الرياضة لـ25 دقيقة يومياً تقلل خطر الوفاة

الحركة إجراء وقائي ضدّ الأمراض وتوفر نفقات العلاج

كلما زاد وقت النشاط البدني انخفض خطر الوفاة (بابليك دومين)
كلما زاد وقت النشاط البدني انخفض خطر الوفاة (بابليك دومين)
TT

الرياضة لـ25 دقيقة يومياً تقلل خطر الوفاة

كلما زاد وقت النشاط البدني انخفض خطر الوفاة (بابليك دومين)
كلما زاد وقت النشاط البدني انخفض خطر الوفاة (بابليك دومين)

في بلدان عدّة، يقضي البالغون مدة بين 9 و10 ساعات يومياً جالسين، غالباً خلال ساعات العمل، رغم تحذيرات من أنّ نمط الحياة المستقر تماماً يرتبط بزيادة خطر الوفاة.

وبمثابة إجراء وقائي، توصّلت دراسة حديثة إلى أنّ ممارسة النشاط البدني بين 20 و25 دقيقة فقط يومياً قد يكون كافياً لتعويض خطر الوفاة المتزايد بسبب زيادة ساعات الجلوس؛ ونُشرت النتائج (الثلاثاء) في المجلة البريطانية للطب الرياضي.

ولرصد فوائد النشاط البدني، جمع الباحثون بيانات المشاركين الفردية ضمن 4 مجموعات من الأشخاص المزوّدين بأجهزة تتبع النشاط لمعرفة قدرته على تعديل الارتباط بين وقت الجلوس والوفاة؛ والعكس صحيح، ومقدار هذا النشاط.

ورصدوا بيانات المشاركين البالغ عددهم 12 ألفاً ومتوسط أعمارهم 50 عاماً، خلال الفترة من 2003 إلى 2019، في النرويج والولايات المتحدة.

وتعقّب الفريق سجل نشاط المشاركين لعامين على الأقل، بينما قدّم المشاركون إفادات عن العوامل المؤثرة المحتملة، مثل تاريخ التدخين، والكحول، وما إذا كانوا مصابين بأمراض مثل القلب والسرطان والسكري.

في المجمل، قضى 5943 شخصاً أقل من 10.5 ساعة جالسين يومياً، بينما قضى 6042 شخصاً أكثر من 10.5 ساعة جالسين.

ارتفاع معدلات النشاط البدني اليومي مرتبط بانخفاض مخاطر الوفاة (بابليك دومين)

وبمتابعة سجلات الوفاة، أظهرت النتائج أنه خلال فترة 5 سنوات في المتوسط، توفّي 805 أشخاص (7 في المائة)، وقضى 357 منهم أقل من 10.5 ساعة جالسين يومياً، بينما قضى 448 منهم 10.5 ساعة أو أكثر.

وأظهر تحليل البيانات أن بقاء الشخص جالساً لأكثر من 12 ساعة يومياً رفع خطر الوفاة بنسبة 38 في المائة مقارنة مع 8 ساعات يومياً، وكان ذلك فقط بين أولئك الذين يمارسون أقل من 22 دقيقة يومياً من النشاط المعتدل إلى القوي.

في المجمل، ارتبطت ممارسة أكثر من 22 دقيقة يومياً من النشاط البدني المعتدل إلى القوي، بانخفاض خطر الوفاة بنسب ما بين 15 و35 في المائة، وفق مقدار الوقت المستقر الذي يقضيه المشاركون يومياً.

من جانبه، يقول الباحث الرئيسي للدراسة بكلية علوم الرياضة في جامعة ترومسو النرويجية الدكتور إدوارد ساغيلف: «النتيجة الرئيسية هي أن النشاط البدني لمدّة بين 20 و25 دقيقة فقط يومياً كان كافياً لتعويض ضرر الجلوس؛ لكن القيام بأكثر من ذلك يُعدّ أمراً جيداً أيضاً».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «في المقابل إذا لم يتمكن الشخص من القيام بحركة من 20 إلى 25 دقيقة، فلا تزال بضع دقائق قادرة على تخفيف خطر وقت الجلوس؛ لذا فإن دقائق النشاط جيدة أياً كان عددها»، موضحاً أنّ «النتائج تحمل رسالة مفادها أنّ تحفيز الناس على النشاط البدني يمثل إجراء وقائياً ضدّ أمراض عدّة، ويمكن أن يوفر كثيراً من نفقات العلاج الطبي وينقذ الأرواح».


