاقات الاجتماعية».

ويضيف: «تُظهر النتائج ثراء الذاكرة الاجتماعية للقردة وطول عمرها، وتؤكد الأهمية الأساسية لعلاقاتها الاجتماعية في حياتها العقلية. كما تضيء على مدى تشابه القردة مع البشر، وتشير أوجه التشابه هذه إلى أنه من المحتمل أن يتمتّع السلف المشترك الذي نتشاركه مع الشمبانزي والبونوبو، الذي عاش منذ ملايين السنين، بقدرات ذاكرة اجتماعية طويلة الأمد»، مشيراً إلى أنّ «قدرات الذاكرة الاجتماعية التي تتمتّع بها القردة تذكّرنا أيضاً بمدى أهمية الحفاظ على هذه الأنواع المهدّدة بالانقراض».


مقالات ذات صلة

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الضوء الاصطناعي يهدد قدرة النحل على تلقيح المحاصيل (رويترز)

الضوء الاصطناعي يهدد نوم النحل

توصَّل الباحثون إلى أن الضوء الاصطناعي يمكن أن يعطل دورات النوم لدى نحل العسل، وهو ما يؤثر سلباً على دوره الحيوي بصفته مُلقحاً للنباتات والمحاصيل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق الجمهور يُحفّز الشمبانزي على أداء أفضل في المهمّات الصعبة (جامعة كيوتو)

الشمبانزي يُحسِّن أداءه عندما يراقبه البشر!

كشفت دراسة يابانية أن أداء الشمبانزي في المهمّات الصعبة يتحسّن عندما يراقبه عدد من البشر، وهو ما يُعرف بـ«تأثير الجمهور».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
TT

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)

على عمق يتخطى 100 متر تحت الأرض (328 قدماً) ثمة عالم مفقود من الغابات القديمة والنباتات والحيوانات. كل ما يمكنك رؤيته هناك قمم الأشجار المورقة، وكل ما تسمعه صدى أزيز حشرة الزيز وأصوات الطيور، الذي يتردد على جوانب الجروف، حسب «بي بي سي» البريطانية .على مدى آلاف السنين، ظل ما يعرف بـ«الحفرة السماوية» أو «تيانكنغ»، كما تُسمى باللغة المندرينية، غير مكتشفة، مع خوف الناس من الشياطين والأشباح، التي تختبئ في الضباب المتصاعد من أعماقها. إلا أن طائرات الدرون وبعض الشجعان، الذين هبطوا إلى أماكن لم تطأها قدم بشر منذ أن كانت الديناصورات تجوب الأرض، كشفت عن كنوز جديدة، وحوّلت الحفر الصينية إلى معالم سياحية. ويُعتقد أن ثلثي الحفر، التي يزيد عددها عن 300 في العالم، توجد في الصين، منتشرة في غرب البلاد، منها 30 حفرة، وتضم مقاطعة «قوانغشي» في الجنوب أكبر عدد من هذه الحفر، مقارنة بأي مكان آخر. وتمثل أكبر وأحدث اكتشاف قبل عامين في غابة قديمة تحتوي على أشجار يصل ارتفاعها إلى 40 متراً (130 قدماً). تحبس هذه الحفر الزمن في باطنها، ما يحفظ النظم البيئية الفريدة والدقيقة لقرون. ومع ذلك، بدأ اكتشافها يجذب السياح والمطورين، ما أثار المخاوف من أن هذه الاكتشافات المدهشة والنادرة قد تضيع إلى الأبد.

بوجه عام، تعد هذه الحفر الأرضية نادرة، لكن الصين، خاصة «قوانغشي»، تضم كثيراً منها بفضل وفرة الصخور الجيرية. جدير بالذكر هنا أنه عندما يذيب نهر تحت الأرض الصخور الجيرية المحيطة ببطء، تتكون كهوف تتمدد صعوداً نحو الأرض. وفي النهاية، تنهار الأرض تاركة حفرة واسعة، ويجب أن يكون عمقها وعرضها لا يقل عن 100 متر حتى تُعدّ حفرة أرضية. وبعض الحفر، مثل تلك التي جرى اكتشافها في «قوانغشي» عام 2022، أكبر من ذلك، مع امتدادها لمسافة 300 متر في الأرض، وعرضها 150 متراً.

من وجهة نظر العلماء، تمثل هذه الحفر العميقة رحلة عبر الزمن، إلى مكان يمكنهم فيه دراسة الحيوانات والنباتات، التي كانوا يعتقدون أنها انقرضت. كما اكتشفوا أنواعاً لم يروا أو يعرفوا عنها من قبل، بما في ذلك أنواع من أزهار الأوركيد البرية، وأسماك الكهوف البيضاء الشبحية، وأنواع من العناكب والرخويات. وداخل محميات من الجروف الشاهقة، والجبال الوعرة، والكهوف الجيرية، ازدهرت هذه النباتات والحيوانات في أعماق الأرض.