يسرا: صورت بطولة 20 فيلماً لم يتم عرضها

عدّت نفسها «محظوظة بالعمل مع أساتذة كبار»

يسرا قالت إنها تدين بالفضل للأساتذة الكبار الذين عملت معهم (إدارة مهرجان الجونة)
يسرا قالت إنها تدين بالفضل للأساتذة الكبار الذين عملت معهم (إدارة مهرجان الجونة)
TT

يسرا: صورت بطولة 20 فيلماً لم يتم عرضها

يسرا قالت إنها تدين بالفضل للأساتذة الكبار الذين عملت معهم (إدارة مهرجان الجونة)
يسرا قالت إنها تدين بالفضل للأساتذة الكبار الذين عملت معهم (إدارة مهرجان الجونة)

قالت الفنانة المصرية يسرا، إنها كانت محظوظة بتعاملها مع أساتذة كبار من صُنّاع الأفلام؛ المخرجين والكُتّاب والفنيين، الذين تركوا بصمات مهمة في مشوارها.

وأضافت أنها بدأت بطلةً في السينما من خلال فيلم «قصر في الهواء»، الذي صوّرت بعده 20 فيلماً لم تُعرض في السينمات؛ لذا حازت لقب «نجمة أفلام العلب». جاء ذلك خلال لقاء عُقد (الأحد) بـ«مهرجان الجونة السينمائي»، تحدّثت فيه عن مسيرتيها الفنية والإنسانية، وحضره عددٌ من الفنانين من بينهم، ليلى علوي، كما حضره المخرجون يسري نصر الله، وإيناس الدغيدي، ومروان حامد، إلى جانب جمهور كبير من الشباب.

وتطرقت يسرا لمحطات مهمة في مسيرتها جمعتها مع أساتذة كبار تعلمت منهم واستفادت من خبراتهم قائلة: «إذا كنت اليوم ممثلة أقف على أرض صلبة فهذا يرجع لما تعلمته منهم، فقد علّمني كل منهم شيئاً، فحينما كنت أذهب لتناول فنجان قهوة مع يوسف شاهين، كان يفتح لي عالماً واسعاً لأتعلم وأستفيد، وكذلك الأستاذ وحيد حامد كان مثل مَن يفتح لي أدراجه، وكنت أفضفض له بأي مشكلة، كما أثر في كثيراً المخرج علي بدرخان».

المخرج مروان حامد وزوجته بين الحضور (إدارة مهرجان الجونة)

وعبّرت عن استمتاعها بالعمل مع مروان حامد في فيلم «عمارة يعقوبيان»: «كنت قد اعتذرت عن عدم المشاركة به، فقال لي عادل إمام (اقرئي السيناريو)، ولما قرأته لم أتردد في تقديم 5 مشاهد فقط، وقلت أنا معكم، ولا أنسى الأساتذة سمير سيف ومحمد عبد العزيز و صلاح أبو سيف ورأفت الميهي، لذا أشعر بأنني غنية بكل هؤلاء الكبار الذين أوصلوني لما أنا فيه».

وعدّت يسرا عملها مع الفنان الكبير عادل إمام «محطةً فنيةً قائمةً بذاتها»: «قدمنا معاً 17 فيلماً، وعادل دمه خفيف وراء الكاميرا، ويجعل العمل سهلاً وممتعاً، ويختار دائماً موضوعات مهمة»، كما تحدثت عن المخرجة إيناس الدغيدي التي تجمعها بها صداقة قوية وأفلام مهمة، مشيدة بجرأتها الإخراجية.

يسرا وماريان خوري في لقاء الجونة (إدارة مهرجان الجونة)

وكشفت يسرا أنها تمنت أن تكون ممثلة بعد رؤيتها النجمة سعاد حسني بالصدفة، حيث كانت برفقة والدها بالإسكندرية وشاهدت زحاماً، لتجد نفسها أمام سعاد حسني بكل سحرها. وقالت: «في هذه اللحظة دعوت الله أن أكون مثلها، وبعدها اختارني مدير التصوير عبد الحليم نصر، وقدمني بطلةً من أول فيلم (قصر في الهواء)».

تعترف «سيفا»، كما يدللها المقربون منها، بأن مشوارها شهد صعوداً وهبوطاً، وأنها لعبت بطولة 20 فيلماً في بدايتها بقيت طويلاً بالعلب، ولم تُعرض بالسينمات؛ لذا أطلق نقاد عليها لقب «نجمة أفلام العلب».

