روائع الفن الإسلامي تجتذب جمهور متحف الحضارة المصري

ضمت مشغولات معدنية وخشبية وزخارف ومنسوجات نادرة

ورشة عمل في متحف الحضارة المصرية (صفحة وزارة السياحة والآثار على فيسبوك)
ورشة عمل في متحف الحضارة المصرية (صفحة وزارة السياحة والآثار على فيسبوك)
TT

روائع الفن الإسلامي تجتذب جمهور متحف الحضارة المصري

ورشة عمل في متحف الحضارة المصرية (صفحة وزارة السياحة والآثار على فيسبوك)
ورشة عمل في متحف الحضارة المصرية (صفحة وزارة السياحة والآثار على فيسبوك)

اجتذبت روائع الفن الإسلامي جمهور المتحف القومي للحضارة المصرية، خلال معرض أثري ينظمه المتحف بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للفن الإسلامي.

ويضم المعرض الذي أقيم الأحد تحت عنوان «إبداع... روائع من الفن الإسلامي»، 25 مجموعة أثرية تعود لعصور إسلامية مختلفة، وفق المشرف على العرض المتحفي في المتحف القومي للحضارة الدكتور سيد أبو الفضل، ويستمر لمدة شهر.

وقال أبو الفضل لـ«الشرق الأوسط»، اليوم (الاثنين)، إن المعرض يبدأ بباب من الخشب ذي مصراعين عليه زخارف كتابية بخط الثلث، ومدون عليه «بسم الله الرحمن الرحيم»، ويعلوه تنور معدني من روائع الفن تعود للعصر المملوكي.

جانب من معرض الفن الإسلامي بمتحف الحضارة (صفحة وزارة السياحة والآثار على فيسبوك)

وعدّ الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، أن «تسليط الضوء على هذه المناسبات التراثية المهمة يستهدف رفع الوعي الأثري والثقافي، لدى الجمهور بمختلف فئاته العمرية، وتعريفه بأشكال الفن الإسلامي»، وأشار حسب بيان وزارة السياحة والآثار إلى أن «الفن الإسلامي قدّم على مدى 14 قرناً إسهامات في إثراء التنوع والتراث الثقافي».

وكان المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) قد قرر عام 2019 اعتبار يوم 18 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام «يوماً عالمياً للفن الإسلامي»، وفقاً للاقتراح الذي تقدمت به مملكة البحرين.

معرض لقطع فنية إسلامية تراثية بمتحف الحضارة (صفحة وزارة السياحة والآثار على فيسبوك)

ويضمّ المعرض مجموعة فريدة ومتنوعة من الآثار والفنون الإسلامية من المقتنيات النادرة في المتحف القومي للحضارة تُعرض لأول مرة للجمهور، وفق الدكتور ميسرة عبد الله، نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف للشؤون الأثرية، الذي لفت في البيان إلى بعض «المعروضات النادرة»، من بينها مصباح من النحاس المُطعّم بالفضة يعود إلى العصر المملوكي، بالإضافة إلى أطباق خزفية من العصرين العباسي والأيوبي مزيّنة برسوم من الطبيعة.

كما يضم المعرض، وفق أبو الفضل، 11 قطعة أثرية من المعدن قال إنها «من أجمل القطع التي ظهرت في العصر المملوكي». كما لفت إلى أن مجموعة الخزف الإسلامي، التي تُعد أيقونة المعرض، تضم 13 قطعة من بقاع مختلفة.

وتحدث أبو الفضل عن مجموعة «الخط العربي»، لافتاً إلى طريقة الفنان المسلم في استخدام الكتابة عنصراً زخرفياً على الخامات المختلفة، سواء الخشب أو الفخار أو الورق أو المعدن.

وينظم المتحف عدداً من الفعاليات والورش المصاحبة للمعرض، من بينها ورشة لتعليم الرسومات الهندسية والزخارف النباتية، وأخرى لطباعة «اللينو» للزخارف الإسلامية، وورشة هندسيات الفن الإسلامي، حسبما ذكرت عزة رزق مسؤولة التربية المتحفية والقسم التعليمي بالمتحف في البيان الصادر عن الوزارة.

جانب من مجموعة الزجاج بالمعرض (المتحف القومي للحضارة المصرية)

وقال أبو الفضل إن «جميع القطع التي أنتجها الفن الإسلامي كانت لها وظيفة حياتية، ونجدها تحتوي على الكثير من الزخارف، ما جعله فناً مبهجاً مضيئاً ينبض بالحياة».

وأشار إلى مجموعة الزجاج التي تضم 6 قطع، من بينها مجموعة الأواني الزجاجية التي كانت تُستخدم فى صناعة العقاقير، بالإضافة إلى 4 قطع تظهر التطور الملحوظ في زخرفة الزجاج.

وانتهى أبو الفضل بالحديث عن «مجموعة الأخشاب» التي قال إنها تضم 8 قطع «تظهر تميز الفنان المسلم في زخرفة الأخشاب، وكذلك زخرفة الطبق النجمي التي تُعدّ ابتكاراً إسلامياً».



«اليونيسكو» للتعاون مع مصر في تطوير المتحف الزراعي

لوحة البقرة الفلكية بالمتحف الزراعي المصري (المتحف الزراعي المصري)
لوحة البقرة الفلكية بالمتحف الزراعي المصري (المتحف الزراعي المصري)
TT

«اليونيسكو» للتعاون مع مصر في تطوير المتحف الزراعي

لوحة البقرة الفلكية بالمتحف الزراعي المصري (المتحف الزراعي المصري)
لوحة البقرة الفلكية بالمتحف الزراعي المصري (المتحف الزراعي المصري)

في خطوة للحفاظ على التراث الزراعي والتطور التاريخي لهذا القطاع في مصر، الذي يمتد لآلاف السنين، بحثت وزارة الزراعة المصرية مع منظمة «اليونيسكو» في سبل تعزيز التعاون في أعمال تطوير المتحف الزراعي الموجود بحي الدقي (غرب القاهرة).

