الشمبانزي يستخدم أساليب الحروب البشرية في صراعاته مع الحيوانات الأخرى

الشمبانزي يستخدم التلال والأماكن المرتفعة لمراقبة الحيوانات المفترسة (رويترز)
الشمبانزي يستخدم التلال والأماكن المرتفعة لمراقبة الحيوانات المفترسة (رويترز)
TT

الشمبانزي يستخدم أساليب الحروب البشرية في صراعاته مع الحيوانات الأخرى

الشمبانزي يستخدم التلال والأماكن المرتفعة لمراقبة الحيوانات المفترسة (رويترز)
الشمبانزي يستخدم التلال والأماكن المرتفعة لمراقبة الحيوانات المفترسة (رويترز)

اكتشف مجموعة من الباحثين أن الشمبانزي يستخدم استراتيجيات مشابهة لتلك التي يستخدمها البشر أثناء الحروب، وذلك خلال صراعاته مع الحيوانات الأخرى.

ووفقاً لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد وجدت الدراسة الجديدة التي أجراها «مركز الرئيسيات الألماني» و«المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي»، أن الشمبانزي يستخدم التلال والأماكن المرتفعة «لرؤية الحيوانات المفترسة القادمة من مسافة بعيدة ومراقبتها وجمع معلومات عنها».

وحسب فريق الدراسة، فقد استخدم البشر تكتيكات «المراقبة من الأماكن المرتفعة» منذ حوالي 2000 عام، حيث قام الجنرال العسكري الصيني صن تزو بتدوين الاستراتيجية في كتيب «فن الحرب» الذي كتبه في عام 221 قبل الميلاد.

وأجرى الباحثون الدراسة الجديدة في حديقة تاي الوطنية في ساحل العاج بين عامي 2013 و2016، حيث قاموا بمراقبة مجموعتين من الشمبانزي، مع تحليل سلوكها وحركاتها بدقة.

وعلى مدار سنوات الدراسة الثلاث، وجد الفريق أن الشمبانزي كان أكثر عرضة بمرتين لصعود التلال والمرتفعات عند الاقتراب من أراضي العدو، مما لو كان متجهاً نحو منطقته.

ويعتقد الباحثون أن هذا هو أول دليل على أن الشمبانزي يستخدم أساليب الحروب البشرية في صراعاته مع الحيوانات الأخرى.

ويقول سيلفان ليموين، أستاذ علم الآثار في جامعة كامبريدج، الذي شارك في تأليف الدراسة: «الشمبانزي قادر على تحديد المعلومات التي يجب الحصول عليها أثناء صراعاته مع أعدائه، كما أنه يتصرف بشكل جماعي بناءً على المعلومات المجمعة».

ولفت ليموين إلى أنه أثناء وجوده في أعلى التلال، فإن الشمبانزي يكون حريصاً على الهدوء وعدم مضغ الطعام بصوت عالٍ، لعدم لفت انتباه العدو وللاستماع لنداءات القرود الأخرى.

وليس من المستغرب أن يستخدم الشمبانزي استراتيجيات قتالية مماثلة للبشر، حيث تبلغ نسبة التشابه الجيني بين الإنسان وهذه القرود حوالي 98 في المائة، وفقاً للصندوق العالمي للطبيعة.


مقالات ذات صلة

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الضوء الاصطناعي يهدد قدرة النحل على تلقيح المحاصيل (رويترز)

الضوء الاصطناعي يهدد نوم النحل

توصَّل الباحثون إلى أن الضوء الاصطناعي يمكن أن يعطل دورات النوم لدى نحل العسل، وهو ما يؤثر سلباً على دوره الحيوي بصفته مُلقحاً للنباتات والمحاصيل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق الجمهور يُحفّز الشمبانزي على أداء أفضل في المهمّات الصعبة (جامعة كيوتو)

الشمبانزي يُحسِّن أداءه عندما يراقبه البشر!

كشفت دراسة يابانية أن أداء الشمبانزي في المهمّات الصعبة يتحسّن عندما يراقبه عدد من البشر، وهو ما يُعرف بـ«تأثير الجمهور».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
TT

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)

على عمق يتخطى 100 متر تحت الأرض (328 قدماً) ثمة عالم مفقود من الغابات القديمة والنباتات والحيوانات. كل ما يمكنك رؤيته هناك قمم الأشجار المورقة، وكل ما تسمعه صدى أزيز حشرة الزيز وأصوات الطيور، الذي يتردد على جوانب الجروف، حسب «بي بي سي» البريطانية .على مدى آلاف السنين، ظل ما يعرف بـ«الحفرة السماوية» أو «تيانكنغ»، كما تُسمى باللغة المندرينية، غير مكتشفة، مع خوف الناس من الشياطين والأشباح، التي تختبئ في الضباب المتصاعد من أعماقها. إلا أن طائرات الدرون وبعض الشجعان، الذين هبطوا إلى أماكن لم تطأها قدم بشر منذ أن كانت الديناصورات تجوب الأرض، كشفت عن كنوز جديدة، وحوّلت الحفر الصينية إلى معالم سياحية. ويُعتقد أن ثلثي الحفر، التي يزيد عددها عن 300 في العالم، توجد في الصين، منتشرة في غرب البلاد، منها 30 حفرة، وتضم مقاطعة «قوانغشي» في الجنوب أكبر عدد من هذه الحفر، مقارنة بأي مكان آخر. وتمثل أكبر وأحدث اكتشاف قبل عامين في غابة قديمة تحتوي على أشجار يصل ارتفاعها إلى 40 متراً (130 قدماً). تحبس هذه الحفر الزمن في باطنها، ما يحفظ النظم البيئية الفريدة والدقيقة لقرون. ومع ذلك، بدأ اكتشافها يجذب السياح والمطورين، ما أثار المخاوف من أن هذه الاكتشافات المدهشة والنادرة قد تضيع إلى الأبد.

بوجه عام، تعد هذه الحفر الأرضية نادرة، لكن الصين، خاصة «قوانغشي»، تضم كثيراً منها بفضل وفرة الصخور الجيرية. جدير بالذكر هنا أنه عندما يذيب نهر تحت الأرض الصخور الجيرية المحيطة ببطء، تتكون كهوف تتمدد صعوداً نحو الأرض. وفي النهاية، تنهار الأرض تاركة حفرة واسعة، ويجب أن يكون عمقها وعرضها لا يقل عن 100 متر حتى تُعدّ حفرة أرضية. وبعض الحفر، مثل تلك التي جرى اكتشافها في «قوانغشي» عام 2022، أكبر من ذلك، مع امتدادها لمسافة 300 متر في الأرض، وعرضها 150 متراً.

من وجهة نظر العلماء، تمثل هذه الحفر العميقة رحلة عبر الزمن، إلى مكان يمكنهم فيه دراسة الحيوانات والنباتات، التي كانوا يعتقدون أنها انقرضت. كما اكتشفوا أنواعاً لم يروا أو يعرفوا عنها من قبل، بما في ذلك أنواع من أزهار الأوركيد البرية، وأسماك الكهوف البيضاء الشبحية، وأنواع من العناكب والرخويات. وداخل محميات من الجروف الشاهقة، والجبال الوعرة، والكهوف الجيرية، ازدهرت هذه النباتات والحيوانات في أعماق الأرض.