وتحدّثت يسرا عن كيفية استمراها في عالم التمثيل، قائلة إنها «تحب عملها وتشعر بأن طاقتها الأساسية تخرج من خلاله»، مشيرة إلى أن «هناك وقتاً تحتاج فيه لكي تفصل تماماً لتهدأ من كل الالتزامات، غير أنها لا تحصل على إجازات طويلة»، مؤكدة: «أخاف من الصدأ الفني؛ لذا لابد أن أقرأ وأشاهد أفلاماً كثيرة، وأجد متعة في ذلك».

إيناس الدغيدي ويسري نصر الله والإعلامية بوسي شلبي بين الحضور (إدارة مهرجان الجونة)

وعن مدى تدخلها في السيناريو، قالت: «في السينما لا أتدخل، لأن مدة الفيلم ساعتان، فلا مجال للإطالة، لكن في المسلسلات أتدخل، ولا بد أن أضمن أدواراً جيدة لكل مَن معي، لأننا نقدم 13 ساعة دراما».

وبررت يسرا رفضها العمل في هوليوود وفرنسا على الرغم من العروض المادية المغرية التي تلقتها، بأنه لم يعجبها سيناريو فيلمين عُرضا عليها، ولم تقبل العمل وفق أجندات، ولم تتطلع للعمل بالخارج: «لي مكانة ومحبة في العالم العربي، وأعمل منذ فترة طويلة، وهو مشوار لم يكن سهلاً، بل كان مليئاً بالصعاب والنجاح والفشل، والنجاحات تشعرني بأن مجهودي لم يذهب هدراً، وعمري لم يضع هباءً، وأنني حققت إنجازاً في حياتي».

ووجهت يسرا نصيحة لشباب الفنانين بألا يتعجلوا النجاح، ولا يُحبطوا من الفشل، وأن يجتهدوا ويقرأوا ويشاهدوا ويتعلموا.

يسرا قالت إنها تدين بالفضل للأساتذة الكبار الذين عملت معهم (إدارة مهرجان الجونة)

وقالت المخرجة إيناس الدغيدي إن «كل الصعاب التي واجهت يسرا جعلت منها إنسانة تشعر بالآخرين، وتؤمن أشد الإيمان بالقدر»، في حين قالت الفنانة ليلى علوي إن يسرا «لديها مشوار كافحت خلاله، وتفخر به، ولديها عطاء فني وإنساني كبير».


مقالات ذات صلة

«الأقصر للسينما الأفريقية» يحمل اسم نور الشريف ويكرّم خالد النبوي

يوميات الشرق صورة تذكارية لفريق عمل المهرجان بعد المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)

«الأقصر للسينما الأفريقية» يحمل اسم نور الشريف ويكرّم خالد النبوي

أعلنت إدارة مهرجان «الأقصر للسينما الأفريقية»، الجمعة، عن تفاصيل الدورة الرابعة عشرة من المهرجان، التي تحمل اسم الفنان الراحل نور الشريف.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق المهرجان يجمع بين الثقافة والتراث والفنون التي تتميز بها العلا (واس)

انطلاق «شتاء طنطورة» في العُلا بفعاليات ثقافية وتراثية

انطلقت فعاليات مهرجان «شتاء طنطورة» في نسخته الجديدة بمحافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، ليجمع بين الثقافة والتراث والفنون التي تتميز بها المنطقة.

«الشرق الأوسط» (العُلا)
يوميات الشرق فيلم «يوم دراسي» ضمن مشروع «المسافة صفر» (الشركة المنتجة)

3 أفلام فلسطينية في القائمة المختصرة لترشيحات «الأوسكار»

دخلت 3 أفلام فلسطينية في القائمة المختصرة لترشيحات الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها (الأوسكار).

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق لعبت بطولة فيلم «ذنوب مخفية» للمخرج سيرج الهليّل (تمارا حاوي)

تمارا حاوي تشارك في «ذنوب مخفية» ضمن «مهرجان بيروت للأفلام القصيرة»

تجد تمارا الأفلام القصيرة ترجمة لصُنّاع السينما الجريئة. وتؤكد أن عرض فيلم «ذنوب مخفية» في بيروت، شكّل محطة مهمة، بعد تنقُّله في مهرجانات عالمية.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا.

انتصار دردير (جدة)

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)
تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)
TT

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)
تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)

في إطار استعادة تراث كبار الموسيقيين، وضمن سلسلة «وهّابيات» التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، ممثلة في عدة حفلات لاستعادة تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، يستضيف مسرح معهد الموسيقى العربية حفلاً جديداً لتقديم أعمال الموسيقار الراحل.

