رغم التهاني التي فاضت بها مواقع التوصل الاجتماعي للفنانة المصرية ميرفت أمين بمناسبة عيد ميلادها الماسي، الذي وافق 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، من زملائها الفنانين والجمهور، إلا أن هذا صار تاريخاً منسياً عندها؛ فلم تعد تقبل على الاحتفال به، ولم تعد توقد شموعاً، ولم ترغب في الاستجابة لمقربين منها يدعونها للخروج والاحتفاء بها، وذلك منذ غابت صديقاتها الفنانات الثلاث تباعاً: شويكار، ورجاء الجداوي، ودلال عبد العزيز، اللواتي رحلن خلال عامي 2020 و2021.
تقول ميرفت أمين لـ«الشرق الأوسط» والحزن لا يزال يسكن صوتها: «الفرحة غابت عني برحيل أقرب صديقاتي؛ كن يحتفلن بي ونخرج معاً، هناك بعض الأماكن التي اعتدنا الذهاب إليها، وكانت لنا طاولة نحجزها، هذه الأماكن لا أجرؤ على الذهاب إليها؛ هن دائماً في قلبي ولا يغبن عن بالي، ألتقي وبناتهن ونتحدث كثيراً، دنيا وإيمي سمير غانم وأميرة ابنة رجاء الجداوي، ومنة الله ابنة شويكار، التي سميتُ ابنتي على اسمها، لكن الحياة بعد رحيلهن لم تعد كما كانت، وفقدت كثيراً من بهجتها، وما زلت غير قادرة على مشاهدة أعمالهن الفنية إذا صادفت عرضها».
أجواء الحرب على غزة ألقت أيضاً بظلالها على الفنانة: «أتابع الحرب التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة ومشاهد القتلى من الأطفال التي توجع القلب، كلها أمور محزنة».
وعن إحساسها بمرور الزمن والعمر، تؤكد أن إحساسها بالعمر يتوقف على حالتها النفسية: «أحياناً أشعر بثقل الأيام والحزن، وأحياناً أكون سعيدة ومتفائلة، لكنني دائماً متصالحة مع الحياة، وأرى أن لكل مرحلة عمرية جمالها، غير أن هناك مناسبات أتوجع بها حينما أتذكرها».
وعُرفت أمين بجمالها الهادئ وملامحها الدقيقة، وظلَّت «فتاة أحلام» أجيال عديدة، وحازت لقب «ليدي السينما المصرية»، لكنها لا تهوى الألقاب وتعتز باسمها دون ألقاب، وقد وُلِدت في المنيا بصعيد مصر لأب مصري وأم إنجليزية، وتقول عن ذلك: «ولدتُ بالصعيد بحكم عمل أبي، وبقينا بها عامين، ثم عدنا للقاهرة، وأنا خليط من أبي وأمي في الملامح وفي الهدوء الذي كانا يتمتعان به».
وترى أمين أن «القبول» أهم من الجمال، لأن الشكل الخارجي تعتاده العين مع الوقت ويصبح عادياً، لكن القبول شيء آخر، وهو الأبقى.
وبينما قدمت ميرفت أمين في رمضان الماضي مسلسل «تغيير جو»، فإنها تؤكد أنها لم تستقر بعد على عمل جديد: «يجب أن يكون دوراً جديداً بالفعل، فبعد مئات الأدوار التي قدمتها يبدو البحث عن الجديد أمراً صعباً للغاية، كما أنني لم أعتد طرق أبواب المؤلفين والمنتجين، لأن الطبيعي أن تُعرض الأعمال الفنية عليَّ لأنتقي منها ما يناسبني، فهذا هو ما اعتدت عليه».
لا تملك الفنانة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة: «أغلقت حسابي على (إنستغرام)، لأن الناس (تتخانق) بشكل غريب، ولا طاقة عندي لهذه الأجواء»، وهي ترى أن «السوشيال ميديا» كارثة و«التنمر» أصبح ثيمتها الرئيسية طوال الوقت، متسائلة: «لا أعرف ماذا يستفيدون، وقد ساءني ما تعرضت له الإعلامية نجوى إبراهيم، مثلما تناولوا صورتي وأنا في عزاء، وكأن المطلوب مني أن أذهب وكأنني في موقع تصوير لأحد أعمالي. إنني أحترم المناسبة، كما أكون موجوعة ومتألمة وباكية أمام جلال الموت».
تتحفظ أمين على إعادة تقديم أعمال فنية سبق تقديمها وصارت من كلاسيكيات السينما، وحول تحويل فيلمها «أنف وثلاث عيون» إلى فيلم جديد سيشهد عرضه الأول «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» تقول: «أرى أنه لو أراد البعض إعادة تقديم روايات أو أفلام سبق تقديمها يجب ألا يتجهوا الأعمال ناجحة وراسخة بأبطالها في أذهان الجمهور، لأن العمل لن ينجو من المقارنة، ودائماً تظل كفة القديم هي الأرجح».
وتواصل: «لا أتصور مثلاً أن يُعاد تقديم فيلم (إشاعة حب) بممثلين جدد، وقد حفظ الجمهور المواقف والإفيهات والحوار وأداء أبطاله».
ورغم أن أمين لا تهوى مشاهدة أعمالها، فإنها تتمتع برصيد سينمائي كبير حققته، وتعتز بأدوارها في أفلام عديدة، تذكر منها على سيبل المثال: «الحفيد»، «زوجة رجل مهم»، «الأراجوز»، «سواق الأتوبيس»، «غابة من السيقان»، «حافية على جسر الذهب»، «ثرثرة فوق النيل».