10 علامات مُبكرة تكشف التهاب بطانة الرحم

غالباً ما ينتج التهاب بطانة الرحم عن التعرض لعدوى جرثومية (بابليك دومين)
غالباً ما ينتج التهاب بطانة الرحم عن التعرض لعدوى جرثومية (بابليك دومين)
TT

10 علامات مُبكرة تكشف التهاب بطانة الرحم

غالباً ما ينتج التهاب بطانة الرحم عن التعرض لعدوى جرثومية (بابليك دومين)
غالباً ما ينتج التهاب بطانة الرحم عن التعرض لعدوى جرثومية (بابليك دومين)

كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة كوينزلاند الأسترالية أن النساء المصابات بمرض التهاب بطانة الرحم، يمكن أن يعانين من أعراض تشمل آلام الدورة الشهرية الشديدة والاكتئاب وآلام الظهر لمدة عقد تقريباً قبل تشخيصهن بالمرض.

ووفق النتائج المنشورة، الجمعة، في المجلة الأميركية لأمراض النساء والتوليد، فقد حلّل الباحثون بيانات 7606 امرأة ولدن بين عامي 1973 و1978، واستُطلعت آراؤهن في صحتهن ورفاهتهن كلُ ثلاث سنوات من عام 2009 إلى عام 2018، إذ أبلغت 1149 امرأة، أو 15 في المائة من إجمالي المشاركات عن إصابتهن بالمرض.

وهو ما علق عليه الباحث الرئيسي للدراسة، الدكتور ديريغي جيتي: «تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن النساء المصابات بالمرض كنّ أكثر عرضة للإصابة بآلام الدورة الشهرية الشديدة بأربعة أضعاف، مقارنة بالنساء غير المصابات بالمرض».

وأضاف في بيان صحافي نشر الجمعة على موقع الجامعة: «أن هؤلاء النساء كن أيضاً أكثر عرضة بمرتين تقريباً لمشاكل الصحة العقلية كالاكتئاب وآلام الظهر. وكانوا أكثر عرضة للإصابة بألم وتيبس المفاصل بأكثر من مرة ونصف».

وأوضح أن: «الأعراض الأخرى شملت أمراض الأمعاء ومشكلات التبول، والتعب الشديد، وصعوبة النوم، والحساسية، وخفقان القلب، والصداع».

والتهاب بطانة الرحم أو ما يعرف أيضاً بـ«الانتباذ البطاني الرحمي» هو التهاب يحدث في الطبقة الداخلية بالرحم، وغالباً ما ينتج عن التعرض لعدوى جرثومية، مما يستوجب علاجه سريعاً. إذ قد يُسبب عدم علاجه مشكلات صحية في الأعضاء التناسلية عند المريضة خصوصاً فيما يتعلق بعمليات الإخصاب.

ووفق منظمة الصحة العالمية، يصيب الانتباذ البطاني الرحمي، ما يقرب من 10 في المائة (190 مليوناً) من النساء والفتيات، ممن هن في سن الإنجاب، على مستوى العالم. ويعدّ الحصول على تشخيص مبكر وعلاج فعال له أمراً مهماً، غير أن هذه الإمكانية قد تكون محدودة.

ووفق جيتي: «هذه الأعراض واسعة النطاق، إلى جانب الميل إلى التأقلم مع آلام الدورة الشهرية الشديدة، يعني أن تشخيص الإصابة بالمرض يستغرق ما بين سبعة إلى 11 عاماً في المتوسط»؛ وأضاف: «هذا التأخير يقلّل كثيراً من الشعور بجودة الحياة، إذ تُترك النساء للتعامل مع الأعراض من دون علاج السبب الحقيقي، وبالتالي المزيد من زيارات الطبيب والمستشفيات، وربما فرص نجاح أقل فيما يتعلق بالخصوبة».

