مهرجان القاهرة للمونودراما يُسلّط الضوء على معاناة المرأة

انطلق بمشاركة 14 دولة... واحتفاء خاص بالسودان

تكريم الفنان المصري محمد صبحي   (إدارة المهرجان)
تكريم الفنان المصري محمد صبحي (إدارة المهرجان)
TT

مهرجان القاهرة للمونودراما يُسلّط الضوء على معاناة المرأة

تكريم الفنان المصري محمد صبحي   (إدارة المهرجان)
تكريم الفنان المصري محمد صبحي (إدارة المهرجان)

سلّط مهرجان القاهرة للمونودراما الذي انطلق في مصر بمشاركة 14 دولة، الضوء على قصص معاناة المرأة، كما احتفى بالسودان.

ويعد مسرح المونودراما أصعب أنواع الفن المسرحي، فهو يعتمد على وجود ممثل واحد فقط على خشبة المسرح يجسّد بالحوار قصة العمل وتصاعده الدرامي ما يضع عبئاً شديداً على هذا الممثل. ومن هذا المنطلق تأتي أهمية مهرجان «أيام القاهرة الدولي للمونودراما» الذي انطلقت دورته السادسة (مساء الأحد) بالمسرح المكشوف بدار الأوبرا بالقاهرة تحت شعار «القاهرة عاصمة المونودراما».

وعلى وقع التصفيق الحاد، صعد الفنان المصري محمد صبحي إلى خشبة المسرح بوصفه أبرز المكرمين كونه صاحب المسيرة اللافتة في المسرح المصري والعربي، التي قدم خلالها أعمالاً أصبحت علامات فنية مثل: «تخاريف» و«انتهى الدرس يا غبي» و«الهمجي» و«وجهة نظر» و«أنت حر» و«ماما أميركا». وكان المشهد الأبرز في الحفل تقبيل صبحي رأس الفنان المصري لطفي لبيب، عضو اللجنة العليا بالمهرجان.

وحضر حفل الافتتاح، الفنانون رياض الخولي، وسامح الصريطي، وإيهاب فهمي، ومحمد أبو داود عضو لجنة التحكيم. واقتصرت كلمة مؤسس ورئيس المهرجان المخرج المسرحي الدكتور أسامة رؤوف على توجيه الشكر لوزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، وعدد من القطاعات في الوزارة التي تعاونت معه ليخرج الحدث إلى النور.

وشهدت الفعاليات احتفاءً خاصاً بالسودان، ضيف شرف الدورة الحالية، كما شارك عرض «من مقاس 1 حتى مقاس 56» في المسابقة الرسمية للمهرجان، وهو من إنتاج الجمعية السودانية للثقافة والفنون. وتدور فكرته في إطار إنساني حول «المشاوير» التي يقطعها الإنسان في حياته عبر الحذاء منذ أن كان طفلاً.

ويأتي في هذا السياق، تكريم الفنان والمؤلف والمخرج السوداني علي مهدي، صاحب الدور المشهود في إثراء الحركة المسرحية بالسودان، الذي اختير سفيراً للسلام بمنظمة «اليونيسكو» وأميناً عاماً للهيئة الدولية للمسرح، وحاز العديد من الجوائز والأوسمة العالمية؛ منها «جائزة حرية الإبداع العالمية»، و«الوسام الذهبي» من المنظمة الدولية للملكية الفكرية «وايبو» بجنيف، فضلاً عن «الوسام الذهبي» من معهد العالم العربي بباريس.

وتشمل قائمة المكرمين كذلك الشاعر والمؤلف الإماراتي محمد سعيد الظنحاني، والمخرجة الإيطالية فالبونا كسيبري، والأكاديمي المصري الراحل الدكتور مصطفى سليم، رئيس قسم النقد والدراما بالمعهد العالي للفنون المسرحية.

تكريم المؤلف الإماراتي محمد سعيد الظنحاني (إدارة المهرجان)

وتشهد عروض المهرجان إنصافاً للمرأة وتعاطفاً معها، لا سيما حين تضعها الحياة في ظروف قاسية تجعلها على حافة التعاسة؛ لكنها تقاتل مهما كان الواقع غير منصف. ومن هذه الأعمال العرض المصري «سيب نفسك» من بطولة فاطمة محمد علي وإخراج جمال ياقوت، ويدور العمل حول عاملة نظافة بسيطة تقاوم الألم بالبهجة وتسعى لمنع رجل يائس من الانتحار. وهناك العرض الجزائري «ميرا» الذي يدور حول فتاة يتيمة الأب والأم ترفض الاستسلام لحياة التشرد وتبحث عن شغفها في بيع الدمى، والعرض تمثيل سعاد نجاتي، وتأليف وإخراج هشام أبو سهلة.

