ترويج شركة مصرية لـ«البيجامة الكستور» عبر «أسرى» إسرائيليين يلقى تفاعلاً

ترويج شركة مصرية لـ«البيجامة الكستور» عبر «أسرى» إسرائيليين يلقى تفاعلاً
TT

ترويج شركة مصرية لـ«البيجامة الكستور» عبر «أسرى» إسرائيليين يلقى تفاعلاً

ترويج شركة مصرية لـ«البيجامة الكستور» عبر «أسرى» إسرائيليين يلقى تفاعلاً

سرعان ما أثار إعلان نشرته صفحة نادي «غزل المحلة» المصري على «فيسبوك» تفاعلاً واسعاً بين الجمهور، وهو الإعلان الذي قام بنشر صورة توثّق لحظة تسليم مصر للأسرى الإسرائيليين المصابين لإسرائيل وهم يرتدون «البيجامات الكستور» في أعقاب نصر أكتوبر 1973، وأرفقت الصورة بتعليق: «مش بس بنقدم كورة حلوة... لا كمان بنقدم بيجامات كستور تتحمل عصور».

يأتي هذا الإعلان في إطار احتفالات مصر هذه الأيام بالذكرى الخمسين لحرب السادس من أكتوبر (تشرين الأول) 1973.

منتج قديم

واحتفى مستخدمو مواقع التواصل بهذه الإشارة التي شارك بها نادي «غزل المحلة» لمنتج شركته المعروف «البيجامة الكستور»، الذي يعد من أشهر منتجاتها وأكثرها شعبية، وارتبط بقصة تاريخية شهيرة، بعدما أمر الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، بأن يرتدي الأسرى الإسرائيليون بيجامات الكستور من إنتاج مصانع غزل المحلة الشهيرة، بوسط الدلتا، ووصل الأسرى لتل أبيب وهم يرتدون هذه البيجامات، خلال عملية تبادل الأسرى، وكانت في استقبالهم رئيسة الوزراء الإسرائيلية في ذاك الوقت جولدا مائير.

وتعد «البيجامات الكستور» أحد أبرز المنتجات التي أنتجتها شركة مصر للغزل والنسيج بمدينة المحلة الكبرى (التابعة لمحافظة الغربية شمال القاهرة)، في فترة الستينات، وتمتعت بشعبية واسعة بين المصريين، حتى أنها ارتبطت بفكرة الدعم الحكومي للمواطنين، حيث كان يتم توزيعها على بطاقات التموين مثل الزيت والسكر، فأصبحت «البيجامات» و«الجلاليب» الكستور الكساء الشعبي للمصريين، كما كانت إلى جانب ذلك مُحببة لفئات الشعب حتى الرؤساء، علاوة على ظهورها في أفلام السينما الأبيض والأسود.

وتفاعل رواد «السوشيال ميديا» بهذا الإعلان الذي نشرته صفحة نادي «غزل المحلة»، وذلك عبر العديد من التعليقات الساخرة منها : «أحلى جون في تاريخ غزل المحلة»، و«فخر الصناعة المصرية الكستور الذي دمر خط برليف»، وإجماع عدد كبير من المتفاعلين على رغبتهم في شراء تلك البيجامات، بسبب هذا الإعلان.

ذكاء تسويقي

وحسب الدكتور سامي عبد العزيز، أستاذ العلاقات العامة والإعلان، والعميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، فإن «هذا الإعلان يحمل ذكاءً تسويقياً ليس فقط في قدرته على جذب الانتباه، ولكن كذلك قدرته على إثارة الحنين والذكريات، والربط مع حدث تاريخي كبير مثل نصر أكتوبر»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط».

