عبد الله المعلمي: السعودية وقفت صامدة في وجه «الانحسار العربي»

تذكر تجربته في الدبلوماسية بمعرض الرياض للكتاب

كشف المعلمي أنه يعمل على إصدار كتاب لذكرياته خلال حياته العلمية والعملية وسيصدر خلال أشهر (معرض الكتاب)
كشف المعلمي أنه يعمل على إصدار كتاب لذكرياته خلال حياته العلمية والعملية وسيصدر خلال أشهر (معرض الكتاب)
TT

عبد الله المعلمي: السعودية وقفت صامدة في وجه «الانحسار العربي»

كشف المعلمي أنه يعمل على إصدار كتاب لذكرياته خلال حياته العلمية والعملية وسيصدر خلال أشهر (معرض الكتاب)
كشف المعلمي أنه يعمل على إصدار كتاب لذكرياته خلال حياته العلمية والعملية وسيصدر خلال أشهر (معرض الكتاب)

قال السفير والدبلوماسي السعودي عبد الله المعلمي، إن 12 عاماً من عمله مندوباً للسعودية لدى الأمم المتحدة، تزامنت مع واحدة من أصعب المراحل التي مرت بها المنطقة العربية.

وقال المعلمي إن ما حصل في المنطقة العربية عام 2011، انحسار في المعايير الاقتصادية والثقافية والاجتماعية للعالم العربي، وإن السعودية وقفت صامدة لبيان وجهة نظرها بما يحفظ استقرار المنطقة، ولتجاوز ما وصفها بفترة الانحسار العربي، وكانت حينها مثالاً يحتذى به للمواطن العربي في كل مكان، مبدياً سروره بتمثيل المملكة في أهم المحافل الدولية، متسلحاً بقدرات الخطابة والحوار والمحاججة الرصينة، لبسط وجهة النظر السعودية، وأكد أنها «تجربة فريدة وثرية وأجد أثرها حتى اليوم، بعد طيّ هذه الصفحة من رحلتي الدبلوماسية».

واستذكر سيرته التعليمية والدبلوماسية الحافلة بالمواقف، خلال مشاركته في ندوة عن «حياة في الدبلوماسية» في معرض الرياض الدولي للكتاب، حاوره فيها الإعلامي هادي الفقيه، واستذكر مواقف ولحظات من مسيرته التعليمية في مدينة أوريغون الأميركية، ومهامه الوظيفية والدبلوماسية التي قضى عقداً منها مندوباً للسعودية لدى الأمم المتحدة.

وقال: «أنا جندي لدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وسأخدم هذا الوطن العزيز في كل موقع».

واستذكر المعلمي طرفاً من سيرته صبياً في محافظة القنفذة التي ولد فيها، وقال: «كان لوالدتي أثر كبير في حياتي، وقد تعلمت القراءة والكتابة على يد والدي، وكان شغفها بالثقافة والعلوم دافعاً وراء حصول أبنائها على الدرجات العليا في العلم والثقافة». وأضاف: «كانت والدتي متشبعة بسمات القرية، إذ تنحدر من قرية الدارة في ضواحي أبها، وحينها كان والدي كثير الانشغال بعمله في السلك العسكري، تفرغت والدتي لتعليمنا وتشجيعنا وتدريبنا على خوض غمار الحياة، وكان والدي على الرغم من نشأته وعلاقته بالعسكرية طوال عمره، أكثر دبلوماسية من أمي التي كانت مثال الحزم، فيما اتفق كلاهما على تشجيع عادة القراءة وطلب العلم».

وكشف المعلمي أنه يعمل على إصدار كتاب، ضمّنه مذكراته وذكرياته خلال حياته العلمية والعملية، مشيراً إلى أنه سيصدر خلال أشهر، وقد يكون مطروحاً للنقاش على طاولة معرض الرياض للكتاب في الدورة المقبلة، واختار له اسم «جندي ابن جندي في ميدان الدبلوماسية العالمية».

