شوي تشينغ قوه: إقبال السعوديين على الكتاب ظاهرة مثيرة للاهتمام

ترجم أعمال خليل جبران وأدونيس إلى الصينية

الدكتور شوي تشينغ قوه خلال ندوته في معرض الرياض الدولي للكتاب بعنوان ندوته بعنوان: «علامات في الجسر الثقافي العربي الصيني» (واس)
الدكتور شوي تشينغ قوه خلال ندوته في معرض الرياض الدولي للكتاب بعنوان ندوته بعنوان: «علامات في الجسر الثقافي العربي الصيني» (واس)
TT

شوي تشينغ قوه: إقبال السعوديين على الكتاب ظاهرة مثيرة للاهتمام

الدكتور شوي تشينغ قوه خلال ندوته في معرض الرياض الدولي للكتاب بعنوان ندوته بعنوان: «علامات في الجسر الثقافي العربي الصيني» (واس)
الدكتور شوي تشينغ قوه خلال ندوته في معرض الرياض الدولي للكتاب بعنوان ندوته بعنوان: «علامات في الجسر الثقافي العربي الصيني» (واس)

في ندوته بعنوان «علامات في الجسر الثقافي العربي الصيني»، تحدث المترجم والباحث الصيني الدكتور شوي تشينغ قوه، عن التحولات الكبيرة التي تشهدها السعودية، عاداً أن المملكة تشهد انفتاحاً واسعاً، مع ترسيخ مكانتها في العالم.

وفي حديث قصير لـ«الشرق الأوسط»، قال إن السعودية تسعى لبناء علاقات شراكة متوازنة مع القوى المتعددة في العالم.

وأضاف: «أرى أن السعودية تريد أن تحافظ على علاقات متوازنة بين الشرق والغرب، وبين القوى التقليدية والقوى الصاعدة، وهذا يدل على حكمة وبعد نظر السياسة الخارجية السعودية».

ويقول الدكتور شوي تشينغ قوه لـ«الشرق الأوسط»: «زرتُ المملكة عدة مرات، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تتاح لي فيها زيارة معرض الكتاب، وقد تركت لديّ هذه الزيارة انطباعاً عميقاً عن المملكة وعن الحياة الثقافية، ولاحظت أن هذا المعرض من أكبر معارض الكتب التي زرتها».

وأضاف: «ما يميز معرض الرياض الدولي للكتاب عن بقية المعارض في الدول العربية، وفي الخليج خصوصاً، كبر المساحة، وكثرة الزوار، والإقبال الكبير من قبل الجمهور على اقتناء الكتب والإصدارات الحديثة، وهذه ظاهرة مثيرة للاهتمام».

وخلال الندوة التي أقيمت بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2023، مساء الخميس، تحدث الدكتور شوي عن القفزة الهائلة التي تعيشها المملكة العربية السعودية على جميع المستويات، مقارناً ما شاهده في زيارته الأولى للمملكة قبل عشرين عاماً؛ بواقع اليوم من إنجازات وتطور هائل وملموس على جميع الأصعدة.

ويقول الدكتور تشينغ قوه، الذي يطلق على نفسه اسم «بسام»، إنه تعلم اللغة العربية في الصين أولاً، ثم أكمل تعلمه اللغة العربية في القاهرة، وعمل دبلوماسياً صينياً في سفارة بلاده في دمشق، كما زار بلداناً عربية عديدة، بينها الرياض التي حظيت بعدد من الزيارات.

المترجم والباحث الصيني الدكتور شوي تشينغ قوه متحدثاً لـ«الشرق الأوسط»

ويقول عن الرياض: «لاحظتُ أن مدينة الرياض تشهد تطوراً هائلاً، يتمثل في نواحٍ عديدة، وهي تسير في الاتجاه الصحيح... ولعل أبرز ما لاحظته باعتباري مهتماً ومراقباً أجنبياً، أن السعودية عموماً، والرياض خصوصاً، تسير نحو مزيد من الانفتاح والاعتدال والفهم العصري للإسلام، ونحو تمكين المرأة».

وعن رأيه في اهتمام السعوديين بالثقافة الصينية، وقد تمّ مؤخراً إقرار تعلّم اللغة الصينية في المناهج التعليمية، وأثر هذه الخطوة في التواصل الثقافي والحضاري، قال: «هذه الخطوة لها رمزية كبيرة، وقد لاحظتُ أولّ ما وصلتُ صالة المطار في الرياض أن الإشارات لدى صالة الجمارك مكتوبة بثلاث لغات، هي: العربية، والإنجليزية، والصينية، ونحن نعلم أن عدد السياح الصينيين الوافدين للمملكة ما زال محدوداً، وكذلك أعداد الحجاج والمعتمرين، لكن وجود اللغة الصينية يعطي مغزى ودلالة رمزية بأن السعوديين يرون في الصين بلد المستقبل، وهو مستقبل لا يعني أن تكون الصين بديلاً عن الغرب، لكنها تعمل جنباً إلى جنب معهم».

حصل الدكتور شوي تشينغ قوه، على الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة الدراسات الأجنبية ببكين عام 1992، وكان عميداً لكلية اللغة العربية هناك، وهو حالياً نائب رئيس لجمعية بحوث الأدب العربي في الصين. وفي الجامعة نفسها عمل مديراً لمركز الشيخ زايد للغة العربية والدراسات الإسلامية.

