«اللوفر» يستضيف كنوز كاتدرائية نوتردام

في انتظار إعادة افتتاحها بعد الترميم من آثار الحريق

حريق الكاتدرائية (أ.ف.ب)
حريق الكاتدرائية (أ.ف.ب)
TT

«اللوفر» يستضيف كنوز كاتدرائية نوتردام

حريق الكاتدرائية (أ.ف.ب)
حريق الكاتدرائية (أ.ف.ب)

يقام في متحف «اللوفر» في باريس معرض يجمع الكنوز التي كانت تزين كاتدرائية نوتردام وتم إنقاذها من الحريق الذي شبّ، ربيع 2019، في الصرح التاريخي الذي يعدّ، إلى جانب برج إيفل، أبرز رموز العاصمة الفرنسية.

بوابة العذراء (أ.ف.ب)

يأخذ المعرض زواره إلى رحلة تمتد من القرون الوسطى وحتى القرن التاسع عشر. وهو قد استعار المعروضات من المخازن التي أودعت فيها لحين الانتهاء من الأعمال الضخمة الجارية منذ ثلاث سنوات على قدم وساق لترميم الكاتدرائية. وهو يتضمن عدداً كبيراً من اللوحات والمنحوتات والأواني المعدنية والخشبية والتحف التي كانت محفوظة في الكنيسة التاريخية؛ وذلك قبيل إعادة افتتاحها في موعد لم يجرِ تحديده بعد من العام المقبل. ويستمر المعرض حتى أواخر يناير (كانون الثاني) 2024.

النوافذ الزجاجية (أ.ف.ب)

بدأ تشييد كاتدرائية نوتردام عام 1163 واستغرق العمل فيها أكثر من 180 عاماً، وخصصت لتكريم السيدة مريم العذراء. وخلال تلك السنوات تعرضت الكنيسة لحوادث طارئة صغيرة. وهي قد استفادت من عمليات تجديد وترميم واسعة بعد الثورة الفرنسية. ثم جاء الحريق الكبير قبل أربع سنوات بسبب تماس كهربائي وترك أضراراً شديدة، حيث أتى على الجزء الخلفي من المبنى، وأدى إلى انهيار برجي الناقوس والسهم المركزي في الجانب العلوي.

السهم يتداعى عند الحريق (أ.ف.ب)

أطلقت الصحافة على أعمال ترميم كاتدرائية نوتردام تسمية «ورشة القرن». بما في ذلك سهم الكاتدرائية وأهم جزء فيها. وهو برج خشبي من تصميم المهندس أوجين فيوليه دوك، تم تشييده بارتفاع 96 متراً مما كان يعدّ في حينه مغامرة معمارية شجاعة. لذلك؛ فإن تداعيه تحت ألسنة اللهب أثار لدى الباريسيين الهلع الذي أثاره انهيار برجَي التجارة على سكان نيويورك. وتسابقت المقاطعات الفرنسية الغنية بالغابات لتقديم الأخشاب التي ستستخدم في بناء برج السهم. وتم قطع أكثر من ألف شجرة سنديان لهذا الغرض.

بوابة يوم الحساب (أ.ف.ب)

وبما يشبه المعجزة، نجت أغلب اللوحات والأعمال الفنية القيّمة الموجودة في المكان، ومنها الأرغن التاريخي الكبير الذي هو ثمرة سنوات من التجويد، والبوابات المنحوتة التي تحرسها التماثيل، مثل بوابة العذراء مريم وبوابة يوم الحساب. و

منحوتة القديس دونيس (أ.ف.ب)

كذلك حافظت المنحوتة البديعة للقديس دونيس على كامل أجزائها. لكن الحدث الأكثر مدعاة للدهشة كان سلامة النوافذ الكثيرة المصنوعة من الزجاج الملون والمرسوم والمزخرف بأيدي مبدعين وصناع ماهرين متخصصين في هذا الفن. ولم يتهشم الزجاج بل اكتسى بطبقة سوداء من الرماد ومخلفات الحريق. وهو زجاج يزيد عمره على 150 عاماً جرى تزجيج كتلته بحرارة 1.300 درجة.



البروفيسور الأردني عمر ياغي يفوز بجائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية

تهدف جائزة «نوابغ العرب» لتكريم العقول العربية المبدعة في مختلف المجالات (الشرق الأوسط)
تهدف جائزة «نوابغ العرب» لتكريم العقول العربية المبدعة في مختلف المجالات (الشرق الأوسط)
TT

البروفيسور الأردني عمر ياغي يفوز بجائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية

تهدف جائزة «نوابغ العرب» لتكريم العقول العربية المبدعة في مختلف المجالات (الشرق الأوسط)
تهدف جائزة «نوابغ العرب» لتكريم العقول العربية المبدعة في مختلف المجالات (الشرق الأوسط)

فاز البروفيسور عمر ياغي، أستاذ الكيمياء بجامعة «كاليفورنيا بيركلي»، بجائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية في دورتها الثانية لعام 2024، وذلك تقديراً لإسهاماته الاستثنائية في مجال الكيمياء الشبكية، إذ يعدُّ ياغي أحد أبرز العلماء العرب، ونشر أكثر من 300 بحث علمي استُشهد بها أكثر من 250 ألف مرة، وسجل 70 براءة اختراع عالمية.

وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فوز ياغي، مشيراً إلى دوره البارز في تطوير حلول مبتكرة لمواجهة تحديات الطاقة والمياه والبيئة.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن البروفيسور عمر ياغي من الأردن قدّم إسهامات استثنائية في مجال الكيمياء الشبكية، وأسهمت ابتكاراته في تطوير تطبيقات رائدة لمواجهة تحديات الطاقة، والمياه، والبيئة، ونشر أكثر من 300 بحث علمي، وحظيت أعماله بأكثر من 250 ألف استشهاد علمي»، وأضاف: «نبارك له هذا الإنجاز العلمي، ونؤكد أن منطقتنا غنية بالعقول القادرة على صنع إضافات حقيقية للمعرفة البشرية في العديد من المجالات».

وجاء منح البروفيسور عمر ياغي، المتخصص في علوم الكيمياء، الجائزة، تقديراً لعمله لعقود على تطوير علوم الكيمياء، والابتكار المستمر في قطاع المواد الجديدة، ونقل وتبادل المعرفة التخصصية والبحثية مع المجتمع العلمي العالمي.

وياغي رئيس كرسي جيمس ونيلتي تريتر في كلية الكيمياء وأستاذ الكيمياء بجامعة كاليفورنيا، بيركلي، منذ عام 2012، ورائد مجال «الكيمياء الشبكية»، التي تنسج الكتل البنائية الجزيئية لإنتاج أطر مفتوحة يمكن توظيفها في ابتكارات الرعاية الصحية، والطاقة المتجددة، وتوليد فوائد اقتصادية وبيئية عديدة.

عمل البروفيسور ياغي مستشاراً لمبادرات دولية متعددة في مجال الطاقة النظيفة. وهو المدير المؤسس لمعهد العلوم العالمي في بيركلي لدعم بناء مراكز الأبحاث وتوفير الفرص للعلماء الشباب في تخصصات الكيمياء الجديدة.

وهو المدير المشارك لمعهد كافلي للطاقة وعلوم النانو في بيركلي، الذي يركز على العلوم الأساسية لتحويل الطاقة على المستوى الجزيئي، وكذلك «معهد باكار للمواد الرقمية من أجل الكوكب» الذي يهدف إلى تطوير مواد فائقة المسامية مدروسة التكلفة وسهلة النشر للمساعدة في الحد من آثار تغير المناخ ومعالجتها. وهو أيضاً المدير المشارك لتحالف كاليفورنيا للأبحاث الذي يدعم الابتكارات المشتركة بين الأوساط الأكاديمية والصناعات.

وتقلد البروفيسور ياغي عضوية العديد من المجالس الاستشارية في مجال علوم النانو. كما أشرف على أكثر من 50 طالب دكتوراه والعديد من باحثي ما بعد الدكتوراه خلال حياته المهنية.

وأدى عمله على الأطر العضوية المعدنية إلى 70 براءة اختراع في مختلف أنحاء العالم، مما ساهم في التقدم بعلوم وتقنيات تخزين الغازات وفصلها وتحفيزها. وهو يقود العديد من شراكات التعاون الدولية، لا سيما مع مؤسسات في العالم العربي والقارة الآسيوية، لتسريع المبادرات العلمية العالمية في مجال الطاقة النظيفة وعلوم المواد.

وقال محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، للبروفيسور عمر ياغي خلال إبلاغه بالفوز بالجائزة: «إسهاماتكم في علم الكيمياء، الذي برعت فيه المنطقة قديماً، وتطويركم لمواد جديدة لتحسين حياة الإنسان، يجعلنا نشعر جميعاً بالفخر. فأنتم نموذج لإبداع العلماء العرب، وعملكم الدؤوب في مجال الكيمياء يخدم العلم، وينشر المعرفة، ويضاعف النجاحات، ويلهم الشباب العربي».

وحثّ القرقاوي الباحثين في المنطقة العربية على اختيار مسارات تعليمية وأكاديمية وبحثية ومهنية في تخصصات العلوم المختلفة، التي تمكنهم من ريادة الابتكار العربي في مجالات الكيمياء والفيزياء والأحياء وغيرها من العلوم الأساسية لتعزيز التقدم الحضاري والتنمية.

وتهدف جائزة «نوابغ العرب» لتكريم العقول العربية المبدعة في مختلف المجالات، وتشجع على استنهاض الإبداع والابتكار في العالم العربي لتحقيق التنمية والازدهار الحضاري.