المخرج مروان حامد: تجربتي الإنسانية ليست ثرية مثل والدي

قال إنه يطوّر من نفسه بشكل مستمر لمواكبة تغيرات السينما

مروان حامد خلال «الماستر كلاس» (الشرق الأوسط)
مروان حامد خلال «الماستر كلاس» (الشرق الأوسط)
TT

المخرج مروان حامد: تجربتي الإنسانية ليست ثرية مثل والدي

مروان حامد خلال «الماستر كلاس» (الشرق الأوسط)
مروان حامد خلال «الماستر كلاس» (الشرق الأوسط)

تحدث المخرج المصري مروان حامد عن محاولته اكتشاف عوالم مختلفة من خلال تجاربه السينمائية، لا سيما أن تجربته الإنسانية ليست ثرية مثل والده الكاتب الراحل وحيد حامد الذي انتقل من القرية للمدينة، وهو ما يمكن رصدها بأعماله الفنية، وفق مروان.

ووصف مروان خلال «ماستر كلاس» ضمن فعاليات الدورة السادسة من «مهرجان الجونة السينمائي» الذي منح المخرج المصري جائزة «الإنجاز الإبداعي»، تجربة دراسته في معهد السينما بـ«الثرية التي أضافت كثيراً إليه»، لا سيما مع حرصه على المرجعية الأكاديمية بالقراءة والاطّلاع عند التحضير أو الانتهاء من أي مشروع فني جديد.

وقال حامد إن «السينما شيء متغير، يشهد جديداً كل يوم على المستوى التقني وطريقة السرد، لذا دراستها لا تتوقف عند مرحلة معينة، مرجعاً جزءاً من حبه الكبير للسينما لعمله على تطوير نفسه بشكل مستمر، خصوصاً أنه لا يوجد شخص يمكن أن تكون لديه معرفة بنتيجة المشروع الذي يعمل عليه».

وأشار إلى أن «المقياس الحقيقي لاختيار أعماله مرتبط بعدم فقدانه الشغف طوال فترة العمل على المشروع التي تصل لعامين»، مؤكداً أن تمسكه بالمشروع وإيمانه به يكونان المحرك الرئيسي لتحمله أي صعوبات تعرقل مشروعه على غرار فيلم «إبراهيم الأبيض» الذي استغرق 8 سنوات ليخرج إلى النور.

يسرا وعمرو منسي وأحمد داش خلال حضور ندوة تكريم حامد (الشرق الأوسط)

وأوضح أن «أكثر المشروعات التي يتحمس لها هي التي تتطرق لموضوعات لا يعلم عنها شيئاً، ويحاول من خلال تقديمها الإجابة على تساؤلات لديه، لذا لا يمكنه البدء في تصوير الفيلم فور قراءة السيناريو أو حتى تحديد مواقع التصوير، فهذه الخطوة لا تتم إلا بعد مقابلة الشخصيات التي تساعده على دخول (عالم الفيلم) ليتمكن من خلق واقع يصدقه الجمهور عندما يشاهده ويشعر كأنه حقيقي».

وروى مروان «مواقف عدة صادفته خلال تحضيرات أفلامه السينمائية، من بينها اختيار العمارة التي صور بها فيلم (عمارة يعقوبيان)، والتي اختيرت صدفة خلال سيره مع مصمم الديكور فوزي العوامري في منطقة وسط القاهرة في أعقاب عدم التوصل لاتفاق بين الشركة المنتجة ومسؤولي (عمارة يعقوبيان) الأصلية، التي كانوا يرغبون بالتصوير فيها»، عاداً أن «البدائل التي يجري التوصل لها لتجاوز العقبات قد تعطي نتائج أفضل أمام الكاميرا».

ومن بين المواقف التي ذكرها أيضاً مشهد المطاردة أعلى سور مجرى العيون الذي نفذه في فيلم «إبراهيم الأبيض»، مؤكداً أن المكان شاهده وعاينه خلال التحضير لتصوير أحد الإعلانات، لكن الإعلان لم يُصوّر به وقتها، واحتفظ بالموقع في ذاكرته حتى وظفه في الفيلم». ويرى حامد أن «الممثل أهم عنصر في العملية السينمائية، إذ لا يمكن أن يحب الجمهور الفيلم، إلا أذا أحب الممثل».