ندوة السفير المعلمي في معرض الرياض للكتاب (معرض الكتاب)

وقال المعلمي إن السؤال التقليدي الذي كان يوجه إلى الأطفال عن أمنياتهم، كان يختار بإزائه إجابة غير تقليدية، مضيفاً أنه كان يفصح عن أمنيته في العمل سفيراً، وهو ما تحقق له بعد عقود من تلك الإجابة، وأصبح سفيراً ومحظوظاً بثقة القيادة السعودية، ومضى سنوات في العمل سفيراً لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي و«الناتو» ولوكسمبورغ، ومن ثم الانتقال للعمل في الأمم المتحدة، التي تمثل رغبة لكل عامل في السلك الدبلوماسي.

واستطرد المعلمي: «أنا سعيد بهذه الفرصة، وبثقة القيادة السعودية الكريمة، وباختيار سمو الأمير سعود الفيصل، لتمثيل بلادي، وقضاء 12 عاماً في الأمم المتحدة، أشعر تجاهها بالارتياح بعد أداء المهمة بنجاح، وسلمتها لخيرة الدبلوماسيين السعوديين هناك من بعدي».

استذكر المعلمي عدداً من المواقف التي جمعته بوزير الخارجية الأمير الراحل سعود الفيصل (معرض الكتاب)

وتحدّث عن عدد من المواقف التي جمعته بوزير الخارجية الأمير الراحل سعود الفيصل، وذلك عندما طلب منه نصيحة قبل بدء العمل في المهمة، قال له الأمير سعود: «أرسل حكيماً ولا توصه»، مبدياً افتخاره واعتزازه بشرف تحمل هذه الثقة والمسؤولية، التي كان دائماً ما يدعو بالتوفيق في أدائها على النحو المأمول.



​جمال سليمان: الدراما قادرة على تطييب جراح السوريين

لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)
لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)
TT

​جمال سليمان: الدراما قادرة على تطييب جراح السوريين

لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)
لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)

قال الفنان السوري جمال سليمان إن الدراما السورية لعبت دوراً كبيراً في فضح نظام بشار الأسد، وإنها قادرة على تطييب جراح السوريين، مؤكداً ترقبه تصوير مسلسل «الخروج إلى البئر» الذي يتناول جرائم التعذيب في سجن «صيدنايا»، مشدداً على أنه من حق السوريين بكل أطيافهم المشاركة في مستقبل البلاد دون إقصاء لأي فصيل منهم، ودون انفراد فصيل واحد بالحكم.

وأضاف خلال لقاء له بـ«نقابة الصحفيين المصرية» مساء السبت أن الشعب السوري بأطيافه كافة أسهم في إسقاط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، وليس بواسطة فصيل واحد، وأن المرأة التي قُتل زوجها، والتي عاشت في الخيام على سبيل المثال لعبت دوراً في ذلك، مؤكداً أن ما يحسم قراره تجاه ترشحه لرئاسة سوريا وجود دستور جديد للبلاد، وأجواء آمنة تحقق انتخابات نزيهة، لافتاً إلى أن «سوريا كانت محكومة بالقوى الأمنية الجبرية خلال حكم حافظ الأسد».

جمال سليمان له نشاطات سياسية سابقة (حساب سليمان على فيسبوك)

وكان جمال سليمان قد أثار تفاعلاً وجدلاً كبيراً بالإعلان عن نيته الترشح لرئاسة سوريا، ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تمسكه بالترشح للرئاسة، وعن ردود الأفعال التي تلقاها منذ إعلانه تلك الخطوة قال إنه «إذا حدث انتقال سياسي للسلطة، وأصبح لدينا دستور جديد، وبيئة آمنة تضمن انتخابات نزيهة، قد أكون مرشحاً رئاسياً، لكن يظل لكل حدث حديث»، مضيفاً أنه تلقى دعوات من شباب سوريين وشيوخ قبائل اتصلوا به يشجعونه على الترشح، فيما أبدى آخرون اعتراضهم عليه بحجة أنه من العلويين.

وأعرب عن حزنه لهذا الوصف «لست علوياً، كان والدي من العلويين، ووالدتي من الطائفة السنية، لكنني عشت حياتي كلها من دون انتماء طائفي، وإذا ترشحت فسوف أكون مواطناً منتخباً أؤدي خدمات للناس؛ وفقاً للدستور الذي أقسمت عليه».