ويعدّ المتحف الزراعي المصري من أكبر المتاحف الزراعية في العالم، وأنشئ على مساحة تزيد على 30 فداناً في سراي الأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديو إسماعيل، وبدأ العمل به عام 1930 في عهد الملك فؤاد، ويضم ثمانية مبانٍ بمنزلة ثمانية متاحف نوعية بداخله، وفيه مقتنيات تحكي تاريخ مصر الزراعي منذ الحضارة المصرية القديمة وحتى العصر الحديث.

التقى علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ونوريا سانز، مديرة مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) بالقاهرة، للبحث في سبل تعزيز التعاون في أعمال التطوير الخاصة بالمتحف الزراعي في الدقي.

المتحف الزراعي المصري يضم العديد من المقتنيات والمجسمات (المتحف الزراعي المصري)

وناقش وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري، علاء فاروق، مع مديرة مكتب منظمة اليونيسكو بالقاهرة، نوريا سانز، سبل الاستغلال الأمثل للمتحف الزراعي، ليكون مركزاً رائداً للمعرفة والابتكار في مجال التراث الزراعي، وليصبح وجهة تعليمية وثقافية جاذبة على المستويين المحلي والدولي.

وتحرص وزارة الزراعة على تعميق الشراكة مع «اليونيسكو» في مجالات متعددة، بما في ذلك المقتنيات المتحفية الزراعية، وتبادل الخبرات في مجال الحفاظ على المقتنيات الخاصة بـالتنوع البيولوجي وصون الموارد الطبيعية، وفق بيان للوزارة، الثلاثاء.

ويعدّ المتحف الزراعي كنزاً مهماً يجب الحفاظ عليه وتطويره ليواصل دوره في خدمة المهتمين بـالشأن الزراعي والثقافة والعلوم الزراعية، حيث يقدم صورة مشرفة للتراث الزراعي المصري العظيم، وفق تصريحات وزير الزراعة المصري، الذي أكد أن المتحف الزراعي المصري هو أول متحف زراعي في العالم وثاني أكبر متحف من نوعه بعد المتحف الزراعي في العاصمة المجرية بودابست، وينفرد باقتناء مجموعة تاريخية زراعية مهمة وكاملة، تتناول تاريخ الزراعة في مصر وتطورها على مر العصور، حسب البيان.

وخلال جولة، بالمتحف أبدت مديرة مكتب اليونيسكو إعجابها الشديد بما شاهدته من كنوز زراعية وتراثية، وأكدت أهمية المتحف الزراعي بوصفه مركز إشعاع ثقافياً وعلمياً يسهم في إثراء المعرفة وتعميق الوعي الزراعي.

تمثال لنيلوس إله النيل في العصر الروماني (المتحف الزراعي المصري)

وناقش الجانبان برامج العمل المشتركة، ومن المتوقع أن يشمل التعاون الصيانة والحفظ والعرض المتحفي الجذاب، وتقديم «اليونيسكو» الدعم والخبرات الفنية، وتدريب الكوادر، فضلاً عن التوثيق والترويج للمتحف ليكون عامل جذب للمهتمين من مختلف دول العالم.

وتقرر عقد اجتماعات تنسيقية تشترك فيها وزارتا السياحة والآثار والثقافة مع وزارة الزراعة لإيجاد آلية لتطوير وحفظ المقتنيات الموجودة في المتحف، والحفاظ عليها، وإتاحتها للعرض المتحفي أمام الجمهور.

من جانبه، يصف المتخصص في مركز البحوث الزراعية، الدكتور خالد عياد، المتحف الزراعي المصري بأنه «ليس له مثيل، فهو يضم تاريخ الزراعة وأنواع النباتات والطيور والحيوانات، والعادات والتقاليد المصرية المرتبطة بالزراعة منذ عصر الفراعنة وحتى العصر الحديث».

ويضيف عياد لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المتحف لا يعد متحفاً بل يضم 8 متاحف بداخله، من بينها متحف للبذور، وآخر للقناطر الخيرية وللأدوات الزراعية منذ العصور القائمة حتى الآن، وكذلك متحف للطيور والحيوانات».

تضمن المتحف العديد من النماذج المهمة للأزياء المرتبطة بالمصريين (الدكتور خالد عياد)

وأشار إلى وجود صالة للسينما داخل المتحف، وقال: «هناك مواد كثيرة بالمتحف عن تاريخ الزراعة، بل عن العادات والتقاليد المرتبطة بالزراعة والأزياء المصرية المرتبطة بالزراعة، وقد كان من حظّي أن رأيتها بضفتي متخصصاً في الزراعة قبل إغلاق المتحف للتطوير، وساعدني على معرفة الكثير من التفاصيل المتربطة بتطوير المتحف كبير المرشدين وقتها محمد صبحي»، موضحاً أن «هناك متحفاً للشمع يضم العديد من مظاهر الحياة الزراعية القديمة والبيوت الريفية»، وأشار إلى أن «المتحف استضاف أخيراً معرض الزهور السنوي، وكنا نتمنى أن يستغل هذه المناسبة ويفتح أبوابه لزوار معرض الزهور ليتعرفوا على مقتنيات المتحف»، وأبدى عياد تمنّيه أن «يؤدي التعاون بين وزارة الزراعة و(اليونيسكو) ووزارات أخرى معنية في إعادة هذا المتحف ليقوم بدوره في حفظ وصيانة التاريخ الزراعي لمصر، وكمرجعية علمية مهمة للباحثين والدارسين».