آمال في علاج محتمل... الكشف عن سبب غثيان الصباح أثناء الحمل

هرمون يفرزه الجنين يسبب الأعراض لدى النساء

الغثيان يؤثر على نحو 80 % من النساء في مرحلة ما خلال فترة الحمل (رويترز)
الغثيان يؤثر على نحو 80 % من النساء في مرحلة ما خلال فترة الحمل (رويترز)
TT

آمال في علاج محتمل... الكشف عن سبب غثيان الصباح أثناء الحمل

الغثيان يؤثر على نحو 80 % من النساء في مرحلة ما خلال فترة الحمل (رويترز)
الغثيان يؤثر على نحو 80 % من النساء في مرحلة ما خلال فترة الحمل (رويترز)

اكتشف العلماء سبب إصابة العديد من النساء بالغثيان الصباحي أثناء الحمل، مما يزيد من احتمالات علاج هذه الحالة، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

وكشفت الدراسة أن الهرمون الذي يفرزه الجنين هو الذي يسبب الغثيان والقيء أثناء الحمل، الذي قد يتطلب في الحالات القصوى العلاج في المستشفى. ويشير البحث إلى أن النساء اللاتي لديهن مستويات منخفضة بشكل طبيعي من الهرمون قبل الحمل يملن إلى أن يكن أكثر حساسية لارتفاع الهرمون، المسمى GDF15، في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

وقالت مارلينا فيزو، الأستاذة المساعدة في علوم السكان والصحة العامة في كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا: «نحن نعلم الآن أن النساء يمرضن أثناء الحمل عندما يتعرضن لمستويات أعلى من هرمون GDF15 مما اعتدن عليه».

يؤثر الغثيان والقيء على نحو 80 في المائة من النساء في مرحلة ما خلال فترة الحمل. يعاني نحو 2 في المائة من النساء من شكل شديد من غثيان الصباح يسمى القيء الحملي المفرط (HG)، الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن والجفاف ودخول المستشفى. ومع ذلك، حتى الآن، كان السبب الكامن وراء غثيان الحمل غير واضح.

على الرغم من وجود بعض العلاجات الفعالة جزئياً للمرض أثناء الحمل، فإن الافتقار إلى الفهم العلمي لهذا الاضطراب، بالإضافة إلى الخوف من استخدام الأدوية أثناء الحمل، يعني أن العديد من النساء لا يتم علاجهن بشكل كافٍ.

وقالت شارلوت هودن، الرئيسة التنفيذية لجمعية دعم أمراض الحمل الخيرية، إن طبيبها العام اقترح تجربة الزنجبيل أو «تناول القليل من الطعام» عندما طلبت المساعدة في علاج الحالة، وتم إدخالها إلى المستشفى عدة مرات أثناء حملها.

وتابعت: «هذا ما قيل لنا أن نتوقعه في بداية الحمل... عندما تعاني من حالة ما ولا يستطيع أحد أن يخبرك بالسبب، تبدأ في التفكير: هل السبب شيء قمت به؟ أنا ممتنة جداً لتفاني الباحثين، لأن هذه الحالة لم تكن تتصدر عناوين الأخبار على الإطلاق حتى عانت منها كيت ميدلتون، أميرة ويلز. لم يكن المجال الذي كان الناس مهتمين به حقاً».

يوفر البحث الأخير خطوطاً متعددة من الأدلة التي تربط هذه الأعراض بـGDF15. وهذا يشير إلى أن خفض الهرمون، أو منع عمله، يمكن أن يمنع المرض. وهناك نهج آخر يرتبط بـ«تحضير» النساء عن طريق تعريضهن للهرمون قبل الحمل.

قال البروفسور السير ستيفن أو راهيلي، المدير المشارك لمعهد ويلكوم للأبحاث الطبية لعلوم التمثيل الغذائي بجامعة كامبريدج، الذي قاد التعاون الدولي وراء هذا الاكتشاف: «معظم النساء اللاتي يحملن يعانين من الغثيان والمرض في مرحلة ما، وعلى الرغم من أن هذا ليس لطيفاً، فإنه بالنسبة لبعض النساء قد يكون أسوأ بكثير - يصبحن مريضات للغاية ويتطلبن العلاج وحتى الدخول إلى المستشفى».

وتابع: «نحن نعرف الآن السبب: فالجنين الذي ينمو في الرحم ينتج هرموناً بمستويات لم تعتد عليها الأم. كلما كانت حساسة لهذا الهرمون، أصبحت الأم أكثر مرضاً. إن معرفة ذلك يعطينا فكرة عن كيفية منع حدوث الأمر».

يتم تصنيع GDF15 بمستويات منخفضة في جميع الأنسجة خارج فترة الحمل. ومع ذلك، فإن النساء اللاتي لديهن طفرة نادرة في الجين، الذي يرمز لـGDF15 لديهن مستويات منخفضة بشكل غير عادي من الهرمون خارج فترة الحمل.

وتُظهر الدراسة أن هؤلاء النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بأعراض قاسية أثناء الحمل، عندما يتعرضن فجأة لمستويات عالية من GDF15.

كما أن النساء اللواتي يعانين من بيتا ثلاسيميا، وهو اضطراب دم وراثي يسبب مستويات عالية بشكل مزمن من GDF15، يتمتعن بالحماية إلى حد كبير من الغثيان أثناء الحمل.

وأظهر الفريق ضمن بحث على الفئران أن تعريض الأمهات لمستويات منخفضة من GDF15 قبل الحمل قد يساعد في الوقاية من الأعراض.


