معرض «رحلة الكتابة والخط» يُبرز البُعد الروحي للمخطوطات العربية

يحتوي المعرض على مخطوطات نادرة وأعمال صممت خصيصاً له (وزارة الثقافة)
يحتوي المعرض على مخطوطات نادرة وأعمال صممت خصيصاً له (وزارة الثقافة)
TT

معرض «رحلة الكتابة والخط» يُبرز البُعد الروحي للمخطوطات العربية

يحتوي المعرض على مخطوطات نادرة وأعمال صممت خصيصاً له (وزارة الثقافة)
يحتوي المعرض على مخطوطات نادرة وأعمال صممت خصيصاً له (وزارة الثقافة)

افتتحت وزارة الثقافة السعودية النسخة الثانية من معرض «رحلة الكتابة والخط» في مركز المدينة للفنون بالمدينة المنورّة تحت شعار «دروب الروح»، بحضور أكثر من 53 فناناً عرضوا أعمالهم الفريدة على جنبات المعرض الذي يحكي قصة الخط العربي عبر العصور.

وتأتي استضافة المدينة المنوّرة للمعرض لتضفي قيمة فريدة عليه، نظراً للأهمية الروحية التي تتمتع بها في الحضارة والتاريخ الإسلامي، وسيستمر في استقبال زوّاره حتى الـ23 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل ليُتيح الفرصة للانطلاق في رحلة وجدانية غامرة من الاكتشاف، والتأمُّل في جماليات الخط العربي، وإدراك قيمته باعتباره كنزاً ثقافياً، ومظهراً من مظاهر تراث السعودية وثقافتها.

تركز الأعمال المعروضة على روحانية الخط العربي (وزارة الثقافة)

ويهدف المعرض الذي تنظمه وزارة الثقافة كل سنتين، إلى إبراز أهمية الخط العربي بوصفه عنصراً جوهرياً في الثقافة والهوية العربيّتَين، كما يسلّط الضوء على البُعد الروحي للخطّ العربي، ليقدّم رحلة متكاملة تستعرض الروحانية التي تغمُر الخطّاطين والفنّانين والمصممين المعاصرين لدى ممارستهم هذا الفن، فيما تتوزع محتوياته على أربعة أقسام رئيسية هي: النور، والحرف، والمساحة، والشعر، التي تُمثّل المفاهيم المُؤطِّرة للأعمال الفنية المعروضة.

وقد كلّفت وزارة الثقافة مجموعة من كبار الخطاطين والفنانين والمصممين بإنتاج مجموعة من الأعمال الفنية الكلاسيكية والمعاصرة خصيصاً لهذا المعرض، الذي يضم أعمالاً فنية إسلامية، ومخطوطاتٍ نادرة من مقتنيات الوزارة، والمقتنيات الخاصة، وعدداً من الأعمال المُعارة من متحف «معهد العالم العربي» في باريس، والمعهد الوطني للتراث في تونس، حيث يُشارك 34 خطاطاً وخطاطة من 11 جنسية، و19 فناناً ومصمماً معاصراً من 12 جنسية، بأعمالٍ فريدة تُعرض لأول مرة.

وعلى هامش المعرض قالت الرئيسة التنفيذية للعمليات في شركة نماء المنورة والمشرفة العامة لمركز المدينة للفنون رانية جليدان لـ«الشرق الأوسط» إن نماء المنورة تهدف لتقديم الدعم الكامل للقطاع الفني في منطقة المدينة المنورة من خلال استضافة المعارض النوعية في مركز المدينة للفنون وإقامة ورش عمل احترافية، من ضمنها معرض الكتابة والخط الذي يسلط الضوء على التراث الثقافي العربي، واستضافة مثل هذه المعارض الكبرى تساهم في إثراء تجربة الزوار، سواء كانوا ضيوف الرحمن أو سكان المنطقة. كما أكدت جليدان أن المركز يدعم جميع الفنانين بدءاً من المبتدئين حتى المحترفين، على سبيل المثال، هناك معرض «365» الذي يهدف إلى تمكين الفنانين الناشئين من التعبير عن أنفسهم من دون أي قيود أو عقبات، بالإضافة إلى ذلك، يوجد معرض مخصص للفنانين الواعدين، حيث يمكن للمواهب الصاعدة تقديم أعمالهم والترويج لمواهبهم.

