معرض كتاب الرياض يعود مجدداً لأرض انطلاقته أول مرة عام 1976

ينطلق الخميس تحت شعار «وجهة ملهمة»

رحلة معرفية جديدة تنطلق مع معرض الرياض الدولي للكتاب بمشاركة واسعة من دور نشر عربية ودولية (واس)
رحلة معرفية جديدة تنطلق مع معرض الرياض الدولي للكتاب بمشاركة واسعة من دور نشر عربية ودولية (واس)
TT

معرض كتاب الرياض يعود مجدداً لأرض انطلاقته أول مرة عام 1976

رحلة معرفية جديدة تنطلق مع معرض الرياض الدولي للكتاب بمشاركة واسعة من دور نشر عربية ودولية (واس)
رحلة معرفية جديدة تنطلق مع معرض الرياض الدولي للكتاب بمشاركة واسعة من دور نشر عربية ودولية (واس)

رحلة معرفية جديدة تنطلق مع معرض الرياض الدولي للكتاب، بمشاركة واسعة من دور نشر عربية ودولية، تنقل الفضاء الثقافي الذي عرفته العاصمة السعودية منذ عام 1976 إلى مستوى جديد، وزخم فكري ومعرفي كبيرين يعكسان تطور الحالة الثقافية السعودية.

ويعود معرض الكتاب في النسخة الجديدة التي تنطلق الخميس، إلى جذوره وأرض انطلاقته، في رحاب جامعة الملك سعود بمدينة الرياض، التي احتضنت أول معرض دولي يقام على مستوى البلاد، عام 1976 للميلاد، حيث رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حين كان أميراً لمدينة الرياض، ودعم، بزوغ نجم العرس الثقافي الدولي للكتاب، الذي سجل اسمه، وثبّت مكانته في المشهد الثقافي العربي، وأصبح وجهة مهمة للناشرين والمتطلعين إلى متابعة أحدث الإصدارات العربية والدولية في الفكر والفن والثقافة.

وتحتفي مدينة الرياض، ابتداء من الخميس المقبل بعشرة أيام من الأنشطة الثقافية التي تشكل تفاصيل المعرض الدولي الذي تزيّنه أحدث الإصدارات والعناوين الفكرية في مختلف الفنون الأدبية والعلمية، والجلسات المعرفية التي يشارك فيها نخبة من المفكرين والمثقفين العرب، يحيون أمسياته وزواياه بالنقاشات والحوارات الثرية والدسمة، ويلقي الضوء على قصة التحول التي تشهدها السعودية في مختلف المجالات، من بينها القطاع الثقافي الذي حقق قفزات مهمة ونوعية خلال السنوات القليلة الماضية.

يعود معرض الرياض للكتاب في النسخة الجديدة إلى أرض انطلاقته بجامعة الملك سعود التي احتضنت أول نسخة منه عام 1976 (جامعة الملك سعود)

قفزة في عدد الدور وتاريخ من التطور

يشارك في النسخة الجديدة من «معرض الرياض الدولي للكتاب 2023» التي تنطلق الخميس المقبل، أكثر من 1800 دار نشر، في مظهر لتطور العرس الثقافي الدولي للكتاب، بالنظر إلى تاريخ عمره 5 عقود من قيام المعرض للمرة الأولى في كنف جامعة الملك سعود (الرياض سابقاً)، حيث لم تتجاوز الدور المشاركة حينذاك بضعة دور، وواظبت الجامعة على تنظيم المعرض، وصولاً إلى النسخة الثالثة منه التي شهدت توسعاً في عدد الدور من مختلف الدول العربية، وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، طوال تلك الحقبة، حريصاً على افتتاح المعرض ودعم خطط توسعه وتطويره، حتى انتقل في عهدة وزارة الثقافة والإعلام إلى مستوى أكثر تميزاً واحترافية.

رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حين كان أميراً لمدينة الرياض بزوغ نجم العرس الثقافي الدولي للكتاب (جامعة الملك سعود)

ويمثل معرض الرياض الدولي للكتاب جوهرة مواسم الكتاب التي تنظم في السعودية خلال العام الحالي، التي تضم قائمة من معارض الكتاب ومهرجانات القرّاء في المدن السعودية الرئيسية، وأخرى ترتب وزارة الثقافة لإقامتها في مدن أخرى لم يسبق لها استضافة أحداث من هذا النوع، وذلك انطلاقاً من رؤية للنهوض بقطاعات الثقافة بمختلف فنونها ومجالاتها، تجتمع فيها الأبعاد الثقافية بشكلها الأوسع، وتنعش القطاع الثقافي والمشتغلين في مجالاته المختلفة.

سجل معرض الرياض للكتاب اسمه في المشهد الثقافي العربي وأصبح وجهة مهمة للناشرين والقراء (واس)

أكبر المعارض العربية برامجياً

وتواصل هيئة الأدب السعودية المخوّلة تنظيم معارض الكتاب في السعودية منذ إطلاق استراتيجيتها لتعزيز القطاع الثقافي عام 2021، في تقديم رحلة متكاملة للقراء من خلال أهم مواسم الكتاب في السعودية، وتمكين قطاع النشر وتشجيع التبادل الثقافي، وتحقيق أهداف وزارة الثقافة الرامية إلى جعل الثقافة نمطاً للحياة، ورفع مستوى مساهمتها في النمو الاقتصادي الوطني، وفي تعزيز مكانة المملكة في العالم.

وينفرد معرض كتاب الرياض بصفته أكبر المعارض العربية من جهة تنوع برنامجه الثقافي والموضوعات التي يتناولها في ندواته الحوارية التي تُثري أمسياته الممتدة لعشرة أيام، ويحتفظ المعرض بهذه الفرادة مع اقتراب انطلاق المعرض وترقّب المشهد الثقافي العربي للبرنامج الذي ستكشف عنه هيئة الأدب السعودية، والتفاصيل الموسعة بشأن تنظيم أكثر من 200 فعالية ثقافية تعقد ضمن المعرض، تشمل ندوات حوارية، وأمسيات شعرية يُحييها نخبة من شعراء الفصحى والشعر النبطي، وورش عمل في شتى ميادين المعرفة، إلى جانب الرواة، وفعاليات متنوعة لتثقيف الطفل، وإثراء قدراته، وصقل مهاراته المعرفية، لزيادة الوعي بالقراءة وتعزيز مهاراتها، تساندها مسابقة تقام للمرة الأولى لهم في الإلقاء الشعري، في أجواء مفعمة بالثقافة وزاخرة بالمعارف المتنوعة، بالإضافة إلى عروض مسرحية سعودية ودولية، وحفلات موسيقية وغنائية، وفعالية «حديث الكتاب» التي تستضيف نخبة من المفكرين والمؤلفين المؤثرين في فعاليات تعكس جميع عناصر الثقافة ومكوناتها.



اكتشاف بقايا معبد الوادي لحتشبسوت في الأقصر

اكتشافات أثرية جديدة في الأقصر (البعثة الآثارية)
اكتشافات أثرية جديدة في الأقصر (البعثة الآثارية)
TT

اكتشاف بقايا معبد الوادي لحتشبسوت في الأقصر

اكتشافات أثرية جديدة في الأقصر (البعثة الآثارية)
اكتشافات أثرية جديدة في الأقصر (البعثة الآثارية)

أعلن عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، الأربعاء، عن اكتشاف بقايا معبد الوادي للملكة حتشبسوت بالأقصر (جنوب مصر)، مع عدد من الاكتشافات الأثرية الأخرى، من بينها مقبرة المشرف على قصر الملكة تتي شيري، وجزء من جبَّانة بطلمية.