ويثير هذا الإعلان فضولاً حول المنتج، لا سيما من جانب الجيل الجديد، حسب عبد العزيز الذي أكد أن «هذا النوع من الإعلان إن لم يدفع الناس للشراء، فهو على الأقل يثير ذكريات عبر خلق ارتباطات ذهنية إيجابية وتاريخية بهذا المنتج، فقد تكون (البيجامات الكستور) ليست بشعبيتها التي كانت معروفة بها لدى الشعب المصري منذ عقود، لكن هذا الإعلان يدعم فكرة الاستفادة من المحطات التاريخية في حياة العلامة التجارية لشركة (المحلة)، باعتبار تلك البيجامات من أبرز محطاتها، وهذا تأكيد على أصالتها»، على حد تعبيره.



لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها
تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها
TT

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها
تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة؛ من خلال شخصية «فرح» التي تقدمها في مسلسل «خريف القلب» الذي يعدّ النسخة السعودية من العمل التركي الشهير «Autumn in my heart».

تجسّد لبنى دور السيدة الثرية فرح، التي يتخلى عنها زوجها بعد أن تكتشف أن ابنتها قد تم تبديلها بأخرى في المستشفى قبل 17 عاماً، ومن هنا تعيش عدداً من التحديات، لكنها لا تستسلم بسهولة. وتوضح لبنى لـ«الشرق الأوسط» أنها لا ترى الشر المحض في شخصية فرح، على الرغم من أنها المتسببة في معظم الصراعات التي يدور حولها العمل، وأضافت: «الشخصية مختلفة جداً عن النسخة التركية التي كانت جامدة جداً ومن السهل أن يكرهها الجمهور، بينما في النسخة السعودية من العمل؛ تعاطف الجمهور كثيراً مع فرح، وقد حاولت أن أظهر الفارق بين شخصيتها وشخصية نورة في مسلسل (بيت العنكبوت) (عُرض مؤخراً على MBC1)».

بسؤالها عن الاختلاف بين الدورين، تقول: «يبدو التشابه بينهما كبيراً جداً على الورق، ومن هنا أحببت أن أشتغل على الاختلاف فيما بين الشخصيتين، خصوصاً أن دور فرح وصلني أثناء تصوير مسلسل (بيت العنكبوت)». وتؤكد أن فرح في «خريف القلب» هي الشخصية الأقرب لها، قائلة: «أعجبني نمطها الأرستقراطي وترفعها عن سفاسف الأمور، فتصرفاتها كانت دائماً ردة الفعل لما يحصل معها، ولم تكن الفعل نفسه، بمعنى أنها لم تكن تبحث عن المشاكل».

تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

تحوّلات الشخصية

وعن سر تعاطف الجمهور معها، تقول: «شخصية فرح موجودة في المجتمع السعودي، متمثلة في المرأة التي يقرر زوجها بعد عِشرة طويلة أن يخطو خطوات مستقلة ويتركها وحيدة ليجدد حياته... كثيراً من السيدات واجهن هذا المصير، وانكسرت مشاعرهن وكرامتهن بعد فترة من الزواج». وعن هوس فرح بتلميع صورتها الاجتماعية، ترد بالقول: «هي ابنة طبقة ثرية أرستقراطية، وهذه العائلات تهمّها سمعتها كثيراً؛ لأنها تؤثر بشكل أو بآخر على الاستثمارات التي يمتلكونها، وحتى في الشركات هناك أقسام مختصة لإدارة السمعة؛ لذا لم أرَ أن اهتمامها بسمعتها ومظهرها أمام الناس أمر سلبي، بل باعتقادي أنه من أبسط حقوقها، ومن هنا حاولت أن أطرح من خلال شخصية فرح معاناة سيدات كُثر موجودات في مجتمعنا».