مقالات ذات صلة

حبة دواء تحاكي الفوائد الصحية للجري لمسافة 10 كيلومترات

صحتك أقراص دوائية (أرشيفية - رويترز)

حبة دواء تحاكي الفوائد الصحية للجري لمسافة 10 كيلومترات

أكد عددٌ من الباحثين أنهم ابتكروا حبة دواء تحاكي الفوائد الصحية للجري لمسافة 10 كيلومترات بسرعات عالية.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
صحتك طبيب يفحص أشعة على المخ لأحد المرضى (أرشيف - رويترز)

عدوى «كورونا» الشديدة قد تؤدي لالتهاب في «مركز التحكم» بالدماغ

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى «كورونا» الشديدة يمكن أن تتسبب في التهاب في «مركز التحكم» في الدماغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جانب من ورشة العمل لفحص السمع الدماغي باستخدام أجهزة السمع (الشرق الأوسط)

الضوضاء المهنية... تهديد غير مرئي لصحة السمع في بيئات العمل

تعد الضوضاء المهنية من أشد المخاطر الصحية غير المرئية التي لا تحظى بالاهتمام الكافي، على الرغم من تأثيرها الكبير في قوة سمع العاملين في جميع أنحاء العالم.

أسماء الغابري (جدة)
صحتك قلة النوم أثناء الحمل يمكن أن يكون لها العديد من الآثار السلبية على الطفل (رويترز)

قلة النوم أثناء الحمل قد تؤثر على النمو العصبي للطفل

كشفت دراسة جديدة أن قلة النوم أثناء الحمل يمكن أن يكون لها العديد من الآثار السلبية على الطفل، بما في ذلك تأخير نموه العصبي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق الممثل الأميركي الشهير آل باتشينو (أ.ف.ب)

آل باتشينو: نبضي توقف دقائق إثر إصابتي بـ«كورونا» والجميع اعتقد أنني مت

كشف الممثل الأميركي الشهير آل باتشينو أنه كاد يموت في عام 2020، إثر إصابته بفيروس «كورونا»، قائلاً إنه «لم يكن لديه نبض» عدة دقائق.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تقنية منخفضة التكلفة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية

يجلس الباحث جوناثان بيسيت فوق مقطورة تحتوي على نظام التحلية الجديد (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يجلس الباحث جوناثان بيسيت فوق مقطورة تحتوي على نظام التحلية الجديد (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
TT

تقنية منخفضة التكلفة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية

يجلس الباحث جوناثان بيسيت فوق مقطورة تحتوي على نظام التحلية الجديد (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يجلس الباحث جوناثان بيسيت فوق مقطورة تحتوي على نظام التحلية الجديد (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

طوّر مهندسو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة تقنية جديدة لتحلية المياه تعمل وفقاً للإيقاع الشمسي، وبالتالي لا تتطلب بطاريات إضافية باهظة التكلفة لتخزين الطاقة في الأوقات التي لا تتوفر فيها أشعة الشمس.

ووفق باحثي الدراسة المنشورة، الثلاثاء، في دورية «نيتشر واتر Nature Water»، فإن هذه التقنية يمكن أن توفر مياه شرب نظيفة بتكلفة منخفضة للمجتمعات الفقيرة والغنية على السواء.

وتقوم التقنية الجديدة التي تعمل بالطاقة الشمسية بإزالة الملح من المياه بوتيرة تتبع مستمرة، تتوافق مع التغيرات التي تحدث في الطاقة الشمسية. فمع زيادة ضوء الشمس على مدار اليوم، تقوم بتكثيف عملية تحلية المياه، بحيث تتكيف تلقائياً مع أي تغير مفاجئ في ضوء الشمس، على سبيل المثال تقلل سرعتها استجابة لسحابة عابرة أو تزيدها عند صفاء السماء.

ونظراً لأن التقنية يمكنها الاستجابة بسرعة للتغيرات الطفيفة في ضوء الشمس، فإنها تزيد من فائدة الطاقة الشمسية، وتنتج كميات كبيرة من المياه النظيفة على الرغم من الاختلافات في ضوء الشمس طوال اليوم.

وعلى النقيض من تصميمات تحلية المياه الأخرى التي تعمل بالطاقة الشمسية، لا تتطلب التقنية الجديدة بطاريات إضافية لتخزين الطاقة، ولا مصدر طاقة إضافياً، كشبكات الطاقة.