ويأتي هذا الحفل ضمن خطة وزارة الثقافة المصرية لإعادة إحياء التراث الفني، حيث تقيم دار الأوبرا برئاسة الدكتورة لمياء زايد، حفلاً تُحييه الفرقة القومية العربية للموسيقى، بقيادة المايسترو حازم القصبجي لاستعادة تراث عبد الوهاب.

وفق بيان للأوبرا المصرية، يتضمن الحفل مجموعة من أعمال الموسيقار، التي تغنى بها كبار نجوم الطرب في مصر والوطن العربي، ومن بينها «لا مش أنا اللي أبكي»، و«يا خلي القلب»، و«سكن الليل»، و«الحب جميل»، و«تهجرني بحكاية»، و«توبة»، و«هان الود»، و«خايف أقول اللي في قلبي»، و«أيظن»، و«القريب منك»، و«كل ده كان ليه»، يقوم بغنائها آيات فاروق وإبراهيم رمضان ومي حسن ومحمد طارق.

وأوضح البيان أن سلسلة حفلات «وهابيات»، والتي تقام بشكل دوري، في إطار دور الأوبرا، تهدف إلى تنمية الذوق الفني في المجتمع، وتعريف الأجيال الجديدة بتراث الرموز الخالدة وروائع الموسيقار محمد عبد الوهاب.

حفل وهابيات لاستعادة أعمال موسيقار الأجيال (دار الأوبرا المصرية)

ويعدّ عبد الوهاب من أهم الموسيقيين العرب، وقد وُلد في حي باب الشعرية الشعبي بوسط القاهرة عام 1898، والتحق بفرق غنائية وموسيقية ومسرحية في بداية القرن العشرين، وعُرف بقربه من فنان الشعب سيد درويش، وشارك في فرقته المسرحية وعمل في مسرحيتي «الباروكة» و«شهر زاد»، وفق المعلومات الببليوغرافية في متحف محمد عبد الوهاب بمعهد الموسيقى العربية.

وعدّ الناقد الموسيقي المصري أحمد السماحي «إحياء التراث وسلسلة (وهّابيات) من الأدوار المهمة التي تقوم بها وزارة الثقافة ممثلة في دار الأوبرا المصرية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا التقليد ليس مصرياً فقط، ولكن عربياً وعالمياً، فكبار الموسيقيين العالميين مثل بيتهوفن وباخ وموتسارت يتم استعادة أعمالهم للأجيال الجديدة»، مضيفاً: «هذا التقليد مهم؛ لأن الأجيال الجديدة لا تعرف رموز الغناء والموسيقى، وأتمنى من الأوبرا أن تعيد أيضاً إحياء تراث كبار المؤلفين الموسيقيين، بداية من ميشيل يوسف وأندريه رايدر وفؤاد الظاهري وميشيل المصري، هؤلاء وغيرهم نحتاج إلى الاستماع لأعمالهم ليتعرف عليهم الأجيال الجديدة».

وعمل عبد الوهاب بالغناء والتمثيل إلى جانب التلحين، وغنى له كبار نجوم الطرب من أجيال مختلفة، ومن بينهم أم كلثوم وليلى مراد وفيروز وعبد الحليم حافظ وفايزة أحمد وشادية ووردة، وقدم عدداً من الأفلام ذات الطابع الغنائي مثل «الوردة البيضاء»، و«يحيا الحب»، و«يوم سعيد»، و«رصاصة في القلب».

وتابع الناقد الموسيقي أنه «كما يتم إحياء تراث كبار المطربين والموسيقيين مثل عبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش ومحمد فوزي وغيرهم، أتمنى أيضاً إحياء تراث كبار المؤلفين والموزعين الموسيقيين؛ لأن ما قدموه يعدّ أحد الروافد التي تغذي الروح والوجدان في ظل الصخب الغنائي الذي نعيشه حالياً».

وحصل عبد الوهاب على العديد من الأوسمة والتكريمات، خصوصاً بعد قيامه بتوزيع النشيد الوطني لمصر، كما لحن النشيد الوطني الليبي في العهد الملكي، وحصل على وسام الاستحقاق من الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وعلى الجائزة التقديرية في الفنون عام 1971.

يشار إلى أن عبد الوهاب رحل عن عالمنا في 4 مايو (أيار) عام 1991 عن عمر ناهز 93 عاماً، وودعته مصر في جنازة عسكرية؛ تقديراً لقيمته الفنية وإبداعاته التي امتدت على مدى أجيال.