كما يأتي العرض الإماراتي «الليلة الأخيرة» الذي تدور أحداثه حول فتاة تعيسة تعاني الوحدة والأسى بسبب استبداد أبيها، الذي يرفض كل من يتقدم إليها، بمن فيهم حبيبها، نظراً لفقره أو أصوله الاجتماعية، والعمل تأليف محمد سعيد الظنحاني، وإخراج العراقي فيصل جواد وبطولة الفنانة المصرية لمياء كرم.

وحول دلالة اختيار السودان ضيف شرف المهرجان، قال أسامه رؤوف، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحركة الفنية في السودان، والمسرح في القلب منها، تستحق كل احتفاء وتقدير، فلطالما كان الفن السوداني نقطة إشعاع في أفريقيا والعالم العربي». وأضاف أن «ما يمر به السودان حالياً من محنة إنسانية تستوجب استعادة الوجه الفني والحضاري لبلد راسخ في التاريخ».

ويطلق الإنجليز على عروض مسرح المونودراما «one man show» أو «عرض الممثل الواحد»، بينما يسميه الألمان «solo play» أما كلمة «مونو» فهي ذات أصل يوناني وتعني «واحداً». ويرتبط فن المونودراما بفن آخر هو «المونولوج» وهو المناجاة أو حوار الشخص مع ذاته، على عكس «الديالوج» الذي يشير إلى حوار بين شخصيتين.



مدينة أوروبية حجرية قديمة تصل حرارتها إلى 27 درجة مئوية في أكتوبر

«ماتيرا» الإيطالية وتُعرف باسم «مدينة الحجر» (غيتي)
«ماتيرا» الإيطالية وتُعرف باسم «مدينة الحجر» (غيتي)
TT

مدينة أوروبية حجرية قديمة تصل حرارتها إلى 27 درجة مئوية في أكتوبر

«ماتيرا» الإيطالية وتُعرف باسم «مدينة الحجر» (غيتي)
«ماتيرا» الإيطالية وتُعرف باسم «مدينة الحجر» (غيتي)

عند التفكير في قضاء عطلة في إيطاليا، قد تخطر على بالك وجهات مثل روما، أو فلورنسا، أو ساحل «أمالفي» الرومانسي. ومع ذلك، ثمة جوهرة واحدة غير مُكتَشفة بإمكانها منافسة هذه الوجهات المزدحمة وهي «ماتيرا»، حسب «صحيفة ميترو» اللندنية.

تقع «ماتيرا» في إيطاليا، في منطقة بازيليكاتا، وتُعرف باسم «مدينة الحجر» بسبب شبكة كهوفها القديمة، وتعد واحدة من أقدم المدن في أوروبا. ووفقاً لبعض التقديرات، فهي ثالث أقدم مدينة في العالم.

ووصفها الروائي كارلو ليفي ذات مرة بـ«عار إيطاليا»، حيث نُفي إليها في ثلاثينات القرن العشرين، وشهد الظروف المعيشية المزرية لسكانها، الذين كان كثير منهم يعيشون في كهوف مع مواشيهم.

وأدّى الفقر المدقع والضياع الذي ميّز هذه الفترة إلى تدخل حكومي واسع النطاق وجهود لإعادة التوطين، ما جعل «ماتيرا» منسية إلى حد كبير على مدى سنوات كثيرة.

غير أن عمارتها الفريدة وتاريخها الغني ضمن لماتيرا عدم نسيانها بشكل كامل.

ومنذ ذلك الحين، شهدت المدينة تحولاً ملحوظاً، حيث تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1993 إلى أن تم اختيارها عاصمة الثقافة الأوروبية في عام 2019.

كما استغل صانعو الأفلام السينمائية جاذبية ماتيرا، وظهرت مناظرها الخلابة في بعض الأفلام، مثل: «لا وقت للموت» لجيمس بوند، و«آلام المسيح» لميل غيبسون.