ويزداد خطر العقم في الحالات المرضية التي تصاب فيها النساء بالالتهاب في مناطق ذات صلة بالأعضاء التناسلية، بما في ذلك العدوى بالتهاب بطانة الرحم.

قالت البروفسورة غيتا ميشرا كبيرة باحثي الدراسة: «سلّطت النتائج الضوء على أهمية التشخيص المبكر وعلاج التهاب بطانة الرحم لتقليل مخاطر الأعراض والمضاعفات المرتبطة به».

وأضافت: «هناك حاجة لمزيد من البحث لفهم كيفية ارتباط الجهاز المناعي لدى النساء المصابات بأعراض واسعة النطاق، مما قد يؤدي إلى تحسين فرص العلاج».

وشدّدت ميشرا على أنه «يجب تشجيع النساء المصابات على إدارة أعراض الإصابة بشكل استباقي أثناء تغيير نمط الحياة أو الأدوية أو الجراحة لتحسين نوعية حياتهن ومنع المزيد من المضاعفات».


مقالات ذات صلة

تمارين تتفوق على حبوب النوم في علاج الأرق

صحتك الأرق اضطراب شائع يسبب صعوبة في الاستغراق بالنوم أو الاستمرار فيه (جامعة أكسفورد)

تمارين تتفوق على حبوب النوم في علاج الأرق

كشفت دراسة صينية أن ممارسة بعض التمارين مثل «تاي تشي»، واليوغا، والمشي السريع، قد تكون أكثر فاعلية من الأدوية في علاج الأرق لدى البالغين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك عدة فوائد صحية لتناول القرفة (رويترز)

6 فوائد صحية مذهلة للقرفة

نقلت صحيفة «التلغراف» البريطانية عن عدد من خبراء الصحة قولهم إن هناك عدة فوائد صحية لتناول القرفة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك عدد من عبوات مشروبات الطاقة (أرشيفية - رويترز)

ما مخاطر مشروبات الطاقة على صحتك؟

مبيعات هائلة ورواج بين فئات متنوعة... ما فوائد وأضرار مشروبات الطاقة؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الماء هو من دون شك أفضل السوائل للشرب (رويترز)

للحفاظ على رطوبة جسمك... مشروبات وأطعمة احرص عليها وأخرى تجنبها

عندما يتعرق الجسم يفقد الماء والأملاح والمعادن الأخرى وعندها يحتاج إلى كمية كبيرة من السوائل لتعويض هذه المياه المفقودة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك نادلة تقوم بصنع كوب من القهوة في البرازيل (رويترز)

احذر تناول هذه الأدوية مع القهوة

على الرغم من أن مشروبك الصباحي، خاصة القهوة قد تبدو آمنًة، إلا أنه قد تتفاعل مع بعض الأدوية مما يقلل من فعاليتها أو يزيد من آثارها الجانبية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«ميّاس» تُنير أَرز لبنان بـ«العودة»... تحيّة بصرية لجبران خليل جبران

لوحة رحيل جبران خليل جبران (الشرق الأوسط)
لوحة رحيل جبران خليل جبران (الشرق الأوسط)
TT

«ميّاس» تُنير أَرز لبنان بـ«العودة»... تحيّة بصرية لجبران خليل جبران

لوحة رحيل جبران خليل جبران (الشرق الأوسط)
لوحة رحيل جبران خليل جبران (الشرق الأوسط)

كان يا ما كان، في قديم الزمان، فيلسوف اسمه جبران خليل جبران، شكّل جسراً ثقافياً بين العالم ووطنه الأم لبنان، مجبولاً بالألم والمعاناة منذ طفولته، فصنع منهما طريقاً للحكمة والإنسانية. ألّف الكتب، ودوّن الشعر، ورسم لوحاته، ليصبح أسطورة الأجيال.

