فرنسا: إجراءات تأديبية ضد تلاميذ مسلمين رفضوا النظر للوحة عارية

لافتة المدرسين الذين أعلنوا الإضراب
لافتة المدرسين الذين أعلنوا الإضراب
TT

فرنسا: إجراءات تأديبية ضد تلاميذ مسلمين رفضوا النظر للوحة عارية

لافتة المدرسين الذين أعلنوا الإضراب
لافتة المدرسين الذين أعلنوا الإضراب

ما زالت قضية اللوحة العارية في مدرسة ثانوية فرنسية تتفاعل، مثيرة الجدل في الأوساط التعليمية، بعدما دعا عدد من أعضاء الهيئة التدريسية إلى الإضراب عن العمل. وكان غابرييل عطّال، وزير التربية الوطنية قد زار المدرسة مطلع الأسبوع الحالي، للتخفيف من حدة التوتر وللتعبير عن وقوفه مع المعلمين. كما أعلن اعتزامه اتخاذ إجراءات تدريبية ضد التلاميذ الذين رفضوا مشاهدة اللوحة.

وجرت الحادثة آخر الأسبوع الماضي في مدرسة ثانوية في بلدة إيسو إلى الشمال الغربي من باريس. فقد عرضت مدرسّة اللغة الفرنسية على الطلاب، في إطار المنهج المقرر لدرس التوعية الفنية، لوحة تعود للقرن السابع عشر. لكن 3 طلاب أشاحوا بوجوههم ورفضوا التطلع إلى اللوحة «لأنها تستفزهم كونهم مسلمين»، حسبما جاء في تفاصيل القضية. وتحمل اللوحة عنوان «ديان وأكتيون» وهي للفنان الإيطالي غيسيبي سيزاري وتظهر فيها 5 نساء عاريات.

غداة الحادثة، كتب أحد أولياء الأمور رسالة إلى الإدارة للاحتجاج على تدريس مواد صادمة لمشاعر فئة من التلاميذ. كما أعلن عزمه على التقدم بشكوى قضائية. وسرعان ما تناقلت وسائل الإعلام الحادثة وأبرزتها في مقدمات نشراتها مع التركيز على مخاوف إدارة المدرسة من احتمال وقوع عمليات انتقامية ضدها. وكان أحد الطلبة قد اتهم المدرسّة بأنها تفوهت بعبارات عنصرية ومعادية للمسلمين، الأمر الذي نفته، وردت بأنها كانت تحاول التحاور مع المحتجين.

وعادة ما تثير مناهج مقررة حول العلمانية أو التربية الجنسية رفضاً من فئة من التلاميذ وتستفز أهاليهم لتعارضها مع ثقافتهم والعقائد التي يعتنقونها. فقد سجلت المدرسة، منذ بداية السنة الدراسية الحالية ما لا يقل عن 14 حادثاً «ينتهك مبادئ العلمانية ويهدد أمن المدرسة»، مقابل 3 حوادث فقط خلال الموسم الدراسي الماضي. وتأتي الحادثة لتجدد الجدل حول الأجواء المتوترة التي يواجهها المعلمون في المدارس الواقعة في ضواحي المدن. وبينهم من يعيش في خشية من تكرار سيناريو اغتيال زميلهم صامويل باتي، الذي ذبحه تلميذ شيشاني في خريف 2020.



اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
TT

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية والنصائح التي يوجهنها للجمهور بناء على تجاربهن، وهو أمر برز خلال لقاءات إعلامية عدة في الأسابيع الماضية.

أحدث هذه التصريحات كانت من نصيب الفنانة المصرية رانيا يوسف، في برنامج «ع الرايق»، بعدما تطرقت لتعرضها للضرب من زوجيها الأول والثاني، مع نصيحتها للفتيات بألا تقل فترة الخطوبة قبل الزواج عن 3 أو 4 سنوات، فضلاً عن نصيحتها لبناتها بعدم الزواج قبل سن الـ30 عاماً.