المخرج المصري مروان حامد قدم عدداً من الأفلام المميزة (حسابه على فيسبوك)

لم يخفِ مروان حامد وجود مخاوف لديه من عدة أمور، من بينها الأكشن وطريقة تقديمه وتوظيفه في الفيلم السينمائي، لأن الجمهور يشاهد مستوى وأسلوباً مختلفين في أفلام هوليوود، وهو ما يجعله حريصاً على توظيف عملية تنفيذه بما يخدم السياق الدرامي للأحداث وتقديمه بطريقة تشبه ما يحدث في الواقع، وهو ما نفذه في فيلم «إبراهيم الأبيض» عبر مشاهد أكشن تصاحبها رحلة من المشاعر الإنسانية العميقة، على حد تعبيره.

من بين الأمور التي يخشاها صاحب «كيرة والجن» استخدام عناصر «الغرافيكس» التي قد تجعل الجمهور لا يصدق الأحداث ما لم تكن موظفة بشكل جيد في العمل، مشيراً إلى «توجه بعض المخرجين الكبار للاستغناء عنها».

ويشدّد مروان حامد على أن «العلاقة بين المنتج والمخرج يجب أن تقوم على الشراكة، فالمخرج لا بدّ أن يفهم ويدرك اقتصاديات الفيلم، ويقدم تنازلات في تنفيذ بعض المطالب بما لا يخلّ بالرؤية العامة للفيلم»، عاداً أن «تجربة سينمائية جديدة ناجحة قد تمهّد للكثير من التجارب».

مروان حامد خلال «الماستر كلاس» (الشرق الأوسط)

ويُعدّ مروان حامد أحد أبرز المخرجين المصريين راهناً. تخرج من معهد السينما عام 1999، وعمل مساعد مخرج مع المخرج الكبير شريف عرفة، لينطلق بعدها بتقديم عدة أفلام نالت جوائز وحققت إيرادات كبيرة منها «إبراهيم الأبيض»، و«الفيل الأزرق» بجزأيه، و«تراب الماس»، بالإضافة إلى فيلم «عمارة يعقوبيان».


مقالات ذات صلة

«الأقصر للسينما الأفريقية» يحمل اسم نور الشريف ويكرّم خالد النبوي

يوميات الشرق صورة تذكارية لفريق عمل المهرجان بعد المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)

«الأقصر للسينما الأفريقية» يحمل اسم نور الشريف ويكرّم خالد النبوي

أعلنت إدارة مهرجان «الأقصر للسينما الأفريقية»، الجمعة، عن تفاصيل الدورة الرابعة عشرة من المهرجان، التي تحمل اسم الفنان الراحل نور الشريف.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق المهرجان يجمع بين الثقافة والتراث والفنون التي تتميز بها العلا (واس)

انطلاق «شتاء طنطورة» في العُلا بفعاليات ثقافية وتراثية

انطلقت فعاليات مهرجان «شتاء طنطورة» في نسخته الجديدة بمحافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، ليجمع بين الثقافة والتراث والفنون التي تتميز بها المنطقة.

«الشرق الأوسط» (العُلا)
يوميات الشرق فيلم «يوم دراسي» ضمن مشروع «المسافة صفر» (الشركة المنتجة)

3 أفلام فلسطينية في القائمة المختصرة لترشيحات «الأوسكار»

دخلت 3 أفلام فلسطينية في القائمة المختصرة لترشيحات الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها (الأوسكار).

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق لعبت بطولة فيلم «ذنوب مخفية» للمخرج سيرج الهليّل (تمارا حاوي)

تمارا حاوي تشارك في «ذنوب مخفية» ضمن «مهرجان بيروت للأفلام القصيرة»

تجد تمارا الأفلام القصيرة ترجمة لصُنّاع السينما الجريئة. وتؤكد أن عرض فيلم «ذنوب مخفية» في بيروت، شكّل محطة مهمة، بعد تنقُّله في مهرجانات عالمية.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا.

انتصار دردير (جدة)

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
TT

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية والنصائح التي يوجهنها للجمهور بناء على تجاربهن، وهو أمر برز خلال لقاءات إعلامية عدة في الأسابيع الماضية.