اختبر المهندسون نموذجاً أولياً على آبار المياه الجوفية في نيو مكسيكو بالولايات المتحدة على مدى 6 أشهر، وعملوا في ظروف جوية وأنواع مياه متغيرة. وقد استغلت التقنية الجديدة في المتوسط ​​أكثر من 94 في المائة من الطاقة الكهربائية المولدة من الألواح الشمسية لإنتاج ما يصل إلى 5 آلاف لتر من المياه يومياً، على الرغم من التقلبات الكبيرة في الطقس ومقدار أشعة الشمس المتاحة.

ويقول آموس وينتر، أستاذ الهندسة الميكانيكية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «تتطلب تقنيات تحلية المياه التقليدية مصدراً للطاقة الثابتة، ما يتطلب ما يعرف بـ(أنظمة تخزين طاقة البطاريات) لتيسير الاستفادة من مصدر طاقة متغير مثل الطاقة الشمسية».

ويوضح في بيان صادر، الثلاثاء: «من خلال تغيير معدلات استهلاك الطاقة باستمرار بالتزامن مع الشمس، تستخدم تقنيتنا الطاقة الشمسية بشكل مباشر وفعال لصنع المياه النظيفة».

ويضيف: «القدرة على صنع مياه الشرب باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، دون الحاجة إلى تخزين البطاريات، تشكل تحدياً كبيراً. وقد نجحنا في تحقيق ذلك».

ويهدف النظام الجديد إلى تحلية المياه الجوفية المالحة، وهو مصدر مالح للمياه يوجد في الخزانات الجوفية، ويعد أكثر انتشاراً من موارد المياه الجوفية العذبة.

مصدر غير مستغل

ويرى الباحثون أن المياه الجوفية المالحة تشكل مصدراً ضخماً غير مستغل لمياه الشرب المحتملة، خاصة أن احتياطيات المياه العذبة تعاني من نقص في أجزاء من العالم. وهم يتصورون أن النظام الجديد المتجدد الخالي من البطاريات يمكن أن يوفر مياه الشرب التي تشتد الحاجة إليها بتكلفة منخفضة، وخاصة للمجتمعات الداخلية التي يكون الوصول فيها إلى مياه البحر وطاقة الشبكة الكهربائية محدوداً.

«ويعيش غالبية السكان في الولايات المتحدة بعيداً عن الساحل. وبالتالي، يعتمدون بشكل كبير على المياه الجوفية، خصوصاً في المناطق النائية ذات الدخل المنخفض. ومن المؤسف أن هذه المياه الجوفية أصبحت أكثر ملوحة بسبب تغير المناخ»، كما يقول جوناثان بيسيت، طالب الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، مؤكداً على أنه «يمكن لهذه التقنية الجديدة أن توفر مياه نظيفة مستدامة وبأسعار معقولة للأماكن التي لا تصل إليها المياه في جميع أنحاء العالم».

وقام المهندسون بدمج استراتيجية التحكم الجديدة في نظام آلي بالكامل، قاموا بتعديل حجمه بحيث يتناسب مع تحلية المياه الجوفية المالحة بكمية يومية تكفي لتزويد مجتمع صغير يبلغ عدد سكانه نحو 3 آلاف شخص.

مياه جوفية

قاموا بتشغيل النظام لمدة 6 أشهر على عدة آبار في منشأة الأبحاث الوطنية للمياه الجوفية المالحة في ألاموغوردو، في نيو مكسيكو. وخلال التجربة، عمل النموذج الأولي في ظل مجموعة واسعة من الظروف الشمسية، حيث سخّر أكثر من 94 في المائة من الطاقة الكهربائية للوحة الشمسية، في المتوسط، لتشغيل تحلية المياه بشكل مباشر.

يقول وينتر: «بالمقارنة بالطريقة التقليدية التي يصمم بها نظام تحلية المياه بالطاقة الشمسية، فقد خفّضنا سعة بطارية تخزين الطاقة المطلوبة بنحو 100 في المائة».

ويخطط المهندسون لمزيد من اختبارات النظام وتوسيع نطاقه على أمل تزويد المجتمعات الأكبر، حتى البلديات بأكملها، بمياه شرب منخفضة التكلفة ومدعومة بالكامل بأشعة الشمس. ومن المقرر أن يطلق الفريق شركة تعتمد على تقنيتهم ​​في الأشهر المقبلة.