وقالت رانيا إن «طبيعة العلاقات في الوقت الحالي أصبحت تتطلب مزيداً من العمق والتفاهم بين الطرفين، بعيداً عن السطحية والانجذاب المؤقت»، محذرة من تعامل النساء بمشاعرهن عند البحث عن الشراكات العاطفية التي تحقق لهن السعادة والاستقرار.

وجاءت تصريحات رانيا بعد وقت قصير من تصريحات للفنانة زينة عن حياتها الشخصية وإنجابها طفليها التوأم بمفردها في الولايات المتحدة وصعوبة الأيام الأولى لهما مع مرضهما، بالإضافة إلى الفترة التي قضتها بمفردها في الغربة. وكذلك تطرقت إلى تفاصيل كثيرة عن حياتها، خصوصاً في ظل تحملها مسؤولية دور الأم والأب ووجودها مع نجليها بمفردها.

الفنانة المصرية زينة (فيسبوك)

وكانت الفنانة لبلبة قد أثارت جدلاً مشابهاً عندما تحدثت عن طفولتها الصعبة التي عاشتها واضطرارها للعمل من أجل الإنفاق على عائلتها بجانب انشغالها بمسؤوليات الأسرة وأشقائها، الأمر الذي جعلها تحاول أن تعوض ما لم تعشه في طفولتها.

من جهتها، تؤكد الناقدة المصرية ماجدة موريس أن «بعض الفنانين لا يكون قصدهم دائماً إثارة الجدل بالحديث عن حياتهم الشخصية أو مواقف سابقة مروا بها»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض التصريحات تخرج بشكل عفوي، لكن التفاعل يحدث معها نتيجة اهتمام الجمهور بمتابعتهم».

وأضافت أن «رانيا يوسف على سبيل المثال مرّت بتجارب مختلفة، وبالتالي عندما تتحدث عن صعوبة ثقتها في الرجال، بالإضافة إلى نصيحتها بتأجيل خطوة الزواج للفتيات؛ فهي تحاول إبداء رأي تعتقد أنه صواب»، لافتة إلى أهمية التعامل مع الفنانين باعتبارهم بشراً من حقهم الإدلاء بآرائهم، لكن ليس بالضرورة أن تكون جميع آرائهم صحيحة أو غير قابلة للتغير مع مرور الوقت.

الفنانة المصرية لبلبة (فيسبوك)

وهنا يشير مدرس علم الاجتماع بجامعة بني سويف، محمد ناصف، إلى «ضرورة التفرقة بين المواقف الشخصية والخبرات التي يتحدث بها الأشخاص العاديون، وبين المشاهير الذين تكون لديهم قاعدة جماهيرية ومصداقية ربما أكثر من غيرهم وإمكانية وصول لأعداد أكبر من الجمهور عبر البرامج والمنصات»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «جزءاً من الجدل يكون مجتمعياً في الأساس، لكن بدايته تكون من تصريحات المشاهير».

وأضاف أن «هناك تبايناً في الآراء قد يصل لدرجة التناقض بين الأفراد داخل المجتمع، وهو أمر يتوجب فهمه في إطار الخلفيات الاجتماعية والعادات والخبرات التي يمر بها كل فرد، وبالتالي ستجد من يقتنع بكل رأي يقال حتى لو لم يكن صحيحاً من الناحية العلمية»، لافتاً إلى ضرورة فتح نقاشات أعمق حول بعض الآراء عبر وسائل الإعلام.

وهو الرأي الذي تدعمه الناقدة المصرية، موضحة أن «آراء الفنانين تسلط الضوء على موضوعات قد تكون محل جدل مجتمعي، لكن تبرز لوسائل الإعلام مع إعلانها من المشاهير»، لافتة إلى أن «بعض الآراء قد تعرض أصحابها لانتقادات من شرائح أكبر عبر مواقع التواصل، لكن على الأرجح يكون لدى الفنان القدرة على تحمل تبعات موقفه وشرح وجهة نظره التي ليس بالضرورة أن تتسق مع رأي الغالبية».