لماذا أفلام الرعب جيدة لصحتك؟

تخفف من حدة التوتر والألم بإطلاق الإندورفين

أفلام الرعب مثل «طارد الأرواح الشريرة» قد تكون مفيدة لرفاهية الأفراد (غيتي)
أفلام الرعب مثل «طارد الأرواح الشريرة» قد تكون مفيدة لرفاهية الأفراد (غيتي)
TT

لماذا أفلام الرعب جيدة لصحتك؟

أفلام الرعب مثل «طارد الأرواح الشريرة» قد تكون مفيدة لرفاهية الأفراد (غيتي)
أفلام الرعب مثل «طارد الأرواح الشريرة» قد تكون مفيدة لرفاهية الأفراد (غيتي)

لا شيء يعبر عن «الهالوين» مثل مشاهدة فيلم إثارة جيد. وبإمكان أفلام الرعب الشهيرة، مثل «شاينينغ»، أن تنقلك مباشرة إلى أجواء الرعب المرتبطة بـ«الهالوين»؛ حسب موقع «هيلث لاين» (Healthline).

وإذا كنت تستمتع بأعمال الرعب الترفيهية، فقد يساعد عمل فني يبث بنفسك قدراً كبيراً من الرعب في تقليل مستوى التوتر عندك. وربما يبدو الأمر غير منطقي؛ لأن الرعب يهدف بالأساس إلى إثارة الخوف؛ لكن الأشخاص الذين يشعرون بالتوتر أو القلق قد يكونون أكثر احتمالاً للاستمتاع بأفلام الرعب.

وفي الواقع، توفر أفلام الرعب مساحة يمكن التحكم فيها والتنبؤ بها، لمعايشة تجربة الخوف والقلق؛ خصوصاً فيما يتعلق بالأشخاص الذين يشعرون بأنهم تحت وطأة ضغوط لإخفاء مشاعرهم، طبقاً لما خلصت إليه ورقة بحثية وضعها كولتان سكرينفر، وهو عالم حاصل على درجة الدكتوراه في علم السلوك، يعمل لدى «ريكريشنال فير لاب» التابع لجامعة آرهوس بالدنمارك.

وكتب سكرينفر: «على عكس القلق الناجم عن العالم الحقيقي، فإن القلق الناجم عن قصص الرعب ناجم عن مصدر واضح، ويمكن إدارته بسهولة أكبر، وله إطار زمني واضح». وتشبه التغيرات الفسيولوجية التي تحدث بعد مشاهدة فيلم الرعب، الشعور بـ«نشوة العدّاء» بعد الانتهاء من التمارين الرياضية، وفقاً لما قاله سكرينفر.

وعندما تشاهد فيلم رعب، فإن بعض أجزاء دماغك تدرك أن التهديد حقيقي، وتنشط استجابة جسمك للقتال أو الهروب. ويبدأ قلبك بالخفقان، ما يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم، ويصبح تنفسك أسرع من أجل ضخ الأكسجين لجسمك، استعداداً للعمل. وقد تتوتر عضلاتك، تحسباً للاضطرار إلى الفرار أو مواجهة التهديد.

من ناحيته، قال هارولد هونغ، الطبيب النفسي المعتمد ومدير الشؤون الطبية لدى مؤسسة «نيو ووترو ريكفري» بولاية كارولاينا الشمالية، في تصريحات لموقع «فيري ويل» عبر الإيميل: «يمكن للاستجابة الحادة للضغوط النفسية تحقيق قدر من التشويق، ومعاونتنا على الشعور بنشاط أكبر والتفاعل مع بيئتنا».

ويذكر أن الشعور بالخوف يمكن أن يؤدي إلى إطلاق هرمونات التوتر في الجسم، الأدرينالين والكورتيزول. ويفرز دماغك كذلك الإندورفين والدوبامين، نتيجة التحفيز. والإندورفين هرمون يخفف الألم والتوتر، في حين أن الدوبامين ناقل عصبي يساعد على الشعور بالسعادة، ويلعب دوراً في تنظيم الحالة المزاجية.

وبعد مشاهدة فيلم رعب، يمكن لهذه الهرمونات أن تبث داخلك شعوراً بالارتياح؛ بل وحتى الشعور بنيل مكافأة على «النجاة» من التجربة، مما يجعل من تجربة المشاهدة مصدراً لضغط إيجابي.


