مع انطلاق تصوير الأعمال الدرامية لموسم رمضان المقبل، يبدو واضحاً أنّ الرهان الأكبر سيكون على المسلسلات القصيرة من 15 حلقة، لا سيما بعدما لقيت استحساناً لدى منصات العرض، والشركات الإنتاجية، وحازت حماسة الممثلين، وتجاوب الجمهور. ويعزو البعض سبب رواجها إلى نجاح مسلسل «تحت الوصاية»، من بطولة الفنانة منى زكي في رمضان الماضي، وتصدّره قائمة «أفضل عمل درامي» في الاستفتاءات جميعها.
وجذبت هذه المسلسلات عدداً من الفنانين للمنافسة في موسم دراما رمضان المقبل، في مقدّمهم يحيى الفخراني الذي سيخوض دراما الـ15 حلقة بمسلسل «عتبات البهجة» عن رواية للأديب إبراهيم عبد المجيد، وسيناريو وحوار مدحت العدل، وإخراج مجدي أبو عميرة، ومن المتوقّع بدء تصويره الشهر المقبل. كما تقدّم نيللي كريم مسلسل «فراولة» من 15 حلقة أيضاً، بعدما اعتادت تقديم مسلسلات طويلة خلال السنوات الماضية، آخرها «عملة نادرة» في رمضان الماضي.
أما الفنانة مي عمر، فانتهت من تصوير مسلسل «نعمة الأفوكاتو» المقرّر عرضه في رمضان، أمام أحمد زاهر، وأروى جودة، وسلوى عثمان؛ وهو من تأليف محمد سامي وإخراجه. وكانت مي قدّمت في رمضان الماضي المسلسل القصير «علاقة مشروعة» أمام ياسر جلال، وداليا مصطفى، وإخراج خالد مرعي.
وتواصل غادة عبد الرازق تقديم مسلسل من 15 حلقة على غرار رمضان الماضي، فتبدأ خلال أيام تصوير «صيد العقارب»، من تأليف باهر دويدار، وإخراج أحمد حسن. كما تلتحق سمية الخشاب بالمسلسلات القصيرة، فتقدّم عملاً تدور أحداثه في 15 حلقة بعنوان «بـ100 راجل»، من تأليف محمود حمدان، وإخراج إبرام نشأت. ويصوّر إياد نصار مسلسل «صلة رحم» أمام أسماء أبو اليزيد، وإخراج تامر نادي. بينما تقدّم دينا الشربيني وشريف سلامة جزءاً ثانياً من «كامل العدد» في 15 حلقة، بعد نجاح الجزء الأول العام الماضي.
يفسّر الناقد الفني المصري سيد محمود ازدياد الاتجاه لإنتاج المسلسلات القصيرة، بقوله: «يعود الفضل الأول إلى المنصات». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «أسوة بالمنصات التي لم تعد تُقبل على المسلسلات الطويلة، لجأت المحطات التلفزيونية أيضاً إلى المسلسلات القصيرة بعدما تراجع حجم الإعلانات»، مؤكداً أنّ «الممثلين باتوا يفضّلونها؛ لأنها تستغرق وقتاً أقل، ويمكن لعدد منهم المشاركة بأكثر من عمل».
بدوره، يشير المخرج المصري حسني صالح إلى أنّ «الظروف الاقتصادية الحالية تُعدّ دافعاً أساسياً لشركات الإنتاج نحو الحلقات القصيرة، نظراً إلى ارتفاع ميزانيات الأعمال الدرامية، وبسبب مخاوف البعض أن تؤثر الحرب على غزة سلباً في تسويق العمل في الخارج».
لكنه يرى أنّ «عدد الحلقات القصير ليس دائماً في مصلحة العمل الدرامي أو ضمانة لنجاحه». ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ نجاح «تحت الوصاية» جعل البعض يظنّ أنّ المسلسل القصير يتطلّب جهداً أقل في التصوير وأكثر تكثيفاً للنص الدرامي، لكن «الأعمال لا تنجح بالمصادفة، إنما يعود النجاح إلى مجهود كبير يُبذل، سواء أكان عملاً طويلاً أم قصيراً».