يهدف مركز المدينة للفنون إلى استضافة المعارض الكبرى لإثراء تجربة زواره (وزارة الثقافة)

وقالت الفنانة عزة فهمي، إحدى المشاركات في المعرض، لـ«الشرق الأوسط» إنها عندما اكتشفت شغفها بدمج الفن والتراث والثقافة في عالم الخط العربي، أدركت أنه يمكنها الغوص في أعماق هذا الفن وإضافة قيمة مميزة لتعبيرها الفني. مشيرة إلى أن هناك بعض الأشخاص الذين لا يدركون أهمية الخط العربي والتاريخ العريق الذي يمثله وما يشكله في الفن الإسلامي، فمن المهم جداً أن نعرف تاريخنا ونفتخر بثقافتنا، إذ إن رعاية التراث والثقافة تضيف بعمق إلى الفن، ويُساعد الخط العربي أيضاً في تشكيل أفكار جديدة وإيجاد قصص لكل عمل فني يُصمم.

وأكدت فهمي أن الخط العربي هو فن يمتد عبر قرون من التاريخ وأصبح جزءاً أساسياً من قطع فنية تحمل بصمتها وتعبيرها، مؤكدة أن المشاركة في المعرض تُعدّ فرصة لتعزيز اللغة العربية ولمساعدة الشباب على استشراف جزءٍ هام من تاريخهم الثقافي والفني.

عزة فهمي (الشرق الأوسط)

ويُعد معرض «رحلة الكتابة والخط» من الفعاليات الرئيسية التي تنفذها وزارة الثقافة للاحتفاء بالخط العربي، إحدى مبادرات «عام الخط العربي (2020 - 2021)»، التي تضمنت سلسلة فعاليات وأنشطة هدفت إلى الاحتفاء به، والمحافظة عليه، وتعزيز حضوره في المجتمع، إلى جانب الجهود الوطنية التي أثمرت عن إدراج «الخط العربي» ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لـ«اليونيسكو» في عام 2022 بقيادة السعودية وبالتعاون مع 15 دولة عربيّة.


مقالات ذات صلة

علماء يفجّرون صدمة: حجر المذبح الضخم نُقل من أسكوتلندا إلى ستونهنج

يوميات الشرق أصلُه ظلَّ لغزاً (إ.ب.أ)

علماء يفجّرون صدمة: حجر المذبح الضخم نُقل من أسكوتلندا إلى ستونهنج

أظهرت معطيات جديدة أنّ حجر المذبح الذي يزن 6 أطنان، الواقع في قلب ستونهنج، جاء من أقصى شمال أسكوتلندا، وليس من جنوب غربي ويلز، كما اعتُقد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم رئيس بلدية مدينة ناغازاكي اليابانية شيرو سوزوكي يتحدث إلى وسائل الإعلام في مبنى البلدية في ناغازاكي في 8 أغسطس 2024 قبل يوم واحد من إحياء الذكرى التاسعة والسبعين للقصف الذري للمدينة (أ.ف.ب)

سفراء مجموعة السبع يمتنعون عن حضور ذكرى قصف ناغازاكي لعدم دعوة إسرائيل

قال شيرو سوزوكي رئيس بلدية ناغازاكي اليابانية، إنه متمسك بقراره عدم دعوة السفير الإسرائيلي لحضور فعالية مقررة غداً (الجمعة) لإحياء ذكرى القصف النووي على المدينة

«الشرق الأوسط» (ناغازاكي (اليابان))
يوميات الشرق وجه «مومياء المرأة الصارخة» التي اكتشفت عام 1935 في الدير البحري بالقرب من الأقصر ويرجع تاريخها لنحو 1500 قبل الميلاد خلال فترة المملكة الحديثة في مصر القديمة تظهر بالمتحف المصري في القاهرة - 18 يناير 2023 (رويترز)

تفاصيل جديدة عن حياة وموت «المومياء الصارخة» في مصر

رجّح علماء آثار أن مومياء امرأة مصرية دُفنت منذ نحو 3500 عام، وتبدو على وجهها علامات صراخ، «ماتت وهي تتألّم».

شادي عبد الساتر (بيروت)
يوميات الشرق تجربة استثنائية يجدها الزائر في جناح وزارة الثقافة بمنطقة «سيتي ووك» بجدة (الشرق الأوسط)

«عام الإبل»... مبادرة سعودية تعزز القيم الثقافية الفريدة لأبناء الجزيرة العربية

تحتفي السعودية في كل عام بعنصر مميز من العناصر الثقافية وتعرّف بقيمته ودلالته عبر مبادرات وبرامج متنوعة.