مقالات ذات صلة

خبراء يحذرون من إجبار الأطفال على إنهاء وجباتهم

صحتك إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة (رويترز)

خبراء يحذرون من إجبار الأطفال على إنهاء وجباتهم

حذر خبراء التغذية من أن إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية يعاني 3.8 % من سكان العالم من الاكتئاب ما يؤثر على نحو 280 مليون شخص (رويترز)

اكتشاف المئات من عوامل الخطر الوراثي المسببة للاكتئاب

حددت دراسة عالمية 300 عامل خطر جيني غير معروفة سابقاً للاكتئاب لأنها شملت عينة سكانية واسعة جداً، ما يوسّع فهم العلم لمسببات الاكتئاب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك رجل يعاني من زيادة في الوزن (رويترز)

تقرير عالمي يدعو للتوصل إلى تعريف جديد للسمنة

أكد تقرير جديد صادر عن خبراء عالميين الحاجة إلى التوصل لتعريف جديد «أكثر دقة» للسمنة، ولـ«إصلاح جذري» لكيفية تشخيص هذه المشكلة الصحية في جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يحذر العلماء من مخاطر تناول بعض الأطعمة بسبب تأثيرها المحتمل على الصحة (دورية ميديكال نيوز توداي)

هل تؤثر الأطعمة فائقة المعالجة على شكل الفك؟

يحذر العلماء حالياً من مخاطر تناول الأطعمة فائقة المعالجة بسبب تأثيرها المحتمل على صحة الإنسان، لكن، الأخطر من ذلك هو تأثيرها المحتمل على كيفية تطور أجسامنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شرب الشاي الأخضر يخفض عدد آفات الدماغ المرتبطة بالخرف (أرشيفية - رويترز)

الشاي الأخضر قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف

ربطت دراسة يابانية جديدة بين شرب الشاي الأخضر وانخفاض عدد آفات الدماغ المرتبطة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

معرض «نسيج الشتاء»... تحيكه أنامل دافئة تعانق الشاعرية

الفنان أحمد مناويشي ولوحاته (إنستغرام «آرت ديستريكت»)
الفنان أحمد مناويشي ولوحاته (إنستغرام «آرت ديستريكت»)
TT

معرض «نسيج الشتاء»... تحيكه أنامل دافئة تعانق الشاعرية

الفنان أحمد مناويشي ولوحاته (إنستغرام «آرت ديستريكت»)
الفنان أحمد مناويشي ولوحاته (إنستغرام «آرت ديستريكت»)

يتمتع فصل الشتاء في لبنان بخصوصية تميّزه عن غيره من المواسم. فهي تنبع من مشهدية طبيعة مغطاة بالثلوج على الجبال، ومن بيوت متراصة في المدينة مضاءة بجلسات عائلية دافئة. موسم ينتظره اللبنانيون موعداً سنوياً ينظمون فيه جلسات محورها «الكنكن»، أي ما يرمز إلى البقاء في المنازل، فيجتمعون ضمن حلقات سمر وسهر يمضون الليالي الملاح.

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

ويأتي معرض «نسيج الشتاء» في غاليري «آرت ديستريكت» في منطقة الجميزة وليد هذه الأجواء. يقول ماهر العطار صاحب الغاليري وأحد المشاركين في المعرض: «استوحيت اسم المعرض من زمن الشتوية في لبنان، وليرتكز على موضوعات نابعة من هذا الموسم. ولكن وبُعيد انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون شعرت بالتفاؤل كما معظم اللبنانيين، فقررت تلوينه بلوحات تشكيلية زاهية تبعث على الأمل».

يتألّف المعرض من مجموعة منحوتات لسابين كرم وساندرا بطرس، وكذلك من صور فوتوغرافية ضخمة موقعة من قبل ميشال صوفيا وخضر شرّي ودانييل عبد الساتر وماهر العطار، وتتوزع على حيطانه لوحات تشكيلية للوسي بوشوغليان وأحمد مناويشي. جميعها تأخذ ناظرها إلى رحلة شتوية تُشرق فيها الشمس بين فينة وأخرى.