أحدث هذه التصريحات كانت من نصيب الفنانة المصرية رانيا يوسف، في برنامج «ع الرايق»، بعدما تطرقت لتعرضها للضرب من زوجيها الأول والثاني، مع نصيحتها للفتيات بألا تقل فترة الخطوبة قبل الزواج عن 3 أو 4 سنوات، فضلاً عن نصيحتها لبناتها بعدم الزواج قبل سن الـ30 عاماً.

وقالت رانيا إن «طبيعة العلاقات في الوقت الحالي أصبحت تتطلب مزيداً من العمق والتفاهم بين الطرفين، بعيداً عن السطحية والانجذاب المؤقت»، محذرة من تعامل النساء بمشاعرهن عند البحث عن الشراكات العاطفية التي تحقق لهن السعادة والاستقرار.

وجاءت تصريحات رانيا بعد وقت قصير من تصريحات للفنانة زينة عن حياتها الشخصية وإنجابها طفليها التوأم بمفردها في الولايات المتحدة وصعوبة الأيام الأولى لهما مع مرضهما، بالإضافة إلى الفترة التي قضتها بمفردها في الغربة. وكذلك تطرقت إلى تفاصيل كثيرة عن حياتها، خصوصاً في ظل تحملها مسؤولية دور الأم والأب ووجودها مع نجليها بمفردها.

الفنانة المصرية زينة (فيسبوك)

وكانت الفنانة لبلبة قد أثارت جدلاً مشابهاً عندما تحدثت عن طفولتها الصعبة التي عاشتها واضطرارها للعمل من أجل الإنفاق على عائلتها بجانب انشغالها بمسؤوليات الأسرة وأشقائها، الأمر الذي جعلها تحاول أن تعوض ما لم تعشه في طفولتها.

من جهتها، تؤكد الناقدة المصرية ماجدة موريس أن «بعض الفنانين لا يكون قصدهم دائماً إثارة الجدل بالحديث عن حياتهم الشخصية أو مواقف سابقة مروا بها»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض التصريحات تخرج بشكل عفوي، لكن التفاعل يحدث معها نتيجة اهتمام الجمهور بمتابعتهم».

وأضافت أن «رانيا يوسف على سبيل المثال مرّت بتجارب مختلفة، وبالتالي عندما تتحدث عن صعوبة ثقتها في الرجال، بالإضافة إلى نصيحتها بتأجيل خطوة الزواج للفتيات؛ فهي تحاول إبداء رأي تعتقد أنه صواب»، لافتة إلى أهمية التعامل مع الفنانين باعتبارهم بشراً من حقهم الإدلاء بآرائهم، لكن ليس بالضرورة أن تكون جميع آرائهم صحيحة أو غير قابلة للتغير مع مرور الوقت.

الفنانة المصرية لبلبة (فيسبوك)

وهنا يشير مدرس علم الاجتماع بجامعة بني سويف، محمد ناصف، إلى «ضرورة التفرقة بين المواقف الشخصية والخبرات التي يتحدث بها الأشخاص العاديون، وبين المشاهير الذين تكون لديهم قاعدة جماهيرية ومصداقية ربما أكثر من غيرهم وإمكانية وصول لأعداد أكبر من الجمهور عبر البرامج والمنصات»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «جزءاً من الجدل يكون مجتمعياً في الأساس، لكن بدايته تكون من تصريحات المشاهير».

وأضاف أن «هناك تبايناً في الآراء قد يصل لدرجة التناقض بين الأفراد داخل المجتمع، وهو أمر يتوجب فهمه في إطار الخلفيات الاجتماعية والعادات والخبرات التي يمر بها كل فرد، وبالتالي ستجد من يقتنع بكل رأي يقال حتى لو لم يكن صحيحاً من الناحية العلمية»، لافتاً إلى ضرورة فتح نقاشات أعمق حول بعض الآراء عبر وسائل الإعلام.

وهو الرأي الذي تدعمه الناقدة المصرية، موضحة أن «آراء الفنانين تسلط الضوء على موضوعات قد تكون محل جدل مجتمعي، لكن تبرز لوسائل الإعلام مع إعلانها من المشاهير»، لافتة إلى أن «بعض الآراء قد تعرض أصحابها لانتقادات من شرائح أكبر عبر مواقع التواصل، لكن على الأرجح يكون لدى الفنان القدرة على تحمل تبعات موقفه وشرح وجهة نظره التي ليس بالضرورة أن تتسق مع رأي الغالبية».