معرض جدة للكتاب... تظاهرة ثقافية تجمع مختلف صنوف المعرفة

1000 دار نشر و80 فعالية متنوعة تحت «القبة» الأكبر عالمياً

يوفّر المعرض تجربة ثقافية متكاملة لمختلف أطياف المجتمع (واس)
يوفّر المعرض تجربة ثقافية متكاملة لمختلف أطياف المجتمع (واس)
TT

معرض جدة للكتاب... تظاهرة ثقافية تجمع مختلف صنوف المعرفة

يوفّر المعرض تجربة ثقافية متكاملة لمختلف أطياف المجتمع (واس)
يوفّر المعرض تجربة ثقافية متكاملة لمختلف أطياف المجتمع (واس)

ينطلق معرض جدة للكتاب في نسخته الجديدة بعنوان «مرافئ الثقافة»، غداً (الخميس)، في «سوبر دوم» أكبر قبة كروية فراغية من غير أعمدة في العالم (غرب السعودية)، مجسداً تظاهرة ثقافية تجمع رواد الكتابة والنشر مع عشاق الكلمة والمفردة في رحلة ثقافية شيّقة تتنوّع فيها المعارف عبر البرامج الثقافية المصاحبة.

ويقام المعرض الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية ضمن مبادرة «معارض الكتاب» للعام الحالي، على مساحة تقدر بنحو 34 ألف متر مربع، وسط مشاركة نحو 1000 دار نشر محلية وعربية ودولية موزعة على 400 جناح، توفر للقُراء مئات الآلاف من عناوين الكتب.

ويتزامن إقامة المعرض الذي سيمتد لـ10 أيام متتالية مع برنامج ثقافي ثري، يتضمن أكثر من 80 فعالية تتنوع ما بين الندوات والجلسات الحوارية، وورش العمل، والأمسيات الشعرية بمشاركة أبرز الأدباء والمفكرين والمثقفين محلياً وعربياً ودولياً.

يضم المعرض أنشطة ثقافية وتجارب مختلفة (الشرق الأوسط)

ووسط أجواء أدبية وثقافية زاخرة سيكون زائر المعرض من داخل السعودية وخارجها على موعد مع 31 ندوة ثقافية و8 أمسيات في صفحات الكتب ومعارفها في جلسات «حديث الكتاب»، و4 أمسيات شعرية و9 عروض مسرحية، و3 حلقات نقاش، و24 ورشة عمل يشارك بها نخبة من المختصين في الكثير من المجالات المعرفية، منها مهارات القراءة والرواية والقصة والقصص المصورة والترجمة وصناعة النشر. كما يوفر المعرض أجواء مُحفزة للعائلة لاصطحاب أطفالهم عبر تخصيص جناح متكامل خاص بالطفل، يتضمن ألعاباً وأنشطة تفاعلية تعليمية وتدريبية تُعزّز القدرات الإبداعية لدى الأطفال واليافعين، وترسخ حب القراءة والاستطلاع لديهم، وتعزز الجانب القرائي لديهم بطرقٍ مبتكرة.

ويحتضن جناح الطفل ورش عمل متعددة في الأزياء والموسيقى والكتابة والطهي والمسرح وصناعة الدمى، كما يضم الجناح مسرحاً للطفل وبرنامجاً تدريبياً في صناعة القصص المصورة وصناعة الرسوم المتحركة؛ لتثقيف الأطفال في مساحات مفعمة بالإبداع والمعرفة. كما يُسلط المعرض الضوء على قصص الأنمي المصورة، وفن المانجا للرسوم اليابانية، وذلك عبر تخصيص أجنحة تشهد تنظيم فعاليات متنوعة.

يصل ارتفاع قبة «سوبر دوم» لـ46 متراً وتتجاوز مساحتها الداخلية الـ34 ألف متر مربع (إكس)

ويتضمن المعرض 6 مناطق تضم الكثير من الأنشطة الثقافية والتجارب المختلفة لدعم ثقافة التأليف والقراءة وتأصيل المنصات المعرفية لكل أطياف المجتمع.

