اكتشف العلماء سبب إصابة العديد من النساء بالغثيان الصباحي أثناء الحمل، مما يزيد من احتمالات علاج هذه الحالة، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
وكشفت الدراسة أن الهرمون الذي يفرزه الجنين هو الذي يسبب الغثيان والقيء أثناء الحمل، الذي قد يتطلب في الحالات القصوى العلاج في المستشفى. ويشير البحث إلى أن النساء اللاتي لديهن مستويات منخفضة بشكل طبيعي من الهرمون قبل الحمل يملن إلى أن يكن أكثر حساسية لارتفاع الهرمون، المسمى GDF15، في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
وقالت مارلينا فيزو، الأستاذة المساعدة في علوم السكان والصحة العامة في كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا: «نحن نعلم الآن أن النساء يمرضن أثناء الحمل عندما يتعرضن لمستويات أعلى من هرمون GDF15 مما اعتدن عليه».
يؤثر الغثيان والقيء على نحو 80 في المائة من النساء في مرحلة ما خلال فترة الحمل. يعاني نحو 2 في المائة من النساء من شكل شديد من غثيان الصباح يسمى القيء الحملي المفرط (HG)، الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن والجفاف ودخول المستشفى. ومع ذلك، حتى الآن، كان السبب الكامن وراء غثيان الحمل غير واضح.
على الرغم من وجود بعض العلاجات الفعالة جزئياً للمرض أثناء الحمل، فإن الافتقار إلى الفهم العلمي لهذا الاضطراب، بالإضافة إلى الخوف من استخدام الأدوية أثناء الحمل، يعني أن العديد من النساء لا يتم علاجهن بشكل كافٍ.
وقالت شارلوت هودن، الرئيسة التنفيذية لجمعية دعم أمراض الحمل الخيرية، إن طبيبها العام اقترح تجربة الزنجبيل أو «تناول القليل من الطعام» عندما طلبت المساعدة في علاج الحالة، وتم إدخالها إلى المستشفى عدة مرات أثناء حملها.
وتابعت: «هذا ما قيل لنا أن نتوقعه في بداية الحمل... عندما تعاني من حالة ما ولا يستطيع أحد أن يخبرك بالسبب، تبدأ في التفكير: هل السبب شيء قمت به؟ أنا ممتنة جداً لتفاني الباحثين، لأن هذه الحالة لم تكن تتصدر عناوين الأخبار على الإطلاق حتى عانت منها كيت ميدلتون، أميرة ويلز. لم يكن المجال الذي كان الناس مهتمين به حقاً».
يوفر البحث الأخير خطوطاً متعددة من الأدلة التي تربط هذه الأعراض بـGDF15. وهذا يشير إلى أن خفض الهرمون، أو منع عمله، يمكن أن يمنع المرض. وهناك نهج آخر يرتبط بـ«تحضير» النساء عن طريق تعريضهن للهرمون قبل الحمل.
قال البروفسور السير ستيفن أو راهيلي، المدير المشارك لمعهد ويلكوم للأبحاث الطبية لعلوم التمثيل الغذائي بجامعة كامبريدج، الذي قاد التعاون الدولي وراء هذا الاكتشاف: «معظم النساء اللاتي يحملن يعانين من الغثيان والمرض في مرحلة ما، وعلى الرغم من أن هذا ليس لطيفاً، فإنه بالنسبة لبعض النساء قد يكون أسوأ بكثير - يصبحن مريضات للغاية ويتطلبن العلاج وحتى الدخول إلى المستشفى».
وتابع: «نحن نعرف الآن السبب: فالجنين الذي ينمو في الرحم ينتج هرموناً بمستويات لم تعتد عليها الأم. كلما كانت حساسة لهذا الهرمون، أصبحت الأم أكثر مرضاً. إن معرفة ذلك يعطينا فكرة عن كيفية منع حدوث الأمر».
يتم تصنيع GDF15 بمستويات منخفضة في جميع الأنسجة خارج فترة الحمل. ومع ذلك، فإن النساء اللاتي لديهن طفرة نادرة في الجين، الذي يرمز لـGDF15 لديهن مستويات منخفضة بشكل غير عادي من الهرمون خارج فترة الحمل.
وتُظهر الدراسة أن هؤلاء النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بأعراض قاسية أثناء الحمل، عندما يتعرضن فجأة لمستويات عالية من GDF15.
كما أن النساء اللواتي يعانين من بيتا ثلاسيميا، وهو اضطراب دم وراثي يسبب مستويات عالية بشكل مزمن من GDF15، يتمتعن بالحماية إلى حد كبير من الغثيان أثناء الحمل.
وأظهر الفريق ضمن بحث على الفئران أن تعريض الأمهات لمستويات منخفضة من GDF15 قبل الحمل قد يساعد في الوقاية من الأعراض.