واشتغل الدكتور شوي تشينغ قوه بالترجمة، وترجم إلى اللغة الصينية أعمال جبران خليل جبران، وأدونيس الذي ما زال يحتفظ بعلاقات وثيقة معه، كما ترجم أعمال محمود درويش، ونجيب محفوظ، وسعد الله ونوس، كما ساهم في ترجمة أعمال صينية بارزة إلى اللغة العربية مثل؛ ترجمة كتاب «الحوار» لكونفوشيوس، وكتاب «التاو تي تشينغ» للمعلم لاو تسي، وكتاب «منشيوس» لمنغ تسي، بالتعاون مع المترجم السوري فراس السواح.



«أسبوع الأزياء بالرياض» يستقطب رموز الموضة العالمية ومصمميها

المصمم عدنان أكبر قدّم أعمالاً مستوحاة من التراث التقليدي والصيحات المعاصرة (المركز الإعلامي للحدث)
المصمم عدنان أكبر قدّم أعمالاً مستوحاة من التراث التقليدي والصيحات المعاصرة (المركز الإعلامي للحدث)
TT

«أسبوع الأزياء بالرياض» يستقطب رموز الموضة العالمية ومصمميها

المصمم عدنان أكبر قدّم أعمالاً مستوحاة من التراث التقليدي والصيحات المعاصرة (المركز الإعلامي للحدث)
المصمم عدنان أكبر قدّم أعمالاً مستوحاة من التراث التقليدي والصيحات المعاصرة (المركز الإعلامي للحدث)

شهدت العاصمة السعودية، الخميس، افتتاحاً حافلاً للنسخة الثانية من «أسبوع الأزياء بالرياض»، بحضور نخبة من النجوم، وروّاد الموضة، ومصممين مبدعين، ضمن مساعي تعزيز مكانة البلاد الرائدة على خريطة الموضة العالمية.

ويُقام هذا الحدث في ثلاثة مواقع أيقونية هي: «قصر طويق، والمدينة الرقمية، وحي جاكس»، واستقطب كل منها مجموعة رائعة من المواهب العالمية والمحلية بعالم الموضة، احتفالاً بالإبداع، والثقافة، والأزياء الراقية.

وقدّم في اليوم الأول لعروض الأزياء المصممون المبدعون، بينهم عدنان أكبر وتيما عابد، مجموعة مستوحاة من التراث التقليدي والصيحات المعاصرة، التي عكست التنوع والموهبة التي يمثلها الحدث.

من أعمال المصممة تيما عابد (المركز الإعلامي للحدث)

واستقطب الحدث جمهوراً حصرياً من روّاد الأزياء، وشخصيات دبلوماسية وإعلامية دولية، منهم جيمس فالون المدير الرئيسي للمحتوى بمجلة «وومنز وير ديلي»، وباتريك ميزونووف السفير الفرنسي لدى السعودية، وفرانشيسكا أيرولدي رئيسة قسم الإيرادات بمجلة «كوندي ناست إيطاليا»، والممثلة التايلاندية دافيكا هورن، وغيرهم.

وتُعزز هذه المشاركة المتنوعة مكانة الرياض بوصفها موقعاً محورياً للابتكار في عالم الموضة والتعاون الثقافي، كما يعكس حضور مجموعة كبيرة من النجوم والمؤثرين من مختلف أنحاء العالم الاهتمام الدولي المتزايد تجاه الموضة السعودية وإمكاناتها العالمية.

من جانبه، قال بوراك شاكماك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء السعودية: «يعكس اليوم الافتتاحي رؤيتنا في ترسيخ المملكة وجهة عالمية رائدة للموضة والإبداع»، مبيناً أن المواهب المُشاركة «تسلط الضوء على الإبداع المذهل لمصممينا في السعودية».

من أعمال المصممة هنيده صيرفي (المركز الإعلامي للحدث)

وأكد شاكماك أن هذا الحدث «ليس مجرد عرض للأزياء، بل احتفالٌ بثقافتنا، وشهادة على التأثير المتزايد للمملكة على الساحة العالمية»، مضيفاً: «معاً، نرسم معايير جديدة للابتكار والحرفية والتعاون، مما يمهد الطريق لمستقبل الموضة السعودية».

ويقدم الحدث على مدى أربعة أيام، نحو 30 عرضاً للموضة بتوقيع أسماء بارزة ومواهب سعودية صاعدة، تشمل مجموعات من مصممين وعلامات معروفة؛ مثل منى الشبل، و«KML» لأحمد زاهر، وغيرها، مما يقدم رؤية حقيقية عن مستقبل الأزياء الراقية والجاهزة و«الستريت وير».

وتأتي دورة هذا العام بعد نجاح النسخة الافتتاحية عام 2023 ومعرض «100 براند سعودي» في «أسبوع الموضة بباريس» خلال يونيو الماضي، وسيشهد العالم على مزيجٍ ديناميكي بين الحضارة والحداثة، بحضور المصممين السعوديين إلى جانب عمالقة الموضة العالمية.

من أعمال دار الهنوف (المركز الإعلامي للحدث)