أحداث غزة تلقي بظلالها على «الشارقة السينمائي»... وقفة حداد وتضامن فني

المهرجان يفتتح دورته الـ10 بشكل استثنائي... ويوجه كل أرباحه للضحايا

الفيلم السعودي «طريق الوادي» يُعرض في مهرجان الشارقة السينمائي الدولي
الفيلم السعودي «طريق الوادي» يُعرض في مهرجان الشارقة السينمائي الدولي
TT

أحداث غزة تلقي بظلالها على «الشارقة السينمائي»... وقفة حداد وتضامن فني

الفيلم السعودي «طريق الوادي» يُعرض في مهرجان الشارقة السينمائي الدولي
الفيلم السعودي «طريق الوادي» يُعرض في مهرجان الشارقة السينمائي الدولي

في هذا التوقيت من كل عام، تنتعش المهرجانات السينمائية العربية، إلا أن قسوة الأحداث السياسية وتمدد الصراع في غزة، قد ألقت بظلالها هذه المرة على الحراك السينمائي العربي، فما بين مهرجانات اختارت الإلغاء أو التأجيل، قررت أخرى الاستمرار مع إبداء تضامنها الفني مع ما يحدث، ومنها مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، الذي افتتح دورته العاشرة مساء أمس (الأحد)، ويستمر حتى 28 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

المهرجان الذي يقام في أكاديمية الشارقة للفنون، افتتح مراسمه بشكل غير اعتيادي هذه المرة، حيث حضرت الفنانات العربيات بالفساتين السوداء؛ حداداً على أرواح الأبرياء، كما تضمنت كلمات المتحدثين عبارات داعمة للضحايا في غزة، كما أُعلِن عن تخصيص ريع المهرجان بالكامل للأطفال في فلسطين؛ أملاً في تخفيف وطأة المعاناة الإنسانية عن متضرري الحرب في قطاع غزة.

من حفل افتتاح مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب مساء أمس (الصور من المهرجان)

ومع بداية الحفل، طلبت مديرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي جواهر القاسمي، من الحضور الوقوف دقيقة؛ حداداً على ضحايا أطفال غزة، كما أن المهرجان الذي شهد توافد عدد من الفنانين الخليجيين والعرب، كرّم في حفل افتتاحه كلاً من: الفنان أحمد الجسمي بجائزة الإنجاز مدى الحياة، وجائزة متحدث الدورة العاشرة للمهرجان من الإمارات، كما كرّم الفنان حسين فهمي بجائزة الإنجاز مدى الحياة من الوطن العربي، وكرّم الفنان جان رامز متحدث الدورة العاشرة للمهرجان.

فنانات عربيات حضرن افتتاح مهرجان الشارقة بالملابس السوداء (الصور من المهرجان)

وقال الفنان حسين فهمي في كلمة ألقاها عقب تكريمه: «نلتقي اليوم في لحظات صعبة جداً، فنحن موجودون اليوم مع أطفال وشباب، وقلوبنا كلها مع أطفال فلسطين». وهو ما مثل افتتاحية استثنائية للمهرجان الذي يقدم في دورته العاشرة 81 فيلماً من 37 دولة من حول العالم، تتضمن عروضاً سينمائية من بعض الدول التي تشارك للمرة الأولى في هذا الحدث.

وتتضمن قائمة الدول المشاركة في الدورة العاشرة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب كلاً من: المملكة العربية السعودية، وفرنسا، وكندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وإيران، وبلجيكا، وسويسرا، والجمهورية التشيكية واليمن، بجانب مشاركة إستونيا، وألمانيا، وكوريا الجنوبية، وإسبانيا، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، ولوكسمبورج، وقطر وفيتنام، بالإضافة إلى سوريا، وتايوان، والأرجنتين، والصين، والهند، وآيرلندا، والأردن، والكويت وأوزبكستان، إضافة إلى مشاركة لبنان، والمغرب، والنرويج، وسلطنة عمان، والبرتغال، وروسيا، وجنوب أفريقيا، والسويد، وتوجو والإمارات العربية المتحدة.

الفنان جان رامز هو متحدث الدورة العاشرة للمهرجان (الصور من المهرجان)

تجدر الإشارة إلى أن الدورة الأولى من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب انطلقت في عام 2013، وهو المهرجان السينمائي الأول للأطفال والشباب في المنطقة الذي يهدف إلى تعزيز ودعم الفن الإعلامي (صناعة الأفلام، التصوير الفوتوغرافي، تصميم الغرافيك، الرسوم المتحركة) للأطفال والناشئة. إضافة إلى كونه أحد مشروعات مؤسسة «فن»، التابعة لحكومة الشارقة، برعاية الشيخة جواهر القاسمي.


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».