الفيلم السعودي «ناقة» يتصدر «نتفليكس» ولا ينجو من الانتقاد

أثار الجدل على المنصات فور نزوله... والألفاظ النابية تثير سخط الجمهور

مشهد من فيلم «ناقة» (الشرق الأوسط)
مشهد من فيلم «ناقة» (الشرق الأوسط)
TT

الفيلم السعودي «ناقة» يتصدر «نتفليكس» ولا ينجو من الانتقاد

مشهد من فيلم «ناقة» (الشرق الأوسط)
مشهد من فيلم «ناقة» (الشرق الأوسط)

بعد يوم واحد فقط من نزوله على منصة «نتفليكس» العالمية، تصدّر الفيلم السعودي «ناقه» قائمة الأفلام الأعلى مشاهدة في السعودية ودول أخرى، كما أثار جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، ما بين ممتعض أو معجب بالفيلم الذي ما زال يحقق المزيد من النقاشات، بالنظر لاختلافه عن نمط الأفلام السعودية المعتادة وجرأته العالية التي عدّها البعض بعيدة عن الواقع.

الفيلم من كتابة وإخراج مشعل الجاسر، ويمزج ما بين الرعب والكوميديا والإثارة، وكان الفيلم الأكثر سخونةً في النقاش على منصة «إكس» خلال الساعات الماضية، في آراء متصاعدة حول جدوى الألفاظ النابية التي جاءت فيه، ومدى اقتراب الفيلم من المجتمع السعودي، ومستقبل السينما السعودية ككل.

الشخصية الرئيسية في «ناقه» هي سارة (أضواء بدر)، التي تدخن بشراهة وتمضغ العلك بصوت مسموع طيلة الفيلم، وتضع الكثير من الإكسسوارات العشوائية، في دلالة على حالة اللامبالاة التي تعيشها تجاه كل شيء. تطلب سارة من والدها المحافظ أن يوصلها إلى السوق، وسط تهديداته لها بألّا تتأخر، إلا أنها تتسلّل بهدوء للذهاب في موعد غرامي مع صديقها (يزيد المجيول)، الذي يعدها بحفلة صاخبة في مخيم وسط الصحراء، ولكن ما أن انطلقت رحلتهما بالسيارة حتى دخلت هذه المغامرة سريعاً إلى المجهول، حين تتعطل السيارة في ليل الصحراء المخيف.

تجربة جريئة

يتحدث الناقد السعودي أحمد العياد لـ«الشرق الأوسط» عن رأيه بالفيلم، قائلاً: «هو تجربة جريئة تستحق الثناء على المخرج مشعل الجاسر، بالنظر لجرأته في التعبير السردي وطرح الأفكار، وكذلك من الناحية التقنية فهو قدم شكلاً سينمائياً مختلفاً وغير معتاد على الأفلام السعودية». ويتابع: «أن تحب فيلماً أو تكرهه فإنها مسألة شخصية، لكن هذا لا يعني غض الطرف عن هذه التجربة بأكملها».

ويشير العيّاد إلى أن «ناقة» سبق أن حاز على استحقاق عالمي في اختياره من قبل مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، سبتمبر (أيلول) الماضي، ضمن قسم «عروض منتصف الليل» التي تضم أهم الأفلام من حول العالم، وبسؤاله عن تعليقه على انزعاج عدد كبير من الجمهور من الفيلم الذي عدوه يميل للفوضى والعبثية، ويبتعد عن كونه فيلماً ذا صبغة محلية، يرد «البعض يقول إن الفيلم لا يشبهنا لجرأته بعض الشيء، رغم أننا في بلد شاسع المساحة، فمن يسكن في الأحساء ربما لا يفهم ما يحدث مع أهل شقراء، ومن بحائل قد لا يفهم ما يحدث بجيزان».