من هذا المنطلق، استلهمت فرقة «ميّاس» من هذه الشخصية الأدبية رموزاً لعرضها الفني «العودة»، في مشهد بصري سمعي باهر افتتح «مهرجانات الأرز الدولية»، فرسمت حياته وأقواله كما في الخيال، واستعارت من فخامة أرز لبنان الذي يحيط بمسرح المهرجان ألق الفن المتوهّج، وقدّمت عرضاً يخطف الأنفاس بأفكاره وطريقة تنفيذه.

واحدة من لوحات «ميّاس» على مسرح «مهرجانات الأرز الدولية» (الشرق الأوسط)

بمشاركة نحو 50 فتاة قدّمن بلوحات راقصة قصة حياة الأديب اللبناني، صمّم العرض مؤسس «ميّاس»، نديم شرفان، وشارك فيه مجموعة من الفنانين اللبنانيين، من بينهم بديع أبو شقرا، وسينتيا كرم، وعمار شلق، وملحم زين. حوّل هؤلاء «العودة» إلى صفحات تاريخية تعبق بالفن المسرحي المبتكر، وقدموا عرضاً لا يمكن استنساخه أو تشبيهه بأي عمل فني آخر. عبروا معه إلى سماء بلاد الأرز، ليوقّعوا من خلاله واحداً من أجمل المشاهد الفنية في العالم.

منذ اللحظات الأولى، عمل نديم شرفان على نقل الحضور إلى بساط الروحانيات. وبتحية قصيرة إلى قديس عنايا (مار شربل)، فاحت رائحة البخور في أجواء المهرجان، معلنة بداية المشوار، لتتوالى بعدها لوحات الرقص لفرقةٍ لم تأبه إلى حرارة طقس منخفضة في عزّ الصيف. وبدلاً من أن ترتعش برداً، حيكت رقصات أشعلت الأجواء دفئاً. واستُهلّ العرض برقصة ذكّرت الحضور بالأميرة سالومي، التي جسّدتها ريتا هيوارث في فيلم «سالومي» (1953).

وقد سبق المشهدية الفنية كلمة مختصرة لمنظّمة «مهرجانات الأرز الدولية» ورئيستها النائبة ستريدا جعجع، أكّدت فيها أنّ «العودة إلى الحياة ممكنة، ونحن أكثر من يُجيدها. انطلقنا ورجعنا أقوى ممَّا كنا».

التصميم الإلكتروني امتزج بصور الخيال واللوحات الراقصة (الشرق الأوسط)

وحضر الحفل كل من السيدة الأولى نعمت عون، ورئيس الحكومة نواف سلام وزوجته، والبطريرك الماروني بشارة الراعي. وبعد الكلمة الترحيبية مباشرةً، تلوّنت سماء المهرجان بلوحات من الألعاب النارية أضفت الفرح على الحضور، فاستعادوا معها زمن لبنان الذهبي على وقع أغنية جوزيف عطية «الحق ما بموت».

ويعود المهرجان بنسخته الجديدة لعام 2025 بعد غياب دام 5 سنوات، إثر الظروف المضطربة التي شهدها لبنان.

حضرت سيرة حياة جبران خليل جبران في عرض «العودة» لتحكي حكاية أديب لبناني لن يتكرَّر. ظهر في العرض طفلاً صغيراً متأثراً بأفراد عائلته، ومن ثَمَّ شاباً صاحب أحلام كبيرة، فالعبقري الذي صاغ من آلامه أدباً يُدرَّس.

وتوالت اللوحات الراقصة لترسم أرزة لبنان حيناً، وصراع الخير والشر حيناً آخر. وبديكورات مسرح رُصّع بمجسّم لجذع شجرة أرز خالدة، دارت الحكاية. جسّد بديع أبو شقرا شخصية جبران الشاب، ونحتها عمار شلق بالشيب والخبرة، لأديب تفوّق على نفسه. وخرج صوت سينتيا كرم من وراء الكواليس أكثر من مرة، يتلو أقوال جبران. وعلى خشبة المسرح، رقصت مرتدية زيّاً أحمر، وقد انسدل شعرها الطويل الأسود على كتفَيها، مجسّدةً دور العرّافة «المطرة» من كتاب «النبي».