من اللافت في الدور الذي قدمته لبنى، المظهر المدروس الذي ظهرت به في المسلسل من حيث الأزياء والمجوهرات المصاحبة لشخصية فرح، بسؤالها عن ذلك تقول: «كان هناك إشراف عميق جداً على ذلك من أعلى إدارات (إم بي سي)، على رأسهم سارة دبوس وهي المشرف العام على العمل، وكنا حريصين على إظهار فرح بهيئة الـ(Old Money)؛ ممن جاءوا إلى الدنيا ووجدوا أنفسهم أثرياء، فلا توجد أي مبالغة في إظهار البذخ في المظهر، فجاءت فرح أنيقة وبسيطة، وثراؤها يتضح في أسلوبها وأفكارها ونمط حياتها، وليس في ملابسها؛ ولذلك يبدو الاتزان بين مظهرها وجوهرها، كما أن الفريق التركي المشرف على العمل كان حريصاً جداً على شخصية فرح ومظهرها».

لبنى عبد العزيز (إنستغرام)

من الإعلام للفن

ولأن لبنى عبد العزيز عرفها الجمهور في بداياتها مقدمةَ برامج، فمن الضرورة سؤالها عن تقاطعها بين الفن والإعلام، تجيب: «ما زالت متمسكة باللمسة الإعلامية التي وضعتها، وأحب أن يتم تصنيفي إعلاميةً سعوديةً؛ لأسباب عدة، أولها أن الفضول الإعلامي هو جزء رئيس في شخصيتي، فأنا يستهويني السبق الصحافي والبحث والتقصي والتحقق من الأخبار، وأحب ممارسة ذلك بالفطرة».

وعن السبب الثاني، ترى أن السوق الإعلامية السعودية ما زالت تفتقد إلى الإعلاميات السعوديات اللاتي يظهرن على الشاشة، مضيفة: «برأيي أن الحراك الإعلامي أبطأ من الحراك الفني، وهذا يحفزني على الاستمرار في الإعلام، ولدي خطة للعودة إلى العمل الإعلامي، لكن بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب». إلا أن لبنى تؤكد أن التمثيل والمجال الفني هو الأقرب لها.

وكانت لبنى قد أثارت الكثير من الجدل في فترة سابقة بخصوص المحتوى الذي تنشره عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، وما تحمله من طرح غير تقليدي حول بعض الأفكار المتعلقة بالتربية والمرأة وشؤون الأسرة وغيرها، بسؤالها عن ذلك تقول: «في حياتها كلها لم أتعمد أبداً إثارة الجدل، ولم يسبق لي أن نشرت فيديو بهذا الهدف، لكن حين تأتي الفكرة في رأسي فإني أقولها مباشرة». وتشير لبنى إلى أن تركيزها على التمثيل والعمل الفني أبعدها في الآونة الأخيرة عن منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً مع ما يتطلبه المجال من ساعات عمل طويلة ومنهكة، بحسب وصفها.

تجربة خليجية

وتختم لبنى عبد العزيز حديثها بالكشف عن آخر مشاريعها الفنية، حيث توجد حالياً في الإمارات لتصوير مسلسل جديد بعنوان «حتى مطلع الحب»، من المحتمل أن يُعرض في شهر رمضان المقبل، عن ذلك تقول: «هو عمل كويتي مختلف من نوعه، حيث أرغب في خوض هذه التجربة لتنويع قاعدة الجماهير، فأنا كنت وسأظل ابنة الجمهور السعودي وأفخر بذلك جداً، لكني أيضاً أريد المشاركة والتنويع في أعمال جديدة».

جدير بالذكر، أن مسلسل «خريف القلب» الذي يُعرض حالياً على قناة MBC1، ويتصدر قائمة أفضل الأعمال في السعودية على منصة «شاهد»، مستلهم من قصة العمل التركي Autumn in my heart، وكتب السيناريو والحوار علاء حمزة، وتدور النسخة السعودية من العمل في قلب مدينة الرياض، حيث يتضح التباين ما بين العائلتين، الثرية ومحدودة الدخل، وهو مسلسل يشارك في بطولته كلٌ من: عبد المحسن النمر، إلهام علي، فيصل الدوخي، جود السفياني، لبنى عبد العزيز، إبراهيم الحربي، هند محمد، ونجوم آخرون.