مدرسة جديدة

المخرج مشعل الجاسر تحدث لـ«الشرق الأوسط» في الأسبوع الماضي حول فيلمه، مبيناً أنه مزيج من الإثارة والكوميديا، وأردف: «أتمنى أن يكون مدرسة جديدة للأفلام السعودية، لأننا اعتدنا على رؤية أفلام سعودية بطابع درامي أو كوميدي، ولكن فيلمنا مختلف، فقصته تحدث في يوم واحد، ويمكن وصفه بالنكبات المتتالية، إذ تبدأ بموعد غرامي وتنتهي بكابوس غرامي». وأفاد بأن هذا العمل استغرق منه نحو عامين ونصف العام، باعتبار «ناقه» هو فيلمه الطويل الأول بعد سلسلة من الأفلام القصيرة، وذلك من حيث الكتابة والإخراج، وهو ما وصفه بالتحدي الكبير من حيث القدرة على كتابة نص طويل، بميزانية أعلى من المعتاد، وجهد سينمائي كبير.

لماذا «ناقه»؟

يتخذ الفيلم اسمه من ظهور جمل صغير أمام السيارة التي تصطدم به وتقتله، فتتسلل مخاوف انتقام والدته الناقة التي تلاحق سارة (أضواء بدر) طيلة الفيلم، وهنا يرى المتفرج مشاهد تتسم بالرعب مع محاولات الفتاة الشابة المتكررة الهرب من الناقة الغاضبة، بالاعتماد على ذكائها، ويكمن التشويق هنا في أن سارة عليها أن تعود إلى المكان الذي تركها فيه والدها في السوق المزدحمة قبل العاشرة مساء.

الفيلم من بطولة أضواء بدر، ويزيد المجيول، وجبران الجبران، وأمل الحربي، وجاء عرضه الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قبل أيام في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.



السعودية تؤكد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي

السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)
السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)
TT

السعودية تؤكد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي

السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)
السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)

أكدت السعودية، الجمعة، التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي، وتطلّعها لتوطيد مكانة الثقافة، بعدّها قوةً دافعة للتنمية المستدامة، ومصدر إلهام لأجيال المستقبل لبناء عالم أفضل.

جاء ذلك في كلمة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، التي ألقاها نيابةً عنه المهندس فهد الكنعان وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية، خلال الاجتماع الوزاري الخامس لوزراء ثقافة دول مجموعة العشرين بمدينة سلفادور البرازيلية.

وقال الكنعان إن الثقافة تُمثِّل أولوية رئيسية في «رؤية 2030»، وتؤمن السعودية بدورها في ربط ماضينا، وإثراء حاضرنا، وصنع مستقبلنا المشترك، مشيراً إلى أن قطاعاتها تحظى بدعمٍ غير محدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

الثقافة تُمثّل أولوية رئيسية في «رؤية السعودية 2030» (واس)

وأضاف أن السعودية تعتز بمبادرتها لعقد الاجتماع الأول لوزراء ثقافة دول مجموعة العشرين على هامش رئاستها في عام 2020 تحت شعار «نهوض الاقتصاد الثقافي: نموذج جديد»، لافتاً إلى أن ذلك «يعكس إيماننا المشترك بالثقافة كمنفعة عالمية عامة»، ومُنوهاً بالجهود الدولية الساعية لاستمرارية اجتماع المسار الثقافي كهدفٍ مشترك.

ونقل الكنعان تقدير السعودية لجهود الرئاسة البرازيلية في مواصلة ترسيخ الثقافة بالمجموعة تحت شعار «بناء عالم عادل وكوكب مستدام»، ودعمها الأولويات الثقافية، والمتضمنة دعم الاندماج الاجتماعي، والاستفادة من البيئة الرقمية مع حماية حقوق النشر، وتعزيز الاقتصاد الإبداعي لتحقيق النمو المستدام، وحماية التراث الثقافي.

وأشار إلى أن السعودية قدّمت مبادرات نوعيّة في هذا السياق، منها إطلاق مركز عالمي متخصص في إدارة التراث الثقافي المغمور تحت مياه البحر الأحمر والخليج العربي، واستعادته والحفاظ عليه، وفقاً لأفضل الممارسات والمعايير العالمية.