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

يوميات الشرق الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

توصلت دراسة من جامعة إمبريال كوليدج لندن في بريطانيا إلى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز فرص الحمل لدى السيدات الخاضعات للتلقيح الصناعي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
آسيا طالبتان إندونيسيتان تبتسمان عقب تلقيهما وجبة غذائية مجانية في المدرسة (أ.ف.ب)

إندونيسيا تطلق برنامج وجبات مجانية للأطفال والحوامل لمكافحة سوء التغذية

أطلقت الحكومة الإندونيسية الجديدة مشروعاً طموحاً لمكافحة سوء التغذية، من خلال توفير الطعام لما يقرب من 90 مليون طفل وامرأة حامل.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
صحتك دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن تعرض الأم والأب لملوثات الهواء الشائعة قد يزيد من خطر العقم لأنه قد يكون ضاراً بتطور البويضات والحيوانات المنوية والأجنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

تشير أكبر دراسة تحليلية للأدلة إلى أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة كل أسبوع قد تقلل من شدة «اكتئاب ما بعد الولادة».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

5 يوروات «عقاب» مدرسة ألمانية لكل تلميذ متأخر

الأعذار لم تعُد مقبولة (د.ب.أ)
الأعذار لم تعُد مقبولة (د.ب.أ)
TT

5 يوروات «عقاب» مدرسة ألمانية لكل تلميذ متأخر

الأعذار لم تعُد مقبولة (د.ب.أ)
الأعذار لم تعُد مقبولة (د.ب.أ)

قلَّة لم تتأخر عن موعد بدء الدراسة في الصباح، لأسباب مختلفة. لكنَّ اعتياد التلامذة على التأخر في جميع الأوقات يُحوّل المسألة إلى مشكلة فعلية.

في محاولة للتصدّي لذلك، بدأت مدرسة «دورير» الثانوية بمدينة نورمبرغ الألمانية، فرض غرامة تأخير مقدارها 5 يوروات على كل تلميذ يُخالف بشكل دائم، ودون عذر، لوائح الحضور في التوقيت المحدّد.

وذكرت «وكالة الأنباء الألمانية» أنه بعد مرور أشهر على تنفيذ هذه الخطوة، لم يكن المدير رينر جيسدورفر وحده الذي يرى أن الإجراء يحقق نتائج جيدة.

إذ يقول مجلس الطلاب إن عدد التلاميذ المتأخرين عن حضور الفصول الدراسية تَناقص بدرجة كبيرة منذ فرض الغرامة، يوضح جيسدورفر أن الإجراء الجديد لم يفرض في الواقع بوصفه نوعاً من العقوبة، مضيفاً: «ثمة كثير من التلاميذ الذين مهما كانت الأسباب التي لديهم، لا يأتون إلى المدرسة في الوقت المحدّد». ويتابع المدير أن أولئك الصغار لا يكترثون بما إذا كنت تهدّدهم بالطرد من المدرسة، لكنْ «دفع غرامة مقدارها 5 يوروات يزعجهم حقاً».

ويؤكد أن الخطوة الأخيرة التي تلجأ إليها المدرسة هي فرض الغرامة، إذا لم يساعد التحدث إلى أولياء الأمور، والمعلّمون والاختصاصيون النفسيون بالمدرسة، والعاملون في مجال التربية الاجتماعية على حلّ المشكلة.

وحتى الآن فُرضت الغرامة على حالات محدودة، وهي تنطبق فقط على التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات و11 عاماً، وفق جيسدورفر، الذي يضيف أن فرض الغرامة في المقام الأول أدّى إلى زيادة الوعي بالمشكلة.

وتشير تقديرات مدير المدرسة إلى أن نحو من 5 إلى 10 في المائة من التلاميذ ليسوا مهتمّين بالتحصيل التعليمي في صفوفها، إلى حدِّ أن هذا الاتجاه قد يُعرّض فرصهم في التخرج للخطر.

بدورها، تقول متحدثة باسم وزارة التعليم بالولاية التي تقع فيها نورمبرغ، إن المسؤولية تتحمَّلها كل مدرسة حول تسجيل هذه المخالفات. وتضيف أنه في حالات استثنائية، يمكن للسلطات الإدارية لكل منطقة فرض غرامة، بناء على طلب المدارس أو السلطات الإشرافية عليها.

ويقول قطاع المدارس بالوزارة إن المدارس المحلية أبلغت عن تغيُّب التلاميذ عن الفصول الدراسية نحو 1500 مرة، خلال العام الماضي؛ إما بسبب تأخّرهم عن المدرسة أو التغيب طوال أيام الأسبوع، وهو رقم يسجل زيادة، مقارنةً بالعام السابق، إذ بلغ عدد مرات الإبلاغ 1250، علماً بأن الرقم بلغ، في عام 2019 قبل تفشّي جائحة «كورونا»، نحو 800 حالة.

أما رئيس نقابة المعلّمين الألمانية، ستيفان دول، فيقول إن إغلاق المدارس أبوابها خلال فترة تفشّي الجائحة، أسهم في فقدان بعض التلاميذ الاهتمام بمواصلة تعليمهم. في حين تشير جمعية مديري المدارس البافارية إلى زيادة عدد الشباب الذين يعانون متاعب نفسية إلى حدٍّ كبير منذ تفشّي الوباء؛ وهو أمر يمكن أن يؤدي بدوره إلى الخوف المرَضي من المدرسة أو التغيب منها.