مشهدية بصرية باهرة سادت عرض «العودة» لـ«ميّاس» (الشرق الأوسط)

لم يختر نديم شرفان أقوال جبران الرائجة أو الشعبية، بل انتقى غير المألوف منها ليعرّف الحضور إلى أعماق أفكار جبران المنيرة، وحمّلها رسائل مباشرة تحاكي اللبناني وواقعه. بعضها حمل جرعات من القسوة، يغمز من خلالها إلى أداء الحُكّام غير السَّوي. وفي مشهدية حضرت فيها سفينة الوداع من كتاب «النبي»، تلت سينتيا كرم مقتطفات مؤثرة منه، منها:

«أليس لهاثكم هو الذي يقيم بنيان عظامكم ويشدّده؟ بل أليس الحلم الذي لم يحلم به أحد منكم قط، هو الذي بنى مدينتكم وعمل كلّ ما فيها؟ فلو كان لكم أن تنظروا مجاري ذلك اللهاث، لما كانت لكم حاجة إلى أن تنظروا شيئاً آخر غيرها. ولو استطعتم أن تسمعوا مناجاة ذلك الحلم، لما كنتم تزعمون سماع أيّ صوت آخر في العالم».

في تابلوهات فنية تمازج فيها الخيال مع السحر والغرابة، قدّم شرفان مجموعة لوحات تعبيرية، استحدث فيها العنصر البصري المدعَّم بالتصميم الإلكتروني والكادرات الضخمة. كما مرّ على الفولكلور اللبناني، من دبكة ودلعونا. وقد أثار شهية الحضور بمتابعة لا يرفُّ لها جفن، كما في لوحة «رقصة الديناصور» وغيرها.

واستخدم الإضاءة والظلال وطيف جبران ليمنح العرض بُعداً عبثياً. وفي أحيان أخرى، جاءت الحركة السريعة على أنغام موسيقى إيقاعية لتعزيز الإتقان. أما أزياء فريق «ميّاس»، فصُمّمت بألوان ترمز إلى الوطن، فكانت ذهبية كترابه أحياناً، وغلب عليها الأخضر والأبيض والأحمر في أحيان أخرى، وهي ألوان العلم اللبناني.

لوحة «الوداع» من كتاب «النبي» لجبران (الشرق الأوسط)

بلغ تفاعل الجمهور ذروته في لوحات عدّة، منها ما صوّر بديع أبو شقرا بشخصية الأديب الرسّام، وأخرى تناولت فلسفة جبران ونشأته مع الممثل عمار شلق. وعندما صدح صوت ملحم زين بأغنية «أعطني الناي وغنِّ»، لم يستطع الجمهور إخفاء تأثّره، فترك صدى صوته أثره على أوراق شجر الأرز، وصفّق طويلاً لنجاح شرفان في توليد أفكار إبداعية، أهدى من خلالها تحية فنية إلى العالم أجمع.

وفي ختام العرض، الذي رآه البعض قصيراً نسبياً (80 دقيقة) قياساً برحلة طويلة من بيروت إلى الأرز، صعد فريق العمل إلى خشبة المسرح لتحية الجمهور، وسط تصفيق حار ووقوف تقديري من الحاضرين. واختُتمت الأمسية بصعود نديم شرفان، الذي انحنى بإجلال أمام جمهور تفاعل بحرارة مع إبداعاته طوال العرض.

ورغم النجاح الكبير لعرض «العودة» وابتكاره المميز في الفكرة والتنفيذ، لم تكن رحلة العودة إلى بيروت بالمستوى نفسه؛ إذ أثَّر سوء تنظيم نقل روّاد المهرجان سلباً على التجربة، مما قلَّل من فرحة الجمهور وفخره بهذا العرض المميز.