فرضت حرب غزة نفسها على احتفالات مصر باليوم العالمي للغة العربية، الاثنين، وتصدر وسم «اليوم العالمي للغة العربية» محركات البحث على «غوغل» و«إكس»، وجاء كثير من الوسوم مقترناً بأحداث غزة.
وذكر أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية المصرية، على صفحته بمنصة «إكس»، أن «أجواء الحرب في غزة تخيم على احتفالنا باليوم العالمي للغة العربية، وما تشهده قضية العرب من محاولات لطمسها». وأضاف أبو زيد أنه بمناسبة «ذكرى اعتماد لغتنا العربية لغةً رسمية بالأمم المتحدة، نؤكد تضامننا مع القضية الفلسطينية لتبقى حاضرة، ونطالب بالانتصار لمبادئ وقرارات الأمم المتحدة الداعمة لحقوقنا العربية»، وجاءت التعليقات على هذا المنشور تحمل إشارات لما يحدث في غزة.
تخيم أجواء الحرب في غزة على احتفالنا باليوم _العالمي_للغة_العربية، وما تشهده قضية العرب من محاولات لطمسها. فى ذكرى اعتماد لغتنا العربية كلغة رسمية بالأمم المتحدة، نؤكد تضامننا مع القضية الفلسطينية لتبقى حاضرة، ونطالب بالانتصار لمبادئ وقرارات الأمم المتحدة الداعمة لحقوقنا العربية pic.twitter.com/7nZbJkdevy
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) December 17, 2023
وأشارت وزيرة الهجرة المصرية السفيرة سها جندي إلى نجاح المبادرة الرئاسية «اتكلم عربي» في الوصول إلى 200 مليون مشارك حول العالم، مشيرة إلى أن المبادرة تستهدف بالأساس تشجيع أبناء المصريين المقيمين في الخارج على الحديث باللغة العربية، وقالت الوزيرة، خلال بيان نشرته صفحة الوزارة حول المؤتمر الذي شاركت فيه وزارتا الهجرة والثقافة ومنظمة «اليونسكو» بالقاهرة، تحت عنوان «إحياء اليوم العالمي للغة العربية»، بقصر الأمير طاز بوسط القاهرة، إن «اللغة العربية من أغنى اللغات في العالم، حيث يتحدث بها أكثر من 400 مليون شخص، وهي اللغة الرسمية لـ22 دولة، واللغة السادسة في الأمم المتحدة، وأشارت إلى أن اللغة تملك من الثراء بحيث وصلت مفرداتها دون تكرار إلى 12 مليون كلمة».
وعدَّ الشاعر أحمد سراج، مؤسس مشروع النحو البسيط، «أن مصر على الخصوص ترى فلسطين قطعة منها، ومن ثم انشغلت عن أي احتفالات بما يحدث في فلسطين». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان الاحتفال بيوم اللغة العربية نوعاً من الواجب، فإن فعالياته يمكن أن تأتي كنوع من المقاومة وتقرير الموقف».
وعلق حساب باسم أدهم شرقاوي على منصة «إكس» مقتبساً جملاً وتعبيرات من أحداث غزة مدوناً: «بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، أجمل ما قيل في الإنجاز: ولعت، وأجمل ما قيل في الوداع: هاي روح الروح...!».
بمناسبة #اليوم_العالمي_للغة_العربيةأجمل ما قيل في الإنجاز: ولّعتْ!وأجمل ما قيل في الوفاء: لعيونك يبو حسين فرحات!وأجمل ما قيل في الهجاء: لا سمح الله!وأجمل ما قيل في التّحدي: أتتوعدنا بما ننتظرُ يا ابن اليهوديّة!أجمل ما قيل في الثقة: تقلقش!وأجمل ما قيل في التثبيت: تعيطش يا...
— أدهم شرقاوي (@adhamsharkawi) December 18, 2023
وأضاف سراج أن أحزان الحرب لم تمنع المصريين فقط من الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، بل شغلتهم أحداثها عن الاستعداد لأي شيء؛ فمرت أحداث كأنها لم تقع. وتابع: «لأن هناك خطراً داهماً لعدو شرس، فقد انصرف الاهتمام للأولوية؛ فلسطين».
وحددت منظمة اليونسكو يوم 18 ديسمبر (كانون الأول) للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، مع اعتمادها لغة رسمية في الأمم المتحدة قبل خمسين عاماً (1973)، وذكرت المنظمة على صفحتها الرسمية أن «الاحتفال هذا العام يستهدف إبراز أهمية اللغة في لم الشمل وإجراء حوار بنّاء بين الثقافات، وكذلك تعزيز التفاهم في المشهد العالمي الحالي الذي يتسم بالشكوك والاضطرابات».
وعدَّ الأكاديمي المصري عماد عبد اللطيف، المتخصص في البلاغة وتحليل الخطاب، أن «الاحتفال بيوم اللغة العربية هذا العام يتزامن مع ملحمة استثنائية تصنع بها المقاومة الفلسطينية يوماً عربياً جديداً». وفيما تخفت الاحتفالات العربية والمصرية بهذه المناسبة بسبب أحداث غزة، يشير عبد اللطيف لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «خطاب المقاومة أعاد للعربية جزءاً من بهائها، حين استعملوها ببراعة ورصانة وحصافة لمقاومة طوفان الأكاذيب والادعاءات التي يروجها العدو».