وتحدّث سليمان عن الوضع في سوريا خلال حكمي حافظ وبشار الأسد قائلاً إن «سوريا في عهد حافظ الأسد كانت محكومة بالقوى الأمنية الجبرية، وكانت أجهزة الأمن تحصي على الناس أنفاسهم، لكن في الوقت نفسه كان هناك نوع من الحكمة السياسية التي خلقت قدراً من التوازن داخل المجتمع السوري، كما كان حافظ الأسد لديه براعة في إدارة الملفات الخارجية، غير أنه أراد تولي ابنه الحكم، وكان يُدرك أن سوريا كبيرة عليه، وأنه ليست لديه من الكفاءة التي تمكنه من ذلك، لكنّ السوريين لم يكن أمامهم سوى بشار»؛ على حد وصفه.

سليمان لم يحدّد بعد موعد عودته إلى سوريا (حساب سليمان على فيسبوك)

وحول اتهامه بـ«الانتساب لنظام بشار في البداية»، لفت إلى أنه «تعرّف عليه قبل أن يكون رئيساً»، مضيفاً: «كنا صرحاء معه في حديثنا عن الواقع السوري عقب توليه الرئاسة، وأبدى قدراً كبيراً من التفاهم مع وعد بالإصلاح السياسي والاقتصادي والأمني، لكنه تنكر لكل الوعود بما فيها القضاء على الفساد الذي ينخر في سوريا، وبدلاً من أن يحاربه أصبح هو على رأس الفساد وبشكل مباشر»؛ وفق تعبيره.

ويرى سليمان أن بشار هرب تاركاً وراءه دولة منهكة، ورغم وجود سلطة «إسلاموية» حالياً في دمشق، «فإننا بوصفنا معارضة نريد دولة مدنية ديمقراطية، فسوريا دولة تنطوي على تنوع كبير حتى داخل الطائفة الدينية الواحدة، وليس مقبولاً إقصاء أحد، ولا بد من حوار وطني يجمع كل الأطراف على قاعدة المصالح السورية، وأن نتفق على تشكيل جمعية تأسيسية تقوم على كتابة دستور جديد للبلاد يُراعي هذا التنوع، ويؤكد بشكل أساسي على وحدة سوريا، وأن أي مستقبل لسوريا لن يصنعه سوى كل السوريين مجتمعين».

الفنان السوري جمال سليمان يسعى إلى تقليل الخلاف بين الفنانين السوريين (نقابة الصحفيين المصرية)

وأشاد بما تقوم به السلطة الحالية في سوريا من توفير الخدمات، قائلاً إنها «تبذل جهداً كبيراً لتقديم ما استطاعت من خدمات، لكن الواقع صعب والاحتياجات هائلة تفوق قدرة أي سلطة على تلبيتها، لكننا نأمل في رفع العقوبات عن سوريا؛ لأن السوريين يستحقون حياة أفضل».

وكان الوسط الفني السوري قد شهد انقساماً تجاه الرئيس السابق خلال حكمه، وحول تصوره لرأب الصدع بين الفنانين السوريين، رأى سليمان أنه «أمر ضروري»، مشيراً إلى أنه يعمل على ذلك بشكل متواضع، لكنه كان عاتباً خلال السنوات الماضية على كثير من زملائه الذين صوروا بشار الأسد بأنه من أفضل ما يكون، معلناً مسامحته لهم: «لكي نعود ونبني صرح الدراما السورية من جديد»، فيما وجّه تحية لكل الفنانين الذين اعتذروا عن انتمائهم للنظام السابق، ما عَدّه يُعبر عن شجاعة.

وعن دور الدراما في طرح قضايا سوريا، قال سليمان إنها «لعبت دوراً كبيراً في فضح هذا النظام قبل سقوطه من خلال أعمال اجتماعية وكوميدية وتاريخية، من بينها مسلسل (الفصول الأربعة)»، مشدداً على أنها قادرة على تطييب جراح السوريين.