إبراهيم القرشي (جدة)
يوميات الشرق شكلت القرى التراثية مرتكزاً سياحياً في عسير التي تحتضن أكثر من 4275 قرية تراثية (واس) play-circle 02:08

4 آلاف قرية تاريخية في عسير تعكس التراث الثقافي والإنساني للمرتفعات السعودية

أكثر من 4 آلاف قرية تاريخية ما زالت قائمة بمنطقة عسير منذ مئات السنين، وربما أبعد، من ذلك تتفاوت في أحجامها ونمطها العمراني وتتفق على ما تعكسه من إرث إنساني.

عمر البدوي (أبها)

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
TT

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)

أظهرت دراسة أسترالية أن استخدام نظارات الواقع الافتراضي يُمكِن أن يفتح آفاقاً جديدة للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، مما يتيح لهم تعلم مهارات حياتية عملية بشكل أسرع دون الحاجة إلى الاعتماد على مقدمي الرعاية.

وأوضح الباحثون بجامعة «جنوب أستراليا» وجامعة «نيو ساوث ويلز»، أن هذه التقنية يمكن أن تتيح لهؤلاء الأشخاص تعلم مهارات أساسية مثل النظافة الشخصية وإدارة المهام اليومية، ونشرت النتائج، الجمعة، بدورية (Intellectual Disability Research).

ونظارات الواقع الافتراضي (VR) هي أجهزة إلكترونية يتم ارتداؤها على الرأس، مصممة لخلق تجربة غامرة في بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد. وتعتمد هذه النظارات على عرض صور ومقاطع فيديو بزاوية 360 درجة، بحيث يشعر المستخدم وكأنه موجود داخل البيئة الافتراضية.

وتستخدم نظارات الواقع الافتراضي بشكل واسع في الألعاب الإلكترونية، والتعليم، والتدريب المهني، والطب، حيث تتيح للمستخدم التفاعل مع بيئة محاكية للواقع دون مغادرة مكانه. وتوفر هذه التقنية تجربة غنية وحسية تحاكي الواقع، ما يجعلها أداة فعالة لتعلم المهارات والتفاعل مع العالم الافتراضي بطريقة واقعية.

ويواجه معظم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية تحديات كبيرة في أداء المهارات الحياتية الأساسية مثل الطهي، والاستحمام، والتنظيف دون مساعدة من مقدمي الرعاية، مما يمنعهم من العيش باستقلالية والتمتع بجودة حياة أفضل.

وقام الباحثون بمقارنة فعالية نظارات الواقع الافتراضي الغامرة مع البيئات الافتراضية غير الغامرة مثل التدريب على جهاز لوحي، لتدريب 36 بالغاً من ذوي الإعاقة الذهنية على كيفية فصل النفايات العامة عن النفايات القابلة لإعادة التدوير، والنفايات العضوية من الحدائق والطعام.

وشملت الدراسة، 12 جلسة تدريب افتراضية. وأظهرت النتائج أن المجموعة التي استخدمت نظارات الواقع الافتراضي الغامرة حققت أداءً أفضل بشكل ملحوظ في الحياة الواقعية مقارنة بالمجموعة التي استخدمت جهازاً لوحياً للتدريب.

وأكد الباحثون أن تقنية التدريب باستخدام الواقع الافتراضي الغامر يمكن أن تُستخدم أيضاً لتعليم مهارات أساسية أخرى مثل الطهي وأمان المطبخ، والنظافة الشخصية، والتنقل في وسائل النقل العامة، والمهارات الاجتماعية.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة نيو ساوث ويلز، الدكتور ستيفان ميشالسكي، إن «الواقع الافتراضي الغامر يتيح للأفراد تجربة الأنشطة في بيئة آمنة ومتحكم بها وقابلة للتكرار».

وأضاف عبر موقع الجامعة، أن البحث يظهر أن التعلم بالممارسة، المعروف أيضاً باسم التعلم التجريبي، يبدو أكثر فعالية لهذه الفئة مقارنةً بالأساليب التعليمية التقليدية، مشيراً إلى أن هناك أدلة متزايدة على فوائد الواقع الافتراضي، لكننا بحاجة لسد الفجوة بين البحث والتطبيق حتى يتمكن المزيد من الناس من الاستفادة من هذه التكنولوجيا.