جاء الكشف في إطار عمل البعثة الآثارية المشتركة التابعة لـ«مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث» بالتعاون مع «المجلس الأعلى للآثار» التابع لوزارة السياحة والآثار المصرية. وأشار حواس، في مؤتمر صحافي بالأقصر، إلى أن «البعثة تعمل في المنطقة منذ عام 2022، وتمكنت خلال ثلاث سنوات من التوصل عبر الحفائر إلى عدد من الاكتشافات الأثرية المهمة في المنطقة الواقعة عند بداية الطريق الصاعدة لمعبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري».

وكشفت البعثة عن جزء من أساسات معبد الوادي للملكة حتشبسوت التي تولت الحكم بين (1479 و1458 قبل الميلاد)، ويقع الجزء المكتشف عند مشارف الوادي، وهو بوابة الدخول الرئيسية للمعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت المسمى «جسر جسرو»، الذي يعدّ «أجمل المعابد الفرعونية على الإطلاق»، بحسب حواس.

وقال حواس إن «البعثة عثرت على عدد كبير من نقوش معبد الوادي، التي تعدّ من أندر وأجمل نماذج فن النحت في عصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث، حيث لا يوجد مثيل لها في المتاحف المصرية سوى نماذج قليلة في متحفي (الأقصر) و(المتروبوليتان) في نيويورك»، مشيراً إلى أن «مجموعة النقوش الملكية المكتشفة حديثاً هي الأكمل على الإطلاق من بقايا معبد الوادي، الذي تعرَّض للهدم خلال عصر الرعامسة والأسرة التاسعة عشرة».

الدكتور زاهي حواس يعلن عن الكشف الأثري (البعثة الآثارية)

بدوره، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد إن «البعثة عثرت أيضاً على أكثر من مائة لوحة من الحجر الجيري والرملي مسجل عليها أسماء وخراطيش الملكة حتشبسوت (اسم الميلاد واسم التتويج على العرش)، تُعدّ جزءاً من ودائع الأساس، التي تؤكد على ملكية صاحب المعبد».

ومن بين اللوحات الحجرية المكتشفة، لوحة من الحجر الجيري تحمل بالنقش البارز اسم المهندس المعماري المختص بقصر الملكة حتشبسوت واسمه سنموت، ولقبه «المشرف على القصر».

وقال حواس إن «مجموعة ودائع الأساس الكاملة للملكة حتشبسوت تُعدّ من أهم مكتشفات البعثة، لا سيما أنها تأتي بعد مرور ما يقارب القرن من الزمان منذ أن كشف العالم الأميركي هيربرت وينلوك عن آخر مجموعة كاملة من ودائع الأساس للملكة حتشبسوت في موقع المعبد الجنائزي في الفترة من (1923 - 1931)».

عدد من اللقى الأثرية في الكشف الأثري الجديد (البعثة الآثارية)

وعثرت البعثة على مقبرة شخص يدعى جحوتي مس، وهو المشرف على قصر الملكة تتي شيري، وأوضح حواس أن «الملكة تتي شيري هي جدة الملك أحمس محرر مصر من الهكسوس، وأم والدة الملك سقنن رع، أول ملك شهيد في حرب الكفاح والتحرير»، وقال: «المقبرة تلقي كثيراً من الضوء على تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر».

وتؤرخ المقبرة بالعام التاسع من حكم الملك أحمس الأول (1550 - 1525 قبل الميلاد)، وهي عبارة عن حجرة مربعة منحوتة في الصخر تتقدمها مقصورة من الطوب اللبن المكسو بطبقة من الملاط الأبيض ولها سقف مقبى.

وداخل حجرة المقبرة عُثر على بقايا رسوم ملونة باللون الأحمر على طبقة من الملاط الأبيض، وفي أرضية الحجرة عُثر على بئر مستطيلة تؤدي إلى حجرتَي دفن، وفي البئر تم العثور على مائدة قرابين من الحجر الجيري، وكذلك على اللوحة الجنائزية لصاحب المقبرة.