«طيور السلام» لسابين كرم تتوجها لوحات ماهر العطار (الشرق الأوسط)

فـ«طيور السلام» للنحاتة سابين كرم المصنوعة من البرونز والريزين تحلّق حولك ملونة ويطغى عليها الأبيض. فيما منحوتات الفنانة السورية ساندرا بطرس تعبق بفنون الحياة. وقد حفرت هذه الكلمة (الحياة) محبوكة بفن النحت على الرخام.

وفي مجموعة الصور الفوتوغرافية، تستوقفك تقنيات مختلفة. فدانييل عبد الساتر يغطس في مياه البحر الدافئة كي تولد من كاميرته ملامح امرأة في وجوه ثلاثة، متبعاً فن التصوير الديجيتال، حيث تصطف لوحاته الثلاث جنباً إلى جنب كي تتأمل تطورها. وتدرك في هذه السلسلة القصيرة عند وضوح الصورة، بأن المرأة عنوانها.

دانييل عبد الساتر وصور بتقنية الـ«ديجيتال» (الشرق الأوسط)

أما ماهر العطّار فتتأرجح صوره بين عالم التصوير الصحافي وطبيعة لبنان مستخدماً تقنية الـ«لوموغرامي». صاحب تجارب عالمية في التقارير المصورة الصحافية تلمس حرفيته في التقاط اللحظة. وتبرز في أعماله لعبة الأبيض والأسود المشبعة بفنون الشجن والسكون. وفي لوحته «معبد الشجر» يأخذك في رحلة إلى إحدى المناطق (فقرا) كي تكتشف أسرار سحر طبيعة لبنان. وفي لوحة «مطاردة الملاك» يخيّل إليك أنك وسط صحراء تحيط بها الهضاب الرملية، وتفاجأ بأنها صورة التقطها لـ«سد شبروح» في منطقة كسروان.

أما خضر شرّي المقيم في كاليفورنيا فمحور صوره لعبة الضوء. نرى أن لوحاته «الحرية» و«الأبدية» مصدر نورٍ قوي مرات ومخبأ العتمة مرات أخرى. تنقل كاميرته الفوتوغرافية مناظر مختلفة، بينها ما يتعلق ببحر وشواطئ كاليفورنيا.

لوحتان لأحمد مناويشي من معرضه «المجهول» (الشرق الأوسط)

يؤكد ماهر العطار في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن هدف تأسيسه «آرت ديستريكت» هو إعادة الصورة الفوتوغرافية إلى الواجهة. «لقد تبدّلت مقاييس جمالية هذا الفن اليوم، وصارت عملية يستهلها بعضهم من خلال التقاطهم الصور بجهازهم الجوَّال. هناك جهل مع الأسف في موضوع الصورة. فالمجهود التقني ما عاد رائجاً لتقديم هذا الفن على المستوى المطلوب. ولذلك أعود في هذا الغاليري لأضع مقاييسه الأساسية على الخط المستقيم. وهناك لبنانيون كُثر يشتاقون لرؤية الصورة الفوتوغرافية الأصيلة، والمشغولة بجهد ومن زوايا مختلفة».

صور ميشال صوفيا ترتكز على لعبة الضوء (الشرق الأوسط)

في مجموعة صور ميشال صوفيا نبحر في فن التصوير الفوتوغرافي التأملي.

يدخلنا إلى أرض أفريقيا التي حضنت نيلسون مانديلا من خلال نصب نظارات عملاقة، يستخدمها في مشهد ثُلاثيّ الأبعاد لنقل نظرة مستقبلية، وكذلك إلى مدينة نيس الفرنسية لاكتشاف خصائصها بعينه الثاقبة. فهو طبيب نفسي معالج ويهوى في الوقت نفسه التصوير الفوتوغرافي، وتتّسم أعماله بنفحة من الراحة النفسية.

مجموعة لوحات تشكيلية يتضمنها معرض «نسيج الشتاء» (الشرق الأوسط)

وبريشة لوسي بوشوغليان الزيتية يتفجّر الفرح بمشهدية ملونة. وتتشابك فيها أشكال هندسية مع أفكارها الثائرة، فتؤلف خلطة فنٍ تشكيليٍ بدوائرَ وشخبطات وملامحَ مبهمة.

لوحتان للمصري أحمد مناويشي تتقابلان بين مدخل الغاليري وبوابة الخروج، حيث تمضي رحلة قصيرة مع عمليه المعروضين، وهي جزء من معرضه الأخير «المجهول».