وتشمل خريطة المعرض: مسرح روشن الثقافي، وعالم المانجا والخيال، ومنطقة العلوم والمعارف العامة، وجدة تقرأ الفرنسية، ومنطقة الأدب، ومنطقة أدب الأطفال اليافعين، ومنطقة الطفل، ومنطقة الديانات، ومنطقة ورش العمل وجناح هيئة التراث، وركن المؤلف السعودي، ومنصة التوقيع ومنطقة القراءة والمقهى.

ويمثل ركن المؤلف السعودي وجهة مميزة للكتاب المحليين للترويج لأعمالهم والتسويق لها، بينما سيشارك مختصون في ورش عمل تتعلق بالعلوم والمعارف الأدبية في مهارات القراءة والكتابة والرواية والقصة والقصص المصورة والترجمة وصناعة النشر.

ويشكل المعرض مهرجاناً أدبياً يجمع مزيجاً رائعاً من دور النشر بمجموعة خيارات متنوعة تضم خلاصة فكر الأدباء والمفكرين والمبدعين لرحلة ماتعة في صفحات الكتب ومعارفها ووجهة ثرية لكل قارئ شغوف.

ومكّنت وزارة الثقافة السعودية ممثلةً بهيئة الأدب والنشر والترجمة، الأدباء والمفكرين والمثقفين من الدول العربية والخليجية بالالتقاء بجمهورهم ضمن مبادرة «معارض الكتاب» إحدى المبادرات الاستراتيجية للهيئة الهادفة للتوسع في إقامة المعارض التي تُعد نوافد ثقافية تجمع صُنّاع الأدب والنشر والترجمة من المؤسسات والشركات المحلية والدولية مع القُرّاء والمهتمين. كما تعكس معارض الكتاب في السعودية الاهتمام الكبير الذي توليه البلاد لنشر الثقافة وتشجيع الابتكار في مجال النشر وتحفيز الأجيال الصاعدة على المشاركة والتفاعل واقتناء الكتب التي تنمي تفكيرهم وتعزّز إلمامهم الثقافي والأدبي وتساهم في تطويرهم وتعرفهم على تجارب متنوعة.

ويُعدُّ معرض جدة للكتاب الرابع خلال العام الحالي؛ إذ سبقه تنظيم معرض الرياض الدّولي للكتاب في سبتمبر (أيلول) الماضي، ومعرض المدينة المنورة للكتاب في مايو (أيار) ومعرض الشرقية للكتاب في مارس (آذار) الماضي.


مقالات ذات صلة

القديم والحديث والجريء في فن أبو ظبي

يوميات الشرق جانب من معرض أبوظبي للفنون (الشرق الأوسط)

القديم والحديث والجريء في فن أبو ظبي

احتفل فن أبوظبي بالنسخة الـ16 مستضيفاً 102 صالة عرض من 31 دولة حول العالم.

عبير مشخص (أبوظبي)
يوميات الشرق أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها، الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع...

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون العالم الجغرافي والمحقق اللغوي الكويتي د. عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب لهذا العام

معرض الكويت الدولي للكتاب ينطلق غداً... وعبد الله الغنيم «شخصية العام»

ينطلق غداً (الأربعاء) معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، بمشاركة 544 دار نشر، من 31 دولة، منها 19 دولة عربية و12 أجنبية.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
يوميات الشرق إحدى لوحات معرض «يا عم يا جمّال» (الشرق الأوسط)

«يا عم يا جمّال»... معرض قاهري يحاكي الأغاني والأمثال الشعبية

يحاكي الفنان التشكيلي المصري إبراهيم البريدي الأمثال والحكايات والأغاني والمواويل الشعبية المرتبطة بالجمل في التراث المصري والعربي.

حمدي عابدين (القاهرة )

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.