الاكتشافات تضمنت مقابر بطلمية (البعثة الآثارية)

وعلى الرغم من اللقب المهم الذي كان يحمله صاحب المقبرة، فإن «هيئة وبساطة المقبرة تعطي الكثير من المعلومات عن الحالة الاقتصادية في بدايات الأسرة الثامنة عشرة، التي جاءت بعد حروب مريرة من أجل التحرير استنزفت اقتصاد الدولة»، وفق حواس.

أعلن حواس أيضاً الكشف عن «جزء من جبانة بطلمية ممتدة شغلت موقع الطريق الصاعدة ومعبد الوادي، وشُيّدت مقابرها من الطوب اللبن وأجزاء من حجارة معبد الملكة حتشبسوت». وأوضح أن «هذه الجبَّانة كان قد تم الكشف عن بعض أجزائها عن طريق بعثات أجنبية في بدايات القرن الماضي ولم يتم توثيقها بشكل مناسب».

وتضمن الكشف العثور على عدد كبير من الآثار التي توثق تلك الفترة التاريخية، بينها عملات برونزية تحمل صورة الإسكندر الأكبر، وتعود لعصر بطلميوس الأول (367- 283 قبل الميلاد)، كما تم العثور على ألعاب أطفال من التراكوتا (الطين المحروق)، بأشكال آدمية وحيوانية، وكذلك عدد من قطع الكارتوناج والماسكات الجنائزية التي كانت تغطي المومياوات، وعدد من الجعارين المجنحة والخرز والتمائم الجنائزية.

الجعارين والنقوش الجنائزية من المكتشفات الجديدة (البعثة الآثارية)

كما أعلن حواس أن «البعثة عثرت أيضاً على عدد من المقابر الصخرية من عصر الدولة الوسطى (2050 - 1710 قبل الميلاد)»، مشيراً إلى أن «البعثة كشفت بموقع معبد الوادي عن التسلسل التاريخي للموقع، الذي بدأ إشغاله في عصر الدولة الوسطى، واستمر حتى بداية الأسرة الثامنة عشرة عندما أمر المهندس سنموت بوقف الدفن في المنطقة، واختاره موقعاً لتشييد معبد الوادي».

وقد عمل سنموت على دفن الجبانة أسفل كميات كبيرة من الرمال، ضمن أعمال تمهيد الموقع لتشييد معبد الوادي، وفق حواس.

وتضمن الكشف الأثري أيضاً عدداً من المقابر الصخرية التي تعود لعصر الدولة الوسطى، بداخلها عدد من القطع الأثرية، من بينها موائد القرابين المصنوعة من الفخار وعليها مجسمات للقرابين من خبز ونبيذ ورأس وفخذ الثور، وقال حواس: «هذه الموائد من الآثار المميزة لعصر الدولة الوسطى».

كشفت البعثة أيضاً، بحسب حواس، عن عدد من أبيار الدفن من عصر الأسرة السابعة عشرة (1580 - 1550 قبل الميلاد)، منحوتة في الصخر، وبداخلها عدد من التوابيت الخشبية بالهيئة الإنسانية، التي تُعرَف بالتوابيت الريشية.

من بين التوابيت المكتشفة، تابوت لطفل صغير مغلق وموثق بالحبال، التي لا تزال على هيئتها منذ دفنها قبل 3600 سنة، بحسب حواس، الذي أشار إلى العثور، بجانب تلك التوابيت، على «حصير ملفوف تعدّ البعثة حالياً برنامجاً خاصاً لترميمه ونقله للعرض بمتحف الحضارة».

وكانت البعثة قد نقلت إلى متحف الحضارة في موسم الحفائر الماضي (2023 - 2024)، أحد اكتشافاتها، وهو سرير من الخشب والحصير المجدول يعود إلى عصر الأسرة السابعة عشرة، كان يخصّ أحد حراس الجبانة.

وعدّ حواس «العثور على أقواس الرماية الحربية، أحد المكتشفات المهمة للبعثة، لا سيما أنها تشير إلى وظيفة أصحاب هذه المقابر، وخلفيتهم العسكرية وكفاحهم لتحرير مصر من الهكسوس».